المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثامن والثمانون والثلاثمائة الحديث الثاني عن البراء بن عازب رضي الله عنهما انه قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم له شعر يضرب الى منكبيه بعيد ما بين المنكبين ليس بالقصير ولا بالطويل رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث البراء ابن عازب ما رأيت من ذي لمة الى اخره اللمة الشعر الذي لم يصل الى المنكبين سمي بذلك لانه يكاد ان يلم بهما وقوله في حلة حمراء الحلة اسم للثوبين وقوله احسن من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه حسن خلقه عليه السلام كما ان الله جبله على احسن الاخلاق فهو احسن الناس خلقا وخلقا وقوله له شعر يضرب الى منكبيه اي انه احيانا يترك شعر رأسه حتى يضرب على المنكبين ويسمى اذا بلغها جمة ولم يكن يتركه ينزل عنهما وقوله بعيد ما بين المنكبين هذا من اوصاف خلقه اي انه واسع الصدر عريضه وقوله ليس بالقصير ولا بالطويل اي انه متوسط في الخلق وهذا احسن ما يكون ففي هذا جواز لبس الاحمر وقد ورد النهي عن ذلك فقال ابن القيم رحمه الله ان المراد بالاحمر الذي لبسه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الحبرة وهو الذي فيه اقلام حمرة واقلام بيض وليس المراد الاحمر الخالص واما الذين نهى عنه فهو الاحمر الخالص فهذا لون وذلك لون ولكن ظاهر الحديث ان المراد بالاحمر هنا اي الذي لبس النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الاحمر الخالص وقد صح النهي عن لبس الاحمر فحمل هذا الحديث على عدة محامل احدها ما ذكره ابن القيم وقيل ان فعله دليل على الجواز وان النهي للكراهة ولكن لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفعل المكروه وحمل ذلك على الحاجة وانه انما لبسه الاحتياج اليه وفيه ان الرسول احسن الناس خلقا وخلقا وفيه سعة صدره وهذا دليل على حسن الخلق لان الخلائق الظاهرة تناسب الاخلاق الباطنة غالبا