الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين احمده سبحانه له الاسماء الحسنى والصفات عليا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وبعد فكما سمعتم من فضيلة الشيخ احمد ان حديثنا اليوم عن اسم من اسماء الله عز وجل وهو الاسم الثاني ورودا في كتاب الله تبارك وتعالى. وهو اسم الرحمن هذا الاسم الذي اذا سمعه المسلم والكافر استبشر خيرا ووجد في قلبه طربا لما يعلم من عظيم معانيه بل وربما يكون اعجميا لا يدرك معناه لكنه يفرح بمبناه اسم الرحمن ورد في القرآن الكريم فقط في ايات البسملة كما تعلمون اربعة عشر ومئة مرة وفي اية النمل مرتين ما عدا سورة التوبة واما في صلب ايات القرآن الكريم فجاء ذكر الرحمن في اربعة واربعين موضعا في اربعة واربعين موضعا وبلفظ بالرحمن في ثلاثة مواضع وجاءت بصيغ اخرى والعجب ان النصيب الاكبر في ورود هذا الاسم كان من سورة مريم هذه السورة التي فيها رحمات الله. وتتجلى فيها بركات الله عز وجل الخاصة والعامة حتى كان يسميها بعض العلماء يسمي سورة مريم بسورة الرحمن وسورة الرحمن هي سورة من سور القرآن بعد القمر وقبل الواقعة ولم يأتي فيها ذكر الرحمن الا مرة واحدة مبتدأ بها السورة واما ورود هذا الاسم العظيم المبارك في السنة الصحيحة فقد وردت في مواضع متعددة يصعب حصرها وبصيغ مختلفة من صيغ الخطاب جاء ذكر اسم الرحمن في القرآن الكريم جاء مضافا كما في قوله تعالى ايات الرحمة ذكر الرحمن عند الرحمن. عباد الرحمة فاضيف اليه هذه الاشياء من باب اضافة الصفة مثل ايات الرحمن وعند العلو وعباد الرحمن التخصيص وجاء ايضا على صيغة المقسم به بالباء في ايات كثيرة وجاء ايضا على البدلية كما في اول الفاتحة الرحمن الرحيم وفي اخر النبأ رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن وجاء على الخبرية كما في اية البقرة هو الرحمن الرحيم فالله يخبر عنه انه رحمن وانه الرحمن وعلى التنويع والمعمولية كما في اية الاسراء قل ادعوا الله او يدعو الرحمن ومجرورا كما في قوله اشد على الرحمن عتيا وبحرف الى وكذلك بحرف من وعلى الفاعلية كما في قوله تعالى وعد الرحمن عباده وجاء مبتدأ كما في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وهذا الابتداء في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى ليدرك المخلوق الضعيف العاجز انه لولا رحمن الدنيا والاخرة لما كان له وجود ولا ما ولا ما كان له قيام فاوجد السماوات والارض لاجل المخلوقات وهو على العرش استوى وجاء مبتدأ به في قوله تعالى الرحمن فاسأل به خبيرا ثم استوى على العرش الرحمن ويعرب بالاسم ها هنا اعرابين يعرب على انه بدل من الفاعل المظمر في قوله استوى ويضمر على انه مبتدأ للخبر الذي بعده الرحمن فاسأل به خبيرا واما في سورة الرحمن فكل اياتها خبر عن المبتدأ الاول الرحمن. الرحمن علم القرآن الرحمن خلق الانسان الرحمن علم البيان فكل الاخبار الواردة في سورة الرحمن انما هي اخبار عن الرحمن جل في علاه اخبار عن فعله سبحانه وتعالى واخبار عن ذاته العلية كما في قوله فيها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وخبر عن ذات العلية كما في قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فهذا الاسم العظيم جاء بصيغ متنوعة لم يأتي في القرآن الا بالف العلم لا يحتاج الى ان للتعريف لانه علم. لكن اسماء الله عز وجل كلها مضاف اليها ال من باب الاستغراق في الوصفية فمهما تفكر العبد فانه لن يصل الى منتهى الرحمن ولذلك جاء معرفا مسبوقا بال الرحمن ومعنى اسم الرحمن بدلالة المطابقة اللفظية قال ابن القيم رحمه الله الرحمن والرحيم اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر دالان على الرحمة فالرحمن هذا الاسم العظيم من اسماء الله تعالى هو اقرب الاسماء لمعنى اسم الله ولذلك جاء بعده مباشرة في البسملة بسم الله الرحمن وكما قال بعض العلماء مرجع اسماء الله عز وجل وصفاته الى ثلاثة اسماء الله الدال على الذات والاوصاف الرحمن الدال على صفات على صفات الجمال الرب الدال على صفات الجلال وتقسيم اخر ذكره بعضهم ان اسماء الله عز وجل كلها راجعة الى ثلاث الله الرب الحي القيوم قالوا الله دال على صفات الالوهية والرب على صفات الربوبية والحي على الصفات الذاتية والقيوم على صفات افعاله تبارك وتعالى اللازمة والمتعدية فمعنى الرحمن بدلالة المطابقة هذا الاسم يدل على الجمال الالهي والجمال الذاتي فهو رحمن على صيغة فعلان اي عظيم الرحمة الذاتية وفعيل عظيم الرحمة الفعلية فالله جل في علاه موصوف بالرحمة ذاتا وموصوف بالرحمة عطاء وفعلا قال ابن عباس رضي الله عنهما الرحمن ذو الرحمة والرحيم الراحم اي عباده وقال بعضهم هو رحمن الدنيا ورحيم الاخرة على وجه الاختصاص رحمن الدنيا ورحيم الاخرة لماذا قالوا على وجه الاختصاص قالوا لانه يرحم الكافر والمسلم في الدنيا فاذا ما كانت الاخرة كانت الرحمة مخصوصة بالمؤمنين لقوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما لكن هذا الوجه في نظر القاصر انه ضعيف فالله عز وجل هو الرحمن ذكر نفسه باسم الرحمن في الدنيا وفي الاخرة قال جل وعلا الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون. وهذا في الاخرة فكما انه الرحمن في الدنيا علم القرآن خلق الانسان علمه البيان وهو الرحمن في الاخرة واما قوله وكان بالمؤمنين رحيما فبيان لتخصيص فعل الرحمة بهم وليس معناه ان الله ليس موصوفا بالرحمة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولهذا قال جل وعلا ورحمتي وسعت كل شيء الانس والجن الصالحين والطالحين الكفار والمشركين الموحد والمشرك المخلص والمنافق لكن قال فساكتبها للذين يتقون يعني انها خالصة يوم القيامة الرحمة شيء والرحمن اسم دال على الرحمة الواسعة في الذات العلية وقال بعض العلماء الرحمن اسم خاص والرحيم اسم عام بناء على ما سبق لكن هذا لا يستقيم فان ذكر الرحمن قبل الرحيم قالوا لان الاول خاص والثاني عام والاصل في ذكر الاسماء ذكر الاعم ثم الاخص ذكر الاعم ثم الاخص للارتقاء التعريفي والله هو اعرف المعارف جل في علاه. لذلك جاء اول اسم الله الرحمن الرحيم الرب المالك الملك ولذلك نقول ان صيغة فعلان من الناحية الصرفية دليل على العموم. لان معنى فعلا في ميزان الصرف فعلا اي الواسع الرحمة وفعيل اي الواصل الرحمة فالله واسع رحمته في ذاته وهو جل وعلا يوصل رحمته لعباده ولهذا نقول هذا الاسم من الاسماء المختصة بالله عز وجل يمكن ان يقول لعبد انه رحيم. لكن لا يقال انه رحمن فلا يجوز اطلاق هذا الاسم في حق غير الله تعالى ومن اطلق على نفسه هذا الاسم وتسمى بالرحمن اخزاه الله في الدنيا والاخرة والقاه في النيران ولهذا عاقب الله مسيلمة الكذاب الذي لقب نفسه برحمن اليمامة فعاقبه الله بخلاف قصده فصار اسمه الكذاب او كذاب اليمامة الى اخر الدهر لا مفك له عن هذا الاسم وعن هذا الوصف الذمي ففلانا اشد مبالغة من فعيل ولذلك لا يمكن ان يكون اخص كما يقال غضبان للممتلئ غضبا وعطشان للممتلئ عطشا وكذلك الرحمة ذو النهاية في الرحمة الذي ذاته موسومة بالرحمة. وافعاله موسومة بالرحمة وكما قال الزجاج وغيره وكل اسم كان عن عن طريقة الفعل اشد انعدالا كان في المدح اي ابلغ فرحمن اشد انعدال عن طريق الفعل من رحيم. فلذلك كان ابلغ في المدح واما اسم الرحمن فانه يدل بالتظمن على صفة الرحمة فانه يدل بالتظمن على صفة الرحمة ويدل على اسم الرحيم ومعناها كما ذكرنا الواسع الرحمة ويدل على صفة العبودية وانه المعبود بحق ما وجه ذلك انك اذا قلت ان الله هو الرحمن الواسع الرحمة فهل يليق عقلا فضلا عن النقل ان تلتفت الى من رحمته دون رحمته فهل يليق عقلا دون النقل هل يليق عقلا ان تترك الرحمن وتتوجه الى من لا يوصف بهذا الاسم ولا بهذا الوصف وغاية ما يوصف به ان وصف انه رحيم فكيف يترك الرحمن ويتوجه الى مخلوق رحيم وايضا اسم الرحمن يدل بدلالة الالتزام على كونه سبحانه وتعالى الحي لانه لما وصف نفسه بانه الرحمن علمنا انه حي وعلمنا انه قادر لان من لا يقدر كيف يوصف بالرحمة وانه سبحانه وتعالى المنعم الودود هذه كلها بدلالة الالتزام فاسم الرحمن دال على صفات فهي تدل على صفة الرحمة الذاتية ولها اثار عظيمة في الافعال الالهية فهو الرحيم فعلا ولهذا الاسم ايضا اثار عظيمة في الاقوال الربانية الشرعية فما شرع شيئا الا وفيه الرحمة ما حل شيئا الا والرحمة مراعاة مراعاة فيه ولا حرم شيئا الا من جهة رحمته سبحانه وتعالى ولا كان يقدر يترك البشر يأكلون ما يضرهم من الخبائث ويفعلون ما يفعلون منها الاخلاق الرذيلة لا يسأل عما يفعل الا ترون ان الله خلق البهايم وتفعل ما تفعل لكن من رحمته جل في علاه افعاله الموصوفة والموسومة بالرحمة اقواله الشرعية المبنية على الرحمة واسم الرحمن دال على الافعال فالله تبارك وتعالى افعاله كلها مبنية على الرحمة وما كان من افعاله مبنيا على العدل فقد يظن ظان انه لا رحمة فيها. وهذا غلط فجل افعال الرب تبارك وتعالى مبناها على الرحمة طيب وما كان على العدل؟ مثل تعذيب الكافرين. قد يقول قائل ما الرحمة في تعذيب الكافرين الرحمة في تعذيب الكافرين يتجلى في النظر الى المؤمنين لان ثوابهم لا يتم الا بذلك لا يتم ثواب المؤمنين الا بمعاقبة من كان يظادهم يسبهم يشتمهم لا لذواتهم لتوحيدهم لايمانهم ولهذا قال جل وعلا ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون اذا انقلبوا الى اهله انقلبوا فكيهين. واذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون طيب الان هذي افعال الكافرين فان لم يعاملهم الله بعدله كان في عدم معاملتهم لعدله نقصان لرحمته بالمؤمنين ولذلك قال عز وجل بعد ذلك وما ارسل عليهم حافظين. فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هذي الجزاء من جنس العمل ولذلك ذكر الله هذا المعنى في اخر سورة الانبياء ايضا فافعال الرب المبنية على العدل هو من جهة المؤمنين رحمة بهم من جهة المؤمنين رحمة بهم اما اسم الرحمان فان اثار هذا الاسم مباركة عظيمة فمن اثار هذا الاسم انه جل وعلا يرحم وانه يجازي ويثيب وانه يهدي وينيب وينعم ويفظل وانه سبحانه من اثر رحمته لانه الرحمن خلق الرحمة في قلوب عباده لانه الرحمن جعل الرحمة صلة بين الناس فخلق في قلوب عباده وهو الرحمن الرحمة وجعل الرحم بينهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل اسمعوا الى هذا الحديث القدسي العظيم. الدال على اثر من اثار الرحمن انا الرحمن خلقت الرحم اي في قلوب عبادي انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما وشققت لها من اسمي فالله الرحمن والرحيم وهذه الرحم والرحمة وقال جل في علاه فمن يصلها اصله بالجزم ومن يقطعها اقطعه فابته او قال من يبتها ابته. رواه احمد وابو داوود. وابو حبان في صحيحه من حديث الرحمن ابن عوف رضي الله عنه اما الموارد التي وردت فيها اسم الرحمن ودلالاتها العظيمة فوردت بالبسملة ووجه ذلك ان المبسم يطلب امرين المبسمل دائما يطلب امرين ماذا يطلب يطلب التبرك بذكر اسم الله عز وجل فناسب التبرك الا يكون مجردا على صورة التعبد فذكر معه الرحمن ليشتاق العبد الى رحمن الذات وذكر فيه الرحيم ليطمئن العبد الى عطائه المبني على رحمته الوجه الثاني ان العبد حينما يقول بسم الله يريد من من وراء ذلك طلب العون طلب المدد طلب القوة فناسب ان يذكر ويطلب هذا المعنى الحول والقوة والعون ناسب ان يذكره باسم الله الرحمن الرحيل فكأنه يقول انت المعبود فانا اطلب العون منك وانت رحمن الذات فتوجه الى من وانت الرحيم القادر الموصل الرحمة لمن يشاء وجاء ايضا ورد هذا الاسم في الكلام على استحقاق الالوهية كثير هذا في القرآن الكريم في المواضع التي جاوزت الاربعين يأتي اسم الرحمن في المواضع التي فيها الدلالة على ق العبادة. لماذا كأن المعنى كما في اية البقرة والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم لبيان ان الذي ينبغي ان يعبد هو الله المستحق للعبادة الذي تشتاق اليه القلوب لانه الرحمن ذاتا الذي ترغب فيه النفوس لانه الرحيم فعلا فذكر اسم الرحمن في مواضع العبودية هو نوع شوق وترغيب وورد هذا الاسم مضافا اليه الاسماء الحسنى. وهذا نادر الاصل ان الاسماء الحسنى يضاف الى الله فانت تقول هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك لكن الرحمن جاء اظافة الاسماء اليه. كما في قوله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فانت تقول الرحمن هو الرحيم الرحمن هو العليم هذا المعنى يستقيم وورد اسم الرحمن في موضع العقوبة وهذا والله يتعجب منه المرء كما في قوله تعالى يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن ما قال عذاب من العزيز الجبار قال عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا وورد في مواضع اخرى من المغزى من هذا قال بعض مشايخنا المدققين في التفسير المحققين قال المعنى ان الله رحمن ذاتا فان انت خالفته فعذبك فهذا من تمام رحمته فهذا من تمام رحمته ثمان عذبك فلا يعذبك الا بعد ان اعرضت عن رحمته هذا المعنى العظيم الجليل يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن كأن المعنى يقول الرحمن لا يعذب لكن ان جاءك العذاب منه فاعلم انك تستحقه مثل ما نقول فلان لا يغضب فان غضب فمعناه انك انت سويت شي مستحيل حتى غضب هذا المعنى وورد اسم الرحمن في موضع ذكر الثواب. وهذا من انسب ما يكون كما في قوله تعالى جنات عدن التي الرحمن جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده معديا فاعطاؤه الثواب لانه الرحمة وليس من وجه الاستحقاق كما ظنه المعتزلة وغيرهم. انت حينما تصلي تعبد تطيع انت لا تستحق الثواب لان هذه في مقابل ما اعطاك الله من النعم الظاهرة والباطنة. سمع بصر وو بل هذه العبادات لا تغني عن هذه النعم ولا تساويها فحينما يثيبك فلانه الرحمن جل في علاه وورد هذا الاسم المبارك في مورد الذم لمن عصاه فانه الرحمن فكيف يعصى انه الرحمن كيف يعصى قال جل وعلا ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. سبحان الله الاصل ان النفوس الطيبة تحب الذوات الرحيمة فاذا عتت النفوس على الرحمن فدلنا ذلك على انها نفوس شريرة ما بعدها شر ولذلك قال ثم لننزعن من كل شيئة شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا اتى باسم الرحمن الذي كان ينبغي ان يذعن له ان يطاع فلا يعصى ان يعبد فلا يشرك معه وورد الاسم الكريم في مورد الشوق واللقاء وكيف لا يشتاق اليه وهو العلي الاعلى. قال تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا فذكر اسم الرحمن ها هنا تضمن امرين شوق المتقين الى الرحمن وعظيم الثواب الذي يلحقهم من الرحمة وقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا تأمل المناسبة بين امنوا وعملوا والرحمن وود وهذي اخر مورد من الموارد التي جاء فيها ذكر اسم الرحمن في سورة مريم وورد هذا الاسم في مورد الكمال والجمال والوحدانية فقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. هنا مورد الجمال والكمال. ان الولد لا ينبغي ان يتخذه من هو موصوف بالرحمن هو اجل من ان يتخذ الولد وهو الرحمن فلا يوجد في المخلوقات رحمن ذاتا انما الموجود في المحدثات ان وجد فهو الرحيم فعلا ان وجد لماذا لا يوجد رحمن ذاتا؟ لانه ما من ذات موجودة من المحدثات المخلوقات الا ولا يمكن وصف الذات بالرحمة ابتداء لكن ان اتصفت بالرحمة بعد ذلك فيقال فلان رحيم اما الله فهو الرحمن قبل ان يوجد من يرحمهم وقبل ان يوجد من يرحمهم وورد اسم الرحمن في مورد علوه على خلقه كما في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقد ذكرنا مناسبة هذا المعنى وورد في موضع الربوبية كما في اول الفاتحة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وفي قوله تعالى وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امركم ووجه المناسبة ان الرب الذي يجب ان يعبد هو الرب الذي وصفت ذاته بالرحمن الرب الذي اسمه الرحمن ومن لم يوصف بهذا الوصف وليس له هذا الاسم فلا يستحق ان يقال عنه رب ولا يستحق ان يعبد وورد في مواضع اخرى كثيرة لعلنا نرجعها ان شاء الله الى المحاضرة القادمة ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم بارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله