قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب فضل قيام الليل. وعن سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم عن ابي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل قال سالم فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل الا قليلا. متفق عليه. وعن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل. متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى اصبح. قال ذاك رجل بال الشيطان في اذنيه او قال في اذنه متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم اذا هو نام ثلاث عقد يضرب عليكن عقدة عليك ليل طويل فارقده فان استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة. فان صلينا حلت فاصبح نشيطا طيب النفس. وان اصبح خبيث النفس كسلان. متفق عليه الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله واله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاية هذه الاربعة كلها على قيام الليل قيام الليل سنة مؤكدة وفيه خير عظيم وفوائد جمة وهو من صفة عباد الرحمن ومن اخلاق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال الله جل وعلا في صفة عباد الرحمن والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وفي صفات المتقين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ومن اسهارهم يستغفرون ويقول جل وعلا يا ايها المزمل قم الليل المزمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قم الليل الا قليلا نصفه او ينقص منه قليلا. او زد عليه ورتل ونصرت في اخره يقول ان ربك يعلم انك تقوم اجدى من ثلث الليل من ثلثي الليل ونصفه وثلثاه وطائفة من الذين والله يقدر الليل والنهار فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسروا اقرأوا ما تنسوا من القرآن. فالمقصود ان الله جل وعلا حث نبيه والمؤمنين على قيام الليل نص ثلث ما تيسر منه تقرأ صلوا من الليل ومعلوم ان الصلاة فيها القراءة ويقول جل وعلا فيهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون فقيام الليل من افضل القربات ومن افضل الطاعات وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الصلاة افضل؟ قال صلاة الليل لما فيها من تواطؤ القلب واللسان والاقبال على الصلاة وخشوع القلب وانقطاع شوغل مشاغل الدنيا في النهار اغلب وفي هذه الاحاديث الاربعة حتما على ذلك في الحديث الاول هدي عبد الله ابن عمر رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فلما سمع عبد الله هذا الكلام صار يتهجد من الليل حرصا على هذه الخصلة العظيمة. وقال لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لا يا عبد الله لا تكون مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل من عمر قال نعم الرجل عبد الله كان يقوم يصلي من الليل. عبد الله بن عمر قال لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترة في قيام الليل كان عبد الله بن عمرو يسهر الليل تعبدا فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولزوجك عليك حق فاعط كل ذي عقل حقه هم اما الله ان يقوم بعض الشيء وينام بعض الشيء فيسهر ولما مر جماعة على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمله اسألوا ازواجنا عن اعمالنا في السر كانهم تقالوه فقال احدهم اما انا واصلي ولا انام قال الاخر اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا بل اتزوج النساء قال اخرم معنا فلا انام على فراشي الاخر يقول لا اكل اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني اصلي هل خطب الناس وحمد الله ثم قال ما بال اقوام قالوا كذا وكذا لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن راب عن فمن رغب عن سنته فليس مني لا ينبغي تجديد تكلف يصلي الانسان ما تيسر ويصوم ما تيسر من دون تشديد تكلف والحديث حديث ابن مسعود سئل عن رجل نام حتى الصباح ما قام في الليل قال ذاك رجل بال الشيطان في اذنه او قال في اذنيه هذا فيه ان الشيطان قد يكسله ان تنقل قيام الليل بالبول في اذنه او اذنيه وهذا يشجع على قيام الليل يدل على فظله المؤمن يقول ما تيسر. صلي ثلاث صلي خمس صلي سبع صلي ما تيسر يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة في اوله في وسطه في اخره حسب التيسير. واخره افضل اذا تيسر اخر الليل فهو افضل لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا لنزول يليق بجلاله ينزل ربنا الى كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. حتى ينفجر الفجر هذا النزول يليق بالله لا يشابه خطأه نزول لا يعلم كيفيته الله سبحانه وتعالى يليق بجلاله لا يشابه الخلق في نزوله ولا في استوائه ولا في سائر صفاته سبحانه وتعالى لكن يدلنا على ان هذا الوقت وقت عظيم فيه الدعاء فيه التوبة فاذا في يسر للمؤمن ان يكون له نصيب من ثلث الليل هو خير عظيم الحديث الرابع يقول صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يعقد على قافة الاسلام قال ثلاث عقد يظهر على كل عقدة فيقول نم فان عليك ليلا طويلا يعني على النوم حتى يفوته قيام الليل فاذا قام وتوضأ فاذا قام وذكر الله انحلت عقدة اذا توضأ هل له عقدة ثانية؟ فاذا صلى ما تيسر انحلت عقده كلها. فاصبح نشيطا طيب النفس والا اصبح بثلاث هل يريد ان المؤمن على خطر من هذا الشيطان وهذا العدو فاذا قام من الليل يذكر الله ويتوضأ الوضوء الشرعي ويصلي ما يسر الله له او بذلك يسلم العقد الخبيث وتثبيته وفق الله الجميع