من اختلاف بينهم ولمثل هذا المعنى ارادوا فكان رأيه في ذلك ماضيا عليهم وجرى مجرى ابي في توليته على ابنه الصغير بعد وفاته عند عدم الاب. ومن هنا اقول ان الحمد لله الكريم الخلاق احمده سبحانه نهانا عن الافتراق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ارسل رسله بالتوحيد ودعوة الناس الى الاتفاق واشهد ان محمدا عبده ورسوله جمع الله به الخلق لم الله به الشمل صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فلا زلنا في ذكر الاسباب التي تؤدي الى الاختلاف والافتراق مما ذكره او مما يستفاد من تبويبات الامام ابي عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله في صحيحه وقد ذكرنا فيما مضى ثلاثين سببا ووسيلة مؤدية للافتراق ونبدأ اليوم بذكر السبب الحادي والثلاثين الا وهو الحيل والتحايل فان الحيل والتحايل من اسباب نشوء التفرق والتحزب ولا ريب ان الناس اذا رأوا او اذا رأى بعظهم بعظا يتحايلون سواء في بيوعهم او تعاملاتهم او علاقاتهم سواء في اقوالهم او في عموم افعالهم او في خصوصها فان ذلك سبب من اسباب نشوء الافتراق والاختلاف المؤدي الى التفرق ولهذا فان الامام البخاري رحمه الله تعالى اورد في كتاب الحيل ابوابا كثيرة ذات دلالة على النهي عن البعد عن الحيل والتحايل و قد جاء الاسلام بمنع الحيل وبين ان التحايل من صفات اليهود كما جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال بلغ عمر ان فلانا باع خمرا فقال عمر رضي الله عنه قاتل الله فلانا الم يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها هذا الحديث اورده البخاري رحمه الله في باب لا يذاب شحم ميتة ولا يباع ودكه لان فيه غشا وخداعا للمسلمين ان هذا زيت ودهن وهو انما اذيب من محرم وقد سأل الصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن شحوم الميتة وقالوا ان ندهن بها السفن ونستصبح بها للمصباح فقال صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود ان الله حرم عليهم الشحوم فجملوها يعني اذابوها فباعوها فهذا الحديث اصل بالنهي عن الحيل وذكر العلماء رحمهم الله انه لا يجوز المصير الى الحيل لا في الافعال ولا في الاقوال الا عند الظرورة التي فيها اتلاف النفس ومثلوا لذلك بقول الصديق رضي الله تعالى عنه لما قال له بعض الكفار وهم في طريق الهجرة من هذا الذي معك قال هاد يهديني فورى بالقول حتى لا يقع في الكذب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي ولا ريب الى اقوم سبيل فضرورة الحفاظ على النفس والمال والعرض مدعاة الى الحيلة لكن بشرط الا يتضرر الاخرون كما ذكر ذلك الفقهاء رحمهم الله وقد قال الخليل ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لي سارة ان الفاجر سألني من معك قال فقلت انها اختي وانه ليس في الارض احد سواي وسواكي على الاسلام يعني اننا اخوة في الاسلام فسار ابراهيم عليه السلام الى هذه المقالة لفرعون مصر حتى يتخلص من القتل فهذا امر مباح اما توسع الناس في الحيل لاجل المكاسب الدنيوية فانها مفرقة للجمع واذا زاد الناس فيها كان ذلك سببا في الشق واذا طمع الناس في اموال بعظهم بعظا من طريق الحيل فان ذلك سبب للتنازع الفعلي كما هو حاصل اليوم في بعض البلدان مع الاسف الشديد ولهذا يقول العلماء رحمهم الله يجب على ولي الامر ان يمنع الحيل مطلقا سواء في بيوتات في بيوعات الناس او في تعاملات الناس او في تعاملهم معهم بتعامله معهم او تعاملهم معه السبب الثاني والثلاثون من اسباب الافتراق في الامة الحرص على الامارات وطلب المسؤوليات والمناصب الرفيعات فان الحرص على الامارة والحث واللحث واللهف واللهث ورائها والبحث عن المناصب سبب عظيم من اسباب ارتكاب محظورات ومنها انه سيقدم نفسه باسم المصلح وان غيره مفسد ومنها انه يبخس حق الاخرين وسيتكلم فيهم بالظلم والعدوان المحرمين في الدين ومنها انه ربما يقع فيه بالغيبة والنميمة في خصمه وربما يصل الامر الى ان يدبر لخصمه مكيدة او مكايث ولذلك ربانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على النهي عن طلب الامارات لانها مسؤوليات في الدنيا ندامات يوم القيامة وطلب المسؤوليات والمناصب الرفيعة عند اهل الدنيا سبب للتفرق. وانتم ترون ان اناس متآلفين فيما بينهم اذا جاء وقت الترشيحات في المناصب او في الامتيازات ما الذي يحصل من القيل والقال وما الذي يحصل من التفرق في الاحوال كل انسان يرى ذلك سواء كان مدرسا في مدرسته او موظفا في ادارته او جنديا في سريته او شرطيا في ادارته يرى هذه الامور ولهذا ينبغي تربية الناس ينبغي تربية الناس على عدم الحرص على الامارات والمسؤوليات قال عبدالرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال لي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن يا عبد الرحمن لا تسل الامارة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة ناس رشحوك وانت ما تقدمت ولا جيت فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها حتى مناصب التدريس حتى مناصب التدريس ما يجي انسان يقول انا ابي ادرس انا ابي القي محاضرة لكن اذا اذا الناس طلبوك وانت اهل فلا تتأخر متى ما طلب الانسان وذهب وهو اهل نفع الله به ومتى ما عرظ الانسان نفسه فانه ربما لا يؤدي الغرض فان قال قائل فان نبي الله يوسف قد طلب نقول متى ما اصبحت معصوما فاطلب والا فاياك والدعاوى وهذا ارشاد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو ارشاد عام قال عليه الصلاة والسلام لا تسل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها اعنت عليها اذا من اراد الاعانة على امر فلا يطلب الامر فان جاءه الامر من الله عز وجل فهذا خير وبركة ويعان باذن الله سبحانه وتعالى بجميع الامور والمسؤوليات والقضاء والقضايا التي فيها تحتك واحد او اثنين ما دام تحتك ناس فهذه مسؤولية قال ابو هريرة رضي الله عنه قال ابو ذر رضي الله تعالى عنه يا رسول الله ارسلني عاملا اعمل لك فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر لا تسأل الامارة فانها يوم القيامة حسرة وندامة فانها يوم القيامة حسرة وندامة وابو يوسف وابو ذر جندب ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه له مكانة عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يوله وفي بعض طرق الحديث علة اخرى قال انك امرؤ ظعيف فاذا انك امرؤ ضعيف ولا تسأل الامارة ففيه علتان لو كان الانسان قويا لا يسأل فان ولي يعان وان كان الانسان ضعيفا وسأل فهذا ادعى لان لا يعان وان كان قويا وسأل فهذا لا يعان فان كان قويا ولم يسأل ولم يسأل واعطي المنصب فهذا لا ريب انه يعاد قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم خطاب عام ولا خاص؟ انكم عام. انكم ستحرصون على الامارة هذا خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من معجزاته عليه الصلاة والسلام انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة كلام عام فنعم المرظعة وبئست الفاطمة انت الان راح تاخذ الامارة والناس يتنعمون تحتك ويأخذون منك وانت بئست الفاطمة انت يعني الذي تريد ان تبتعد تبعد نفسك عنها ما تستطيع ولذلك ذم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم طلب الامارة بقوله وستكون ندامة يوم القيامة اورد هذا الحديث الامام البخاري تحت باب قال باب ما يكره من الحرص على الامارة وعلى دليل على عظيم فقهه وحديث عبدالرحمن بن سمرة اورده الامام البخاري رحمه الله تحت باب باب من سأل الامارة كلا اليها فاذا لا ينبغي للانسان ان يحرص على مناصب فانية حتى قال عليه الصلاة والسلام بحديث اشد من هذا قال ان استطعت الا تتأمرن على اثنين فافعل شيء عجيب سبحان الله الانسان يخشى المحاسبة يوم القيامة عن اولاده عن زوجته تحت يده فكيف باناس حقوقهم قائمة على المشاحنة وعدم المسامحة فالواحد يخاف ان يكون لا لم يؤدي حق اولاده وزوجته ومن تحت يده من امه واخوته مع ان حقوقهم في الغالب انهم يسامحون فكيف باناس حقوقهم مبنية على المشاحنة يقول الله جل وعلا فاذا نفخ فاذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته لماذا يفر منهم قال العلماء لعلته الاولى يخشى ان يطلبوا منه حسنة والثانية يخشى ان ان يطالبوه قد ان قصر فيه معهم فكيف اذا كان انسان مسؤول عن الف انسان كيف اذا كان انسان مسؤول عن عشرة الاف انسان كيف اذا كان الانسان وزير مسؤول عن مئة الف انسان متى سينتهي من الحساب اذا قال صلى الله عليه وسلم ان فقراء امتي سيدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمس مئة عام فقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمس مئة عام والله اعلم من اي الاعوام لكن خمس مئة عامة وبأمرين امر عظيم لماذا قال العلماء ان ما عندهم شيء يحاسبون عليه انما حياتهم الكفاف او العفاف او اقل من ذلك وهو الاستعفاف اما الاغنياء يحاسبون على ما عندهم. من اين كسبت؟ وين انفقت وين هذا الفلس؟ وين هذا الدينار؟ وين هذا الدرهم وين هذا الدولار وين هذا البيت وين هذا الغرفة وين هذه السيارة وين هذا المركب وين هذا الملبس؟ وين هذا المفرش؟ هذا ليش رميته؟ هذا ليش اخذته؟ هذا ليش اشتريته؟ هذا لماذا تباهيت؟ الى اخره اسئلة لا تنتهي كلما كثرت العروضات تسمى الاعراظ كلما كثرت المسائل قال الله عز وجل تسألن يومئذ عن النعيم طيب اذا كان الفقير يدخل قبل الغني بخمس مئة عام اللي ما عنده مسؤولية سيدخل قبل الذي عنده مسؤولية بمثل الفقير ففرق عظيم بين من عنده مسؤولية يسأل يقول الله جل وعلا وقفوهم انهم مسؤولون قال بعض المفسرين مسئولون عما استرعوا فاذا ينبغي على المسلم ان لا يحرص على الامارة فان الحرص عليها سبب للاختلاف والافتراق وعدم الحرص عليها سبب للتآلف والاجتماع. ولهذا يا اخواني متى ما رأى اهل الدنيا باصطلاحهم المطاوعة وهم يزهدون في دنياهم يحبونه يحبونهم ولذلك كان كثير من عوامل المسلمين يحبون المطاوعة يوم ما كان يدخلون الانتخابات مجلس الامة ويوم دخلوا انتخابات مجلس الامة صارت العامة شافوهم يتنافسون معهم على كراسيهم على مناصبهم صاروا يبغضون المطاوعة والسبب تنافس اهل الدين اهل الدنيا في دنياهم وهذا من العجايب لماذا يتنافس اهل الدين يا اهل الدنيا على دنياهم يقول نريد الاصلاح الاصلاح يمكن بنصح من تولى هذا الامر اما ان يقوم اهل الدين بمثل هذه الامور التي فيها المسؤوليات وفيها الكراسي والمناصب والفلوس فهذا يحصل معه ما يحصل من الشحناء والبغضاء اما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما اني لا اخشى الفقر عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم السبب الثالث والثلاثون عدم محاسبة الامام او الحاكم العمال هذا سبب من اسباب الفرقة والاختلاف الواجب على الحاكم ان يحاسب من تحته من الوزراء والمسؤولين والواجب على الوزير ان يحاسب من تحته من المسؤولين والواجب على المدير ان يحاسب من تحته من المسؤولين اما ترك الحبل على الغارب فهذا يؤدي الى النزاع والشقاق واما محاسبة العمال ومحاسبة كل مسؤول على حدة هذا يجعل سبب الافتراق بعيدا ويجعل الوفاق قريبا ولهذا ايها الاخوة يقول بعض العلماء ان عدم محاسبة الحاكم للامراء المناطق مثلا او للوزراء مثلا سبب لتمادي العمال في الباطل فربما احدهم يستأسد على الناس وربما احدهم يستأثر دون الناس وهو في مأمن ما احد يحاسبه محد يقول له شي ولذلك ينزعون الى هضم الحقوق واذا هضموا حقوق الناس يحصل النزاع وللافتراق يهملون امور الناس ولا ينظرون في امورهم وذلك يورث الشقاق لا يدبرون شؤون النواحي ثم ربما يزيد هذا الامر من الطين بلة البطانات السيئة ولذلك قال العلماء الواجب على ولي الامر والمسؤول ان يتخذ البطالة الصالحة التي تعينه على الحق وتذكره بالصدق وترفع اليه حوائج الخلق ولا تحجب عنه الامور والحقائق ولهذا قال الامام البخاري رحمه الله في كتاب الاحكام وضع اكثر من باب في اهمية محاسبة الامام الحاكم العمال وقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يحاسب عماله ومن ذلك ما جاء في الصحيحين من قصة ابن اللتبية ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسله عاملا على الصدقة فلما جاء قال هذا اليكم قيل له وما هذا يعني انت رحت ما كان عندك هذا الشيء منين جبت هذا الشيء قال هذا اهدي الي فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام خطيبا وقال هلا جلس في بيت امه فيهدى له ففيه دلالة على محاسبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعماله ورعاياه السبب الرابع والثلاثون عدم الاستخلاف في الحكم فان ذلك سبب من اسباب نشوء الافتراق ان يموت او يقارب الموت الامام او الحاكم ولم يعهد الى من بعده ولم يعهد الى من بعده فيتطلع الى الحكم كل احد فيتفرق الناس تفرقا غير مجد ويتحزبون وربما يختلف اهل البيت الواحد على الحكم فيحصل النزاع والافتراق في البلد ولذلك نص جمع من الفقهاء وجوب الاستخلاف وذلك قطعا لدابر التنافر وحسما لموضوع الاستخلاف فان على الحاكم ان يشور اهل الرأي والمشورة وان ينظر من يكون اهلا للحكم فيجعل له ولاية العهد من بعده ممن يكون قادرا وتجتمع عليه الكلمة وتبقى به الالفة وتدوم به امر اجتماع الناس قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه انظروا الى حرص النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم الى ولاية العهد وهو في مرض الموت قال لقد هممت او اردت ان ارسل الى ابي بكر مع ان طيلة خمستاشر يوم وابو بكر يصلي بالناس وينظر في شؤون الناس وحاجات الناس ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام لقد هممت ان اه ان او لقد اردت لقد هممت او اردت في رواية هكذا ورواية هكذا لقد هممت او اردت ان ارسل الى ابي بكر وابنه يعني عبدالرحمن فاعهد ان يقول القائلون او يتمنى المتمنون والمقصود بمجيء ابي بكر لكي يكون كاتبا والعهد لابي بكر بالحكم قال ان يقول القائلون او يتمنى المتمنون. هذا الذي نستفيد منه ان ترك الناس بلا ولاية عهد فتح لباب تقول القائلين وتمني المتمنيين هذا اخذناه من كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم قال صلى الله عليه وسلم يابى الله يأبى الله ويدفع المؤمنون. او قال يدفع الله ويأبى المؤمنون. يعني الامر مشترك الله يأبى ويدفع. والمؤمنون يدفعون ويأبون غير ابي بكر لانهم ينظرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم اختار الصديق لامامتهم في الدين فكيف لا يكون اماما لهم في امور الدنيا اه وهذا فيه رد على من يزعم ان ولاية العهد بدعة او ان ولاية العهد على خلاف الشرع فهذا والله قوله هو المخالف لهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما طبعا هذا الحديث اللي ذكرناه حديث ابي بكر يأبى الله يدفع المؤمنون اورده البخاري تحت باب عجيب باب الاستخلاف اذا فهم امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله البخاري ان هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو استخلاف والا كيف يضع هذا الباب وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كنت اقرئ رجالا من المهاجرين اقرئ يعني اطلب منهم ان يقرأوا ان اقرأ عليهم القرآن ويصححوا لي قال كنت اقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبدالرحمن بن عوف فبينما انا في منزله بمنى جالس عبد الرحمن ابن عوف اه وعبدالله بن عباس يقرأ عليه في منى في خيمته منزله يعني الذي نزل فيه الخيمة قال وهو عند عمر ابن الخطاب في اخر حجة حجها اذ رجع الى عبدالرحمن وهو عند عمر ابن الخطاب قال اذ رجع الى عبدالرحمن راح عمر طلع ورجع مرة ثانية فقال عمر لو رأيت رجلا اتى امير المؤمنين اليوم فقال يا امير المؤمنين هل لك في فلان؟ يقول هذا رجل جاي بالخبر لعمر يقول هل لك في فلان يقول لو مات امير المؤمنين او لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة ابي بكر الا فلتة فتنبت شوف الناس تمنوا الان ليش؟ لان عمر ما استخلف عمر ما استخلف ما قال اذا انا مت فالخلافة في فلان ولذلك تمنى بعض الناس وتقول بعض الناس فغضب عمر ثم قال اني ان شاء الله لقائم العشية في الناس يعني في منى فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون ان يغصبوهم امورهم قال عبدالرحمن بن عوف لعمر يا امير المؤمنين لا تفعل لا تتكلم هذه حسن المشورة من حسن البطانة يا امير المؤمنين لا تفعل فان الموسم انت جاي الحج الحج فيه كل احد فان الموسم يجمع رعاع الناس كل الناس موجودين اللي يسوى فلس واللي ما يسوى شيء فانهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس هم اللي راح يكونون جالسين جنبك وانا اخشى ان تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير والا يعوها. ما راح كلامك وان لا يضعوها في مواضعها. فامهل حتى تقدم المدينة فانها دار الهجرة والسنة فتخلص باهل الفقه واشراف الناس لله در نصيحة عجيبة ولذلك لا ينبغي للحاكم اذا رأى نوع نزع وافتراق ان يأتي ويقول الكلام ها ويشاور عامة الناس فان ذلك الاختلاف اختلافا وانما يشاور خاصة الناس كما هي اشارة عبدالرحمن بن عوف لعمر رضي الله عنه قال حتى تقدم المدينة فانها دار الهجرة. والسنة فتخلص الى اهل الفقه. واشراف الناس ان تقول ما قلت متمكنا فيعي اهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال عمر والله ان شاء الله لاقومن بذلك اول مقام اقومه بالمدينة شوفوا الفقه قال ابن بطال طبعا هذا الحديث اورده البخاري رحمه الله تعالى في كتاب المحاربين قال ابن بطال رحمه الله في شرحه لهذا الحديث قال بعض الشافعية فان قال قائل لم جاز للامام تولية العهد وانما يملك النظر في المسلمين حياته. الحاكم يملك النظر في المسلمين حياته وتزول عنه بوفاته وتولية العهد استخلاف بعد وفاته في وقت زوال امره وارتفاع وهو لا يملك في ذلك الوقت ما يجوز عليه توليه او تنفذ فيه وصيته قيل انما جاز ذلك لامور منها تأملوا الى هذه الامور في الرد على هذه الاشكالية العقلية التي لا محل لها قال ابن بطال انما جاز ذلك لامور منها واحد اجماع الامة من الصحابة ومن بعدهم على استخلاف ابي بكر عمر على الامة بعده. ومضت ذلك منه على انفسها الذي ينكر ولاية العهد ينكر ماذا الان الاجماع الذي ينكر ولاية العهد ينكر لذلك الخوارج الاولين انكروا الاجماع ليش انكر الاجماع؟ حتى يتوصلوا الى انكار خلافة علي اه عثمان وعلي ما امكنهم ذلك الا بانكار الاجماع والخوارج المعاصرين اليوم يقولون بان ولاية العهد بدعة ولا يعلمون ان فيها جمع لكلمة المسلمين اذا الامر الاول الاجماع ثم قال وجعل عمر الامر بعده في ستة فالزم ذلك من حكمه وعمل فيه على وعمل فيه على رأيه وعقده. الا ترى رضى علي بالدخول في الشورى مع الخمسة ورضا عثمان في الدخول معهم وجوابه للعباس ابن عبد المطلب حين عاتبه على ذلك بان قال علي الشورى كان عظيما من امور المسلمين فلم ارى ان اخرج نفسي منه قال ولو كان باطلا عند علي لوجب عليه ان يخرج نفسه منه. ولما جاز له الدخول معهم فيه. ومنها ان المسلمين انما يقيمون الامام اذا لم يكن بهم لحاجتهم اليه. وضرورتهم الى اقامته ليكفيهم مؤنة النظر في مصالحهم فلما لم يكن بد لهم من رأيه وامره فيما يتعلق بمصالحهم رأي ونظر فكذلك في اقامة الايمان بعده لانه من الامور المتعلقة بكفائتهم وصلاح عامتهم وقطع التنازع نظرة اهل السنة والجماعة للحاكم نظرة ابوة. هل يمكن لانسان يتبرأ من ابيه ولو تبرأ لفظا هل هذا يقع واقعا واذا مات الاب فانه قبل مماته له ان يوصي على اولاده من يراه اصلح ربما يجعله في القريب وربما يجعله في البعيد اذا كلام ابن بطال كلام دقيق وهو موجود في شرحه لصحيح البخاري قلت وهذا الكلام اي كلام ابن بطال كلام متين يدل على اهمية وجوب رفع الاختلاف والتحزب قبل باختيار الحاكم من بعده ممن يراه مع اهل الحل والعقد مصلحة مصلحة جمع الكلمة واقامة الدين به ولذلك لما كان بعض الخلفاء يموت فجأة ولم يترك ولاية العهد ما الذي يحصل؟ يحصل النزاع اما بين ابنائه واما بين ابناء عمومته وابنائه واما بين عشيرته وابنائه واما بين عشيرته والاخرين على ملك من سرد التاريخ علم ذلك ولذلك سد هذا الباب كان امرا متحتما والقاعدة الفقهية اي ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح واي مفسدة اعظم من وقوع الفرقة بين اهل الرأي والمشورة في بلاد المسلمين السبب الخامس والثلاثين من اسباب نشوء التفرق والتحزب اه العبودية والرق فان ذلك من اسباب التنازع ولما نتكلم عن العبودية والرق فهذه غير موجودة الان ولذلك حث الاسلام على العتق عتق العبيد وشرع ذلك لهم بمختلف الطرق ودعا الى حرية الناس فان العبد اذا علم انه يمكن ان يعتق فانه يعمل في اصلاح المجتمع حتى يحصل عتقا. واذا علم انه لا يمكن ان يعتق فقد يعمل على افساد المجتمع. وذلك يزيد الشر ويوجد الفرقة والاختلاف ومن ومن العبودية العصرية ان نخرج الناس من عبودية الماء من عبودية الجاه من عبودية الشهوات فانها والله ابواب مشرعة ابواب مفتوحة للتفرق خلاف وهذه والله اشد من عبودية النفس التي هي الرق السبب السادس والثلاثون من اسباب الافتراق والاختلاف خلو الاخوة بين الاحرار من الناس والعبيد وذلك سبب من اسباب التنازع والاختلاف فان العبد اذا حس بالظلم اذا احس بالظلم وان سيده يعامله معاملة وان سيده يعامله معاملة المتاع ولا يعامله معاملة الاخ فانه سيحمل عليه الظغناء وعلى المجتمع وينتج عنه انواع من الشرور وربما تهز المجتمعات وتفرق الجماعات وقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الاخوة بين الناس الاحرار منهم والعبيد. فقال عليه الصلاة والسلام قاطبا الاحرار في عبيدهم ان اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم. فان كلفتموهم ولا تكلفوهم ما يغلبهم. فان كلفتموهم ما يغلبهم فاعينوهم. رواه البخاري ومسلم فهو حديث متفق عليه ولاجل هذا جاء في صحيح البخاري باب كراهية التطاول على الرقيق كل ذلك ابقاء للحمة الاجتماعية وبعدا عن الاختلاف. علاوة على ما في ذلك من الاجر في الدنيا والاخرة كان عمر رضي الله عنه يشير الى بلال وابي بكر ويقول هذا سيدنا اعتق سيدنا يقول لعبد اعتق سيدنا وقد اخى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين بعض الاحرار الذين كانوا عبيدا ثم اصبحوا احرارا وبين العرب القرشيين وهذا من العجائب جاء يوم جاء يوم الصديق الى باب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فوجد عند الباب بلالا وسلم ان وصهيب واذا بهم يمنعون ابا سفيان من الدخول فقال لهم الصديق كلمة قوية وتعلمون ان هؤلاء الثلاث لهم قدم صدق في الاسلام وتقدم في الايمان على ابي سفيان فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل فقال عليه الصلاة والسلام يا ابا بكر ان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك. فخرج الصديق يستسمحه فقالوا غفر الله لك ما قلت الا فتأملوا التعامل العظيم الذي كان بين الصحابة الخلان رظوان الله تعالى عليهم واستدامة للاخوة الايمانية يجب على الانسان يعلم ان الاخوة الايمانية اقوى ترابطا من الاخوة اللحمية اقوى ترابطا من الاخوات التي تكون بسبب الحرية وبسبب العتق ولهذا ايها الاخوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حث بشتى الطرق على الاخوة الايمانية وهو في القرآن الكريم انما المؤمنون اخوة اه هذه اه بعض الاسباب الدنيوية التي لم نتداركها فانها تزيد المجتمعات تفرقا وتزيد الاختلاف اختلافا وينبغي علينا ان نتدارك هذه الاسباب حتى نقوي الصلات الاجتماعية وان يقوي الالفة والمحبة بين اهل البلدة وهناك اسباب اخرى دينية للتفرق استفدتها من صحيح الامام البخاري وافردتها فان يسر الله تبارك وتعالى لقاء ذكرناها ان شاء الله نكتفي بهذا وصلى الله الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ونسأل الله جل وعلا ان يديم علينا الالفة الاجتماع وان يديم علينا المحبة وان يديم علينا الامن والامان والايمان والسلامة والاسلام وان يحفظ لنا ولي امرنا ونائبه وان يصلح له البطانة ويوفقهم لكل خير وسداد لكل هدى ورشاد وان جعلهم رحماء على رعاياهم وان يوفقنا لاداء حقوق الراعي والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك