فيه تصريح عطاء من ابي ايوب الانصاري والبخاري حينما يأتي بالتعليقات يأتي بها لفائدة قال مثله اي لنفسه لهذا المتن طبعا هذا الحديث في سنن ابن ماجة برقم ثلاث مئة وثلاثة عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الرابع والتسعين بعد الثلاث مئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي ايوب الانصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرطوا او غربوا قال ابو ايوب فقدمنا الشأن فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة فلننحرف ونستغفر الله تعالى ثم قال البخاري عقب الحديث عن الزهري عن عطاء قال سمعت ابا ايوب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله اذا الامام البخاري ساق هذا الخبر في هذا الكتاب المبارك وذكر الامام البخاري ما يتعلق بالحديث من فوائد وعوائد وهذا الخبر حدث به الامام البخاري عن شيخه علي ابن المدينة فقال حدثنا علي ابن عبد الله وهو ابن المديني الامام الكبير المتوفى عام اربع وثلاثين ومئتين وهو امام من ائمة الحديث والعلل حتى قال النسائي كأن الله خلقه لهذا الشأن فالامام علي بن المديني امام في الحديث حامل راية الحديث حامل علم العلل وكان الامام احمد لا يسميه بل كان يكنيه تبديلا له كما قال ابو حاتم الراجحي قال حدثنا سفيان وهو سفيان ابن عيينة ابن ابي عمران ميمون الهلالي ابو محمد توفي عام ثمان وتسعين ومئة. وهو امام من ائمة المسلمين قال حدثنا الزهري وهو محمد ابن شهاب الزهري وهو امام من ائمة العلم والحديث والزهري يروي هذا الحديث الاعضاء ابن يزيد الليثي. يروي الحديث عن عطاء ابن يزيد الليثي وهو عطاء ابن يزيد الليثي ثم الجنزعي ابو محمد وقيل ابو زيد المدني ويقال الشامي يقال له الشامي لانه ذكر الشام وهو من الطبقة الثالثة من الوسطى من التابعين توفي على بخمس ومئة وقيل سبع ومئة. وقد خرج حديثه الجماعة وهو ثقة من الثقات قال عن ابي ايوب الانصاري عن ابي ايوب الانصاري وابو ايوب الانصاري احد الصحابة شهد العقبة وما بعدها من المشاهد ونزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا واقام عنده شهرا النبي صلى الله عليه وسلم اقام عنده شهرا وابو ايوب توفي بالروم غازيا وقبره بالقسطنطينية واسمه خالد ابن زيد الانصاري الخزرجي وكان مع علي بن ابي طالب في حروبه كلها ومات بالقسطنطينية سنة احدى وخمسين وكان ذلك مع يزيد ابن معاوية لما غزا ابوه القسطنطينية خرج معه فمرن فلما ثقل قال لاصحابه اذا انا مت فاحملوني فاذا قادتم العدو فادفنوني تحت اقدامكم ففعلوا ودفنوه قريبا من سورها اذا هذا الصحابي الجليل له تأليف مشرق بالتفاني في الجهاد في سبيل الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة. الغائط هو المكان المنختم وانا اتلو حينما كنا في القرية ولم يكن في بيوتنا الكنف او المراحيض كنا نذهب الى الاماكن المنخفضة لنقضي فيها حاجتنا لاجل ان لا يرانا احد قال اذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوهم. اذا هو المكان المنخفض الذي تقضى فيه الحاجة ثم صار يطلق على عملية التغوط فلا تستقبل القبلة اي تعظيما لها لا تستقبلها ولا تستثمروها اي تعظيما لها لا تعطوها الدبر ولكن شرقوا او غربوا اي توجهوا الى المشرق او توجهوا الى المغرب وهذا فيما يتعلق باهل المدينة ومن كانت قبلتهم نحو قبلة المدينة قال ابو ايوب هنا القائل عن ابي ايوب اللي هو عطاء ابن يزيد بيته يقول عطاء قال ابو ايوب فقد ابن الشام اي الشام نسأل الله ان يفرج همها وان يوسع للناس فيها وان يحفظ من دخلها من المسلمين وان يفرج عن المغفورين بهم. يقول فقدمنا الشأن فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة اي مراحيض لاجل الجلوس للتخلي يقول فوجدنا المراحيض بنيت قبل القبلة اي اتجاه القبلة فلننحرف اي حينما نجلس المراحيض ننحرف يمينا او شمالا حتى لا نستقبل القبلة ونستغفر الله اي نستغفر الله لمن بناها على هذه الطريقة وهذا رأي ابي ايوب يرى حرمة استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء وفي الفيافي وحتى عند البناء قال البخاري وعن الزهري عن عطاء قال سمعت ابا ايوب عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا فيه تصريح ساقه من حديث محمد ابن الصباح قال اخبرنا سفيان ابن عيينة عن ابن عجلان عن قعقاع ابن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما انا لكم مثل الوالد لولده اعلمكم اذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوها فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها فحينما جاء هذا المسجد من حديث ابي هريرة وفيه انما انا لكم مثل الوالد لولده وهذا يدل على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم كان في معاملته المسلمين جميعا اخا متواضعا ومعلما حليما بل كان ابا رحيما فاذا ما اراد ان يعلم اصحابه بعض الاداب خاطبهم الين الخطاب وفاضبهم باحب الخطاب الى نفس المخاطب حتى يتعود الانسان الطريقة الحسنة للتعليم اذا اتيتم الغاب هو في الاصل اسم للمكان المطمئن في القضاء ثم اشتهر في نفس الخارج من الانسان وهنا قوله ولكن شربوا او غربوا اي اتجهوا نحو المشرق او المغرب من اجل ان لا يستقبل الانسان القبلة ولا وحديثنا حديث الباب ساقه الترمذي من حديث سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان ابن عيينة اي انه ساقه من بريق سفيان ابن عيينة عن شيخه سعيد بن عبدالرحمن المخزومي عن الزهري عن عطاء ابن يزيد عن ابي ايوب الانصاري وساق الخبر ثم قال الترمذي عقب الخبر وفي الباب عن عبدالله بن الحارث بن جد الزبيدي واحد ومعقل ابن ابي الهيثم اتنين وابي امامة ثلاثة وابي هريرة اربعة وسهل ابن حنيف خمسة اذا ساقه قال حديث ابي ايوب احسن شيء في هذا الباب واصح. دائما الامام البخاري حينما يسوق خبرا يسوق اصح ما ورد في الباب ونقلت عن الترمذي هذا القول حتى ابين فائدة من فوائد كتاب الترمذي انه يسوق الفوائد والعوائد فيما يتعلق بشواهد الخبر وشواهد الحديث وهذه من فوائدها فاعلة للمحدث حينما ينتفع شبهة الحديث وفائدة للفقيه حتى ينتفع من الالفاظ الواردة في الروايات الاخرى قال ابن رجب الحنبلي في فتح في فتح الباري قال والمراحيض قال الخطاري هو جمع مرحاض وهو المغتسل وهو المغتسل المأخوذ من ملاحظت الشيء اذا غسلته. حتى نعرف من اين الشقة من المراحيض لان الانسان بها يستخدم ماذا؟ يستخدم الماء يقول قلت اي ابن رجب لما كانت بيوت التخلي بالشام يستعمل فيها الماء عادة سميت مغتسلة ولم يكن ذلك معتادا الحجاز فانهم كانوا يستنجون بالاحجار. لماذا في الحجاز يستلزمون بالاحجار لقلة المال يقول فكانت المواضيع المعدة للتخلي في البيوت تسمى عندهم كنفا. اي جمع كنيف كنيف وجمعها كل ثم قال ابن رجب قال والكنيف السترة وكل ما يستر فهو كليف ويسمى الترك كنيفا. الدرس الذي يلبسه المقاتل يسمى الجنين بصدره وهذه الكنب التي كانوا يبتدون بها بالحجارة نفس المراحيض لكنه لا يرفضون الخارج منها وانما يستخدمون الحجارة سميت جريف من الستر لان الانسان يستتر بها النظر للاخرين العين يرحمه الله ونحن نعيش الان في بلدته. ونسأل الله ان يبارك لنا اظعاف اظعاف ما ما بارك للعينين وما ذلك على الله بعزيز طال العين علينا وعليه رحمة الله يقول فقدمنا الشام يقول هو اقليم مشهور. يذكر ويؤنف ويقال مهمودا اي الشام ومسهلا وسميت بسام بن نوح عليه الصلاة والسلام لانه اول من نزلها. هكذا قال العيني فجعلت السين شينا معجما تغييرا للفظ الاعجمي وقيل سميت بذلك لكشف ريقه قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات الله اعلم فيما يتعلق بالاشتقاق وقوله صلى الله عليه وسلم لا تستقوا القبلة ولا تستثمرها احتراما لها وتعظيما وهل هو من جهة خروج الخارج المستكبر او من جهة كشف العورة فيه خلاف فيه خلاف بين العلماء وعلى اي كان كسب العورة او الخارج فان النبي صلى الله عليه وسلم ادبنا كيف نتأدب مع الشعائر التي اشعر الله انها من الدين وهي استقلال القبلة وقول ابي ايوب قال ونستغفر الله اي لمن بناها. فان الاستغفار للمؤمنين سنة وابو ايوب رحمه الله تعالى كان يستغفر لهؤلاء وكأنه لم يبلغه الخبر عن ابن عمر حينما قال رقيت على بيت لنا فرأيت النبي صلى الله وسلم مستقبل الشام مستدبر القبلة والصحيح من اقوال العلماء ان النهي انما هو في الصحاري او في البيان طبعا هذا الحديث فيه فوائد عديدة ومن فوائده النهي عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة ثانيا الامر بالانحراف عن القبلة في تلك الحالة ثالثا ان اوامر الشرع ونواهيه تكون عامة لجميع الامة. وهذا هو الاصل وقد تكون خاصة لبعض الامة ومنها هذا الامر فان قوله ولكن شرغوا او غربوا هو امر بالنسبة لاهل المدينة ومن هو في جهتهم ممن اذا شرقوا او غربوا لا يستقبلون القبلة رابعا الحكمة في ذلك تعظيم الكعبة المشرفة واحترامها فقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اتى حلف بن فراس فليكرم قبلة الله عز وجل ولا يستقبل القبلة وخامسا من فوائد المراد الاستغفار هنا في هذه الحالة اثناء الحال والاستغفار القلبي للسان لان ذكر الله تعالى باللسان في حال كشف العورة وقضاء ممنوع سادسا وهذا من اهم ما ينبغي ان نتعلمه وان نعلمه ابنائنا وان نفتخر به امام غير المسلمين تعليم الادب فان النبي صلى الله عليه وسلم ادبنا دخول الخلاء حينما مر معنا ان الانسان يقول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث فهذا ادب يسبق قضاء الحاجة وهو ادب قولي واما الادب الفعلي فمنه الابعاد اي ان الانسان اذا كان في الصحراء يبعد حتى لا يراه احد والاستتار ونحن في البيوت نستتر وعلينا ان نغلق الباب ولا ندخل ونجعل بابا مفتوحا او نجعله من غير قفل فيطلب الانسان مكانا بعيدا عن الناس ويستر نفسه اما الاداب التي تكون اثناء قضاء الحاجة فمنها ان لا يستكمل القبلة. وان لا يستدبر القبلة لا ببول ولا بغائط لهذا الخبر وهذا ادب فعلي والادب القول ان لا يتكلم اسماء قضاء الحاجة لا يتكلم الانسان عند قضاء الحاجة ولذا ورد لا يذهب الرجل ان يضربان الغائط يكلم احدهما الاخر فان الله يمقت ذلك واما الاداب التي تكون بعد الفراغ من قضاء الحاجة فمنها قوله غفرانك وهو ادب قولي والفعلي ان يقدم رجله اليمنى ويؤخر اليسرى عند الخروج فاصبح هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة مشتملا على ثلاثة انواع من الاداب على حسب الاحوال. النوع الاول اداب قبل دخول الخلاء والثاني اداب اثناء قضاء الحاجة استاذ اداب بعد الانتهاء والفراغ من الحاجة فاذا هذه الامور التي تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نعلمها الاخرين وثمة امور وردت في السنة يستفاد منها منها انه يحرم البول والغائب في المسجد والطريق والظل النافع وتحت شجرة مثمرة والمواد ونحو ذلك من الاماكن التي يرتادها الناس الاستجمام يكون بثلاثة احجار منقية يعني ذات استجمع بثلاثة احجار فلم يأخذ من قعره ان يأتي برابح ثم بخامس حتى ينقى ويجب عليه ان يقطعه وترا. فاذا حصل في ستة لا بد ان يأتي بالسامع حتى يجعله وزره يحرم الاستجمار بعظم وروث وطعام محترم او باي شيء مثلا يحرم ايضا ليس فقط طعام. يزال الخارج من السبيلين بالماء او بالاحجار او المناديل او الورق. والماء افضل لماذا؟ لانه ابلغ في التنظيف يجب غسل موضع النجاسة من الثوب بالماء فان خفي موضعها غسل الثوب كله يمضح بولد الغلام ويقتل بول الجارية وهذا اذا لم يطعما فاذا طعما غسلا جميعا اذا هذا كله من سنة النبي صلى الله عليه وسلم جاء كل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرء في حياته هذه لا يقصر في سنة واردة فتأمل اخي الكريم ان هذا كله مما جاء في الدين وان النبي صلى الله عليه وسلم خرج من هذه الدنيا وما ترك شيئا الا ترك لنا منه خبرا حتى ان احد المشركين قال لسلمان الفارسي مستهزئ قال ان نبيكم قد علمكم كل شيء حتى القراءة فقال له اجل اي قال اجل مستهخرا بدينه وبين له كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بان لا يستدلوا باليمين وامرهم ان لا يستقبلوا القبلة لغائط ولا بول ولذلك المسلم عليه ان يتعلم ليعمل وعليه ان يتعلم ليبتثل بدينه وعليه ان يتعلم ليعلم الاخرين واذا تعلم الانسان العلم وفقه الامر ازداد حبه لربه وازداد ثوابه عند الله. وربنا يقول وهذا صراط وربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون اي يستكثرون صراط الله عند كل شيء انت تدخل في اليوم والليلة المرافق اكثر من مرة فعليك ان تستحضر السنم قبل الدخول واثناء الدخول وعند الدخول وعند الخروج وهذا حقيقة يعمق في قلبك محبة النبي وتستذكر ان الله قد رفع كما قال تعالى ورفعنا لك رزقك وقبل الدخول واثناء الدخول وعند الخروج انت تستحضر اي شيء تستحضر هدي النبي صلى الله عليه وسلم تزداد محبتك للدين تزداد محبتك لله اذا استبدلت هذا الشيء ننسى الثواب الكبير. وتأمل الاية وهذا صراط ربك مستقيما. قد فصلنا الايات لقوم يذكرون اي لقوم يستذكرون صراط الله وامر الله وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ما هو جزاء من فعل هذا الشيء؟ جزاء قال لهم دار السلام عند ربهم من تأمل صراط الله في كل صغير وكبير فان له عند الله المثوبة والجزاء اعلم قال لهم دار السلام عند ربهم اي الجنة نحن في هذه الدنيا نرى الاشياء المصدمة ونرى الاشياء المتعبة من اجل ان نعمل لدار ليس فيها نكد وليس فيها تعب وهي الدار الاخرة فيا ايها الاخوة تعلموا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتعلموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولا تفرطوا فيها وعلموها اولادكم. والله تعيشون السعادة. والراحة والطمأنينة والستر وفي ختام هذا الدرس اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظ بلدان المسلمين اجمعين اللهم احفظ النساء اللهم احفظ الاطفال اللهم احفظ امة محمد اجمعين اللهم انصر دينك