بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم احفظ عبادك المؤمنين. اللهم سلم امة محمد اجمعين. اللهم اهدنا واهدي بنا واصلحنا واصلح بنا اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري والحديث الثالث والسبعين بعد الثلاث مئة قال الامام البخاري باب اذا صلى في ثوب له اعلام ونظر الى علمها حدثنا احمد ابن يونس قال حدثنا ابراهيم ابن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميسة لها اعلام فنظر الى اعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخبيصة هذه الى ابي جهم واتوني بامبجانية واتوني بامبجانية ابي جهم فانها الهتم انفا عن صلاته وقال هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت انظر الى علمها وانا وانا في الصلاة فاخاف ان تفتنني هكذا ذكر البخاري علينا وعليه رحمة الله هذا الحديث بهذه الصياغة وهو حديث من الاحاديث العظيمة واحمد بيوت اللي هو احمد ابن عبد الله ابن يونس المتوفى عام سبع وعشرين ومئتين وهو ثقة من الثقات وعالم من علماء مصر وقد اثنى عليه الامام المبجل احمد ابن حنبل قال حدثنا ابراهيم بن سعد وابراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف والمتوفي عام خمس وثمانين ومئة وهو من اهل الخير ومن اهل الفضل وهو من نسل عبدالرحمن بن عوف صاحب المال الحلال وصاحب الصدقات الوافرة قال حدثنا ابن شهاب وهو محمد ابن شهاب الزهري علينا وعليه رحمة الله المتوفى عام اربع وعشرين ومئة وهو ممن دارت عليه السنة عن عروة وهو عروة ابن الزبير العلم الهين والامام الكبير والقدوة الثقة وهو احد من نذر نفسه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الصلاح والرعاية عن عائشة وهي ام المؤمنين وهي معلمة المؤمنين ايضا لها مناقب عظيمة ويكفيها ان القرآن نزل بعذرها فجزاها الله عنا خير الجزاء نقلت لنا علم النبوة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها اعلام اي صلى في ثوب وفيه صور فنظر الى اعلامها نظرة في اثناء الصلاة ذهب باله الى ما قطب في هذه في هذا الثوب فلما انصرف قال اذهبوا لخميصتي هذه الى ابي جهل اي الى من ارسلها له واتوني بان بجانية ابي جهل. يعني حتى يطيب خاطره. اراد منهم الامجانية فانها الهتني انفا عن صلاتي. هذه الخميصة التي لها اعلام وقال هشام ابن عروة هنا الحديث يرويه ابن شهاب وهنا هشام ابن عروة ففي خبر هشام عن ابيه شيء في الخبر ذكره الامام البخاري وزيادة علمه وقال هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت انظر الى عالمها وانا في الصلاة فاخاف ان تستنني. اذا هذه الرواية مهمة وفيها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشتغل ولم يسرح انما خاف ان تؤثر عليه وهذا باب عظيم على الانسان ان يتورع من ابواب الشر وهذا الحديث ايها الاخوة قد ذكره البغظ علينا وعليه رحمة الله في كتابه النفيس شرح السنة وقال باب كراهية الصلاة في ثوب له اعلام. هكذا بوب له تبويبا شبيها بتبويب البخاري وساقه من سند البخاري فقال اخبرنا عبد الواحد بن احمد المليحي قال اخبرنا احمد بن عبدالله النعيمي قال اخبرنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا احمد ابن يونس قال حدثنا ابراهيم ابن سعد قال حدثني ابن شهاب ان عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميسة لها اعلام فنظر الى اعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميستي هذه الى ابي جهم واتوني بانبجانية واتوني بامجانية ابي جهل فانها الهتني انفا عن صلاتي قال البغوي عقب هذا الخبر هذا حديث متفق على صحته اخرجه مسلم عن حرملة ابن يحيى عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب لماذا لم يقل اخرجه البخاري من طريق كذا؟ لانه اكتفى بالسند الذي ساقه فهو واظح لمن لديه خبرة والخبيثة كما قال البغوي كساء اسود وقد يكون له اعلام وقد يكون من الخز والطوف والامجانية منسوبة قوله الهتني اي شغلتني. يقال لهي الرجل عن الشيء يلهى عنه. اذا غفل عنه ولها يلهو ولها يلهو من اللهو واللعب وفي الحديث اشارة الى حفظ البصر في الصلاة عما يفتنه فيها حقيقة هذه كلمة يستحق ان تكتب وتنشر بين الناس. يقول البغوي وفي الحديث اشارة الى حفظ البصر في الصلاة عما يفسدون فيها والبغوي اورد الخبر من طريق اخر من طريق النعيم قال اخبرنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا احمد ابن يونس قال حدثنا ابراهيم بن سعد قال حدثني ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها اعلام فنظر الى اعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بحنيفة هذه الى ابي جهمي واتوني بامجانية ابي جهل فانها الهتني انفا عن صلاته وقال هذا حديث متفق على صحته اخرجه مسلم عن حرمل ابن يحيى عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب ثم قال بعد ذلك قلت فيه دليل على كراهية تنقيص مواضع الصلاة والصلاة على المصلى المنقوش وفيه ان من استثبت خطا مكتوبا وهو في الصلاة لم تسكت صلاتك وذلك انه لا يشغله علم الخميس عن صلاته حتى يتأمله بالنظر اليه وفيه ان التفكر في الشيء لا يبطل الصلاة وذكر ابن بطال ان سفارة ابن عيينة قال انما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخميس فاذا بجهم لانها كانت سبب غفلته عن ذكر الله طبعا هذا الكلمة ليست بحسنة من سكان ابن عيينة لانه لم لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم غافلا وحاشاه ان يكون غافلا انما خشي ان تسنه ولذلك الرواية هشام ابن عروة عن ابيه التي ساقها البخاري من اجل ان يكون هذا المعنى ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث الى غيره بشيء يكرهه لنفسه والخميس كما مر انها كساء مربع له اعلام والانبيجانية كساء غليظ وفيه دليل على جواز زباط الثوب بالعلن ودليل على ان اشتغال الفكر يسيرا غير قادح وفيه دليل على طلب الخشوع في الصلاة وهذا امر مهم فالصلاة ايها الاخوة هي روح الصلاة فينبغي ان الانسان ان يسعى غاية السعي لان يكون خاشعا في صلاته فالصلاة مهمة جدا والخشوع فيها هو روحها والمرء حينما يؤدي الصلاة بخشوع اجرها اعظم من غيرها فبودي ان الانسان يجد غاية الجد في مسألة الخشوع في الصلاة والاقبال عليها وان يبتعد الانسان عما يقتضي شغلة صابر بغيره بغير الصلاة وفي الحديث دليل على مبادرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى مصالح الصلاة ونفي ما يفرش فيها حيث اخرج الخميص واستبدل بها غيرها مما لا يشغل فهذا مأخوذ من قوله فنظر اليها نظرة وبعده صلى الله عليه وسلم الى ابي جهم الخميس فلا يلزم منه ان يستعملها في الصلاة كما جاء في حلة عطارد وقوله عليه الصلاة والسلام لعمر اني اذا السكهاء لتلبسها وقد استنبط الفقهاء في هذا كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الاصباغ والنقوش والصنائع فان الحكم يعم بعموم علته والعلة الاشتغال عن الصلاة وزاد بعض العلماء في هذا كراهية غرس الاشجار في المساجد اذا كانت في جهة المصلي يقال بفتح الهمزة ويقال الامجانية بكسر الهمزة كما ضبطت هكذا في شرح السنة نعم ما هي كفاء؟ وليعلم ان الصلاة في الثواب الحسن غير مكروهة الا ان يخشى منه الانتهاء عن الصلاة او حدوث الكبر وقد كان لتميم الدار حلة اشتراها بالف درهم يقوم بها الليل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم احيانا يلبس حجلا من حلل اليمن وبرودا حسنا ولن ينقل عنه انه كان يتجنب الصلاة فيها وانما ترك هذه الخميصة لما وقع له من تلك النظرة الى علمها. وقد قال الله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد وقد سبق معنا في هذه الدروس قول ابن عمر الله حق ان يتزين له حينما انكر على نافع لما كان يصلي في ثوب واحد وترك الثوبين. يلتقي مع الناس بثوبين ويصلي بثوب واحد ولم يزل علماء السلف يلبسون الثياب الحسنة ولا يعدون ذلك كبرا وقد صح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال ليت ذلك من الكبر ان الله جميل تحب الجمال وقال جرير ابن حازم رأيت على الحسن طيرسانا كرديا حسنا. طبعا الاكراد المأزون حقيقة لجودة الصنعة كما ان اهل الموصل نسأل الله ان يحفظهم ويحميهم ايضا يجيدون الصنائع وين ماثون في التواضع لله تعالى وفي الخبر تكنية العالم لمن دونه وكذلك الامام وفيه كراهة تزويق المحراب في المسجد وحائطه ونقصه وغير ذلك من التشاغلات وفيه قبول الهدية من الاصحاب والارسال اليهم. واستدل به البادي على صحة المعاطاة في العقود بعدم ذكر الصيغة وقال الطيبي انما ارسل اليه صلى الله عليه وسلم بانه كان اهداه اياه فلما الهاه علمها اي شغله عن الصلاة بوقوع على نقوش الالم ردها والحديث اخي شريف في فوائد ومن فوائده ما نسأل عنه كثيرا وهو ما حكم ارتداء الملابس الملونة ذات الالوان المتداخلة هكذا بالنسبة للرجال فالجواب انها ان كانت تشبه الوان ثياب النساء فالنبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء فهذا امر والامر الاخر انها اذا كانت تشغل المصلي فهذه ايضا مكروهة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الخبر اذهبوا بحميصة هذه واتوني فانها الهتني انفا عن صلاتي وثمة امر اخر مهم وهو التشييد الزائد للمساجد ومن ناحية زخرفة المساجد المساجد نهي عنها وجاء عن عمر انه قال اياك ان تحمر وتصفر فتفتن الناس والنبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه في هذا الخبر قال اذهبوا بخميستي هذه لانها تؤدي الى ذلك فكل شيء يؤدي الى ذلك فهو مكروه وقال ابن بطال انما طلب منه ثوبا غيرها ليعلمه انه لم يرد عليه هديته استخفافا به وقال الطيبي علينا وعليه رحمة الله فيه ايذانا بان للصور والاشياء ظاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة وهذه كلمة تكتب بماء الحبر يقول فيه ايذان بان للصور والاشياء الطاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة والنفوس الذكية فضلا عما دونها اذا ايها الاخوة يحذر الانسان غاية الحذر الصور ولا سيما صور التلفاز فاحذروها يا عباد الله وصونوا نسائكم منها وصونوا ابنائكم واياك ان تخرج من الدنيا وقد تركت تلفازا ينظر فيه الاخرون الى المحرمات وفيه كراهة للصلاة على المفارش والسجاديد والسجاجيد المنقوشة وفيه كراهية نقش المساجد ونحو ذلك فاذا الفوائد في هذا الحديث ايها الاخ الكريم هي فوائد جمة منها مشروعية الخشوع في الصلاة وانها امر مهم وان الانسان يسعى لجلب المقتضي ويدفع المانع فالزخارف والخطوط والالوان من الموانع التي تمنع الخشوع فالنبي صلى الله عليه وسلم ردها الفوائد هيثم اشتغال القلب اليسير لا يقدح في صحة الصلاة من فوائد حديث كراهية تزويق المساجد ونقشها والكتابة فيها لما يجلبه من اشتغاث المصلين في النظر اليها رابعا فيه جواز لمس الملابس المعلمة للرجال. وخامسا فيه استحباب قبول الهدية جبرا لقلب المهدي. وتوددا اليه ثالثا فيها انه لا بأس برد الهدية لسبب لكن ينبغي ان يكون مع بيان السبب حتى لا يقع في قلبه كي لا يقع في قلب المهدي شيء من فوائد حديثه حسن الاخلاق النبي صلى الله عليه وسلم حيث رد عليه الكفاء المعلم وطلب الكساء الذي ليس فيه اعلام ليعلمه انه غير مترفع عن هديته وقال شيخ الاسلام في هذا الموطن لا ريب ان الوسواس كلما قل في الصلاة كان اكمل. والذي يعين على ذلك شيئان قوة المقتضي وضعف الشاغل فاما الاول هو قوة المقتضي فاجتهاد العبد في ان يعقل ما يقوله ويفعله ويتدبر القرآن والذكر والدعاء ويستحضر انه مناج لله تعالى كأنه يراه فان المصلي يناجي ربه والاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه اليها اوكد. وهذا يكون بحسب قوة الايمان والاسباب المقوية للايمان كثيرة فانما في القلب بمعرفة الله ومحبته وخشيته واخلاص الدين له وخوفه ورجائه كل هذا مما يقوي الخشوع في الصلاة وثمة مسألة مهمة وخطيرة في الحديث من الفقه ان من نقش المساجد بما للوقف يضمنه. وان كان بماله فالامر مختلف فاذا علينا ان نحذر الامانات وان نحذر الخطأ والخبر وعلينا ان نهتم باخبار النبي صلى الله عليه وسلم وان لا نترك شيئا من امور نحتاج اليها فهذه المسائل العظيمة وهذه المسائل مهمة الثالثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمة جدا ينبغي على المرء ان لا يفرط فيها ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين