بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد اقرأ يا بني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرة فاذا بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن بالمعروف اوف والله بما تعملون خبير والذين يموتون ويتركون وراءهم زوجات غير حوامل ينتظرن بانفسهن وجوبا مدة اربعة اشهر وعشرة ايام يمتنعن فيها من الخروج من بيت الزوج وعن الزينة والزواج فاذا انقضت هذه المدة فلا اثم عليكم ايها الاولياء فيما فعلن بانفسهن مما كان ممنوعا عليهن في تلك المدة على الوجه المعروف شرعا وعرفا والله بما تعملون خبير لا يخفى عليه شيء من ظاهركم وباطنكم وسيجازيكم عليه وهنا في ذكر اربعة اشهر وعشرا ذكر الاطباء ان الولد في الاكثر اذا كان ذكرا يتحرك بعد ثلاثة اشهر واذا كان انثى فبعد اربعة اشهر فجعل ذلك عدتها وزيد عشرة ايام استظهارا تخصيص العشرة من زيادة لكونها اكمل الاعداد واشرفها. نعم ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم فيه اه علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم. ولا اثم عليكم في التلميح في الرغبة في خطبة المعتدة من مفاتن او طلاق بائن دون التصريح بالرغبة بان يقول اذا انقضت عدتك فاخبريني ولا اثم عليكم فيما اخفيتم في انفسكم من الرغبة في نكاح المعتدة بعد انقضاء عدتهم علم الله انكم ستذكرونهن لشدة رغبتكم فيهن فاباح لكم التلميح دون التصريح واحذروا ان تتواعدوا سرا على النكاح وهن في مدة العدة الا وفق المعروف من القول وهو التعريض ولا تبرم عقدة النكاح في زمن العدة واعلموا ان الله يعلم ما تضمرونه في انفسكم مما اباح لكم وحرم عليكم فاحذروه ولا تخالفوا امره واعلموا ان الله غفور لمن تاب من عباده حليم لا يعاجل بالعقوبة. نعم لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن ثري ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتنع قدره متاعا بالمعروف حقا على سنين لا اثم عليكم ان طلقتم زوجاتكم اللاتي عقدتم عليهن قبل ان تجامعوهن وقبل ان توجبوا مهرا محددا لهن فاذا طلقتموهن على هذه الحال فلا يجب لهن عليكم مهر وانما يجب اعطاؤهن شيئا يتمتعن به ويجبر كسر نفوسهن بحسب الاستطاعة سواء كان موسحا عليه كثير المال او مضيقا عليه قليل المال وهذا العطاء حق ثابت على المحسنين في افعالهم ومعاملاتهم وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة نصف ما فرضتم الا الا ان يعفون او يعفو الذي بيده عقدة النكاح وان تعفو اقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير. وان طلقتم زوجاتكم اللائي عقدتم عليهن قبل دماعهن وقد اوجبتم لهن مهرا محددا فيجب عليكم دفع نصف المهر المسمى اليهن الا ان يسمحن لكم عنه ان كن رشيدات او يسمح الازواج انفسهم ببذل المهر كاملا لهن وان تتسامحوا في الحقوق بينكم اقرب الى خشية الله وطاعته ولا تتركوا ايها الناس تفضل بعضكم على بعض والمسامحة في الحقوق فان الله بما تعملون بصير. فاجتهدوا في بذل المعروف لتنالوا ثواب الله من فوائد الايات مشروعية العدة على من توفي عنها زوجها بان تمتنع عن الزينة والزواج مدة اربعة اشهر وعشرة ايام واقول الاحداد ان تجتنب المرأة الاشياء التالية اولا لباس الزينة فلا تلبس ثوبا يعد زينة الطيب بجميع انواعه الحلي بجميع انواعه ان لا تخرج من البيت الا لضرورة. التجمل والتكحل من الفوائد ايضا معرفة المؤمن باطلاع الله عليه تحمله على الحذر منه تعالى والوقوف عند حدوده. الانسان لابد ان يعلم ان الله رقيب عليه الحث على المعاملة بالمعروف بين الازواج والاقارب وان يكون العفو والمسامحة اثاث تعاملهم فيما بينهم تم هذا الورد بحمد الله تعالى ولكن نقف عند قوله واعلموا ان الله غفور حليم حينما قال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم. هذه الاية من ايات الترهيب. وهي من اشد الايات في كتاب الله تعالى وهي تذكرنا بما جاء في سورة الطارق في قوله يوم تبلى السرائر اي تختبر سرائر الصدور ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه قال تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وقال تعالى وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة. ترهقها غترة ففي الدنيا يكتم الانسان كثيرا من الامور ولا تظهر عيانا للناس واما في القيامة فيظهر بر الابرار وفجور الفجار وتصير الامور علانية والحقائق مكشوفة يقول عبدالله ابن عمر يبدئ الله تعالى يوم القيامة كل سر فيكون زينا في وجوه وشينا في وجوه يعني من ادى الفرائض كما امر كان وجهه مشرقا مستنيرا يوم القيامة. ومن ضيعها او انتقص منها كان وجهه اغبر ولذا قال ابن عربي قال مالك في رواية اشهر عنه وسأله عن قوله يوم تبلى السرائر ابلغك ان الوضوء من السرائر؟ قال قد بلغني ذلك فيما يقول الناس فاما حديث اخذته فلا والصلاة من السرائر والصيام من السرائر ان شاء قال صليت ولن نصلي ومن السرائر ما في القلوب يجزي الله به العباد يوم تبلى السرائر يوم تبلى السرائر يوم تختبر سرائر العباد فيظهر منها يومئذ ما كان في الدنيا مستخفيا عن اعين الناس من الفرائض التي كان الله الزمها اياها وكلفه العمل بها يوم تبلى السرائر اي تكشف ضمائر القلوب في النيات ومستورات الافعال وهي جمع سريرة بمعنى مسرورا وكان الانسان يسر بمسروراته وخواطره وكشفها اظهار الحسن والقبيح لصاحبه والتميز بينهما ليحاسب يوم القيامة على مثاقيل الذر وتب لا تختبر وتكشف والسرائر ما اسر بالقلوب من العقائد والنيات وغيرها وما اخفى من الاعمال وذلك يوم القيامة وبلاؤها تعرفها وتصفحها والتمييز بينما طاب منها وما خبث وعن الحسن البصري انه سمع رجلا ينشد سيبقى لها في مزمار القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر فقال ما اغفله عما في والسماء والطارق اذا يوم تبلى السرائر اي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم الله فيما فرض عليهم ونهاهم عنه واعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم ولقد كان الربيع يقول السرائر التي تخفى على الناس هي لله بوادر التمسوا دواءهن ثم يقول وما دواؤهن هو ان يتوب ثم لا يعود حتى قال سهل الة الفقير ثلاثة الة الفقير ثلاثة اشياء اداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره اذا في الاية ان الله يفضح العاصي بما كان يسر من معاصيه وفيها انه يظهر بر كل انسان ويبدو اثره على وجهه اذا ايها الاخوة هذه الاية نقف عندها كثيرا واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وما احسن قول ابن كثير حينما قال في قال وقوله اعلم ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه قال توعدهم على ما يقع في ضمائرهم من امور النساء وارشدهم الى اظمار الخير دون الشر ثم لم يؤيثهم من رحمته ولم يقنطهم من عائلته فقال واعلموا ان الله غفور حليم فهذه الاية التي ختم فيها الاية الخامسة والثلاثين بعد المائتين قف عندها طويلا وتأملها كثيرا وراجع ما فيها كثيرا عسى الله ان يرحمنا اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته