المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرسالة الثامنة والثلاثون اخبار متفرقة قصة الفتنة التي وقعت بسبب المعهد التابع للمعارف. بسم الله الرحمن الرحيم في الثامن والعشرين من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة والف من الهجرة من المحب عبدالرحمن الناصر السعدي الى الولد المكرم عبدالله العبد العزيز العقيل المحترم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بركاته. مع السؤال عن صحتكم. صحتنا تسرك. وقد سبق لك كتاب قبله جواب كتابك. الامل انه وصل الداعي لهذا هو انه من الاسف ان بلدنا التي يظن كثير من الناس انها في مقدمة بلدان نجد في الاخلاق الطيبة تحدث فيها بعض الحوادث التي تحزن سبق ان اخبرتك بسورة الواقعة الاولى في شأن الديناصوري. وما قيل عنه وتمحيص الحقيقة وافدت انك وجد حسبان متطرفان. حزب يغري التلاميذ ببعض المعلمين في المعهد هم من اولياء التلاميذ وحزب اخر قابلوا الفاسد بالفاسد فصاروا يقدحون في المعهد وبعض الاساتذة وفي الحكومة. وكان من ابلغ ما جرت عليهم ومنهم الحركة علي الحمد الصالحي كان كثير من التلاميذ يسمعونه ما يكره وهو يسمعهم كذلك. وكان كما تعهد من الحرارة وله اصحاب يغرونه في في طريقته وانا لا زلت انصحه واقول يا علي ان كان لك رغبة في البقاء في المعهد فالزم السكوت. واياك والحركة الضارة. وان كان ما لك رغبة فالاحسن الانسحاب عنه وكنت اعرف ان تحريك غيري له وعجلته تؤديه الى ما لا ينبغي صادف ان لحظ في دفتر احد التلاميذ مكتوب في دباجته عكس الشيخ عبدالرحمن بن عودان ومشروح تحته من هذا التلميذ السفيه كلام شتم وسباب للشيخ اختطفه من التلميذ وهرب يركض والتلميذ وبعض زملائه يركضون خلفه. وقد حاول بعض الاساتذة قبل ذهابه فيه الا يذهب به فصمم وذهب به الى الشيخ وحالا جمع الشيخ الجماعة وبعد ذلك ارسلوا لي الشيخ اني احضر فوجدتهم مجتمعين عنده وقد عزم الشيخ والجماعة على الذهاب الى الامير في شأن هذه القضية. وقد استشاط الشيخ وبعض الجماعة فشرت عليهم وحاولتها على السكون وقلت الاحسن لا تطولونها وهي قصيرة. ولا يحتاج الى هذا كله ارسل يا شيخ للامير رسول او اكتب له كتابا يؤدب السفيه الذي جرى منه ما جرى. وما زلت احاولهم عن تكبير المسألة وذهاب واما اصول التفسير وعلومه التي تلقى في المعهد فانها قسمان. قسم مأخوذ بحروفه من كتاب الاتقان للسيوطي الذي قررت المعارف الاستمداد منه فهذا فيه اصول نافعة. وقواعد وضوابط في علم التفسير جليلة بهم للامير جميعا فانحل الجماعة كلهم ولكن الشيخ صمم وذهب هو والصالحي وحدهم. وكانت النتيجة ان قال لهم انت يا شيخ لو تأمرنا على تأديب عيالنا من دون سبب فعلنا. واما الصالحي والتلاميذ فكل منهم ظلم الاخر هم يدعون انه يقول لهم اقوالا اعظم مما يقولون له وبعد مجلسهم هذا ما صار شيء. انما يجري مكاتبات بين الشيخ وبعض مشايخ بريدة. ويشاع ايضا انه كتب لبعض مشايخ الرياض وفتنة الاقوال بعد هذه القضية اشتعلت حتى شاع عند كثير من الناس ان علوم المعهد علوم منحرفة فتحتوي على الزيغ الضلال وروج ذلك بعبارة منقولة من الاتقان في كيفية الوحي. نقل فيها صاحب الاتقان قولين او ثلاثة من اقوال الاشعرية الاتقان قد تقرر من المعارف اخذ الاساتذة منه اصول التفسير. فنقلت هذه الاقوال بحروفها بالصفة الموجودة بالاتقان بقيل كذا وقيل كذا. وجرى للناس من القدح في الازهريين ما يحزن. ودخل في هذه الفتنة من عليهم شرهة من طلب العلم الله الهادي والان علي الحمد الصالحي يتردد بين الشيخ وبين بريدة نعوذ بالله من شرور الفتن احببت افادتك بصورة واقع لعلمي ان المسألة اشيعت على وجوه متنوعة. نرجو الله يحفظنا واياكم بمنه وكرمه بلغ سلامي الى الوالد والعيال والمشايخ. ومنا جميع الاصحاب يخصونك والله يحفظك والسلام ابراهيم المحمد العمود طاريه يتوجه اليومين لمحله. والظاهر يمر الرياض كتبت ورقة نصيحة بمناسبة ما شرحناه تجدها طية ملحق الرسالة السابقة فتوى الشيخ في المعهد التابع للمعارف والعلوم التي تدرس فيه بسم الله الرحمن الرحيم. سؤال افتونا وفقكم الله وارشدكم للخير. عن العلوم التي تدرس في المعهد. فانه قد كثر خوض الناس فيها. والاعتراضات عليها وعلى المعلمين فيها. الجواب وبالله التوفيق الامر كما ذكر السائل واغلب المعترضين ليس عندهم علم ولا بصيرة وانما هم كما قيل سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وليس عند كثير منهم علم يبصره. ولا ورع يحجزه عن القول بلا علم. ولا عن التقول ولا عن الوقوع في الاعراض المحترمة وانما هي احزاب متضاربة مصدرها الهوى المحض والتعصبات الضارة والعداوة التي تضر الدين والدنيا جميعا. وتحدث انواع الشرور والعبد يسأل الله العافية ساجيبك عن سؤالك بجوابين مجمل ومفصل اما الجواب المجمل فاعلم ان العلوم التي تدرس في المعهد بل وفي سائر المدارس النجدية فانها علوم نافعة شرعية دينية وعلوم وسائل اليها نافعة للدين والدنيا. بل الناس مضطرون اليها غاية الضرورة. ولا غنى لهم عنها. ومن قدح فيها وقد قادح في دينه وعقله وانسانيته وبرهن على هواه الضار وهي علوم قدرتها المعارف ومن وراء ذلك علماء المسلمين. لو رأوها علوما ضارة لكان اللوم موجها اليهم قبل كل احد اذ سكتوا عن انكارها بل صرحوا بنفعها العظيم وشكروا حكومتهم على بثها وبذل الاموال الطائلة في نشرها وبثها في الامة ثم الحكومة لم تأل جهدها في اختيارها واختيار الاساتذة الفضلاء لها. من النجديين وغيرهم بواسطة اهل العلم واما الجواب المفصل فالعلوم التي تدرس في المعهد قسمان احدهما وسائل والثاني مقاصد. اما الوسائل يا علوم العربية والالة بانواعها وتوابعها وقد عرف الناس فوائدها العظيمة ومصالحها واعانتها على العلوم الدينية. ولا اظن السائل قصدها. ويظهر ان قصده والسؤال والاستفسار عن القسم الثاني وهي المقاصد وهي العلوم الدينية. فاعلم ان المقرر درسه والموجود فيها منها ثلاثة اقسام توحيد وعقائد وفقه واحكام وعلوم التفسير واصوله اما العقائد فانه اختير لها عقيدة شيخ الاسلام الواسطية. التي تفوق سائر العقائد بمواضيعها الهامة. واختصارها ووضوحها وجمعها لاصول الدين التي اجمع سلف الامة وائمتها عليها. واما الفقه والاحكام فانها منقولة بحروفها من كتب الحنابلة المعتبرة التي عليها الفتوى عندهم وهي كلها صحيحة. وان كان يوجد فيها بعض الاقوال الضعيفة. فلا ينافي صحتها واهميتها العظيمة لانه لا يخلو كتاب ليس فيه شيء خال من الانتقاد. وخلاف العلماء في المسائل الاجتهادية لا انكار فيه العلماء مع ان الموجود فيها من هذا النوع ولله الحمد قليل جدا لا يستغنى عنها في علم التفسير وهي ايضا مما اجمع عليها المفسرون ولكنها كغيرها يوجد فيها مواضع قليلة جدا ينتقد عليها. ولما اعثر على شيء من هذا النوع الا في مبحث كيفية نزول القرآن. فانه نقل فيه عبارة الاتقان بحروفها. وحكى قال فيها حكاية مجردة. فحكى بعض الاقوال المنتقدة والقسم الثاني مما زاده الاساتذة المصريون من انفسهم. وهذا القسم كله مباحث نفيسة جدا في تقرير النبوة والتحدي بالقرآن وبيان بلاغته وجلالة قدره وعلو مكانته. نود لكل مسلم وطالب علم ان تكون هذه المباحث الجليلة نصب عينيه وقبلة قلبه لما لها من الاثر الطيب والمكانة والتحقيق فهذا على وجه الاختصار ما نعتقده ونقوله في علوم المعهد ومن استراب في ذلك فلينظر الى دواوين التلاميذ فانها كلها متفقة على ما ذكرنا. وليحذر السائل من التحيز الى الاحزاب الضارة المتضاربة الذين يريد كل منهم ان ينصر هواه ولو ضره في دينه ودنياه. ونعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والله اعلم وصلى الله على محمد وسلم. قال ذلك عبدالرحمن بن سعدي في الثاني والعشرين من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة والف من الهجرة