باب امر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه يعني المخالفات والمشاتمة ونحوها. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يسخب فان احد او قاتله فليقل اني صائم. متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان طعامه وشرابه. رواه البخاري. باب في مسائل من الصوم. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا نسي احدكم فاكله وشرب فليتم صومه فانما طعمه الله وسقاه متفق عليه. فبالله التوفيق وصلى الله. وصلى وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالصوم هذه الاول والثاني دلالة على ان الواجب على المؤمن ان يصون صومه ما حرم الله فان الصوم يقتضي ان يصون الانسان لسانه وجوارحه عن كل ما حرم الله كما صام عن الطعام والشراب والمفطرات يجب عليه ان يصوم مع ما حرم الله دائما برمضان وفي غيره من قول الزور من سائر المعاصي من العقوق قطيعة الرحم والغيبة النميمة الى غير هذا مما حرم الله بل يجب ان يكون حذره منها في رمضان اشد واكثر فالصيام يقتضي يصون الجوارح عن ما حرم الله. كما صان جوفه عن الاكل والشرب يصون جوارحه. اما حرم الله. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم الصيام جنة من النار حصن من النار لمن صانه وحفظه فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يخشى ولا يشخب من سابه احد او قاتله فليقل اني صائم يكون يعني يكون يومه متميز يوم الصوم متميز كما قال جابر رضي الله عنه اذا صمت فليصل سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودعا دياره وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء في الحديث ما صام من ضل من ضل يكون لحوم الناس الصائم يصوم سمعه يصوم بصره يصونه لسانه يصون جوارحه عن كل ما حرم الله ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل الجهل ينطون فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه يعني لا قيمة لصومه ولا يصلح ان يقدم الى الله هذا الصوم المجروح بالرفث والفسوق والمعاصي يجب ان يكون المؤمن محترفا لصومه يقدم لله صوما سليما بعيدا عن ما حرم الله هو سبحانه اهليته ان يتقرب اليه بكل خير والمقصود من العبادات الخظوع لله واداؤها كما شرع رغبة فيما عنده وحذرا من عقابه وشوقا اليه وطلبا لمرضاته ليس المقصود مجرد الصورة فقط لا لا بد من الحقيقة تكون عبادة حقيقية يصونها ويحفظها يقصد بها وجه الله عز وجل والدار الاخرة من صلاة وصوم وحج وعمرة وغير هذا كل هذه العبادات يجب ان يصونها وان يؤديها كما شرع الله باخلاص وصدق ورهبة ورهبة وخشوع لله عز وجل وان يحذر ما ينقصها من المعاصي والسيئات وبالحديث الثالث يقول صلى الله عليه وسلم من نسي وهو صائم فاكل او شرب فليسلم صومه فانما اطعمه الله وشقاه صائم بشر يعتري النسيان كما يعتري بقية البشر. فاذا اكل ناسا او شرب ناسيا او اتى بمفطر اخا ناسيا فلا شيء عليه. صومه صحيح ولهذا من افطر في رمضان فلا قضى عليه ولا كفارة الله يقول ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله قد فعلت اني قد اجبت الدعوة وانه لا يؤاخذ عبادة بالنسيان والخطأ الذين يتعمدون في الصوم عبادة عظيمة كما قال جل وعلا في في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبيل الا الصوم فانه لي قل هو ربي جل وعلا الا الصوم فانه لي وانا اجيبه ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجله هذا الصوم الذي هو اختص الله به جل وعلا لانه سر بينه وبين العبد ينبغي بل يجب ان يصان ان الظلم والمعاصي كلها وان تكون حال الصائم متميزة في خشوع وخضوع لله وابتعاد عن ما حرم الله والتزاما بما شرع الله وفق الله الجميع