الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الرابع من مجالس قراءتنا لمختصر تفسير القرآن الكريم وكنا قد وقفنا على الاية الثالثة والعشرين من سورة ال عمران الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب ونحن في يوم الثلاثاء الرابع من شهر رمضان عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يبارك لنا في اوقاتنا. وفي اعمارنا وفي علمنا وعملنا وصلي اللهم على نبينا محمد والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين وجماعة من علماء التفسير في كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم في قوله تعالى يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون. الم تنظر ايها النبي الى حال اليهود الذين اتاهم الله حظ من العلم بالتوراة وما دلت عليه من نبوتك يدعون الى الرجوع الى كتاب الله التوراة. ليفصل بينهم فيما اختلفوا فيه ثم ينصرف فريق من علمائهم ورؤسائهم وهم معرضون عن عن حكمه اذ لم يوافق اهواءهم. وكان الاولى بهم وهم يزعمون اتباعهم له ان اسرع الناس الى التحاكم اليه. ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات وغرهم في دينهم اما كانوا يفترون. ذلك الانصراف عن الحق والاعراض والاعراض عنه لانهم ذلك الانصراف عن الحق والاعراض عنه لانهم كانوا يدعون ان النار لن تمسهم يوم القيامة الا اياما قليلة. ثم يدخلون الجنة فغرهم هذا الظن الذي اختلقوه من الاكاذيب والاباطيل فتجرأوا على الله ودينه. هذا مثل الذي يقول انا اذنب الذنب والله غفور رحيم. فيتجرأ على الذنوب مغتر برحمة الله هذا هو مثل كلام اليهود لن تمسنا النار الا اياما معدودة فليحذر العاقل نعم فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. فكيف يكون حالهم وندمهم؟ سيكون غاية في السوء اذا جمعناهم للحساب في يوم لا شك فيه وهو يوم القيامة. واعطيت كل نفس جزاء ما عملت على قدر ما تستحق من غير ظلم بنقص ما فيها او زيادة سيئاتها. قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير قل ايها الرسول مثن على ربك ومعظما له. اللهم انت مالك الملك كله في الدنيا والاخرة. تؤتي الملك من تشاء من خلقك وتنزعه ممن تشاء وتعز من تشاء منهم وتذل من تشاء وكل ذلك بحكمتك وعدلك وبيدك وحدك الخير كله. وانت على كل شيء قدير. تولد الليل في النهار وتولد النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي. وترزق من تشاء بغير حساب ومن مظاهر قدرتك انك تدخل الليل في النهار في طول وقت النهار وتدخل النهار في الليل فيطول فيطول وقت الليل. وتخرج ايا من الميت كاخراج المؤمن من الكافر والزرع من الحب وتخرج الميت من الحي كالكافر من المؤمن والبيضة من الدجاجة وترزق من تشاء رزقا واسعا من بغير حساب وعد. لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من في شيء الا ان تتقوا منهم تقى ويحذركم الله نفسه والى الله المصير. لا اتخذوا ايها المؤمنون الكافرين اولياء تحبونهم وتنصرونهم من دون الله. لا تتخذوا ايها المؤمنون الكافرين اولياء تحبونهم وتنصرون وتنصرونهم من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه الا ان تكون في سلطانهم فتخافوهم على انفسكم فلا حرج ان تتقوا اذاهم باظهار النين في واللطف في الفعال مع اضمار العداوة لهم ويحذركم الله نفسه فخافوه ولا تتعرضوا لغضبه بارتكاب المعاصي والى الله وحده رجوع العباد يوم القيامة لمجازاتهم على اعمالهم. قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله. ويعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شيء قدير. قل ايها النبي ان تخفوا ما في صدوركم مما نهاكم الله عنه كموالاة الكفار او او تظهر ذلك يعلمه الله ولا يخفى عليه من شيء. ويعلم ما في السماوات ولا يخفى عليه منه شيء. ويعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. من فوائد الايات ان التوفيق والهداية من الله تعالى. والعلم ان التوفيق والهمة. والعلم والا الا من صاحبه. نعم. من فوائد الايات ان التوفيق والهداية من الله تعالى والعلم وان كثر وبلغ صاحبه وبلغ صاحبه اعلى المراتب ان لم يصاحبه توفيق الله لم ينتفع به المرء. ان الملك لله تعالى فهو معطي المانع المعز المذل بيده الخير كله واليه يرجع الامر كله فلا يسأل احد سواه. خطورة تولي الكافرين حيث توعد الله فاعله بالبراءة منه وبالحساب يوم القيامة. تولي الكافرين بمعنى نصرتهم ومحبتهم. فهنا امران الامر الاول الوقوف معهم ظد المسلمين والامر الثاني حبهم وحب انتصارهم. فحبهم وحب انتصارهم كفر مخرج من الاسلام. والوقوف معهم ضد المسلمين هذا يكون من الكفر الاصغر. فالحذر من هذا هذا نعم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه. والله رؤوف بالعباد. يوم يوم القيامة تلقى كل عملها من الخير قد اوتي به لا نقص فيه. والذي عملت من السوء تتمنى ان بينها وبينه زمنا بعيدا. وانى لها ما تمنت ويحذركم الله نفسه لا تتعرضوا لغضبه بارتكاب الاثام. والله رؤوف بالعباد ولهذا يحذرهم ويخوفهم. قل ان كنتم تحبون الله يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. قل ايها الرسول ان كنتم تحبون الله حقا فاتبعوا ما جئتم به ظاهرا وباطنا تنالوا محبة الله ويغفر الله ذنوبكم. والله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. قل ايها الرسول واطيعوا الله واطيعوا رسوله بامتثال الاوامر واجتناب النواهي. فان اعرضوا عن ذلك فان الله لا يحب الكافرين المخالفين لامره وامر رسوله. ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على عالمين. ان الله اختار ادم عليه السلام فاسجد له ملائكته واختار نوحا فجعله او فجعله اول رسول الى اهل الارض. واختار ال ابراهيم وجعل النبوة باقية في ذريته واختار ال عمران اختار كل هؤلاء وفضلهم على اهل زمانهم ذرية بعضها من بعض الله سميع عليم. هؤلاء المذكورون من الانبياء وذرياتهم المتبعون لطريقتهم هم هم ذرية بعضها متسلسل من بعض في توحيد الله وعمل الصالحات يتوارثون من بعضهم المكارم والفضائل. والله سميع لاقوال عباده عليم بافعالهم. ولهذا يختار من يشاء منهم ويصطفي منهم من يشاء. اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك السميع العليم. اذكر ايها الرسول اذ قالت امرأة عمران والدة مريم عليهما السلام عليها السلام يا ربي اني اوجبت على نفسي ان اجعل ما في من عمل خالصا يا ربي اني اوجبت على نفسي ان اجعل ما في بطني من حمل خالصا لوجهك محررا من كل شيء ليخدمك تخدم بيتك فتقبل مني ذلك انك انت السميع لدعاء العليم بنيتي. هذا ما ينبغي ان يكون عليه نية الوالدين. لماذا يريدون الانجاب ينبغي ان تكون النية سابقة تريد الانجاب ليحمل العلم يكون نافعا لامته ثم اذا انجبت تدعو وربي اني اعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. اذا كان ذكرا ان كان انثى تقول ربي اني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم هذا الدعاء وهذا الكلام كله ما علمنا الله الا لنطبق نعم فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى اني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فلما تم حملها وضعت في بطنها وقالت معتذرة وقد كانت ترجو ان يكون الحمل ذكرا. يا ربي اني ولدتها انثى والله اعلم بما ولدت. وليس الذكر الذي كانت ترجوه انثى التي وهبت لها في القوة والخلقة. واني سميتها مريم واني حصنتها بك هي وذريتها من الشيطان المطرود من رحمتك. فتقبل ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا. كلما دخل عليها زكريا محراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا؟ قالت هو من عند الله ان الله ارزق من يشاء بغير حساب. فتقبل الله نذرها بقبول حسن وانشأها نشأة حسنة وعطف عليها قلوب الصالحين من عباده وجعل كفالتها الى زكريا عليه السلام. وكان زكريا كلما دخل عليها مكان العبادة وجد عندها رزقا طيبا ميسرا. فقال قال مخاطبا اياها يا مريم من اين لك هذا الرزق؟ قالت مجيبة اياه هذا الرزق من عند الله. ان الله يرزق من يشاء رزقا واسعا بغير حساب من فوائد الايات عظم مقام الله وشدة عقوبته تجعل العاقل على حذر من مخالفة امره تعالى. برهان المحبة الحق لله ولرسوله باتباع الشرع امرا ونهيا. واما دعوى المحبة بلا اتباع فلا تنفع صاحبها. ان الله تعالى يختار من يشاء من عباده ويصطفيهم للنبوة والعبادة بحكمته ورحمته. وقد يخصهم بايات خارقة للعادة. يعني قولهم عظم مقام الله الحقيقة هذه العبارة واضافتها الى الله جل وعلا فيها نظر. ولا الانسان يقول عظمة الله وشدة عقوبته هذا من كلمة مقام الله لان الله سبحانه وتعالى عظيم فلا لا نحتاج ان نقول مقام انما المقام يقال لمن يتصور منه العظمة بغير المقام والعظمة في المقام والله اعلم. نعم هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء عند ذلك الذي رآه زكريا من رزق الله تعالى لمريم بنت عمران على غير المعتاد من سننه تعالى في الرزق. رجاء ان يرزقه الله ولدا من على الحال التي هو عليها من تقدم سنه وعقم امرأته فقال يا رب هب لي ولدا طيبا انك سميع لدعاء من دعاك مجيب له. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين فنادته الملائكة مخاطبة له وهو في حال قيامه للصلاة في مكان عبادته بقولها ان الله يبشرك بولد يولد لك يحيى من صفته ان يكون مصدقا بكلمة من الله. وهو عيسى ابن مريم انه خلق خلقا خاصا بكلمة من الله. ويكون هذا الولد سيدا على قومه في العلم والعبادة مانعا نفسه وحابسها عن الشهوات ومنها قربان النساء متفرغا لعبادة ربه ويكون ايضا نبيا من الصالحين قال ربي انا يكون لي غلاما وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقب. قال كذلك الله يفعل ما يشاء. قال زكريا لما بشرته الملائكة بيحيى يا رب كيف يكون لي ولد بعد ان صرت شيخا وامرأتي عقيم لا يولد لها؟ قال الله جوابا على قوله مثل خلق يحيى على كبر سنك وعقم زوجك كخلق الله ما يشاء مما يخالف المألوف عادة. لان الله على كل شيء قدير يفعل ما يشاء بحكمته وعلمه قال ربي اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار. قال زكريا يا رب اجعل لي علامة على حمل امرأتي مني. قال الله علامتك التي طلبتها هي الا تستطيع الناس ثلاثة ايام بلياليهن الا بالاشارة ونحوها. من غير خلل يصيبك فاكثر من ذكر الله وتسبيحه في اخر النهار واوله واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. واذكر ايها الرسول حين قالت الملائكة لمريم عليها السلام ان الله اختار وكيلين. ان الله اختارك لما تتصفين به من صفات حميدة وطهرك من النقائص واختارك على نساء العالمين في زمانك يا مريم قنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين يا مريم اطيلي القيام في الصلاة واسجد ربك واركعي له مع الراكعين من عباده الصالحين. ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون دون طلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. ذلك المذكور من خبر زكريا ومريم عليهما السلام من اخبار الغيب نوحيه اليك ايها الرسول وما كنت عند اولئك العلماء والصالحين حين اختصموا في من هو احق بتربية مريم حتى لجأوا للقرعة فالقوا اقلام تتعزى قلم زكريا عليه السلام. اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين. اذكر ايها الرسول اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بولدي يكون خلقه من غير اب وانما بكلمة من الله بان يقول له كن فيكون ولدا فيكون ولدا باذن الله. واسم هذا الولد المسيح عيسى ابن مريم له مكانة عظيمة في الدنيا وفي الاخرة ومن المقربين اليه تعالى من فوائد الايات عناية الله تعالى باوليائه فانه سبحانه يجنبهم ويستجيب دعاءهم فضل مريم عليها السلام حيث اختارها الله على نساء العالمين وطهرها من النقائص وجعلها مباركة كما عظمت نعمة الله على العبد عظم ما يجب عليه من شكره عليها بالقنوط والركوع والسجود وسائر العبادات. مشروعية عند الاختلاف فيما لا بينة عليه ولا قرينة تشير اليه. حمل يحيى عليه السلام تهيئة لحمل عيسى وكان قبل عيسى بثلاث سنوات واذا كان الله عز وجل قد اظهر هذا لزكريا وزوجه انه قادرا يرزقهم الولد بعد الكبر فحين اذ يتهيأون لميلاد عيسى بلا اب وهذا كله من الغيب الذي اوحاه الله الى نبينا عليه السلام وسمي المسيح مسيحا لانه كان يسيح في الارض ليسكن بيتا ولا يستظل في كوخ حتى قيل له الا نبني لك بيتا؟ قال ابنوا لي بيتا على الماء. قالوا لا يثبت. قال فالدنيا غير ثابت نعم ويكلم الناس ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين. ويكلم الناس وهو طفل صغير قبل اوان الكلام ويكلمهم وهو قد كملت قوته ورجولته. يخاطبهم بما فيه صلاح امر دينهم ودنياهم وهو من الصالحين في اقوالهم واعمالهم. قالت لم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء. اذا قضى امرا فانما يقول له كن قالت مريم مستغربة ان يكون لها ولد من غير زوج كيف يكون لي ولد ولم يقربني بشر لا في حلال ولا في حرام. قال لها الملك مثل ما يخلق الله لك ولدا من غير اب فانه يخلق ما يشاء مما يخالف المألوف والعادة. فاذا اراد امرا قال له كن فيكون فلا يعجزه شيء ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل. ويعلمه الكتابة والاصابة والتوفيق في القول والعمل. ويعلمه التوراة التي انزلها على موسى عليه ويعلمه الانجيل الذي سينزله عليه. ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم بآية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. وابرئ وابرئ الاكمه والابر صاح الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ويجعله كذلك رسولا الى بني اسرائيل حيث يقول لهم اني رسول الله اليكم قد جئتكم بعلامة دالة على صدق نبوتي هي اني اليكم من مادة الطين مثل شكل الطير. فانفخ فيه فيصير طيرا حيا باذن الله. واشفي منه واشفي من ولد اعمى فيبصر ومن اصيب ببرص فيعود جلده سليما. واوحي من كان ميتا. كل ذلك باذن الله واخبركم بما تأكلون وبما تخبئون في بيوتكم من طعام وتخفونه. ان فيما ذكرته لكم من هذه الامور العظيمة التي لا يقدر عليها البشر لعلامة ظاهرة على اني رسول من الله اليكم ان كنتم تريدون الايمان وتصدقون بالبراهين. ومصدقا لما بين يدي من التوراة وليحل لكم بعض الذي عليكم وجئتكم ومصدقا لما بين يدي من التوراة وليحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من رب بكم فاتقوا الله واطيعون. وجئتكم كذلك مصدقا لما نزل قبلي من التوراة. وجئتكم لاحل لكم بعض ما حرم عليكم من قبل تيسيرا وتخفيفا وجئتكم بحجة واضحة على صحة ما قلت لكم. فاتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه واطيعوني فيما ادعوكم اليه. ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. ذلك لان الله ربي وربكم فهو وحده المستحق ان يطاع ويتقى فاعبدوه وحده هذا الذي امرتكم به من عبادة الله وتقواه هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه. فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون. فلما علم عيسى عليه السلام منه الاصرار على الكفر قال مخاطبا بني اسرائيل من ينصرني في الدعوة الى الله؟ قال الاصفياء من اتباعه نحن انصار دين الله. امنا بالله واتبعناك واشهد يا عيسى بانا المنقادون لله بتوحيده وطاعته. من فوائد الايات شرف الكتابة والخط وعلو منزلتهما. حيث بدأ الله تعالى بذكرهما قبل غيرهما من سنن الله تعالى ان يؤيد رسله بالايات الدالة على صدقهم مما لا يقدر عليه البشر. جاء عيسى عليه السلام بالتخفيف على اسرائيل فيما شدد عليهم في بعض شرائع التوراة. وفي هذا دلالة على وقوع النسخ بين الشرائع. في الحقيقة ان تقديم الكتابة على الحكمة والتوراة ليس لشرف الكتاب والا فالتوراة اشرف من الخط وانما تقديم الكتابة لانه اول ما يتعلمه الانسان في الكتاب ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل. فهو ترقي ترقي ترقي منطقي لذلك يقولون لما صار عمر عيسى عليه السلام السادسة اخذته امه الى احبار اليهود ليتعلم منه فقالوا له اكتب فقال لاستاذه ما اكتب قال اكتب كذا وكذا. فاذا به يصلح للاستاذ ويكتب احسن من الاستاذ فقال له من اين تأتي بهذا؟ قال من الحكمة قال اي حكمة عندك؟ قال من الله قال وهل تعلم ما عند الله؟ قال احفظ ما في التوراة. قال وانت في هذا العمر؟ قال نعم فتعجبوا منه هذا كله من تعليم الله عز وجل والا فالكتاب في نفسها ليس شرف والا نبينا عليه الصلاة والسلام مات ولم يعلم الكتابة ولم يقرأ امي عليه الصلاة والسلام نعم ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وقال الحواريون كذلك ربنا امنا بما انزلت من الانجيل واتبعنا عيسى عليه السلام فاجعلنا مع الشاهدين بالحق الذين امنوا بك وبرسلك ومكروا ومكر الله الله خير الماكرين. ومكر الكافرون من بني اسرائيل حيث سعوا في قتل عيسى عليه السلام فمكر الله بهم فتركهم في ضلالهم والقى شبه عيسى عليه السلام على رجل اخر والله خير الماكرين لانه لا اشد من مكره تعالى باعدائه. اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا. وجاعل الذين اتبعوك لفوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ومكر الله بهم ايضا حين قال مخاطبا عيسى عليه السلام يا عيسى اني قابضك من غير موت ورافع بدنك وروحك الي ومنزهك من رجس الذين كفروا بك ومبعدوك عنهم وجاعل الذين اتبعوك على الدين الحق ومنهم الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فوق الذين كفروا بك الى يوم القيامة بالبرهان والعزة. ثم الي وحدي رجوعكم يوم القيامة فاحكموا بينكم بالحق فيما كنتم فيه تختلفون. فاما الذين كفروا فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين. فاما الذين كفروا بك وبالحق الذي جئتهم به فاما الذين كفروا بك وبالحق الذي جئتهم به فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا بالقتل والاسر والذل وغيرها وفي الاخرة بعذاب النار وما لهم من ناصرين يدفعون عنهم العذاب. واما الذين امنوا وعملوا فيوفيهم اجورهم. الله لا يحب الظالمين. واما الذين امنوا بك وبالحق الذي جئتهم به وعملوا الصالحات من صلاة وزكاة وصيام من وصلة وغيرها فان الله يعطيهم ثواب اعمالهم تامة لا ينقص منها شيئا. وهذا الحديث عن اتباع المسيح قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الذي الذي بشر به المسيح نفسه والله لا يحب الظالمين ومن اعظم الظلم الشرك بالله تعالى وتكذيب رسله ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم. ذلك الذي نقرأه عليك من خبر عيسى عليه السلام من العلامات الواضحات الدالة على صحة ما انزل اليك هو ذكر للمتقين محكم لا يأتيه الباطل. ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن منفكون. ان مثل خلق عيسى عليه السلام عند الله كمثل خلق ادم من تراب. من غير اب ولا ام. وانما قال الله له كن بشرا كان كما اراد الله تعالى فكيف يزعمون انه اله بحجة بحجة انه خلق من غير اب وهم يقرون بان ادم بشر مع انه خلق من غير اب ولا ام الحق من ربك فلا تكن من الممترين. الحق الذي لا شك فيه في ان الحق الذي لا شك فيه في شأن عيسى عليه السلام هو الذي نزل على هو الذي نزل علي هو الذي نزل عليك من ربك. فلا تكن من الشاكين المترددين بل عليك الثبات على ما انت عليه عليه من الحق فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا فقل تعالوا ندعوا ابناء انا وابنائكم ونساءنا ونسائكم وانفسنا وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. فمن جادلك ايها الرسول بالنصارى نجران في امر عيسى زاعما انه ليس عبدا لله من بعد ما جاءك من العلم الصحيح في شأنه قل له تعالوا ننادي للحضور ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم. ونجتمع كلنا ثم نتضرع الى الله بالدعاء انزل لعنته على الكاذبين منا ومنكم من فوائد الايات من كمال قدرته تعالى انه يعاقب انه يعاقب من يمكر بدينه وباوليائه فيمكر بهم كما يمكرون. بيان المعتقد الصحيح الواجب في شأن عيسى عليه السلام. وبيان موافقته للعقل فهو ليس بدعا في الخلقة فادم المخلوق من غير اب ولا ام اشد غرابة والجميع يؤمن ببشريته مشروعية المباهلة بين المتنازعين على الصفة التي وردت بها الاية الكريمة. في هذه الاية الحق من ربك فلا تكن من الممتين ادغام النون في الميم بدون نون التوكيد. وفي اية البقرة سبعة واربعين ومئة الحق من ربك فلا تكونن من الممتلئ يقول بعض مشايخنا ناسب الادغام هنا لان شأن عيسى عليه السلام كان مدغما. لم يكن الناس يعرفون الحق فيه اليهود يرونه يفترون عليه ويرونه بالزنا وغالب النصارى يزعمون انه اله. فامرهم في غمة حتى جاء الوحي من الله فكشف الغمة. فقال الحق من ربك فلا تكن اي بعد هذا الحق في غمة من الممتلين الشاكين. نعم ان هذا لهو القصص الحق. وما من اله الا الله. وان الله لهو العزيز الحكيم. ان هذا لك من شأن عيسى عليه السلام وهو الخبر الحق الذي لا كذب فيه ولا شك. وما من معبود بحق الا الله وحده وان الله لهو العزيز في ملكه الحكيم في في تدبيره وامره وخلقه فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين. فان اعرضوا عما جئت به ولم يتبعوك فذلك من فسادهم. والله عليم بالمفسدين في الارض وسيجازيهم على ذلك. قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد ان الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا قل ايها الرسول تعالوا يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى نجتمع على كلمة عدل نستوي فيها جميعا. ان نفرد الله بالعبادة فلا نعبد معه احدا سواه وما كانت منزلته وعلت مكانته ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا يعبدون ويطاعون من دون الله. فان انصرفوا عن هذا الذي تدعوهم اليه من الحق والعدل فقولوا لهم ايها المؤمنون اشهدوا بانا مستسلمون لله منقادون له تعالى بالطاعة. يا اهل الكتاب لم في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. افلا تعقلون يا اهل الكتاب لم تجادلون في ملة ابراهيم عليه السلام فاليهودي يزعم فاليهودي يزعم ان ابراهيم كان يهوديا والنصراني يزعم انه كان نصرانيا وانتم تعلمون ان ان اليهودية والنصرانية لم تظهر الا بعد موته بوقت طويل. افلا تدركون بعقولكم بطلان قولكم وخطأ زعمكم؟ ها انتم اولئك حاججتم فيما لكم به علم فلما تحاجون فيما ليس لكم به علم. والله وانتم لا تعلمون. ها انتم يا اهل الكتاب جددتم النبي صلى الله عليه وسلم فيما لكم به علم من امر دينكم وما انزل عليكم تجادلون فيما ليس لكم به علم من امر ابراهيم ودينه مما ليس في كتبكم ولا جاءت به انبياؤكم. والله يعلم حقائق الامور وبواطنها ها وانتم لا تعلمون. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ما كان ابراهيم عليه السلام على الملة اليهودية ولا على النصرانية. ولكن كان مائلا عن الاديان الباطلة مسلما لله وموحدا له تعالى. وما كان من المشركين نبيه كما يزعم مشركوا العرب انهم على ملته. ان اولى الناس بابراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي الذين امنوا والله ولي المؤمنين ان احق الناس بالانتساب الى ابراهيم هم الذين اتبعوا ما جاء به في زمانه واحق الناس ايضا بذلك فهذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذين امنوا به من هذه الامة والله ناصر المؤمنين به وحافظهم طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون. يتمنى احبار من اهل الكتاب من اليهود والنصارى ايضا ايها المؤمنون عن الحق الذي هداكم الله له وما يضلون الا انفسهم لان سعيهم في اضلال المؤمنين يزيد في ضلالهم هم وما يعلمون عاقبة افعالهم يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون. يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى لما تكفرون بآيات الله التي نزلت عليكم وما فيها من دلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وانتم تشهدون انه الحق الذي دلت عليه كتبكم من فوائد الايات من الرسالات الالهية كلها اتفقت على كلمة عدل واحدة. وهي توحيد الله تعالى والنهي عن الشرك. اهمية العلم بالتاريخ لانه قد من الحجج القوية التي ترد بها دعوى المبطلين. احق الناس بابراهيم عليه السلام من كان على ملته وعقيدته. من كان على وعقيدته. واما مجرد دعوى الانتساب اليه مع مخالفته فلا تنفع. دلت الايات على حرص كفرة اهل الكتاب على اضلال المؤمنين من هذه الامة حسدا من عند انفسهم. يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق انتم تعلمون يا اهل الكتاب لم تخلقون الحق الذي انزل في كتبكم بالباطل من عندكم وتخفون ما فيها من الحق والهدى ومنه صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وانتم تعلمون الحق من الباطل والهدى من الضلال. وقال الطائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار اخره لعلهم يرجعون. وقالت جماعة من علماء اليهود امنوا في الظاهر بالقرآن الذي انزل على المؤمنين اول النهار. واكفروا به اخره لعلهم في دينهم بسبب كفرهم به بعد ايمانكم فيرجعون عنه قائلين هم اعلم منا هم اعلم منا بكتب الله وقد رجعوا عنه. ولا تؤمنوا والا لمن تبع دينكم قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. وقالوا ايضا ولا تصدقوا الا من كان تابعا لدينكم. فهل قل يا قل ايها الرسول ان الهدى الى الحق هو هدى الله تعالى. لا ما انتم عليه من تكذيب وعناد. مخافة ان يؤتى احد من الفضل مثل ما اوتيتم او خافت ان يحاجوكم عند ربكم ان اقررتم بما انزل عليهم قل ايها الرسول ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده لا يقتصر فضله على امة دون امة. والله واسع الفضل عليم بمن يستحقه. قد تجد بعض الناس يظهر الاسلام. ثم يرتد في اخر النهار. لا يدخل في قلبك ريب او شك لان هو الخسران ما هو بعد. من يفعل هذا الفعل يريد توهين الاسلام. وانى له ذلك وعندنا كتاب الله ينطق بيننا نعم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم يختص برحمته من يشاء من خلقه فضلوا عليه بالهداية والنبوة وانواع العطاء. والله ذو الفضل العظيم الذي لا حد له. ومن اهل الكتاب من ان تأمنه يؤده اليه ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما. ذلك بانهم قالوا ليس في الاميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. ومن اهل الكتاب من ان تأمنه على مال كثير يؤدي اليك مأتم مأتم عليه ومنهم من من ان استأمنته ومنهم من ان تستأمنه على مال قليل لا يؤدي اليك ما ائتمنته عليه الا ان ظللت تلحه وعليه بالمطالبة والتقاضي ذلك من اجل قولهم وظنهم الفاسد ليس علينا في العرب واكل اموالهم اثم. لان الله اباحها لنا. يقولون هذا الكذب وهم يعلمون افتراءهم على الله. بلى من اوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين. ليس الامر كما زعموا بل عليهم حرج ولكن من اوفى بعهده مع الله من الايمان به وبرسله ووفى بعهده مع الناس فادى الامانة واتقى الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه فان الله يحب المتقين وسيجازيهم على ذلك اكرم الجزاء. يوجد في المسلمين من يقول هذا الكلام. يقول ليس علينا في الاميين سبيل لكن يعكسون وليس علينا في الكافرين سبيلا فيأخذون اموالهم ويسرقون ويكذبون ويغشون بحجة انهم كفار وهذا نفس مقولة اليهود ليس علينا في الاميين سبيل لان الكافر لا يجوز ماله ولا يجوز الكذب عليه ولا الا اذا كان حربيا ظاهرا الحب. معلن الحرب معه ما هو اي كافر هذا هذا من اعجب ما يكون يذهب الى بلاد الكفار بتأشيرة اه وهذه التأشيرة معناها امن ثم يخون هاي التأشيرة معناها انه قبل عهدهم ثم يغدر هذا نفس ليس بيننا في الاميين سبيل نعم ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. ان الذين يستبدلون بوصية الله اليهم باتباع ما انزله في كتابه وارسل به رسلا وبايمانهم التي قطعوها بالوفاء بعهد الله. يستبدلون بها عوضا قليلا من متاع الدنيا لا نصيب لهم من ثواب الاخرة. ولا يكلمهم الله بما يسرهم ولا ينظر اليهم نظر رحمة يوم القيامة ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم ولهم عذاب اليم. من فوائد الايات من علماء اهل الكتاب من يخدع اتباع ملتهم ولا يبين لهم الحق الذي دلت عليه كتبهم وجاءت به رسلهم. من وسائل الكفار الدخول في الدين والتشكيك فيه من الداخل. الله تعالى هو الوهاب المتفضل يعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله وحكمته ولا ينال فضله الا بطاعته. كل عوض في الدنيا عن الايمان بالله والوفاء بعهده وان كان عظيما فهو قليل حقير امام ثواب الاخرة ومنازلها. وان منهم لفريقا يلون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله. ويقولون هو من عند الله وما هو من من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. وان من اليهود لطائفة يحرفون السنتهم بذكر ما ليس من التوراة ما ليس من التوراة المنزلة من عند الله. لتظنوا انهم يقرأون التوراة وما هو من التوراة بل هو من كذبهم وافتراءهم على الله. ويقولون ما نقرأه منزل من عند الله وليس من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون كذبهم على الله ورسله. ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم نقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم ثم تدرسون ما كان ينبغي لبشر ان يؤتيه الله كتابا منزلا من عنده ويرزقه العلم والفهم ويختاره نبيا ثم يقول للناس كونوا عباد لي من دون الله ولكن يقول لهم كونوا علماء عاملين مربين للناس مصلحين لامورهم بسبب تعليم بسبب تعليمكم الكتاب المنزل للناس. وبما كنتم وبما كنتم تدرسونه وبما كنتم تدرسونه منه حفظا وفهما. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. ولا ينبغي له كذلك ان يأمركم ان تتقوا الملائكة والنبيين اربابا تعبدونهم من دون الله. ايجوز منه ان يأمركم بالكفر بالله بعد انقيادكم اليه واستسلامكم له. واذ اخذ الله ميثاق النبي لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم تؤمنن به ولتنصرنه. قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. واذكر ايها الرسول حين اخذ الله العهد المؤكد على النبيين قائلا لهم مهما اعطيتم من كتاب انزله عليكم وحكمة اعلمكم اياها وبلغ احدكم ما بلغ من المكانة والمنزلة وبلغ احدكم ما بلغ من المكانة والمنزلة ثم جاءته رسول من عندي وهم محمد صلى الله عليه وسلم مصدق لما معكم من الكتاب والحكمة لتؤمنن بما جاء به ولتنصرنه متبعين فهل اقررتم ايها الانبياء بذلك واخذتم على ذلك عهدي الشديد؟ فاجابوا قائلين اقررنا به. قال الله اشهدوا على انفسكم وعلى اممكم وانا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم. الا ميثاق الذي اخذ في عالم الذر هي عدة مواثيق. ميثاق من كل الخلق الست بربكم قالوا بلى وميثاق من الانبياء انه اذا جاء وارسل الله نبيا ثم بعث على اثره رسولا او ادرك محمدا صلى الله عليه وسلم انه هو يؤمن به ولهذا كل نبي يؤمن بالنبي الذي قبله وبالنبي الذي بعده. ونبينا عليه السلام يؤمن بجميع الانبياء السابقين والانبياء السابقون كلهم يؤمنون به. نعم فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. فمن اعرض بعد هذا العهد المؤكد بالشهادة من الله ورسله فاولئك هم الخالدون عن دين الله وطاعته. افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. افغير دين الذي اختار لعباده وهو الاسلام يطلب هؤلاء الخارجون عن دين الله وطاعته وله سبحانه انقاد واستسلم كل من في السماوات والارض من الخلائق طوعا له كحال المؤمنين وكرها كحال الكافرين ثم اليه تعالى يرجع الخلائق كلهم يوم القيامة للحساب والجزاء. من فوائد الايات ضلال علماء اليهود ومكروه في ضلال اليهود ومكرهم في تحريفهم كلام الله. وكذبهم على الناس بنسبة تهريفهم اليه تعالى. كل من يدعي انه على دين نبي من انبياء الله اذا لم يؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام فهو ناقض لعهده مع الله تعالى. اعظم الناس منزلة العلماء الربانيون الذين يجمعون بين العلم والعمل الناس على ذلك اعظم الضلال الاعراض عن دين الله تعالى الذي استسلم له سبحانه الخلائق كلهم برهم وفاجرهم قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. قل ايها الرسول امنا بالله الها واطعناه فيما امرنا به وامنا بالوحي الذي انزله علينا وبما انزله على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وبما انزله على الانبياء من ولد يعقوب وبما اوتي موسى وعيسى والنبيون جميعا من الكتب والايات من ربهم لا نفرق بينهم فنؤمن ببعض ونكفر ببعض ونحن منقادون لله وحده مستسلمون له تعالى فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. ومن يطلب دينا غير الدين الذي ارتضاه الله وهو وهو دين الاسلام. فلن يقبل الله ذلك منه وهو في الاخرة من الخاسرين لانفسهم بدخولهم النار. كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق البينات والله لا يهدي القوم الظالمين. كيف يوفق الله للايمان به وبرسوله قوما كفروا بعد ايمانهم بالله شهادتهم ان ما جاء به الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم حق وجاءتهم البراهين الواضحة على صحة ذلك والله لا يوفق للايمان به القوم الظالمين الذين نختار الضلال بدلا عن الهدى. اولئك جزاؤهم ان عليهم نعمة الله والملائكة والناس اجمعين ان جزاء اولئك الظالمين الذين اختاروا الباطل ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فهم مبعدون عن رحمة الله مطرودون. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون خالدين في النار لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم عذابها ولا هم يؤخرون ليتوبوا ويعتذروا الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم. الا الذين رجعوا الى الله بعد كفرهم وظلمهم واصلحوا عملهم فان الله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم. ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالين ان الذين كفروا بعد ايمانهم واستمروا على كفرهم حتى عاينوا الموت لن تقبل منهم التوبة عند حضور الموت لذهاب وقتها واولئك هم هم الضالون عن الصراط المستقيم الموصل الى الله تعالى. ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين. ان الذين كفروا وماتوا على كفرهم فلن يقبل من احدهم وزن الارض ذهبا ولو قدمه مقابلا فكاكه من النار. اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين يوم القيامة يدفعون عنهم من فوائد الايات يجب الايمان بجميع الانبياء الذين ارسلهم الله تعالى وجميع ما انزل عليه من الكتب دون تفريق بينهم. لا يقبل الله تعالى من احد دينا ايا كان بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا الاسلام الذي جاء به. من اصر على الضلال واستمر عليه فقد يعاقبه الله بعدم توفيقه الى التوبة والهداية. باب التوبة مفتوح للعبد ما لم يحضره الموت. او تشرق الشمس من مغربها لا تقبل منه التوبة لا ينجي المرء يوم القيامة من عذاب النار الا عمله الصالح. واما المال فلو كان ملء الارض لم لم ينفعه وشيئا لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم. لن ايها المؤمنون ثواب اهل البدع ومنزلتهم حتى تنفقوا في سبيل الله من اموالكم التي تحبونها وما تنفقوا من شيء قليلا كان او كثيرا فان الله عليم بنياتكم اعمالكم وسيجازي كلا بعمله. كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان ونزل التوراة والفاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. جميع الاطعمة الطيبة كانت حلالا لبني اسرائيل ولم يحرم عليهم منها الا ما اعظمه يعقوب على نفسه قبل نزول التوراة ذات ما تزعم اليهود ان ذلك التحريم كان في التوراة قل لهم ايها النبي فاحضروا التوراة واقرؤوها ان كنتم صادقين في هذا الذي تدعونه فبهك فبهت. فبهتوا ولم يأتوا بها وهو مثال يدل على افتراء اليهود على التوراة وتحريم في مضمونها فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون. فمن اقترى الكذب على الله بعد ظهور الحجة بانما بان ما حرمه يعقوب عليه السلام وحرمه على نفسه من غير تحريم من الله فاولئك هم الظالمون لانفسهم بترك الحق بعد ظهور حجته. قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قل ايها النبي صدق الله فيما اخبر به عن يعقوب عليه السلام. وفي كل ما انزل وشرع فاتبعوا دين ابراهيم عليه السلام فقد كان مائلا عن الاديان كلها الى دين الاسلام. ولم يشرك مع الله غيره ابدا ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. ان اول بيت بني في الارض للناس جميعا من اجل عبادة الله هو بيت الحرام الذي بمكة وهو بيت مبارك كثير المنافع الدينية والدنيوية وفيه هداية للعالمين جميعا. وجاء هذا في صحيح مسلم ان ابا ذر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اول بيت وضع في الارض قال مكة. قال ثم اي المسجد؟ قال بيت المقدس وكان بينهما اربعون عاما. نعم فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. في هذا البيت علامات ظاهرات على شرفه وفضله كالمناسك والمشاعر ومن هذه العلامات الحجر الذي قام عليه ابراهيم لما اراد رفع جدار الكعبة ومنها ان من دخله يزول الخوف عنه ولا يناله اذى. ويجب لله على الناس قصد هذا البيت لاداء مناسك الحج لمن كان منهم قادرا على الوصول اليه ومن ومن كفر بفريضة الحج فان الله غني عن هذا الكافر وعن العالمين اجمعين. قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون. قل ايها النبي يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى. لم يجحدون البراهين على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنها ابراهيم جاءت بها التوراة والانجيل. والله مطلع على عملكم هذا شاهد عليكم وسيجازيك به قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من اما تبغونها عوجا وانتم شهداء. وما الله بغافل عما يعملون. قل ايها النبي يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى لما تمنعون عن دين الله من امن به من الناس؟ يطلبون لدين الله ميلا عن الحق الى الباطل. ولاهله ضلالا على الهدى لو انهم شهداء على ان هذا الدين هو الحق مصدق لما في كتبكم. وليس الله بغافل عما تعملون من الكفر به والصد عن سبيله وسيجازيكم به. يا الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله طائفة من اهل الكتاب واليهود والنصارى فيما يقولونه وتقبل رأيهم فيما يزعمونه يرجعوكم الى الكفر بعد الايمان بسبب ما فيهم من الحسد والضلال عن الهدى من فوائد الايات كذب اليهود على الله تعالى وانبيائه ومن كذبهم زعمهم ان تحريم يعقوب عليه السلام لبعض الاطعمة نزلت به التوراة اعظم اماكن العبادة واشرفها البيت الحرام. فهو اول بيت وضع لعبادة الله. وفيه من الخصائص ما ليس في سواه. ذكر الله وجوب الحج بالفاظ الوجوب تأكيدا لوجوبه. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. وكيف تكفرون بالله بعد ايمانكم به وانتم معكم السبب الاعظم للثبات على الايمان. فايات الله تقرأ عليكم ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يبينها لكم. ومن يستمسك بكتاب الله وسنة رسوله فقد وفقه الله الى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله خافوا ربكم حق المخافة وذلك باتباع اوامره واهتمام نواهيه وشكره على نعمه واستمسكوا بدينكم واستمسكوا بدينكم حتى يأتيكم الموت وانتم على ذلك. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون وتمسكوا ايها المؤمنون بالكتاب والسنة ولا ترتكبوا ما يووه. وتمسكوا ايها المؤمنون بالكتاب والسنة ولا ترتكبوا ما يوقعكم في التفرق. اذكروا انعام الله عليكم حين كنتم اعداء قبل الاسلام تتقاتلون على اقل الاسباب فجمع بين قلوبكم بالاسلام فصرتم بفضله اخوانا في الدين متراحمين متناصحين وكنتم قبل فذلك مشرفين على دخول النار لكفركم فانجاكم الله منها بالاسلام وهداكم للايمان. وكما بين لكم الله هذا يبين لكم ما يصلح احوالكم في الدنيا والاخرة لتهتدوا الى طريق الرشاد وتسلكوا سبيل الاستقامة. هاتان الايتان فيهما اعظم مقاصد آآ الرسالة وهو والاستسلام لله عز وجل والاعتصام بحبله وهو الكتاب والسنة. ونبذ التفرق. هذه ثلاثة مقاصد من اعظم مقاصد انزال الكتب وارسال الرسل نعم. وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ولتكن منكم ايها المؤمنون جماعة يدعون الى كل خير يحبه الله ويأمرون بالمعروف الذي دل عليه الشرع واحسنه العقل. وينهون عن المنكر الذي نهى عنه الشرع وقبحه العقل والمتصفون بهذه الصفة هم اهل الفوز التام في الدنيا والاخرة. ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاء البينات واولئك لهم عذاب عظيم. ولا تكونوا ايها المؤمنون مثل اهل الكتاب الذين تفرقوا فصاروا احزابا وشيعا واختلفوا في دينهم من بعد ما جاءتهم الايات الواضحة من الله تعالى واولئك المذكورون لهم عذاب عظيم من الله. يوم تبيض وجوههم وتسود وجوه اما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. يقع عليهم هذا العذاب يقع عليهم هذا العذاب العظيم يوم القيامة حين تبيض وجوه اهل الايمان من الفرح والسعادة وتسود وجوه الكافرين من الحزن به شيء من الحزن والكآبة. فاما الذين اسودت وجوههم في ذلك اليوم العظيم فيقال توبيقا لهم اكفرتم بتوحيد الله وعهده الذي اخذ عليكم بالا تشركوا به شيئا بعد تصديقكم واقراركم فذوقوا عذاب الله اعده لكم بسبب كفركم. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. واما الذين ابيضت وجوههم مقامهم في جنات النعيم خالدين فيها ابدا. في نعيم لا يزول ولا يحول. تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق. وما الله يريد ظلما للعالمين. تلك تلك الايات المتضمنة وعد الله ووعيده نقرأها عليك ايها النبي بصدق في الاخبار والعدل في الاحكام. وما الله يريد ظلما لاي احد العالمين بل لا يعذب احدا الا بما كسبت يده. من فوائد الايات متابعة اهل الكتاب في اهوائهم تقود الى الضلال والبعد عن دين الله تعالى. الاعتصام الكتاب والسنة والاستمساك بهديهما اعظم وسيلة للثبات على الحق. والعصمة من الضلال والافتراق. الافتراق والاختلاق الواقع في هذه الامة في قضايا الاعتقاد فيه مشابهة لمن سبق من اهل الكتاب. وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لان به فلاح الامة وسبب تميزها جاء عن ابن عباس بسند صحيح قال يوم تبيض وجوه تسود وجوه قال تبيض وجوه اهل السنة وتسود وجوه للبدعة وهذه الاية وان كان جاء في سياق الخطاب عن الفرق الملل الكافية واهل الاسلام لكن لها مصداق في المنتسبين الى الاسلام. نسأل الله ان يبيض وجوهنا نعم ولله ما في السماوات وما في الارض والى الله ترجع الامور ولله تعالى وحده ملك ما في السماوات وما في الارض خلقا وامرا اليه تعالى مصير امري كله واليه تعالى مصير امر كل خلقه فيجازي كلا منهم على قدر استحقاقه. كنتم خير امة اخرجت الناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم. من هم المؤمنون واكثرهم فاسقون. كنتم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم خير الامم التي اخرجها الله للناس في ايمانكم وعملكم وانفع الناس للناس. تأمرون بالمعروف الذي دل عليه الشرع واحسنه وتنهون عن المنكر الذي نهى عنه الشرع وقبحه العقل. وتؤمنون بالله ايمانا جازما يصدقه العمل. ولو امن اهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم لكان ذلك خيرا لهم في دنياهم واخرتهم. من اهل الكتاب قليل يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. واكثرهم هم الخارجون عن دين الله وشريعته لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون ومهما كان منهم من عداوة فليضروكم ايها المؤمنون في دينكم ولا في انفسكم الا اذى بالسنتهم. من الطعن في الدين والاستهزاء بكم ونحو ذلك وان قاتلوك وان قاتلوكم يفروا منهزمين امامكم ولا ينصرون عليكم ابدا. ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة. ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. جعل الهوان والصغار محيطا باليهود مشتملا عليهم اينما وجدوا فلا يأمنون الا بعهد او ام. من الله تعالى او من الناس ورجعوا بغضب من الله وجعلت عليهم الحاجة والفاقة محيطة بهم. ذلك الذي جعل عليهم بسبب كفرهم بايات الله وقتلهم من انبيائه ظلما وذلك ايضا بسبب عصيانهم وتجاوزهم لحدود الله. ولما بين الله حال غالب اهل الكتاب بين حال طائفة منهم مستقيمة على بحق قائمة به فقال ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. ليس اهل الكتاب متساوين في حالهم. بل منهم طائفة مستقيمة على دين الله. قائمة بامر الله ونهيه يقرأون ايات الله في ساعات الليل وهم يصلون لله. كانت هذه الفئة قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ادرك منهم هذه البعثة اسلمت. يقال لهم الاريسيين او الموحدون نعم يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات. واولئك من الصالحين يؤمنون بالله واليوم الاخر ايمانا جازما ويأمرون بالمعروف والخير وينهون عن المنكر والشر ويبادرون الى افعال الخيرات ويغتنمون مواسم الطاعات اولئك المتصفون بهذه صفات من عباد الله الذين صلحت نياتهم واعمالهم. وما يفعل من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين. وما يفعله قليلا كان او كثيرا فلن يضيع عليه فلن يضيع عليهم ثوابه. فلن يضيع عليهم ثوابه. ولن ينقص اجره والله عليم بالمتقين الذين يمتثلون اوامره ويجتنبون نواهيه. لا يخطر عليهم من اعمالهم شيء وسيجازيهم عليها. من فوائد الايات اعظم ما يميز هذه ثمة وبه اعظم ما يميز هذه الامة وبه كانت خيريتها بعد الايمان بالله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. قضى الله تعالى على اهل الكتاب لفسقهم واعراضهم عن دين الله وعدم وفائهم بما اخذ عليهم من العهد. اهل الكتاب ليسوا على حال واحدة. فمنهم القائم بامر الله نتبع لدينه الواقف عند حدوده وهؤلاء لهم اعظم الاجر والثواب. وهذا قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ان قال قائل كيف قضى الله بالذل على اهل الكتاب ونحن نرى لهم المكنة في الدنيا فالجواب مع ما لهم من المكنة لكنهم اذلاء. الا ترى الى احدهم كم يحب الحياة الدنيا فلا ترى الى احدهم لا يعرف حقيقة الايمان هذا اعظم ذل. نعم ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. ان الذين كفروا بالله ورسله لن تدفع عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. لن ترد عنهم عذابه ولن تجلب لهم رحمته. بل ستزيدهم عذابا وحسرة واولئك هم اصحاب النار الملازمون لها. مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر. فيها سر اصابت حرف قوم ظلموا انفسهم فاهلكته. وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون. مثل ما ينفقه هؤلاء الكفار مثل ما ينفقه هؤلاء الكافرون في وجوه البر وما ينتظرونه من ثوابها كمثل ريح فيها برد شديد اصابت زرع قوم ظلموا انفسهم بالمعاصي وغيرها فاتلفت زرعهم قد رجب وقد وقد رجوا منها خيرا كثيرا. فكما اتلفت هذه الريح الزرع فلم ينتفع به. كذلك الكفر يبطل ثواب اعمارهم التي والله والله لم يظلمهم تعالى عن ذلك. وانما ظلموا انفسهم بسبب كفرهم به وتكذيبهم رسلا. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانا من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر وقد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله لا تتخذوا اخلاء واصفياء بغير المؤمنين. تطلعونهم على اسرار وخواص احوالكم فهم لا فهم لا يقصرون في طلب مضرتكم وفساد حالكم. يتمنون حصول ما يضركم ويشق عليكم قد ظهرت الكراهية والعداوة على السنتهم بالطعن في دينكم والوقيعة بينكم وافشاء اسراركم وما تكتمه صدورهم من الكراهية اعظم. قد بينا لكم ايها المؤمنون البراهين الواضحة على ما فيه مصالحهم في الدنيا والاخرة ان كنتم تعقلون عن ربكم ما انزل عليكم. ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم يؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ والموتوا بغيظكم ان الله بذات الصدور ها انتم يا ها انتم يا هؤلاء المؤمنون تحبون اولئك القوم وترجون لهم الخير وهم لا يحبونكم ولا لكم الخير بل ولا يرجون لكم الخير بل يبغضونكم وانتم تؤمنون بالكتب كلها ومنها كتبهم. وهم لا يؤمنون بالكتاب وهم لا يؤمنون بالكتاب الذي انزله الله عليكم واذا التقوا بكم قالوا بالسنتهم صدقت صدقنا. واذا انفرد بعضهم ببعض عضوا اطراف اصابعهم غما وغيضا لما انتم عليه من واجتماع الكلمة وعزة الاسلام ولما هم عليه من الذلة. قل ايها النبي لاولئك القوم ابقوا على ما انتم عليه حتى تموتوا غما وغيظا وان الله عليم ان الله عليم بما في الصدور من الايمان والكفر والخير والشر ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها. وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. ان الله بما يعملون محيطه. ان تصيبكم ايها المؤمنون نعمة من نصر على عدو او زيادة في مال وولد يصيبهم الهم والحزن. وان تصيبكم مصيبة وان تصيبكم مصيبة من نصر من نصر عدو او نقص في مال وولد يفرحوا بذلك ويشمتوا بكم. وان تصبروا على اوامر الله واقداره وتتغوا غضبه عليكم لا يضركم مكرهم واذاهم ان الله بما يعملون من الكيد محيط وسيردهم خائبين. واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعدا للقتال الله سميع عليم. واذكر ايها النبي حين خرجت اول النهار من المدينة لقتال المشركين في احد. حيث اخذت تنزل المؤمنين مواقعهم من القتال فبينت لكل واحد منزلة والله سميع لاقوالكم عليم بافعالكم. من فوائد الايات نهي المؤمنين عن موالاة الكافرين وجعلهم اخلاء واصفياء يفضى اليهم باحوال المؤمنين واسرارهم. من صور عداوة الكافرين للمؤمنين فرحوهم بما يصيب المؤمنين من بلاء ونقص وغيظهم ان خير. الوقاية من من كيد الكفار ومكرهم تكون الوقاية من كيد الكفار ومكرهم تكون بالصبر وعدم اظهار الخوف. ثم تقوى الله والاخذ والاخذ باسباب القوة والنصر اذ هم الطائفتان منكم ان تفشل والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اذكر ايها النبي ما وقع لفرقة من المؤمنين بني سلمة وبني حارثة حين ضعفوا وهموا بالرجوع حين رجع المنافقون والله ناصر هؤلاء بتثبيتهم على القتال وصرفهم عما ما هموا به وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون في كل احوالهم. ولقد نصركم الله ببذر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ولقد نصركم الله على المشركين في معركة بدر وانتم مستضعفون لو ذلك لقلة عددكم وعتادكم وذلك لقلة عددكم وعتادكم فاتقوا الله لعلكم تشكرون نعمه عليكم اذ تقولوا للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اذكروا ايها النبي حين قلت للمؤمنين مثبتا لهم في معركة بدر بعد ما سمعوا بمدد يأتي للمشركين. الا يكفيكم ان يعينكم الله بثلاثة الاف من الملائكة منزلين منه سبحانه لتقويتكم في قتالكم. بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسوين؟ بلى ان ذلك يكفيكم ولكم بشارة بعون اخر من الله. ان صبرتم على القتال واتقيتم الله وجاء المدد الى اعدائكم من ساعته اليكم ان حصل ذلك فان ربكم سيعينكم بخمسة الاف من الملائكة معلمين انفسهم وخيولهم بعلامة ظاهرة وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم وما جعل الله هذا العون وهذا الامداد بالملائكة الا خبرا سارا لكم تطمئن قلوبكم به. والا فان النصر حقيقة لا يكون بمجرد هذه الاسباب الظاهرة. وانما النصر حقا من عند الله العزيز الذي لا يغالبه احد الحكيم في تقديره وتشريعه. ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا هذا النصر الذي تحقق لكم في غزوة بدر اراد الله به ان يهلك طائفة من الذين كفروا بالقتل ويخزي طائفة اخرى ويغيظهم امي هزيمتهم فيرجع بفشل وذل ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. لما دعا الرسول على رؤساء المشركين بالهلاك بعدما وقع منهم في احد الله له ليس لك من امرهم شيء بل الامر لله فاصبر الى ان يقضي الله بينكم او يوفقهم للتوبة فيسلموا او يستمروا على كفرهم فيعذبهم فان انهم ظالمون ومستحقون للعذاب. والا لما في السماوات وما في الارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم ولله ما في السماوات وما في الارض خلقا وتدبيرا. يغفر الذنوب لمن يشاء من عباده برحمته. ويعذب من يشاء بعدله. والله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة. واتقوا الله لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا ورسوله تجنبوا واخذ الربا زيادة مضاعفة على رؤوس اموالكم التي اقرضتموها كما يفعل اهل الجاهلية. واتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه لعلكم تنالون ما تطلبون من خير الدنيا والاخرة. واتقوا النار التي اعدت للكافرين. واجعلوا بينكم وبين النار التي اعدها الله للكافرين به وقاية. وذلك بعمل وترك المحرمات واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. واطيعوا الله ورسوله بامتثال الاوامر واجتناب النواهي لعلكم تنالون الرحمة في الدنيا والاخرة من فوائد الايات مشروعية التذكير بالنعم والنقم التي تنزل بالناس حتى يعتبر بها المرء. من اعظم اسباب تنزل نصر الله على عباده ورحمته ولطفه بهم التزام التقوى والصبر على شدائد القتال. الامر كله لله تعالى فيحكم بما يشاء ويقضي بما اراد الحق يسلم لله تعالى امره وانقاذ لحكمه. وانقاذ لحكمه. الذنوب ومنها الربا من اعظم اسباب خذلان العبد. ولا سيما في مواطن والصعاب مجيء النهي عن الربا بين ايات غزوة احد يشعر بشمول الاسلام في شرائعه وترابطها. بحيث يشير الى بعضها في وسط الحديث عن بعض والنهي عن اكل الربا مضاعفا كان في زمن من ازمان التشريع. ثم جاء في اية البقرة النهي عن كل الربا نعم وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. وبادروا وسابقوا الى فعل الخيرات والتقرب الى الله بانواع الطاعات لتنالوا مغفرة من الله عظيمة. وتدخلوا جنة عرضها السماوات والارض. هيأها الله للمتقين من عباده. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. المتقون هم الذين يبذلون اموالهم في سبيل الله في في حال اليسر والعسر والمانعون غضبهم مع القدرة على الانتقام. والمتجاوزون عمن ظلمهم. والله يحب المحسنين المتصلين بمثل هذه الاخلاق. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون وهم الذين اذا فعلوا كبيرة من الذنوب او ناقص او نقصوا حظ انفسهم بارتكاب ما دون الكبائر ذكروا الله تعالى وتذكروا وعيده للعاصين ووعده للمتقين فطلبوا من ربهم نادمين ستر ذنوبهم وعدم مؤاخذتهم بها. انه لا يغفر الذنوب الا الله وحده. ولم يصروا على ذنوبهم وهم يعلمون انهم مذنبون. وان الله يغفر الذنوب جميعا اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين اولئك المتصفون بهذه الصفات الحميدة والخصال المجيدة ثوابهم ان يستر الله ذنوبهم ويتجاوز عنها. ولهم في الاخرة جنات تجري من تحته القصور الانهار مقيمين فيها ابدا ونعم ذلك الجزاء للعاملين بطاعة الله. قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين؟ ولما ابتلي المؤمنون بما نزل بهم يوم احد قال الله معزيا لهم قد مضت من قبلكم سنن الهية في اهلاك الكافرين وجعل العاقبة للمؤمنين بعد ابتلائهم. فسيروا في الارض فانظروا معتبرين كيف كان مصير المكذبين لله ورسله خلت ديارهم وزال ملكهم هذا بيان هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. هذا القرآن الكريم بيان للحق وتحذير من الباطل للناس اجمعين. وهو دلالة الى الهدى وهو دلالة الى الهدى وزاجروا للمتقين. انهم هم المنتفعون بما فيه من الهدى والرشاد. ولا تهنوا ولا تحزنوا انتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. ولا تضعفوا ايها المؤمنون ولا تحزنوا على ما اصابتهم يوم احد. ولا ينبغي ذلك لكم. فانتم الاعلون بايمانكم والاعلون بعون الله ورجائكم نصرة ان كنتم مؤمنين بالله ووعده لعباده المتقين. ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالم ان اصابكم ايها المؤمنون جراح وقتل يوم احد فقد اصاب الكفار جراح وقتل مثل ما اصابكم. والايام يصرفها الله بين الناس عن مؤمنهم وكافرهم بما شاء من نصرهم وهزيمة في حكم بالغة. منها ليظهر المؤمنون حقيقة من المنافقين. ومنها ليكرم من يشاء بالشهادة في سبيله والله لا يحب الظالمين لانفسهم بترك الجهاد في سبيله. من فوائد الايات الترغيب في المسارعة الى عمل الصالحات اغتناما للاوقات. ومبادرة للطاعات قبل من صفات المتقين التي يستحقون بها دخول الجنة الانفاق في كل حال وكظم الغيظ والعفو عن الناس والاحسان الى الخلق. النظر في وللامم السابقة من اعظم ما يورث العبرة والعظة لمن كان له قلب يعقل به. وان يمحص الله الذين امنوا ويمحق ومن هذه الحكم تطهير المؤمنين من ذنوبهم وتخليص صفهم من المنافقين. وليهلك الكافرين ويمحوهم. ام حسبتم ان تدخلوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. اظنتم ايها المؤمنون انكم تدخلون الجنة دون ابتداء وصبر يظهر به المجاهدون في سبيل الله حقيقة والصابرون على البلاء الذي يصيبهم فيه. ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون. ولقد كنتم ايها المؤمنون تتمنون لقاء الكفار لتنالوا الشهادة في سبيل الله كما نالها اخوانكم في يوم بدر من قبل ان من قبل كما نالها اخوانكم في يوم بدر من قبل ان تلاقوا اسباب الموت وشدته. فها قد رأيتم في يوم احد ما تمنيتم وانتم تنظرون له عيانا. ولما شاع في الناس يوم احد ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل انزل الله معاذ من قعد من المؤمنين عن القتال بسبب ذلك فقال وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل مات او قتل انقلبكم على اعقابكم. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا. وسيجزي الله الشاكرين. وما محمد الا رسول من جنس من سبقه من رسل الله الذين ماتوا او قتلوا. افإن مات هو او قتل ارتددتم عن دينكم وتركتم الجهاد. ومن يرتد منكم عن دينه يضر الله شيئا اذ هو القوي العزيز وانما يضر المرتد نفسه بتعيضها لخسارة الدنيا والاخرة. وسيجزي الله الشاكرين له احسن الجزاء بثباتهم على دينه وجهادهم في سبيله. وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا. ومن يرد ثواب دنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها. وسنجزي الشاكرين. وما كانت نفس لتموت الا بقضاء الله. بعد ان تستوفي هي المدة التي كتبها الله وجعلها اجلا لها. لا تزيد عنها ولا تنقص. ومن يرد ثواب الدنيا بعمله نعطه بقدر ما قدر له منها ولا نصيب له في الاخرة من يرد بعمله ثواب الله في الاخرة نعطه ثوابها وسنجزي الشاكرين لربهم جزاء عظيما. وكأي من نبي قاتل معه مربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب الصابرين. وكم من نبي انبياء الله قاتل معه جماعات من اتباعه كثيرة. فما جبنوا عن الجهاد لما اصابهم من قتل وجراح في سبيل الله وما ضعفوا عن قتال العدو وما خضعوا له بل صبروا وثبتوا والله يحب الصابرين على الشدائد والمكاره في سبيله. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا اسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. وما كان قول هؤلاء الصابرين لما نزل بهم هذا البلاء الا ان قالوا ربنا اغفر ذنوبنا وتجاوزنا الحدود في امرنا وثبت اقدامنا عند ملاقاة عدونا وانصرنا على القوم الكافرين بك. فاتاهم الله ثواب الدنيا ثواب الاخرة الله يحب المحسنين. فاتاهم الله ثواب الدنيا بنصرهم والتبكير لهم واتاهم الثواب الحسن في الاخرة بالرضا عنهم. والنعيم المقيم في جنات النعيم والله يحب المحسنين في عبادتهم ومعاملتهم. من فوائد الايات اي ابتلاء سنة الهية يتميز بها المجاهدون الصادقون الصابرون من غيرهم يجب الا يرتبط الجهاد في سبيل الله والدعوة اليه باحد من البشر مهما علا قدره ومقامه. اعمار الناس واجالهم ثابتة عند الله تعالى قال لا يزيدها الحرص على على الحياة ولا ينقصها الاقدام والشجاعة. تختلف مقاصد الناس ونياتهم. فمنهم من يريد ثواب الله ومنهم من يريد الدنيا وكل سيجازى على نيته وعمله. لا يرتبط الجهاد بالشخص لا يقال عشان خالد بن الوليد فزنا. لكن هو لا شك فمن سيوف الله ولكن الجهاد مرتبط بامر ولي الامر وليس لكل احد يدعو اليه. نعم يا ايها الذين امنوا اذ تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله ان تطيعوا الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين فيما يأمرونكم به من الضلال يرجعوكم بعد ايمانكم الى ما كنتم عليه كفارا فترجعوا خاسرين في الدنيا والاخرة وخير الناصرين. هؤلاء الكافرون لن ينصروكم اذا اطعتموهم بي الله هو ناصركم على اعدائكم فاطيعوه وهو سبحانه خير الناصرين فلا تحتاجون لاحد سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين في قلوب الذين كفروا بالله الخوف الشديد حتى لا يستطيعوا الثبات لقتالكم بسبب اشراكهم بالله الهة عبدوها باهوائهم. لم ينزل عليهم لم ينزل عليهم بها حجة ومستقرهم الذي يرجعون اليه في الاخرة هو النار وبئس مستقر الظالمين النار. ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم. ولقد عفا عنكم الله ذو فضل على المؤمنين. ولقد انجزكم الله ما وعدكم به من النصر على اعدائكم يوم احد حين كنتم تقتلونهم قتلا شديدا باذنه تعالى حتى اذا جبنتم وضعفتم عن الثبات على ما امركم به الرسول واختلفتم بين البقاء في مواقعكم او وجمع الغنائم وعصيتم الرسول في امره لكم بالبقاء في مواقعكم على كل حال. وقع ذلك منكم من بعد من بعد ما وقع ذلك منكم من بعد ما اراكم الله ما تحبون يحبونه من النصر على اعدائكم منكم من يريد غنائم الدنيا وهم الذين تركوا مواقعهم ومنكم من يريد ثواب الاخرة وهم الذين بقوا في مواقعهم مطيعين امر الرسول ثم ولكم الله عنهم وسلطهم عليكم ليختبركم فيظهر المؤمن الصابر على البلاء فيظهر المؤمن الصابر على البلاء ممن زلت قدمه وضعفت نفسه ولقد عفا الله عما ارتكبتموه من المخالفة لامر رسوله صلى الله عليه وسلم والله صاحب فضل عظيم على المؤمنين حيث هداهم للايمان وعفا عن سيئاتهم واثابهم على مصائبهم. اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما ليكون شجاعا قويا يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئ وما اخطأ ولم يكن ليصيب. نعم ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. ولئن قتلتم في سبيل الله او متم ايها المؤمنون ليغفرن امي لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم. والله خبير بما تعملون. اذكروا ايها المؤمنون حين كنتم تبعدون في الارض هاربين يوم احد. لما لما اصابكم الفشل بمخالفة امر الرسول ولا ينظر احد منكم لاحد. والرسول يدعوكم من خلفكم بينكم وبين المشركين قائلا الي عباد الله الي يا عباد الله فجزاكم الله على هذا الما وضيقا بما فاتكم من النصر والغنيمة. يتبعه الم وضيق وبما شاع بينكم من قتل النبي وقد انزل بكم هذا لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من النصر والغنيمة. ولما اصابكم من قتل وجراح. بعدما علمتم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل. حيث هانت عليكم كل مصيبة والم. والله خبير بما لا يخفى عليه شيء من احوال قلوبكم ولا اعمال جوارحكم. من فوائد الايات التحذير من طاعة الكفار والسير في اهوائهم. فعاقبة ذلك تصراره في الدنيا والاخرة القاء الرعب في قلوب اعداء الله صورة من صور نصر الله لاوليائه المؤمنين. من اعظم اسباب الهزيمة في المعركة التعلق بالدنيا والطمع في مغانمها ومخالفة امر قائد الجيش. من دلائل فضل الصحابة ان الله يعقب بالمغفرة يعقوب. ان الله بالمغفرة. يعني يأتي بالمغفرة. نعم. من دلائل فضل الصحابة ان الله يعقب بالمغفرة بعد ذكر خطأهم. نعم. هذا من سعة رحمة رحمة الله علينا وعليكم. نسأل الله ان يغفر لنا ولكم. نعم ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاس يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم هم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم الا يبدون لك؟ يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما ها هنا. قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم. والله عليم بذات الصدور. ثم انزل عليكم بعد الالم والضيق طمأنينة وثقة جعلت طائفة منكم وهم الواثقون بوعد الله يغطيهم يغطيهم النعاس مما في قلوبهم من امن وسكينة والطائفة الاخرى لم ينلهم امن ولا وهم المنافقون الذين لا هم لهم الا سلامة انفسهم فهم في قلق وخوف يظنون بالله ظن ظن السوء من من ان الله لا ينصر رسوله ويؤيد عباده كظن اهل الجاهلية الذين لن يقدروا الذين لم يقدروا الله حق قدره. يقول هؤلاء المنافقون لجهلهم بالله ليس لنا ليس لنا من رأي في امر الخروج الى القتال ولو كان لنا ما خرجنا قل ايها النبي مجيبا له قل ايها النائب قل ايها النبي مجيبا هؤلاء ان الامر كله لله فهو الذي يقدر ما يشاء ويحكم ما يريد. وهو من قدر خروجكم وهؤلاء المنافقون يخفون في انفسهم من الشك وظن السوء ما لا يظهرون لك. حيث يقول لو كان لنا في الخروج رأي ما قتلنا في هذا المكان قل ايها النبي ردا عليهم لو كنتم في بيوتكم بعيدين عن مواطن القتل والموت لخرج من كتب الله القتل منكم الى حيث يكون قتلهم. وما كتب الله ذلك الا ليختبر ما في صدوركم من من نيات ومقاصد. ويميز ما فيها من ايمان وفاقه الله عين بالذي في صدور عباده لا يخفى عليه شيء منها. ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما ما كسبوا. ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم. ان الذين انهزموا منكم يا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم التقى جمع المشركين في احد بجمع المسلمين انما حملهم الشيطان على الزلل بسبب بعض ما اكتسبوه من المعاصي. ولقد عفا الله عنهم فلم يؤاخذهم بها فضلا منه ورحمة. ان الله غفور لمن تاب حليم لا يعاجل بالعقوبة يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله لا مثل الكفار من المنافقين ويقولون لاقاربهم اذا سافروا يطلبون رزقا او كانوا غزاة فماتوا او قتلوا لو كانوا عندنا ولم يخرجوا ولم يغزوا لم يموتوا ولم يقتلوا جعل الله هذا الاعتقاد في قلوبهم ليزدادوا ندامة وحزنا في قلوبهم. والله وحده هو الذي يحيي ويميت بمشيئته. لا يمنع قدره لا يمنع قدره قعود ولا ولا يعجله خروج. والله بما تعملون بصير لا تخفى عليه اعمالكم وسيجازيكم عليها. ولا ينبغي على المؤمن ان من الله لكم مغفرة عظيمة ويرحمكم رحمة منه. هي خير من هذه الدنيا وما يجمع اهلها فيها من نعيمها الزائل. من فوائد الايات الجهل بالله تعالى وصفاته يورث سوء الاعتقاد وفساد الاعمال. اجال العباد مضروبة محدودة لا يعجلها الاقدام والشجاعة ولا يؤخرها الجبن والحرص. من في الله تعالى الجارية ابتلاء عباده ليميز الخبيث من الطيب. من اعظم المنازل واكرمها عند الله منازل الشهداء في سبيله ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون. ولئن متم على اي حال كان موتكما وقتلتم فالى الله وحده ترجعون جميعا. يجازي ليجازيكم على اعمالكم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم هل هم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين فبسبب رحمة من الله عظيمة كان خلقك ايها النبي سهلا مع اصحابك ولو كنت شديدا في قولك وفعلك قاسي القلب لتفرقوا عنك فتجاوز عنهم تقصيرهم في حقك. اطلب لهم المغفرة واطلب رأيهم فيما يحتاج الى مشورة. فاذا فاذا عقدت عزم على امر بعد المشاورات فامض فيه وتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين عليه فيوفقهم فيوفقهم ويؤيدهم ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ان يؤيدكم الله فلا احد يغلبكم ولو اجتمع عليكم اهل الارض واذا ترك نصركم ووكلكم الى انفسكم فلا احد يستطيع ان ينصركم من بعده فالنصر بيده وحده وعلى الله فليعتمر المؤمنون لا على احد سواه. وما نكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اه عندك سؤال جزاك الله خيرا الخاص ومن يبتغي غير الاسلام دينا مع ان الخاصة وبمعنى العام لا يختلف لان لا يقبل الله من احد الا التوحيد. هذا توحيد موجود عند ادم عند نوح وعند عيسى وعند موسى تفضل آآ نعم قال بعض اهل العلم هم الاريسيون او هو الموحدون او الموحدون نفس الاسم والمعنى واحد نعم اي نعم قال فان توليت فانما عليك اثم الاريسين احد التفاسير عليك اثم الموحدين الذين تمنعهم من تفضل لا هداك الحق بربك فلكوننه هذاك ظاهر واما في سورة من الممترين فعل مضارع في الميم طيب ان قال قائل لماذا لم يؤكد هنا واؤكد هناك فالجواب مغش مخفي اشد والله اعلم سبحانك وبحمدك