بمعنى ان الله يسدده في هذه الامور فلا ينظر الا الى ما يرضي الله يسمع باذنه الا ما يرضي الله. يغض بصره عما يسخط الله. ولا يستمع الى ما حرم الله ولي لله ولكن نرجو نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. لا نشهد لاحد بولاية لله ولا نشهد على احد انه من اهل النار لكن نحن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء الا من شهد له الله او شهد له الرسول انه ولي بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحق وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببت كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه عز وجل ان الله قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ولي الله هو المؤمن التقي. كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم بينهم فقال الذين امنوا وكانوا يتقون. فاولياء الله هم المؤمنون المتقون فكل مؤمن تقي فهو ولي لله عز وجل وولاية الله له محبته له. ونصرته اياه. وان يكون معه سبحانه وتعالى. ان وان يعينه وان يسدده وان يحبه الولاية بفتح الواو المحبة النصرة والتأييد والله جل وعلا يقول الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور يقول سبحانه انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا فالولاية ليست ادعاء وليس كل ما من قيل انه ولي يكون وليا لله انما قد يكون وليا للشيطان. فالذين يقال انهم اولياء وهم غير اتقياء وغير مؤمنين من السحرة والكهنة والكفرة الذين يقال لهم كرامات ولهم خوارق وهم لا يصلون ولا يخافون الله عز وجل ويقولون ما عليهم تكاليف لانهم اولياء الله وصلوا الى الله فليسوا بحاجة الى الاعمال يتخذونهم اولياء لله وهم اولياء للشياطين والعياذ بالله. هذه مغالطة ومحادة لله. ان يجعل ولي الله عدو الله. فهذا فاصل في بيان ولي الله انه هو الذي يؤمن بالله ويتقيه. هذا هو هو الولي وهذا لا يرظى ان يعبد من دون الله. فالولي الحقيقي لا يرظى ان يعبد من دون الله وانما يدعو الى توحيد الله والى عبادة الله. اما الذي يأمر بعبادته وتعظيمه والترفع فهذا ولي للشيطان. والذين كفروا اولياؤهم الشيطان. اولياؤهم الطاغوت. اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. فهناك ولي لله وولي للشيطان فما كل ما قيل انه ولي وبني على قبره ظريح قبة وزخرف يكون وليا لله قد يكون من من اعداء الله وحتى ولي الله الصحيح لا يعبد ولا يدعى ويستغاث به. ولو ثبت انه ولي لله عز وجل. ونحن لا نشهد لاحد انه يقول لله او انه عدو لله فهذا نحكم عليه بالدليل. من عادى لي وليا من اذى ولي الله عاداه واذاه وتعرض له بالسوء فان الله ينتقم له ينتقم لوليه ينتقم لوليه. فقد اذنته بالحرب. اعلمته اذنته يعني اعلمته بالحرب. انه محارب لله وهل احد يستطيع ان يحارب الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا هو القوي الذي لا يغالب ولا يستطيع احد ان يحاربه. ولله جنود السماوات والارض. يسلط عليك من جنوده الخفية والظاهرة يسلط عليك من جنوده من الامراض من الاسقام من الكفرة من الشياطين سلط حتى البعوضة وحتى الذباب يسلط عليك من جنوده ما يؤذيك ويقلقك. فمن عادى الله ومن حارب الله عز وجل فان ان الله جل وعلا قادر على اهلاكه باي شيء. فالله ينتقم لاوليائه فلا تؤذي عباد الله المؤمنين لا تؤذهم لا بالقول ولا بالعمل. احذر لان الله ينتقم لهم. والله عزيز ذو انتقام لا تؤذهم بقول غيبة بنميمة بمسبة لا تؤذهم بفعل لا تتطاول عليهم اولياء الله تجب محبتهم ومناصرتهم لان الله يحبهم فالذين يؤذون المؤمنين قال قال والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال سبحانه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل تقرب الى الله مطلوب ومأمور به. بان تعمل الحسنات والطاعات والقربات التقرب الى الله ليس بالدعوة او انما هو بالاعمال. يتقرب اليه بالاعمال الصالحة ولا تتقرب اليه الا بما شرعه. ما تتقرب اليه بالبدع والخرافات. قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مردود عليه. فلا تتقرب اليه الا بما شرع. ولهذا قال احب الي مما افترظته وعليه فدل على ان التقرب الى الله انما يكون بما شرعه. ايجابا او استحلابا ايجابا الفروض الصلوات الخمس زكاة صوم رمضان حج بيت الله الحرام صلة الارحام هذي واجبات او استحبابا من النوافل. نوافل الطاعات. صلاة الليل صلاة الظحى الرواتب التي مع الفرائض هذه نوافل ليست واجبة وانما هي مستحبة ومكملة للفرائض. مكملة للفرائض وزيادة خير فلا ينبغي للمسلم ان يقتصر على الفرائض بل عليه ان ان يتزود من النوافل ايضا هذا هو ولي الله عز وجل الذي يتقرب اليه بالفرائض ووالنوافل. ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي دل على ان الله يحب الاعمال الصالحة. يحبها كما انه يكره الاعمال السيئة. فالله يحب ويبغض ويكره ويسخط كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل هذا فيه الحس على النوافل وان لا يزهد الانسان فيها. لان فيها خيرا كثيرا. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل والنوافل جمع نافلة وهي الزيادة النافلة الزيادة يعني زيادة على الفرائض تقربوا الي بالنوافل حتى احبه هذا فيه اثبات المحبة لله عز وجل وانه يحب يحب عباده الصالحين ويحب الاعمال الصالحة احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فدل على ان الاعمال الصالحة تسبب محبة الله للعبد. فاذا كنت تريد ان يحبك الله فاكثر من الطاعات اذا كنت تريد ان يحبك الله فاتبع الرسول صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله كلكم ذنوبكم حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وانما يستمع هذه الحواس في طاعة الله عز وجل. وكذلك يده التي يبطش بها فلا يأخذ ويعطي الا لله عز وجل ما يستعمل يده الا في ما هو من طاعة الله عز وجل. ورجله التي يمشي بها فلا يمشي الا الى ما يرضي الله يمشي للمساجد يمشي لصلة الارحام يمشي للطاعات للحج للعمرة يمشي لطاعة الله عز وجل ولا يمشي الى المسارح والى الملاعب والى امكنة الفساد لا يمشي اليها لانه تكتب خطواته عليه اذا مشى الى سيد اذا مشى الى خير تكتب خطواته له. حسنات فيوفقه الله في ويوفقه في بصره ويوفقه في يده ويوفقه في رجله فلا يمشي ولا يأخذ ولا يعطي ولا ينظر ولا يسمع الا ما فيه نفعه عند الله سبحانه وتعالى. وهذا توفيق من الله والسبب في هذا انه الى الله بالفرائض ثم اتبعها بالنوافل. فمن اراد هذه الميزة فعليه ان يحافظ على الفرائض وان يتقرب الى الله بالنوافل ما استطاع. فهذه ميزة عظيمة وهي سهلة لمن وفقه الله عز وجل وصعبة على من حرمه الله فعلى المسلم ان يسأل الله الصلاح والهداية والتوفيق ويستعين بالله عز وجل ولا يكون على العكس مخالفا لله عز وجل تابعا لهواه تابعا شهوة نفسه تابعا للشيطان الرجيم يحذر من هذا. نعم. احسن الله اليك. ولان سألني ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. تمام الحديث اخره يفسر اوله. فقوله ان كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها ما معنى هذا؟ ان سألني لاعطينه. وان استعاذني لاعيذنه. فاخر الحديث يفسر اوله وليس معناه ان الله يحل في العبد ويدخل فيه كما تقوله الحلولية والبهائية. انما معناه ان الله يسدده ويعينه ويوفقه ويحميه وينصره هذا معناه ليس معناه ان الله يحل في العبد ويدخل في العبد تعالى الله عن ذلك كما تقوله الحلولية والبهائية قبحهم الله. نعم