افعل كذا وكذا واصنع كذا وكذا ويكرهون ان يقولوا اعطيتك احتسب به الخير او يقولون حر لوجه الله وكانوا يحصون ويسكتون ولا يقولون شيئا اي كانوا يفعلون هذا ولا يقولون حياء من الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. اللهم امين موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث السابع والثمانين بعد الثلاثين قال الامام البخاري باب الصلاة في الخفاف. حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن الاعمش قال سمعت ابراهيم يحدث عن همال ابن الحارث قال رأيت جرير بن عبدالله ثم توضأ ومسح على على كفيه ثم قام فصلى فسئل فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا قال ابراهيم فكان يعجبهم لان جريرا كان من اخر من اسلم اذا ايها الاخوة قال البخاري باب الصلاة في الخفاف اي هذا باب في بيان حكم الصلاة في الخفاف اي بالقصاص والخفاف جمع خف والمناسبة بين البابين ظاهرة جدا قال البخاري حدثنا ادم وهو ادم ابن ابي اياس تقدم الكلام عنه في الدرس السابق قال حدثنا شعر وهو شعبة ابن الحجاج وتقدم الكلام عنه قريبا وهو امام من ائمة الحديث وعلم من الاعلام اذا ذكره المرء استذكر ان هذا الرجل ممن قام على حديث النبي خير قيام ليستهس المرء همته في ان يقوم في خدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعمش وهو سليمان ابن مهران الاعمش المتوفى عام سبع واربعين ومئة وشعبة الفئام ستين ومئة وادم توفي عام عشرين ومئتين وسليمان ابن مهران احد مسكني الحديث هو احد من دارت عليه الاسانيد وهو امام من الائمة قال سمعت ابراهيم يحدث وهو ابراهيم النفع وابراهيم كان من اهل الخير والفضل وكان من اهل الاتقان وهو ممن جمع الفقه والحديث والعلم قال ابو بكر ابن شعيب ابن الهباب عن ابيه قال كنت فيمن دفن ابراهيم النخعي ليلا سابع سبعة فقال الشعبي ادفنتم صاحبكم؟ قلت نعم. قال اما انه ما ترك احدا اعلن منهم او افقه منه قلت ولا الحسن ولا ابن سيرين؟ قال ولا الحسن ولا ابن سيرين ولا من اهل البصرة ولا من اهل الكوفة ولا من اهل الحجاز ولا من اهل الشر اذا ابراهيم كان معروفا بهذا الشأن معروفا بالعلم معروفا بالخير معروفا بالفضل بل انه كان من ائمة الحديث ونقاد الحديث حتى قال سليمان ابن مهران الاعمش الراوي عنه الان قال كان ابراهيم صيرفي الحديث وقال اسماعيل بن ابي خالد كان السعدي وابراهيم ابو الضحى يجتمعون في المسجد يتذاكرون الحديث فاذا جاءهم شيء ليس عندهم فيه رواية رموا ابراهيم بابطارهم وروى شعيب بن الحبام عن هنيدته امرأته انه كان يصوم يوما ويفطر يوما اذا هو كان من العباد وقال زكريا العبدي عن ابراهيم النافعي انه بكى في مرضه فقالوا له يا ابا عمران ما يبكيك قال وكيف لا ابكي وانا انتظر رسولا من ربي بشرني اما بهذه واما بهذه قال الاعمث ما عرضت على ابراهيم حديثا قط الا وجدت عنده منه شيئا قال الاعنف الذي يروي عنه حديث اليوم يقول ما عرضت على ابراهيم حديثا قط الا وجدت عنده منه شيئا وقال عبد الملك بن ابي سليمان العرجمي سمعت سعيد بن جبير يسأل فقال تستفتوني وفيكم النخعي وقال لها سمعت ابراهيم يقول كانوا يكرهون ان يظهروا طارح ما يسرون يقول الرجل اني لاستحي ان يقول وقال ابراهيم واني لارى الشيء اكرهه في نفسي فما يمنعني ان اعني به الا كراهية ان ابتلى بمثله هذا الورع وهذا الحياء من عند الله تعالى ومن اقواله قال كنا اذا حضرنا الجنازة او سمعنا لميت عرف فينا اياما لانه قد عرفنا انه ونزل به امر طيره الى الجنة او الى النار انكم في جنائزكم تتحدثون باحاديث دنياكم اذا ما اكثر الذين يغفلون عند الموت. نسأل الله السلامة اذا يقول انا سمعت ابراهيم يحدث عن همام ابن الحارث وهو همام ابن حارث ابن قيس ابن عمرو النخعي الكوفي من الطبقة الثانية وهو من كبار التابعين توفي عام خمس وستين وقد اخرج حديثه البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه قال عنه الحافظ ابن حجر ثقة عار وقال عنه الذهبي كان من العلماء العباد حتى قال ابن الجوزي كان الناس يتعلمون من هديه وسلفه وكان طويل السهر رحمه الله وجاء بالاسناد ان همام ابن الحارث كان يدعو يقول اللهم اشفني من النوم باليسير وارزقني سهرا في طاعتك وهمام هنا يقول قال رأيت جرير ابن عبد الله والجرير هو جرير ابن عبد الله ابن جابر البجلي القسري ابو عمرو. وقيل ابو عبد الله وهو من الصحابة توفي عام احدى وخمسين بطرطيسيا وقد فرج حديثه الجماعة وقد قال عنه العلماء في كتب الرجال كما في التقرير صحابي وفي الكافر قال صحابي بسب له النبي صلى الله عليه وسلم رداءه واكرمه. يعني ذهب اتى بترجمتني هذه في الكاشف ومعلوم ان الكاشف كتاب مختصر مختصر اما في السير قال جرير ابن عبد الله ابن جابر ابن مالك البجلي ابن نصر ابن كعب ابن ابن جكم ابن عوف الامير النبيل الجميل الامير النبيل الجليل ابو عمرو وقيل ابو عبد الله البجلي الخسري قال وقصر من قحطان ثم قال من اعيان الصحابة اي ان جريرا من اعيان الصحابة ثم قال وبايع النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم. طبعا هذا الخبر في الصحيح سيأتينا باذن الله وهو خبر عظيم تأثرت به في بداية طلبي للعلم وانا ما زلت في بداية الطلب روى الامام احمد لسنده عن جرير قال لما جنوت من المدينة انهت راحلتي وحللت عيبتي ولبست حلتي ثم دخلت المسجد فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرمان الناس بالحدر فقلت لجليس يا ابا عفياء يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من امري شيئا قال نعم ذكرك باحسن الذكر بينما هو يحفظ اذ عرض له في خطبته فقال انه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير اليمن الاوان على وجهه مسحة ملك قال فحمدت الله يقول قلت كان بديع الحسن كامل الجمال كان بديع الحسن كامل الجمال وروى ابن عيينة عن إسماعيل عن غيث قال سمعت جرير ابن عبد الله يقول ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي وقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير اليمن على وجهه مسحة ملك ثم قال الذهبي قدم جرير المدينة في رمضان سنة عشر ومعه من قومه خمسون ومئة يرحمهم الله اجمعين يقول رأيت جرير ابن عبد الله قال ثم توضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى فسأل اي بالبناء للمعلوم للبناء للمفعول اي فسئل جرير عن المسح على الخفين والصلاة فيهما والسائل له همام كما عند الطبراني في المعجم الكبير برقم الفين واربع مئة وثلاثين يقول فسئل فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا قال ابراهيم فكان يعجبهم اي كان يعجبهم حديث جرير لان جريرا كان من اخر من اسلم. اي يعجبهم حديث جرير رضي الله عنه كان يعجب ابراهيم النخاعي وغيره من التابعين لانه يدل على ان جواز المسح على الخفين باق ولم ينسف لاية الوضوء في المائدة والتي فيها وجوب غسل الرجلين لان جريرا رضي الله عنه اسلم بعد نزولها ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ينزع عليهما فوجه اعجابهم بقاء الكفن. فلا نفخ باية المائدة لانه كان اسلامه في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فعلمنا ان حديثه معمول به وهو يبين ان المراد باية المائدة غير صاحب الخف فتكون السنة مخصصة للاية هذا الخبر من الاخبار المهمة وفيه فائدة من فوائد الوضوء والانسان يتعلم اخبار النبي حتى ينتفع بها ويعمل بها واهل العلم يفرحون بالشيء الوارد عن وتأمل فكان يعجبهم اي كان حديث الجرير يعجب اهل العلم لانه لان جريرا من جملة الذين اسلموا في اخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اسلم في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي جامع الترمذي حديث اربع وتسعين اخرجه من طريق شهر ابن حوش قال رأيت جرير ابن عبد الله فبكر نحو حديث قال فقلت له اقبل المائدة او بعدها؟ قال ما اسلمت الا بعد المائدة ثم قال الترمذي عقب هذا الخبر هذا حديث مفسر لان بعض من انكر المسح على الخفين تأول ان مسح النبي على الخفين كان قبل نزول المائدة كان قبل نزوله اية المائدة اي اية الوضوء التي في سورة المائدة فقالوا على هذا فيكون منفوخا فذكر جرير في حديثه انه رآه يمسح بعد نزول سورة واحدة. فكان اصحاب ابن مسعود يعجبهم حديث الجرير وكذلك اهل العلم لان فيه ردا على اصحاب التأويل المذكور فعلم ان المراد باية المائدة غير صاحب الخبث واعلم انه قد وردت في المسح على الخفين احاديث عديدة قد اوصلها بعضهم الى التواتر كما هو رأيي كما هو رأي كثيرا من اهل العلم وقال ابن عبد البر علينا وعليه رحمة الله مسح على الخفين سائر اهل بدر والحليبية وغيرهم من المهاجرين والانصار وسائر الصحابة والتابعين وفقهاء الامصار ولا ينكره الا مخذول مبتدئ خارج عن جماعة المسلمين ولهذا قال الكرثي ان الحنفية قال اخاف الكفر على من لا يرى المسح على الخفين ولذلك في بعض كتب العقيدة كما في الصحاوية ذكروا المسح على الخفين بانها من المسائل الفقهية الظاهرة وهكذا كل مسائل الدين ينبغي على طالب العلم ان يعتني بها غاية العناية وان يهتم بها غاية الاهتمام وذكرنا في المجلس السابق في ترجمة ادم ابن ابي اياس خبرا مطولا فيه النصيحة للامام احمد وفيه موقفه من اهل البدعة وانا من هذا المقول ومن نصيحته اقتبست كلاما ظمنته كلام ابن رجب فكتبت بيانا سميته نصيحة الى كل مسؤول وقلت قال ابن رجب واعلم ان حب الشرف بالحرص على نفوذ الامر والنهي وتدبير امر الناس اذا قصد بذلك مجرد علو المنزلة على الخلق والتعاظم عليهم واظهار صاحب بهذا الشرف حاجة الناس اليه وافتقارهم اليه وذلهم له في طلب حوائجهم منه فهذا نفسه مزاح لربوبية الله تعالى مداهمة لربوبية الله والهيته هكذا قال ابن رجب مزاحمة لربوبية الله تعالى والهيته وربما تسبب بعض هؤلاء الى ايقاع الناس في امر يحتاجون فيه اليه. ليضطرهم لذلك الى رفع حاجاتهم الى وظهور افتقارهم واحتياجهم اليه ويتعاظم بذلك ويتكبر به وهذا لا يصلح الا لله تعالى وحده لا شريك له كما قال تعالى ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون او وقال وما اغسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ونقلت هذا القول من كتاب ذم المال والجاه صحيح اربع وسبعين وقلت بعده وتأمل نصيحة ادم ابن ابي الياس اذ ارسل احد طلابه فقال اذا اتيت احمد ابن حنبل فاقرئه السلام وقل له يا هذا اتق الله وتقرب الى الله تعالى يا هذا اتق الله وتقرب الى الله تعالى بما انت فيه ولا يستفذنك احد فانك ان شاء الله مشرك على الجنة وقل له اي ان ادم قال للرسول وقل له اخبرنا البيت عن ابن عجلان عن ابي زناد عن الاعرج عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ارادكم على معصية الله فلا تطيعوه قال فابلغت ذلك ابا عبدالله فقال رحمه الله حيا وميتا فلقد احسن النصيحة انتهى الفرار ثم قلت عقب ذلك فقد نصحتك فاتق الله فيما انت فيه فالوقوف بين يدي الله شديد اذا هذا جعلته بيان وصدرته بقولي نصيحة الى كل مسؤول وارسلت به بنسخة الى اخينا الحبيب الشيخ ناجي الدوسري القحطاني لاجل ان يجعله في ورقة ويرقم عليه ختمنا ثم ينشره الى الناس عسى الله ان مثلنا به نصيحة في كل مسؤول. والله سبحانه وتعالى يتولى الخير وينشر الفضل