عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن وهو ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف وهو احد الفقهاء الكبار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم طبعا يقال الزوج وهي اللغة الاصح وهكذا جاءت بها القرآن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله تعالى باب الصلاة على الفراق وصلى انس على فراشه وقال انس كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيسجد احدنا على ثوبه حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن ابي النضر مولى عمر ابن عبيد الله عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت كنت انام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والجناية في قبلته فاذا سجد غمزني فقبضت رجلي فاذا قام بطستهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصاريف اذا قال الامام البخاري باب الصلاة على الفراش اي الغير محسوب الذي يحث معه بصلابة الارض او اذا كان محسوا ولكنه زك وتحجر لان الصلاة على الفراش الذي يتحرك مثل الاسفنج لا تصح الصلاة عليه الا اذا دك وتحجر لماذا؟ لان السجود ينبغي ان تستقر الجبهة عليه على مكان السجون وهذا هو الغير المفتوح المقصود به ومواد الامام البخاري جواز الصلاة على الحائل غير الحصير لما بوب لهم وايضا الامام الخاضع لما ابوه باب الصلاة على الفراش لما ورد في الحديث. وايضا كانه يشيظ الحجر الذي رواه ابو داوود رقم ثلاث مئة وسبع وستين من محمد ابن سيرين عبد الله ابن شفيق ان عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي في لحفنا وكأنه يشير الى ضعفه او انه رآه شابا او مردودا والحديث اللي ذكرته عن ابي داوود قد بين ابو داوود انه اعيون اذا من باب الصلاة على الفراف اي جوائز الصلاة على الفراش. قال وصلى انس على فراشه طبعا هذا خبر اسنده ابن ابي شيبة في المصنف والبيهقي في السنن الكبرى وقال انس كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيسجد احدنا على ثوره هذا الخبر سيأتي باذن الله تعالى بعد حديثين عند الامام البخاري ثم قال البخاري حدثنا اسماعيل وابو اسماعيل ابن ابي اويل المتوفى عام ست وعشرين ومئتين قال حدثني مالك وهو الامام الكبير مالك ابن انس وهذا الخبر في موطأ الشيباني رقم تسع مئة وثمانين ومئتين رقم ثلاث وعشرين واربع مئة وفي رواية القاعدة في رواية اربع وخمسين ومئة وفي رواية ابي مصعد رقم ست وثمانين ومئتين وبرواية يحيى بن يحيى ليس رقم ست وثمانين عن ابي النظر مولى عمر ابن عبد الله فهو سالم ابن ابي النظر وهو ثقة هذه اللغة ويقال زوجة وهي لغة وهي لغة صحيحة ايضا انها قالت كنت انام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والجناية قبلتي فاذا سجد امام اي دفعني فقبضت رجلي فاذا قام قالت ان قالت معتذرة عن ذلك والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح طبعا هذا الحديث هو من الاحاديث التي تتحدث عن امر من امور يخص النبي صلى الله عليه وسلم ويخص صلاته ويحص عمله ويخص عبادته وهذا الحديث فيه فوائد من فوائده ان فيها الرد على الصوفية الذين يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم نور فلا يكون له ظل وقول الصوفية هذا قول باطل لان نور النبي صلى الله عليه وسلم نور هداية وهو نظير النور الذي وصف الله بها القرآن بقوله فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلناه ولو كان نور النبي صلى الله عليه وسلم حسيا كما يزعمون لكان يعكس نور الشمس فلا يكون له ظل ولم يحتج الى الجلوس في ظل الكعبة كما جاء في الصحيحين من حديث في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم من حديث ابي ذر وايضا ما جاء في صحيح الامام مسلم وفيه سنة اذا اتينا على شجرة ضليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كان كما يزعمون ما احتاج الى هذا الظل وحديث الباب ايضا كنت انام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلتك اذا سجد غمزني فقبضت رجليه فاذا قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح فلو كان نور النبي صلى الله عليه وسلم حسيا لا يكون معه ظلام الليل ولم تحتاج الى ان تقول البيوت يومئذ ليس فيها مصاريف وعلى هذا فالقول بان النبي صلى الله عليه وسلم لا ظل له قول بعض الصوفية وهو من الغلو والاطراء للنبي صلى الله عليه وسلم وقد نهى قال لا تبغوني كما ابغى النصارى عيسى ابن مريم واهل السنة والجماعة هم ابعد الناس من هذا القول الذي اخترعته الصوفية والنور الذي يثبتونه للرسول صلى الله عليه وسلم وللقرآن معناها هداية اهل السنة والجماعة النور الذي يثبتونه للنبي صلى الله عليه وسلم وللقرآن الهداية. كما قال تعالى انك لتهدي الى صراط مستقيم الفائدة الثانية من فوائد حديثنا الحديث حجة على ان المرأة لا تقطع الصلاة ولا تفسد من ولا تفسد صلاة من صلى اليه اما كراهة الامام مالك وبعض العلماء ان تجعل المرأة ستر فحينما كرهوا ذلك لخوف الفتن بها والتذكر في الصلاة بها يفيق بالنظر اليها والنبي صلى الله عليه وسلم كان املس الناس لارضه وقطع شهوته وايضا صنيع النبي صلى الله عليه وسلم هذا كان في الليل وحيث لا يرى شخصها وهذا الحديث حينما بوب له واحد شيخ السنة البغوي قال باب لا يقطع صلاتهما مر بين يديه ثم ساق هذا الخبر من رواية ابي مقعد الزهري عن الامام ثم قال هذا الحديث متفق على صحته اخرجه محمد عن عبدالله بن يوسف واخرجه مسلم ان يحل ليحيى كلاهما عن مالك ثم قال قلت اي اللغوي ويرتج بهذا الحديث ويحتج بهذا الحديث من لا يرى لمس المرأة موجبا للورود. طبعا هو الشافعي مثلا وساق الاستدلال بهذه الطريقة قال ويحتج بهذا الحديث من لا يرى لمس المرأة موجبا للوضوء اذا الفائدة الثالثة على سلام البغوي ان هذا الخبر فيه دليل على ان اللمسة لغير لذة او من فوق الثوب غير مؤثر في الطهارة ولذلك قال ابن عبدالعزيز في الاستذكار حينما فاق هذا الخبر قال واما قوله في حديث الباب والجناية في قبلتك اذا تجد ما نزل فقبضت رجلي وهو حديث قاسم محمد عن عائشة غمز رجليه فقبضتهما او فظلمتهما الي يقول ففيه دليل على ان الملامسة باليد لا تنقض الطهارة ما لم تكن معها اللذة طبعا هذا مذهب المالكية وهو الراجح في المسألة ان لمسة الرجل المرأة اذا كان وهو ناقض للوضوء وهذا من ضمن الادلة يقول لان الاصل في لمسة الرجل ان يكون بلا حائل وكذلك اليد يعني بعض الشافعي يرد وقالوا هذا يحتمل انه كان بهائل ماذا قال ابن عبد البر؟ قال لان الاصل في لمس الرجل ان يكون بلا حائل وكذلك اليد حتى يثبت الهائل وهنا اعتراض طويل قد ذكرته في التنهيد الرابع ان العامل اليسير لا يفسد الصلاة فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا غمز السيدة عائشة من رجليها فدل على ان العار يسير لا يفسد الصلاة الخامس فيه اللطف بالاهل وعدم التهويش عليهم في نومهم ومضجعهم فالنبي صلى الله عليه وسلم قد غمزها برفق قد قامزها يرفق الفاعل السادس من فوائد هذا الحديث فيه جواز الصلاة على الفراش كما الامام البخاري وقال ابن رجب مستغلا على مفارقة وجه الاستدلال بهذا الحديث على جواز الصلاة على الفراش ان عائشة رضي الله عنها كانت تنام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينام هو وعائشة عليه وكان يقوم فيصلي من الليل وهي نائمة بين يديه على الفراش وكانت رجلاها في قبلته فاذا اراد ان يسجد غمزها يقول فقبضت فقبضت رجل هذه اسجد في موضع وهذا يدل على انه كان يسجد على طرف الفراش الذي كانت نائمة عليكم وكانت رجلاها عليه السابع من فوائد السابعة يستفاد منها على مشروعية السترة عموما والتفرة من محافل الصلاة ومكملاتها وهي مندوب وليست سريعة وفائدتها قبض الخواطر على الاشارة وكف النظر عن الاسترسال حتى يكون العبد مجتمعا للمناجاة التي حضرها والتزمها وهذا الامر يعني السترة قال بها عامة الفقهاء قال بمشروعيتها. ان غمزني اي طعن لاصبعه لاقبض رجلي من قبلتي تم هذا الخبر وهو على وجادة الفاظه فيه فوائد عزيزة جدا وطالب العلم التوكل على الله تعالى في طلبه العلم ويتوكل على الله في جميع اموره حتى يكون الله جليسه وانيسه وموضع شكواه كما قال بعض السلف توكل على الله حتى يكون جليسك وانيسك وموضع والانسان يخلص لله تعالى في طلبه للعلم وفي تعليم اهل العلم وفي عمله للعلم ونحن نعلم بان الاخلاص هو سبيل الصلاة وان الاسلام مركب النجاة وان الايمان خاتم الامان فمن اراد الامانة في هذه الدنيا ومن اراد الامانة في الاخرة فعليه ان يحقق الايمان فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المصائب التي تصيب الناس هي امور بقدر الله سبحانه وتعالى. وربنا يقول ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يعني يهدي قلبه انه بقدر الله وانه بقدرة الله وانها بعلم الله وانها باذن الله سبحانه وتعالى حتى قال ابن مسعود بل هو العبد تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم وعلى الانسان ان يجعل همه ربه وربنا يقول وان من شيء الا عندنا خزائنه. وربنا يقول وان الى ربك المنتهى. فخزائن كل شيء بيد الله. ومنتهى كل شيء بامر الله تعالى والانسان حينما يصاب بمصيبة عليه ان يصبر ويحتسب. فهذا عمر ابن عبد العزيز يقول اصبحت وما لي سرور الا في مواضع القضاء والقدر ونحن نعلم بان المؤمن في الدنيا كالاسير يسعى في فتاة رقبته ولا يأمن شيئا حتى يلقى الله سبحانه وتعالى. فالانسان اكتسب الاجر حتى اذا حصر في مكان وربما قد يصيبه الاذى فيحتسب الانسان هذا الاجر ويجعل هذه المصائب مما يفك بها نفسه يوم القيامة محمد ابن الحنفي يقول ان الله جعل الدنيا ثمنا لانفسكم فلا تبيعوها بغيرها. فالانسان يجعل هذه الدنيا سببا وسجيلا غاية للاخرة واذا تعلق قلب العبد بالله احب كل ما يقرب الى الله اذا تعلق قلب العبد بالله احب كل ما يقرب الى الله. فالمصائب والحبس والحصر والاذى اذا احتسبها الانسان والظلم ايضا كلها امور تقربه الى الله ما اطال من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. اي في الكون قبل ان تأتي هذه المصيبة فهي معلومة عند الله سبحانه وتعالى ومسجلة وليس الامر صعب على الله فان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. وكل شيء عليه يسير ويا ايها الاخوة مصائب الدنيا اذا عمت هانت اما مصائب الاخرة فلا يهون منها شيء. ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم امام مشترك فمصائب الدنيا تهون عندما على الجميع وحينما تنزل على على الناس عامة لكن مصائب الاخرة اذا عمت على الناس فهي لا تهون ابدا فمن اصيب بمصيبة من مصائب الدنيا فليتفكر بالاخرة وليجعل امر الدنيا امر الدنيا ومصائب الدنيا سببا وسديدا للنجاة وان يحرص الانسان على ان يحتفل الاجر ولا يضيع اي باب من الخير وربنا يقول واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولو الايدي والابصار. انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار ربنا جل جلاله فينا امر نبيه وهو امر لكل انسان ان يذكر هؤلاء. ونحن نذكر سيدنا ابراهيم في الصلاة ولادتي لان هؤلاء قد وفوا مع الله سبحانه وتعالى وقد عظموا حقوق الله تعالى وقد صبروا على ما اصابهم ومرت بهم مصائب ومحن وايضا في هذه الاية الكريمة بيان ان الانسان يذكر العمل الصالح وكأن المعنى واذكر العمل الصالح وصبر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب ذي القوة في العبادة فانت لما تقرأ هذه الاية تسعى لان تكون قويا في العبادة والبصيرة النافذة فهو لو مع العباد اصحاب بصيرة نافلة وفقه في الدين فانهم دأبوا على الطاعة وقواهم الله سبحانه وتعالى بالعمل المرظي. واحسنوا وقدموا خيرا. وربنا سبحانه وتعالى قد اتاهم البصيرة في العلم والفقهي في الدين والعمل النافع ولما ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الصفة اولي الايدي فهو بمعنى اذكرهم مشيرا الى قوتهم في الدين لان الايدي هنا قوة وكذلك الابصار اي البصائر في الدين باذن الله تعالى بانهم رسل والرسل ابصر الناس في العبادة ولذلك هذه الاحاديث وهذه الاخبار حينما نقرأها عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ننتفع بها في حياتهم وحث نطبقها غاية تطبق وتفكر بمفعول الايدي والابصار. اي اقهاء الوقائر في الدين والفقه. ومعرفة الشريعة وانت لن تتوصل الى فهم اسرار الشريعة الا بقراءة القرآن قراءة متقنة وبغراءة سيرة النبي وصحيح الامام البخاري قراءة جيدة اي قل الايدي وصفهم بالقوة في العمل والبصيرة في الدين واصل القوة هي قوة القلب الموجبة لمحبة الخير وبغض الشر. يصبح الانسان قويا في قلبه فيحب الخير ويبغض الشر. فان مؤمنة قوته في قلبه وضعفه في جفنه والمنافق قوته في جسمه وضعفه في قلبه. والايمان لابد فيه من هذين الاصلين التصحيح الحق والمحبة له. فاذا احب الانسان العمل الصالح لم يفرط فيه واذا لم يحب الانسان العمل الصالح توضأ فيه وتأمل في قوله انا اخلصناهم بخالصة ذكر الدار وذاك مسألة اخلاص وان الانسان يكون المعنى جعلناهم خالصين لنا اي اعطيناهم كيأم جعلهم مطيعين لله سبحانه وتعالى خاضعين له اصطفاهم الله لهذه الخيرية واهلهم لهذا الاصطفاء بخالصة ذكرى الدار اي ان الانسان يعمل لله تعالى ويعمل للدار الاخرة وتكون هذه خصلة خالصة والاخلاص يعني الاخلاص تدل على ان الله سبحانه وتعالى