ويحسن الادب مع عباد الله ويحفظ لسانه من مجالق الكلام الخطرة وفي هذه الاحاديث بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز من الكلام كما في حديث معاذ رضي الله عنه قلت يا رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال باب ما جاء في الاقسام على الله عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك رواه مسلم في حديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد قال ابو هريرة تكلم بكلمة او بقت دنياه واخرته. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نعم فهذا من اساءة الادب مع الله سبحانه وتعالى ومن سوء الظن بالله عز وجل فلذلك هذا الرجل لما قال هذه الكلمة انكر الله عليه من ذا الذي يتألى علي اي يحلف علي الا اغفر لفلان كانه قانط من رحمة الله قال الله من ذا الذي يتألى علي اي يحلف علي هذا انكار من الله على هذا العبد الا اغفر لفلان يحلف علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له. يقول الله جل وعلا اني قد غفرت له واحبطت عملك انقلب الامر على هذا القائل لانه اساء الادب مع اخيه المسلم وقبل ذلك اساء الادب مع الله جل وعلا فحلف على الله انه لا يغفر لفلان فهذا لا يجوز وهذا سوء ادب مع الله سبحانه وتعالى وايضا هو تيئيس للعبد من رحمة الله يعني تأيسا لهذا الذي اصدر في حقه هذه الكلمة سوء ادب مع الله وتيئيس لهذا العبد ان الله لا يغفر له واكد ذلك باليمين على الله جل وعلا كل هذه منكرات من اللفظ الله جل وعلا ردها عليه وقال له اني قد غفرت له واحبطت عملك لانه اساء الادب مع الله سبحانه وتعالى ففيه ففيه احسان الظن بالله عز وجل والادب مع الله سبحانه وتعالى لان لا يحبط عمل هذا القائل وهو لا يشعر نعم وفي حديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد اني قد غفرت له واحبطت عملك فهذا رجل مسيء والله اعلم وهذا رجل عابد فلما تكلم هذا الرجل بهذا الكلام السيء بحق الله واقسم على الله الا انه لا يغفر لفلان انكر الله عليه ذلك من ذا الذي يتألى علي اي يحلفوا علي الا اغفر لفلان قال الله جل وعلا اني قد غفرت له واحبطت عملك نسأل الله العافية كلمة سيئة قالها هذا الرجل احبطت عمله وسببت المغفرة لمن صدرت في حقه آآ فيها اساءة الادب مع الله وسوء الظن بالله عز وجل وفيها احتقار الرجل المسلم وان اخطأ فانه لا يقنط من رحمة الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسكم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم نعم. فقال ابو هريرة رضي الله عنه تكلم بكلمة او بقت دنياه واخرته. قال ابو هريرة رضي الله عنه راوي الحديث هذا الرجل تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته والعياذ بالله. كلمة واحدة فإساءة الأدب مع الله جل وعلا بل زاد الامر الى انه حلف ان الله لا يغفر له الله جل وعلا رد عليه قوله وانكره عليه وسببت هذه الكلمة المغفرة لمن صدرت في حقه نعم وقال الشارح الشيخ عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد فقوله باب ما جاء في الاقسام على الله ذكر المصنف فيه حديث جندب ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان. قال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك. رواه مسلم قوله يتألى يحلف والالية بالتشديد الحلف وصح من حديث ابي هريرة قال البغوي في شرح السنة وساق بالسند الى عكرمة ابن عمار قال دخلت مسجد المدينة فناداني شيخ فقال يا يامي تعال وما اعرفه قال لا تقولن لرجل والله لا يغفر الله لك ابدا ولا يدخلك الجنة قلت ومن انت؟ يرحمك الله قال ابو هريرة فقلت ان هذه كلمة يقولها احدنا لبعض اهله اذا غضب او لزوجته او لخادمه قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان رجلين كانا في بني اسرائيل متحابين احدهما مجتهد في العبادة والاخر كانه يقول مذنب فجعل يقول اقصر عما انت فيه. فقال فيقول خلني وربي قال فوجده يوما على ذنب استعظمه فقال اقصر فقال خلني وربي ابعثت علي رقيبا فقال والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة ابدا قال فبعث الله اليهما ملكا فقبض ارواحهما فاجتمعا عنده فقال للمذنب ادخل الجنة برحمته وقال للاخر اتستطيع ان تحظر على عبدي رحمتي قال لا يا رب قال اذهبوا به الى النار قال ابو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة او بقى الدنيا هو اخرته. حيث انه حلف ان الله لا يغفر لفلان فسببت هذه الكلمة ان الله غفر للرجل المذنب واحبط عمل القائل اسأل الله العافية ففي هذا عظم ذنب من قنط الناس من رحمة الله عز وجل بل زاد انه حلف ان الله لا يغفر لعبده المذنب والله جل وعلا غفور رحيم الله غفر لهذا المذنب واحبط عمل هذا القائل الذي اساء الادب مع الله ويأس من رحمة الله لهذا العبد المذنب ففيه قطر لاساءة الظن بالله عز وجل وفيه قطر الكلمة التي تغضب الله سبحانه وتعالى على قائلها الانسان يمسك لسانه ولا يقول على الله يحلف على الله الا يغفر لعبده نعم ورواه ابو داوود في سننه وهذا لفظه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان رجلان في بني اسرائيل متواخيين فكان احدهما يذنب والاخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الاخر على الذنب فيقول اقصر ووجده يوما على ذنب فقال له اقصر فقال خلني وربي ابعثت علي رقيبا فقال والله لا يغفر الله لك او لا يدخلك الله الجنة فقبض ارواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لي هذا المجتهد اكن تبي عالما او كنت على ما في يدي قادرا وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للاخر اذهبوا به الى النار الى اخره. نسأل الله العافية فهذا فيه خطر الكلام السيء القنوط من رحمة الله عز وجل فان الله غفور رحيم سبحانه وتعالى يغفر لعباده وفيه احسان الظن بالله عز وجل والنهي عن اساءة الظن بالله عز وجل وان العبد لا يتدخل مع الله لانه لا يغفر لعبده فان الله يغفر الذنوب جميعا وقوله وباحاديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد يشير الى قوله في هذا الحديث احدهما مجتهد في العبادة نعمل الذي قال هذه الكلمة السيئة مجتهد العبادة فلما تكلم بهذا هذه الكلمة احبطت دنياه واخرته والعياذ بالله ففيه احسان الظن بالله عز وجل وفيه ان الله يغفر الذنوب جميعا ويتوب على المذنب مهما كان ذنبه ومهما كانت خطيئته فان الله غفور رحيم نعم وفي هذه الاحاديث بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز من الكلام نعم فيه خطر الكلام الذي يغضب الله عز وجل وانه يرجع على قائله للخسار والعذاب ففيه احسان الظن بالله عز وجل واحسان الادب مع الله جل وعلا وفيه انه مهما عظم الذنب فان رحمة الله اكبر يتوب على من تاب ويتوب على عباده وهو التواب الرحيم تواب كثير التوب الرحيم ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة الله جل وعلا غفور رحيم حليم كريم فعلى المسلم ان يحسن الظن بالله ويحسن الادب مع الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم نعم قال معاذ قلت هذا معاذ نحن مؤاخذون بما نتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يعني فقدتك امك وهذه كلمة يؤتى بها للانكار على المقابل وان كان لا يقصد معناها وان كان القائل لها لا يقصد معناها وانما هي كلمة تجري على الالسنة نعم. ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم نعم هل يكب الناس في النار على وجوههم والعياذ بالله الا حصائد السنتهم ففيه ان الانسان يحفظ لسانه ويتحذر من الكلام السيء حتى ولو كان على سبيل المزح فانه لا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى ولا يجوز ايضا في حق المسلمين نعم وقال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى من عادة المصنف الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله انه اذا فرغ من الباب اتى بالمستنبطات مستنبطات المسائل التي يستنبطها من الاحاديث او الايات الواردة فيه. نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى التحذير من التألي على الله التحذير من الحلف التألي عن الحلف من الحلف على الله سبحانه وتعالى لما في ذلك من اساءة الادب مع الله وفيه اليأس من رحمة الله نعم الثانية كون النار اقرب الى احدنا من شراك نعله اي نعم النار قريبة فهذا الرجل دخل النار فور ما تكلم بهذه الكلمة والعياذ بالله اقرب من شراك نعله اي السير الذي في نعله نعم. الثالثة ان الجنة مثل ذلك ان الجنة قريبة كما ان النار قريبة من العباد فعليهم ان يحسنوا الظن بالله في حقهم وفي حق اخوانهم وان احفظوا السنتهم من الكلمات التي لا تليق في حق الله سبحانه وتعالى وفيه ان الانسان لا ييأس من رحمة الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم واسلموا له نعم الرابعة فيه شاهد لقوله ان الرجل ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفا نعم تهوي بها في النار سبعين خريفا سبعين سنة والعياذ بالله ففي هذا ان النار لها قعر بعيد والعياذ بالله سبعين خريفا سبعين سنة الخامسة ان الرجل قد يغفر له بسبب هو من اكره الامور اليه نعم لان هذا الرجل قال هذه الكلمة في حق اخيه فصارت سببا في في الخير الخير له الله لا يغفر الله لفلان قال الله جل وعلا من ذا الذي يتألى علي اي يحلف علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين