بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد حديثنا هو اليوم عن شرح الحديث التاسع والثلاثين من صحيح الامام البخاري وقبل البدء بهذا الحديث اود ان اشير الى ان هذا الحديث قد تكرر عند البخاري لكن مما جاء طبعا بابنا هو باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم احب الدين الى الله الحنيفية السبحة وهذا خبر مما تكرر برقم ستة الاف واربع مئة وثلاث وستين وبوب له هناك باب القصد والمداومة على العمل باب القصد والمداومة على العمل اي مطلوبيته وهو سلوك الطريق المعتزلة من غير تفريط ولا اطلاق وثاق في هذا الحديث ساق حديث عائشة رضي الله عنها تقول سألت النبي حديث مسروق وسألت عائشة رضي الله عنها اي العمل كان احب الى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت الدائن قال قلت فاي حين كان يقوم؟ قالت كان يقوم اذا سمع الصالح والحجب بعده ايضا حديث ام المؤمنين قالت كان احب العمل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه ثم ساق حديث ابي هريرة لن ينجي احدا منكم عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته استجدوا وقاربوا واخده وروحه وشيء منها زلجا والقصد القصد تبلغ طبعا هذا رواية ابن ابي ذئب عن سعيد المقبوري في هذه الزيادة والقصد القصد تبلغ حتى ان واهل الجمع بين الصحيحين الحميدي حينما اورد الخبر اشار الى زيادة ابن ابي ذئب القصد القصد تبلغه اذا الحديث التاسع والثلاثون هو من الاحاديث المهمة وهو حديث عظيم وبوب له بباب جميل قال باب الدين يسر. طبعا اللام للعهد لما نقول للعهد اي دين الاسلام ويسر اي هو اليسر نفسه كقول بعضهم في النبي صلى الله عليه وسلم حينما قالوا واصفين النبي صلى الله عليه وسلم انه عين الرحمة واخذوا هذا من قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين بانه لكثرة الرحمة المودعة فيه صار الرحمة نفسها وهنا باب الدين يسر قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم احب الدين الى الله الحنيفية السمحة هذا الحديث اورده دليلا على الترجمة وهذا دأب الامام البخاري يرحمه الله تعالى يورد الاحاديث ومذاهب العلماء على طريقة التعليق وليس هو من تمام الترجمة بل استدل على ان الدين يسر بالحديث تعليقا وايضا بالحديث المسند تارة اخرى احب الدين الى الله اي احب خصال دين الذي هو الاسلام لان خصال الدين لان خصال الدين كلها محبوبة لكن ما كان منها سمحا اي سهلا فهو احب الى الله احب الدين الى الله الحنيفية السمحة قال العلماء وجهوا ايراد هذا الحديث ان في السماحة تيسير الامور على العباد وقصد الترجمة عند الذي يكتشف في الجسر والعثر الاعمال دون التصديق ولذلك قال في الحديث هو شيء من الدجة لان سير الليل كله يشق على الانسان ثم ساق البخاري الخبر باسناده قال حدثنا عبد السلام ابن مطهر حدثنا عبد السلام ابن مطهر ابو ظفر بفتح الظاء المعجمة والفاء عبد السلام ابن مطهر بضم الميم وفتح الطاء المهملة وفتح الهاء المشددة بن حسان بن مطك طبعا على هيئة اسم المفعول الازدي البصري روى عن جماعة من الاعلام منهم شعبة وسليمان ابن المغيرة وجلير ابن حازم وروى عنه الاعلام منهم البخاري وابو زرعة وابو حاتم وابو داوود وابن ابي خيثم توفي في رجب سنة اربع وعشرين ومائتين نسأل الله ان يتغمده برحمته قال حدثنا عمر بن علي قال حدثنا عمر ابن علي هو ابو حفص عمر ابن علي ابن عطاء ابن مقدم المقدم البصري سمع جماعات من التابعين منهم هشام ابن عروة واسماعيل ابن ابي خالد وابو حازم سلمة ابن دينار وموسى ابن عقبة روى عنه خلائق من الاعلام. منهم ابنه عاصم وعمرو بن علي فلاس ويحيى ابن يحيى وعثمان ابن مسلم وسليمان ابن حرب. واخرون وكان مدلسا حتى قال ابن سعد كان ثقة وكان يدلس تدليسا شديدا طبعا هنا ماذا قال؟ عمر ابن علي عن معن بن محمد الغفاري لكنه قد صرح بالسماء عند ابن حبان في صحيحه برقم احدى وخمسين ما زال ما كنا نخشى من تدليس قلنا هنا عن معن بن محمد الغفاري فهو معا للمحمد ابن معن الغفاري الحجازي سمع جماعة وسمع منه جماعة عن سعيد ابن ابي سعيد المقبوري. سعيد ابن ابي سعيد المقبري فهو ابو سعيد باسكان العين سعيد ابن ابي سعيد المقبوري المدني واسمه ابي سعيد كيسان وهو من سبل مقبرة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مجاورا لها وقيل كان عند منزله عند المقابر وهو بالمعنى الاول وقيل جعله عمر بن الخطاب على حفر القبور حكاه ابراهيم الحربي وسعيدنا في عام ثلاث وعشرين ومئة بصفة لابي سعيد وكان مكاتبا لامرأته من بني بكر سمع سعيد جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وابو هريرة منهم ابن عمر وابو هريرة وابو سعيد وابو شريح وخلاء من التابعين منهم ابوه روى عنه ايضا ابو حازم محمد ابن عيجان وعبيد الله العمري ويحيى ابن سعيد الانصاري وهم من التابعين وخلاف من الاعذاب منهم مالك ابن انس والبيت ابن سعد ابن ابي ذئب وشعبة واخرون عن ابي هريرة والصحابي الجليل ابو هريرة الذي روى لهذه الامة حديث نبيها صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر ان الدين يسر. فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم كل الدين يسر احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من وهنا قول البخاري باب الدين يسر اي دين الاسلام بالنسبة الى غيره من الاديان ذو يسر لا عذر لان الله تعالى رفع عن هذه الامة الاصر الذي كان على من قبلهم الذي منه قتل انفسهم عند التوبة وقطع ثيابه المتنجسة وعدم مؤاكلة الحائض وغير ذلك مما كان على من قبلنا فخففه الله علينا وكذلك تكلف الاحبار والرهبان وكذلك نهانا الله سبحانه وتعالى ونهانا النبي صلى الله وسلم عن الابتداع بالدين والمقصود الترجمة ان الدين يقع على الاعمال لانها التي توصف باليسر والعسر دون التصديق والدين الايمان والاسلام ويطلق ايضا يشمل حتى الاحسان واحبوا الدين المراد الجنس اي احب الاديان الى الله. والمراد به الشرائع. المراد به الشرائع الماضية قبل نسخها الحنيفية اي ديد الحنيفية اي المائلة عن الباطل الى الحق وهي ملة ابراهيم عليه السلام قسمها هاي السهلة لانها مبنية على السهولة. قال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم وفي الحديث الذي نعيش مع المراد به الاعمال كما سبق بالنصب مفعول والفاعل هو احد كما جاء مصرحا به في هذه الرواية ومعناه لا يتعمق احد فيه ويدع الرفق ويشاد اي يغالب من الشدة فالمشادة اذا المغالبة والمعنى لا يتعمق احد في الاعمال الدينية ويترك الرفق الا غلب لان الانسان اذا فعل هذا الشيء وتعمق لن يستطيع الاستمرار وجاءت التشريعات على ما يناسب طبيعة البشر وقال ابن المنير عن هذا ما قال وهذا امر مشاهد فهو من اعلام النبوة والمعنى ان الدين يغلب من غلبه. فسددوا هذه وصية النبي اي الزموا السداد. والسداد هو الصواب وهو التبسط من غير تفريط ولا افراط وقاربوا اي في العبادة ان لم ان لم تستطيع الاخذ بالاكمل فخذوا ما قرب منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمنا وابشروا اي ابشروا بالثواب على العمل وان قل وهنا حينما قال ابشروا وهو من البشرى ادهم المبشر به للتنبيه على تعظيمه وتسخينهم واستعينوا اي على ما ذكر من السداد والمقاربة وعلى دوام العبادة بالغدوة اللي هي اول النهار اي العبادة في هذا الوقت وهو من طلوع الفجر الى طلوع الشمس والروحة اللي هو بعد الزواج وشيء من الدلجة اي اخر الليل اي من العمل في هذه الاوقات لانها اوقات النشاط ولان العمل فيها ازكى وافضل منه في غيرها. اي كونوا مقتصدينه بالاعمال متوسطين فيها مستعينين عليها بالاوقات النشرة وفي الحديث من الجمال بانه عليه الصلاة والسلام خاطب مسافرا يقطع طريقه الى مقصده فنبهوا على اوقات نشاطه لان هذه الاوقات افضل اوقات المسافر ولماذا جاءه بهذا التعبير؟ لان حقيقة الدنيا انها دار نقلة فالانسان في ساعة ينتقل كما انتقل اخوي بهذين اليومين كنا نحتاج كل يوم نلتقي ونتواصى ونتذاكر ثم في فجأة ذهب في هذا الطريق لطلب الرزق وطلب الكسب وليعودوا على من وراءهم من الزوجات والابناء ازداد لكنه قدر الله ان اتت الطائرات القريبين فقطعتهم فماتا غريبين ودفنا غريبين نسأل الله ان يجعلهم في الشهداء كما قال والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم اذا هنا حقيقة الدنيا انها دار نقبة وطريق الى الاخرة فنبه النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الاوقات والحاصل من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالاقتصاد في العبادة والثبات على السنة من غير جفاء ولا مبالغة. فامر بطرح المبالغة المؤدية الى الانقطاع بل حث على التوسط في الاعمال وهذا حقيقة من جمال هذا الدين وكمال هذا الدين وانبه ايها الاخوة دائما انا انبه بايام الشدة وايام القتل والظلم انبه الى ان الميل الى الظالمين ادنى ميل يوجب العذاب فكيف بالميل كله ثم بالظلم نفسه والانهماك فيه وما ورد في مصاحبة الظالم وتقويته وهذا الخبر انا حينما اعتزلت عن منهج الامام البخاري وابراز طبعة الحديث بينت ان البخاري له مقولة تنص على انه ما من خبر من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم الا ومأخوذ من كتاب الله. وهذا النص مأخوذ من قوله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا. انه وبما تعملون وطفل ايها الاخوة لا لم يقبل هدي الله عز وجل من اول مرة فانه يوشك ان يشدد الله عليه ولهذا قال النبي ان الدين يسر ولن يكاد دين احد الا غلبته ايها الاخوة ان شريعة الله سبحانه وتعالى مبنية على الاثم والسهولة. لان ذلك مراد الله عز وجل في قوله يريد الله بكم اليسر وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر ان الدين يسكن والنساء دين احد الا غلبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث ويقول يسروا ولا تعسروا. وبشروا ولا تنفروا وقال فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين وقد اوجب الله على عباده ما يسهل عليهم الاستقامة من فعل الواجبات وترك المحرمات ولذا جاء هذا الخبر في محله ان الدين يسر ولا المشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقالبوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من ومن تتبع تكاليف الشرعية وجدها سهلة ميسرة على القوي والضعيف والغني والفقير مع ما فيها من الترخيص لاصحاب الاعذار بالرخص الكثيرة باسقاط الحج عن فاقد الاستطاعة وتأخير الصوم عن حائض النفساء والفدية في الشيخ الفاني وغير ذلك وغير ذلك كثير جدا. ومن ذلك ايضا سقوط الصلاة عن الحائض والنفساء وعدم مطالبتها بالقضاء ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان بعض الصحابة نذر ان يصوم ولا يفطر واخر يقوم الليل عابدا ولا ينام واخر لا يتزوج النساء خطبت الناس ناهيا عن ذلك قال اني لاخشاكم لله واتقاكم له لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني وكانت عبادته صلى الله عليه وسلم وسطا لا افراط فيها ولا شديد. مراعاة للطاقة البشرية ورحمة لامته ولذا قال جابر ابن عبد الله قال ديار من سمرة كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا فعلى المسلمين ان يستقيموا على امر الله فان الدين اثر لا عذر وليعلموا ان الله مطلع على اعمارهم وعبادتهم ومجازيهم عليها حسب ادائها لهم ان خيرا فخير وان شرا فشر ومن جميل الشرح لهذا الحديث ان البغوي قد ساق هذا الحديث من طريق البخاري ففي السند اخبرنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا عبد السلام ابن مطهر قال حدثنا عمر ابن علي عن مع ابن محمد الغفاري عن سعيد بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ساق الخبر ثم قال هذا حديث صحيح ثم قال قوله سددوا اي اقصدوا السداد وهو الصواب وقوله ثم تدلل بالاية لشرح الحديث. قال وقوله سبحانه وقولوا قولا كذبا اي قصدا مستقيما لا ميل فيه وهذا حقيقة من جمال الشيخ وهكذا صنع ابن رجب الحنبلي في شرحه في كتابه ثم قال وقوله قالبوا اي لا تعجلوا وقيل المقاربة القصد في الامور الذي لا غلوب فيه ولا تقصير. ثم قاس في الحديث الامر بالاقتصاد في العبادة ودرس الحمل على النفس بما يؤودها يمنعها ويقتلها ويقطعها فان الله سبحانه وتعالى لن يتعبد خلقه بان ينصبوا اناء الليل والنهار فلا يستريح بل اوجب عليهم وظائف في وقت دون وقت فليخلطوا طرف الليل بطرف النهار. وليجموا فيما بينهما انفسهم ثم قال في بعض المراسيل عن محمد ابن المنكر يرفعه ان هذا الدين متين فعوض فيه برفق ولا تبغض الى نفسك عبادة الله فان المنبت لا ارض لا انقطع ولا ظهرا اكثر ثم قال ويروى هذا عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفا عليه وهذا طبعا من دقته يعل المرسل المرفوع بالموقوف وزاد واعمل عمل امرئ يظن ان لا يموت الا هرما. واحذر حذر امرئ يخشى ان يموت غدا. يعني الانسان يعمل للدنيا ويعمل للاخرة. ثم قال قوله فاوغل فيه الايغال السير الشديد والامعان فيه والوغول الدخول في الشيء وان لم يبعد فيه ويقال للطفيلي واغل والمنبت الذي انقطع في سفره وعقبت راحلته فشبه المجتهد في العبادة حتى يحسر بالذي يتعب نفسه في السير بلا فتور حتى تعطب دابته فيبقى منبتا منقطعا لم يقضي سفره وقد اعطب ظهره وقد قال مطرق لابنه عبد الله العلم افضل من العمل والحسنة بين السيئتين وخير الامور اواثقها وشرح السير الحقحقة يقول فقوله والحسنة بين السيئتين قد يريد ان الغلو في العمل سيئة والتقسيطية والحسنة القص قال الله سبحانه وتعالى والذين اذا انفقوا لن يسرفوا ولم يقصروا وقال الله عز وجل ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط ثم قال والحق حقه ان تحمل الدابة على ما لا تطيقه حتى يبدع براتبها قال الحسن ان دين الله وضع فوق التقصير ودون الغلو وقال عبد الله بن مسعود ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه. طبعا هذا الشرح وانا نغلق واهل الصحابة والتابعين مع كلامه في غاية مفاسده ومن حديثنا اليوم من حيث عند البخاري كما ترون واخرجه النسائي واخرجه ابن حبان وقلنا بان رواية ابن حبان نافعة عندنا لان فيها تسبيح يدلس السماع والقاعدة ان كل علة اعلت في الصحيحين جاءت رواية المستقبل ثالثة منها والقمر عند البيهقي في الكبرى وعند الخضار في مسند الشهاد طبعا الحديث يدل على ان التيسير من امور الشريعة والادلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج وقوله تعالى ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج وقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقوله تعالى يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا وقوله تعالى ويضع عنهم اثرهم والاغلال التي كانت عليهم وقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها وذات هذا الحديث فيه الرفق في الشريعة. والرفق في الشريعة له صور ما هي الرفق بالنفس في اداء ما فرض الله فالمسلم لا يحمل نفسه من العبادة ولا يحملها من الطاعة ما لا تطيقه فالاسلام دين يسر وسهولة الانسان حينما يتبع فيه يكون سيره قصدا وعبادته قصدا ولذا قال ابن القيم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشديد في الدين بالزيادة على المشروع واخبر صلى الله عليه وسلم ان تجديد العبد على نفسه هو السبب لتجديد الله عليه اما بالقدر واما بالشر التشديد بالشرع كما يشدد على نفسه بالنذر الثقيل فيلزمه الوفاء به وبالقدر كفعل اهل الوسواس فانهم شددوا على انفسهم فشدد عليهم القدر حتى استحكم ذلك وصار صفة لازمة لهم الرفق مع الناس عامة ويكون بريم الجانب وعدم الغلظة والجفاء والتعامل مع الناس بالسماحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله رفيق يحب الرفق بالامر كله الرفق بالرعية الراعي سواء كان خليفة او واليا او مسؤولا عليه ان يرفق برعيته فيقضي حاجتهم ويؤدي مصالحهم برفق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انه ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق بهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شر رعاء الحطمة وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث مثلا لكل راع عنيف قاس شديد لا رحمة في قلبه على رعيته من الناس. سواء كان ولي اسرة او صاحب سلطان صغرا دائرة رعيته او كبرت وشر الرعاة من الناس على الناس هو الفقراء الذي لا ريب عنده ولا رحمة في قلبه لا رحمته في قلبه في تلين سياسته وقيادته فهو يقسو ويشتد على رعيته ويوسعهم عزفا وتحطيما ويدفعهم دائما الى المآزق والمخرجات ولا يعاملهم بالرفق والحكمة في الادارة. فقد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم النوع الرابع من الرفق الرفق بالمدعوين الداعي عليه ان يرفق في دعوته ليشفق على الناس ولا يشق عليهم ولا ينفرهم من الدين باسلوبه الغليظ والعنيف واولى الناس بالتخلق بخلقه وفق الدعاة الى الله والمعلمون والدعوة الى الله لا تؤثر ما لم تقترب بخلق الرفق في دعوة الخلق الى الحق فدعوة الخلق الى الحق ينبغي ان تكون بالحق وتعليم الناس لا يؤتي ثمراته الطيبات ما لم يقترن بخلق الرفق وخلق النبي صلى الله عليه وسلم وفي الرفق بالرفق يملك الانسان القلوب المحبة ولذا قال تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فيدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ويتلطف مع العاصي بكلام لين برفق ولا يعين الشيطان عليه. وانظر الى رزق ابراهيم عليه السلام مع ابيه. وتأمل قول الله تعالى قال راغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنته لارجمنك واهجرني مليا. قال سلام عليك تأسست لك ربي انه كان لي حفيا. فنريد من كل داعية ان نتصف بهذا الاسم ونتسم بهذه الطريقة الرفق بالخادم والمملوك والعامل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل الا ما يطيق وقد مر عندنا قبل دروس اخوانكم خولتم اذا الله سبحانه وتعالى قد اوجب على مالكي العبيد الرفقة والاحسان اليهم. وان يطعموا مما يطعمون وان يكثروا مما يلبسون ولا يكلفونه من العمل الا ما يطيقون. وان كلفوهم من العمل فوق الطاقة عانوهم وهذا ثابت في السنة كما في الحديث المحن عليها الرفق بالحيوان فمن الرش بالحيوان ان تدفع عنه انواع العطش كالجوع والمرض والحمل الثقيل والاحاديث في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا. اذا ايها الاخوة الرفق والجسر والسماحة. سماحة الاسلام مهمة كما دعا الاسلام الى كما دعا الاسلام والمسلمين الى التحلي بخلق السماح فان السماح من خلق الاسلام نفسه فمن السماحة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده وحلمه تبارك وتعالى على عباده وتيسير الشريعة عليهم وتخفيف التكاليف عنهم ونهيهم عن الغلو في الدين ونهيهم عن التشدد في الدين على عباد الله وايضا النهي عن التنطع حينما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنبح فقال هلك المتنصعون ولا ننسى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من شق على المسلمين فقال اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق بهم وامر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في امور الدين وكبار الجنة السماح سماحة الاسلام في التعامل مع غير المسلمين. فالاسلام لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب بل ابعد من ذلك ليشمل غير المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين حتى قال في حالة الحرب قيل ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الاطفال والنساء والشيوخ والعجزة ولذا جاء عن الصحابة قالوا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه في خاصته بتقوى الله من معه من المسلمين غيره ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا واذا لقيت عدوا وكان من المشركين بدأهم الى ثلاث خصال او خلاف فايتهن ما جابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم الى الاسلام. اذا ايها الاخوة وهذا الحديث وغيره من الاحاديث التي تمر علينا يجب ان نقف عندها مليا وان نطبق هذه الاحاديث وان لا نأتي فنأخذ ما نشاء ونترك ما نشاء ما جاءنا في كتاب الله من اول اية الى اخر اية مأمورون بالقراءة والحفظ والتدبر والعمل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم نحن مأمورون به ولا نأتي لننظر ما حولنا وهوانا فلنطبق ما نريد ونرد ما نزداه انما الحاكم والمهيمن هو امر الله وامر نبيه صلى الله فاياكم اياكم ايها الاخوة ان تتركوا شيئا من كتاب الله او تتركوا شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان النجاة كل النجاة بالاعتصام بالكتاب والسنة. وان الخسران والخسران بشرط شيء من سنة النبي صلى الله الله عليه وسلم اللهم ارحمنا وارحم امة محمد يا ارحم الراحمين. اللهم