قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب فضل قيام الليل وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وايقظ امرأته فان ابت نضح في رحم الله رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وايقظت زوجها فان ابى نضحت في في وجه رواه ابو داوود باسناد صحيح. وعنه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنهم ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ايقظ الرجل اذا ايقظ الرجل اهله من الليل فصليا او صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات. رواه ابو داوود باسناد صحيح وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا نعس احدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم قم من الليل فاستعدم القرآن على لسانه فلم يدري ما يقول. فليصتدع. رواه مسلم. فبالله التوفيق وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه اما بعد فهذه الاحاديث كلها تتعلق بقيام الليل قيام الليل كما تقدم الى احاديث كثيرة وفي الايات الكريمات سنة مؤكدة من افضل القربات وله شأن عظيم في صالح القلوب واستقامة الاحوال قال الله جل وعلا في عباد الرحمن والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما قال في صحيفة عباد الرحمن ايضا وهم المتقون كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون لتتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فالمؤمن يشرع له قيام الليل وهكذا مؤمنة وبهذا الحديثين يقول صلى الله عليه وسلم اذا قامت المرأة من الليل فصلت وايقظت زوجها للصلاة فان ابى ان نضعها في وجهه الماء وهكذا اذا قام هو فايقظ زوجته وصلى فانما كتب الله لهما الاجر العظيم. المقصود ان هذا من التعاون على البر والتقوى وهكذا الحديث الثاني اذا قام وصلى كتب عند الله من الذاكرين الله والذاكرات فينبغي المؤمن ان يجتهد في قيام الليل وفي ايقاظ اهله وهذا من التعاون على البر والتقوى من التعاون على الخير وبالحديث الثالث والرابع الحث على قيام الليل وانه اذا نعس يضطجع لا يصلي وهو ناعس ولا يقرأ وهو ناعس فانه اذا قرأه ناعس او صلى وهو ناعس قد يذهب يستغفر فيسب نفسه. ما ينتهي ما يقول فاذا غلبه النوم فليستطع ولينم ويأخذ حقه من النوم ثم يقوم والمقصود انه يتهجد بالليل على حسب النشاط والقوة ولا يصلي وهو ناعس بل يجاهد نفسه حتى يصلي وهو نشيط قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا غلبه النوم من الليل عن اوتره صلى من النهار ثنتا عشرة ركعة فالانسان بشر قد يغلبه النوم قد يتأخر بعض الاحيان قد يكون لم يتيسر له راحة بالنهار فاذا اراد القيام من الليل فليكن يركز الساعة على وقت يحصل فيها النشاط حتى يقومه نشيط قد اخذه الله من النوم فيصلي وهو نشيط ويقرأ وهو نشيط ولا يقرأه ناعس ولا يصلي وهو ناعس لا يجوز لذة الصلاة ولا لذة انه لذة القراءة وهو غير عاقل قد شغله النوم ولكن يستريح حتى يذهب عنه النوم لانها نافلة الحمد لله ليست فريضة الليل من باب النوافل فليتحرى بذلك النشاط والقوة وليأخذ من النهار نصيبا من النوم حتى يستعين بهذا قيام الليل. وفق الله الجميع. امين