المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثالث والتسعون والثلاثمائة الحديث الثاني عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما عليها رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث سهل ابن سعد رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها الرباط هو لزوم الثغرة اي الحدود التي بين المسلمين والكافرين لاجل القتال ولان لا يهجم الكفار على المسلمين وهو من افضل القربات بل الاقامة فيه افضل من الاقامة في مكة لما يترتب عليه من مصالح المسلمين ونفع الاسلام وفي هذا الحديث ان الاقامة فيه يوما واحدا خير من الدنيا وما عليها فما ظنك بالاقامة فيه اكثر من ذلك وقوله وموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها اي موضع العصا في الجنة لو قدر ان لانسان هذا المقدار من الجنة ولاخر الدنيا وما عليها كان من له موضع سوط في الجنة اعلى وافضل لانه لا مساواة بين الكامل والناقص ولا مفاضلة بينما يحصل بحصوله رضا الله والفوز العظيم وبين غيره ولا نسبة بين الدائم الباقي وبين المنقطع الفاني ولهذا قال بعض السلف لو كانت الدنيا ذهبا فانيا والاخرة خزفا باقيا لكان جديرا بالعاقل ان يرغب بالخزف الباقي ويختاره على الذهب الفاني فكيف والدنيا هي الخزف الفاني والاخرة هي الذهب الباقي وهذا التفضيل بين موضع السوط والدنيا من اولها الى اخرها على وجه الفرض والتقدير فكيف وليس للانسان منها الا مدة عمره ثم اذا نظرت اليه وجدته لم يحصل له الا اقل القليل من عمره واكثروه يذهب في صغر وكبر ومصائب ولهوات وغيرها فما يصفى له الا القليل وقوله والروحة يروحها العبد في سبيل الله الرواح هو السير اخر النهار اي من الزوال الى اخره او الغدوة وهو السير اولا النهار خير من الدنيا وما عليها لان الوسائل لها احكام المقاصد فمن راح او غدا للجهاد كان اجره اجر المجاهد فبعض اليوم خير من الدنيا وما عليها فما ظنك باليوم فاكثر