بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس الثامن والثلاثون في شرح نظم زبدة البلاغة. ووصلنا الى البيت الثامن والثلاثين. لفظ قد استعمل في معناه حقيقة مجازنا سواه. وهذا البيت يمثل المبحث الثاني في علم البيان. مر معنا ان وباحث علم البيان ثلاثة التشبيه والمجاز والكناية. وقد انتهينا بفضل الله من التشبيه والحديث هنا عن المجاز ولكن حديث البلاغيين عن المجاز يسبقه عادة حديث عن الحقيقة. مع ان الاستعمال الحقيقي للألفاظ لا يدخل في علم البيان لكن لما كان فهم مجاز متوقفا على فهم ضده وهو الحقيقة احتجنا الحديث عن الحقيقة فما الحقيقة؟ ثم ما المجاز؟ قال في النظم لفظ قد استعمل في معناه حقيقة اذا استعملت اللفظة في معناه الذي وضع له في اللغة فهذا يسمى استعمالا حقيقيا. وتكون هذه حقيقة لغوية. مثال كلمة اسد اذا استعملتها بمعنى الحيوان المفترس كأن تقول الاسد ملك الغابة. او رأيت اسدا يفترس ثورا او كما قال الامام الشافعي تموت الاسد في الغابات جوعا. ولحم الضأن تأكله الكلاب. الاست جمع وضعت هذه اللفظة وكذلك الاسد في الامثلة السابقة للحيوان المفترس او للحيوانات المفترسة كما في تموت الاسد في الغابات جوعا. وضعت للحيوانات المفترسة في اللغة واستعملت هنا فيما وضعت له. فصارت حقيقة مجازنا سواه ونفهم من هذا ان المجاز لفظ استعمل في غير معناه. لكن لهذا التعريف تتمة بها يتضح شرطا المجاز في المجاز لفظ مستعمل في غير ما وضع له. لعلاقة وهذا شرط اول مع قرينة مانعة من ارادة المعنى الاصلي. وهذا شرط ثان وتأتي الاشارة الى الشرطين فيما يأتي من ابيات ان شاء الله. وبالمثال يزداد اتضاح المقال لو اخذت هذا اللفظ الاسد واستعملته في غير ما وضع له فقلت امسك الاسد سيفه وفتك بالكفار لا شك ان هنا استعمل في غير ما وضع له. فهذا مجاز. وكذلك استعمال القمر في المرأة الجميلة واستعمال الذئب في الرجل الغادر. واستعمال الفأر في الرجل وهكذا امثلة كثيرة جدا للمجاز. قال في النظم لفظ قد استعمل في معناه حقيقة مجازنا اي معاشر البلاغيين سواه يعني لفظ استعمل في غير ما وضع له لكن كما قلنا للتعريف تتمة لعلاقة مع قرينة ما ثم قال في تتمة المعنى في البيت الذي بعده ذا اللغوي. يعني هذا هو المجاز الذي يسمى لغويا لان المجاز اللغوي اللغوي هو ما يتعلق بالالفاظ. وقد اتضح مما سبق انه متعلق فعلا بالالفاظ. نكتفي بهذا القدر وصلي على خير الرسل وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين