المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالى مبينا لما يكون في يوم القيامة من تغير الاجرام العظام. اذا السماء انشقت اي انفطرت وتمايز بعضها من بعض. وانتثرت نجومها وصف بشمسها وقمرها. واذنت لربها اي استمعت لامره والقت سمعها واصاخت لخطابه وحق لها ذلك. فانها مسخرة مدبرة تحت مسخر ملك عظيم. لا يعصى امره ولا يخالف حكمه واذا الارض مدت اي رجفت وارتجت ونسفت عليها جبالها ودك ما عليها من بناء ومعلم. فسويت ومدها الله تعالى مد الاديم. حتى صارت واسعة جدا يتسع اهل الموقف على كثرتهم فتصير قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا ولا امتا والقت ما فيها من الاموات والكنوز. وتخلت منهم فانه ينفخ في الصور. فتخرج الاموات من الاجداث الى وجه الارض وتخرج الارض كنوزها حتى تكون كالسطوان العظيم. يشاهده الخلق ويتحسرون على ما هم فيه يتنافسون اي انك ساع الى الله وعامل باوامره ونواهيه ومتقرب اليه اما بالخير واما بالشر ثم تلاقي الله يوم القيامة. فلا تعدم منه جزاء بالفضل ان كنت سعيدا. او بالعدل ان كنت شقيا. ولهذا ذكر تفصيل الجزاء فقال فاما من اوتي كتابه بيمينه وهم اهل السعادة اه وهو العرض اليسير على الله. فيقرره الله بذنوبه حتى اذا ظن العبد انه قد هلك. قال الله تعالى له اني قد سترتها عليك في الدنيا فانا استرها لك اليوم. وينقلب الى اهله مسرورا. وينقلب الى اهله في الجنة مسرورا لانه نجا من العذاب وفاز بالثواب ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا انه واما من اوتي كتابه وراء ظهره. اي بشماله من خلفه من الخزي والفضيحة وما يجد في كتابه من الاعمال التي قدمها ولم يتب منها اي تحيط به السعير من كل جانب. ويقلب على عذابها وذلك لانه في الدنيا لا يخطر البعث على باله وقد اساء. ولم يظن انه راجع الى ربه. وموقوف بين يديه الا ان ربه كان به بصيرا. فلا يحسن ان يتركه سدى. لا يؤمر ولا ينهى لا يثاب ولا يعاقب. اقسم في هذا الموضع بايات الليل فاقسم بالشفق الذي هو بقية وللشمس الذي هو مفتتح الليل. اي احتوى عليه من حيوانات وغيرها اي امتلأ نورا بابداره. وذلك احسن ما يكون واكثر منافع. والمقسم عليه قوله لتركبن اي ايها الناس طبقا عن طبق اي اطوارا متعددة واحوالا متباينة من النطفة الى العلقة الى المضغة الى نفخ الروح ثم يكون وليدا وطفلا ثم مميزا ثم يجري عليه قلم التكليف والامر والنهي. ثم يموت بعد ذلك ثم يبعث ويجازى باعماله. فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد دالة على ان الله وحده هو المعبود. الموحد المدبر لعباده بحكمته ورحمته. وان العبد فقير عادي تحت تدبير العزيز الرحيم. ومع هذا فكثير من الناس لا يؤمنون اي لا يخضعون للقرآن ولا ينقادون لاوامره ونواهيه الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يوعون. اي يعاندون الحق بعد ما تبين فلا يستغرب عدم ايمانهم وعدم انقيادهم للقرآن. فان المكذب بالحق عنادا لا حيلة فيه اي بما يعملونه وينوونه سرا. فالله يعلم سرهم وجهرهم. وسيجازيهم اعمالهم ولهذا قال وسميت البشارة بشارة لانها تؤثر في البشرة سرورا او غما. فهذه حال اكثر الناس. التكذيب بالقرآن وعدم الايمان الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون ومن الناس فريق هداهم الله فامنوا بالله وقبلوا ما جاءت به الرسل. فامنوا وعملوا الصالحات. فهؤلاء هؤلاء لهم اجر غير ممنون. اي غير مقطوع. بل هو اجر دائم مما لا عين رأت. ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر