قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب التأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها. وعن هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة. قال تعبد الله لا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال قال والذي نفسي بيده لازيد على هذا فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سر وهو ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا. متفق عليه. وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه وقال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفايح من النار. فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت اعيدت له في يوم كان مقداره وخمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله. اما الى الجنة واما الى النار قيل يا رسول الله فالابل قال ولا صاحب ابل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم بردها الا اذا كان يوم القيامة يبطي حلها بقاع مقرقر اوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا او باخفافها وتعضه بافواهها. كلما مر عليه رد عليه اخراها. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله. اما الى الجنة واما الى نار. قيل يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها الا اذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا. ليس فيها اقسام ولا جلحاء ولا عضبة اه تنطحه بقرونها وتطؤه باظنافها كلما مر عليه ولا رد عليه اخرى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل ندر. فاما له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواة. ونوى لواء على الاسلام فهي له وزر واما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله. ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي ستر واما التي هي له ودر فرجل ربطها في سبيل الله لاهل الاسلام في مرج او روضة. فما اكلت من ذلك الروضة من شيء الا كتب له عدد ما اكلت الحسنات. وكتب له عدد ارواحها وابوالها حسنات ولا تقطعوا طوالها فاستنت شرفا او شرفين الا كتب الله له عدد اثارها واوراثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد ان يسقيها الا كتب الله له عدد ما شربت حسنة قيل يا رسول الله فالحمر؟ قال ما انزل علي في الحمر شيء الا هذه الاية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره متفق عليه وهذا لذ مسلم وبالله التوفيق والسداد. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالزكاة قدم ايات واحاديث الزكاة والزكاة ركن من اركان الاسلام الخمسة وهي الركن الثالث من اركان الاسلام كما في قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الواجب على اهل الاسلام ادائها كل من كان عنده مال يجب عليه ان يؤدي الزكاة على حسب الانصبة الشرعية التي بينها السنن بينها الرسول عليه الصلاة والسلام وليس له التأخر عن ذلك او البخل او الشح بل يجب ان يهدد الزكاة طيبة به نفسه وان يصرفها باهلها قد جاء ثواب الله وحذر عقاب الله سبحانه وتعالى وجاء في ذلك نصوص كثيرة في الوعيد في حق من تساهل بها وجاء الوعد العظيم والخير لمن اداها فمن ذلك حديث الاعرابي يا رسول الله اخبرني بعمل ادخل به الجنة قال تعبدوا الله تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان الاصل الاخر فهو علمه شرائع الاسلام والذي بعثك بالحق لا ازد ولا انقص فقال من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى اهله في الوقت السابق افلح ان صدقة فالانسان اذا صدق في اداء فرع لله وترك محارم الله فقد افلح فالرسول علمه الفرائض ولعله ذاك الوقت لم يفرض الحج سأله قبل فرض الحج فاذا التزم الانسان شرائع الاسلام وابتعد عن مناهيه فقد افلح وله الجنة وان تقص شيء مما اوجب الله عليه اول شيء ما حرم الله عليه على وجه لا يكفر به صار تحت مشيئة الله ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه على قدر انتقاصه مما وجب الله عليه كما قال سبحانه في سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دونه من يشاء في ايتين من هذه السورة بين سبحانه ان الشرك لا يغفر وان من مات على ما دون من المعاصي فهو تحت المشيئة فالواجب على المكلف بالرجال والنساء الحذر وان يؤدي فرائض الله عن اخلاص وصدق وان يبتعد عن محارم الله عن اخلاص وصدق وان يحضروا التساهل في ذلك وفي الحديث الثاني عن الجليل ابن عبد البجلي رضي الله عنه بايعة النبي صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم فيدل على عظم شأن الزكاة والصلاة هما الركنان العظيم ان من اركان الاسلام بعد الشهادتين ولهذا ذكرهم الله مع التوحيد في مواضع كثيرة من حافظ عليهما مع التوحيد حافظ على ما سواهما لانهما اصول الاسلام شهادتان والصلاة والزكاة ولهذا قال عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين له الدين حنفاء وهو يقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة هذا هو دين الملة القيمة من استقام على الثلاث ادى ما سواها صام وحج وادى بقية امور الاسلام لان ايمانه بهذه الثلاث يدعوه الى تنفيذ ما امن به من بقية امور الدين وترك ما حرم الله عز وجل. ومن هذا قوله سبحانه فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة اخلوا سبيلهم فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فلاخوانكم في الدين واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وهكذا النصح يقول لمسلم يجب على المؤمن ان يصلح لاخوانه المسلمين اينما كان ببر او بحر من شدة او رخاء يجب ان ينصح ولا يغش في معاملة ولا فيه شهادة ولا بغير ذلك المسلم اخوه المسلم ليس له الا غشه ولهذا بايع النبي صلى الله عليه وسلم بايعه جديد على الا على ان ينصح لكل مسلم ويقول صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة يعني معاملة لمسلم بغاية النصح بغاية الصدق والامانة وعدم الغش وهذا لازم لكل المسلمين ليس خاصا باحد من احد بل يجب على جميع المسلمين ان ينصحوا وان لا يغشوا ولا يخونوا لمن ينفذ امر الله كما اوجب الله عليهم ثم ذكر المؤلف الحديث تعذيب مانع الزكاة وان مانع الزكاة كما انه اتى جريمة عظيمة في الدنيا يستحق ان يقاتل عليها اذا قاتل ويستحق ان يزابها ويعزر ويؤدب اذا تخلف يوم القيامة هو على خطر من دخول النار ويعذب بامواله يوم القيامة التي بخل بالزكاة فيه هذا المال الذي بخل به و ترك اخراج الزكاة منه يعذب به يوم القيامة. نسأل الله العافية كما قال جل وعلا يوم احمى عليه من نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كان استودع انفسكم فذوقوا ما كنتم تكنسون كل شي لو ادى زكاته يسمى كنز ولو كان على وجه الارض كل مال لا تؤدى زكاته هو كنز يعذب صاحبه نسأل الله العافية وفي هذه الاحاديث بيان انه اذا كان ذهب وفضة تحمى له في نار جهنم ثم يركب الى جنبه وجبينه وظهره قوة في يوم كان مقدار خمسين الف سنة ثم يرى سبيل الائمة الى الجنة واما الى النار نعوذ بالله. دل عليه لا يكفر بل هو على خطر من دخول النار لكن اذا جحد وجوبها او اعتلى دونها دل على جحد وجوبها لا يكفر ويقاتل وان كان الابل نطح لها خالي فسيح جبل ولا شيء يمنع فتطأه باخفافها وتعظه بافواهها الابل في يوم كان مقداره خمسين سنة يوم عظيم طويل كلما مضت عليه اخراها عادت عليه اولاها هذا عذاب يوم القيامة غير عذاب النار نسأل الله العافية. يعذب بنفس المال الذي بخل به وحامدونه وان كان المال بقر او غنم نطح له ايضا ليس في مانع تطأه الغنم والبقر اظنها فيها وتعظه وتنطحه بقرونها ليس فيها جلحى ولا حول يعني قرون تامة كاملة ليس فيها نقص في الانحاء الجمة يعني قرون تامة ليس فيها نقص ولا كسر ولا شيء كنلاحظو القرون وتطأه بالاظلاف كل ما مضت اخراها عادت عليه اولاها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ثم يرى سبيل الهمة الى الجنة واما الى النار هذا وعيد عظيم يدل على وجوب الحذر بالزكاة والتساهل بها وان على المسلم ان يحذر ذلك وان يؤدي الزكاة طيبة من نفسه نؤديها لمستحقيها من قال الله فيهن والصدقات للفقراء والمساكين الاية ثم هذه الزكاة تزيده خيرا لا تنقصه قال تعالى خذ من اموال صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ماء لماله وزيادة يبارك الله له في المال ويزيده بهذه الصدقة وفق الله الجميع