المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم اي اذا انشقت السماء وانفطرت وانتثرت نجومها وزال جمالها وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا وبعثرت القبور بان اخرجت ما فيها من الاموات. وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الاعمال. فحينئذ ينكشف الغطاء ويزول ما كان خفيا وتعلم كل نفس ما معها من الارباح والخسران. هنالك يعض الظالم على يديه اذا رأى اعماله باطلة. وميزان انه قد خف والمظالم قد تداعت اليه والسيئات قد حظرت لديه. وايقن بالشقاء الابدي والعذاب السرمدي. وهنالك المتقون المقدمون لصالح الاعمال بالفوز العظيم والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم يقول تعالى معاتبا للانسان المقصر في حقه المتجرأ على معاصيه. اتهاونا منك في حقوقه ام احتقارا منك لعذابه؟ ام عدم ايمان منك بجزائه اليس هو الذي خلقك فسواك في احسن تقويم؟ فعدلك وركبك تركيبا قويما معتدلا في احسن الاشكال واجمل الهيئات. فهل يليق بك ان تكفر نعمة المنعم او تجحد احسان المحسن؟ ان هذا الا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك. فاحمد الله اذ لم يجعل صورتك صورة كلب او حمار. او نحوهما من الحيوانات. ولهذا قال تعالى وقوله اني اي مع هذا الوعظ والتذكير لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء وانتم لابد ان تحاسبوا على ما عملتم وقد اقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون اقوالكم وافعالكم ويعلمون افعالكم ودخل في هذا افعال القلوب وافعال الجوارح فاللائق بكم ان تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم المراد بالابرار هم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده. الملازمون للبر في اعمال القلوب واعمال الجوارح. فهؤلاء جزاء النعيم في القلب والروح والبدن في دار الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار القرار ان الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده. الذين فجرت قلوبهم ففجرت اعمالهم لفي جحيم اي عذاب اليم في دار الدنيا ودار البرزخ وفي دار القرار يصلونها ويعذبون بها اشد العذاب يوم الدين. اي يوم الجزاء على الاعمال اي بل هم ملازمون لها لا يخرجون منها في هذا تهوين لذلك اليوم الشديد الذي حيروا الاذهان ولو كانت لها قريبة او حبيبة فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها فهو الذي يفصل بين العباد ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه والله اعلم