فالقرآن في حجر محجور محفوظ منصور لا يمكن لاحد ان يغيره او ان يبدله ولهذا قال سبحانه وتعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وقال ان علينا جمعه وقرآنه قدر هذه الامور العامة والخاصة وليس في فعل الرب عز وجل شر ابدا وان كان في مفعولاته سبحانه ما يكون شر فخلقه لابليس ليس شر خلقه للنار ليس شر لكن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو الدرس الثالث من الدروس المهمة لعامة الامة والحديث فيه كما ذكره الشيخ ابن باز رحمه الله شيخنا وشيخ مشايخنا عن اركان الايمان اولا الركن معناه الشيء الاساس والاصل الذي يبنى عليه الشيء ومنه ركن البيت واركان الايمان معناه ان الايمان له بنيان لكن بنيانه قائم على اركان وهذه الاركان هي التي ذكرها الله عز وجل في كتابه وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وما عدا ذلك من مسائل الايمان فهي مندرجة تحت احد هذه الاركان التي ستأتي سيأتي ذكرها والايمان معناه الاقرار والاذعان فان تعلق الايمان بالخبر فمعناه التصديق والقبول و اليقين. وان تعلق الايمان بالعمل فمعناه الاقرار والقبول والانقياد والايمان عند اهل السنة والجماعة بناء على ما في الكتاب والسنة مبلاه على ثلاثة اشياء اعمال متعلقة بالقلب واعمال متعلقة باللسان واعمال متعلقة بالجوارح اذا الايمان اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وبالاركان اذن الايمان يدخل فيه العمل الصالح بل العمل الصالح سواء كان العمل قلبيا او قوليا او بدنيا هو اس الايمان فلو وجد ان احدا من الناس اقر بالايمان من حيث اصل الاعتقاد لكنه لم يعمل وفق ذلك. مثلا قال اعلم واقر واستيقظ ان المعبود بحق هو الله ثم عبد غير الله فان اقراره ذاك ويقينه لا ينفع بل لابد اذا اقر بان الله هو المعبود بحق ان يعبد الله وحده لا شريك له اما ما يتعلق بالعمل فانه اذا اقر بالعمل وتخلف العمل فحينئذ ينظر الى نوع العمل فان كان العمل من الاصول فان تركه قد يكون كفرا اكبر او اصغر وقد يكون معصيته بحسب نوع العمل المتروك واركان الايمان قال الشيخ وهي ستة اركان الايمان ستة بدلالة النصوص من اين علمنا هذا الحصر من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل لما قال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وتؤمن بالقدر اذا اركان الايمان الستة منصوص عليها في حديث جبريل ومنصوص عليها في القرآن قال الله جل وعلا في سورة البقرة في اية ليس البر ليس البر ان تؤمنوا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر واقاموا الصلاة لكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين ثم ذكر قال والصابرين في البأساء والضراء وهذا هو الايمان بالقدر اذا اركان الايمان منصوص في اية البر ومنصوص في اخر اية البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه اربعة اركان من من اركان الايمان الستة ثم قال لا نفرق بين احد من رسله الى ان قال غفرانك ربنا واليك المصير وهذا هو الايمان باليوم الاخر فصار خمسة خمسة اركان من اركان الستة مذكورة في اية امن الرسول والسادس ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا فيما يتعلق بالقدر ظمنا وجاء ايضا ذكر اركان الايمان في آآ سورة النساء ايضا وفي ايات اخرى اذا اركان الايمان ستة اتفاق العلماء رحمهم الله تعالى ان تؤمن بالله ومعنى ان تؤمن بالله تقر وتستيقظ وتعلم وتشهد وتقبل بالله عز وجل والايمان بالله مبني على ثلاثة اركان ان تؤمن بان الله هو الخالق. فهذا هو الايمان بالربوبية الله عز وجل فهو الخالق المالك الرزاق المتصرف الثاني ان تؤمن بالوهية الله عز وجل وانه المعبود بحق. فهو الله وحده لا شريك له لا يعبد الا هو جل في علاه الثالث ان تقر وتؤمن وتستيقن بان الله له الاسماء الحسنى وصفاته العليا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اذا اركان الايمان ستة الركن الاول الايمان بالله وهو اصل الاركان عليه بناء بقية الاركان فالايمان بالله عز وجل ان تعلم ان الله هو الخالق الرازق المالك المدبر وحده لا شريك له ليس له اعوان ولا معين ولا مشير لا ولي يعمل معه وله مشيئة مع الله ولا نبي ولا جني ولا ملك ولا ملك الامور كلها بيده واذا تقرر في قلبك ان الله هو الخالق وحده اذا يجب ان تعبده وحده لا شريك له لانه ذو الجلال والكمال سبحانه وتعالى الركن الثاني ان تؤمن بالملائكة والملائكة جمع ملك والملك في الاصل اللغوي مأخوذ من ملأك وهو الرسول او صاحب الرسالة والملائكة سموا بهذا الاسم لانهم رسل الله فيما يأمرهم الله عز وجل في تنفيذ الاوامر وفيما يكونون فيه واسطة بين الله وبين خلقه ورسله وانبيائه عليهم الصلاة والسلام فنقر ونعلم ان لله عز وجل خلقا هم الملائكة لا يجوز بحال ان نصفهم بالانوثة كما كان يصفهم بذلك مشركو قريش بعض المشركين ولا يوصفون بالذكورة فانهم جنس ليس فيهم هذا الوصف وهم خلقهم الله عز وجل من نور معززون مكرمون عند الله اكرمهم الله تبارك وتعالى بان جعلهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لذلك لا نجد عليهم اي عتاب لانهم يمتثلون الامر على وجه السداد ولا يخالفون طاعة الله عز وجل ولو لحظة ولهذا قال عز وجل لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون خلقهم الله لعبادته هم يعبدون الله الليل والنهار. يسبحون الله عز وجل يسبحونه الليل والنهار ولا يفترون ومن الايمان بالملائكة ان نؤمن بانهم خلقهم الله من نور وان لهم اسماء ولهم وظائف وانهم خلق حقيقي لهم ذوات ولهم صفات و انهم من سكان الارض والسماوات من سكان الجنة وهم خزنة النار ونحو ذلك مما ثبت من وظائفه ومنهم الحفظة الذين يحفظون العبد ومنهم الرقيب والعتيد ومنهم المنكر والنكير ومنهم ما لك الذي قال الله عنه ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك واعظم الملائكة هم اربعة اعلاهم جبريل وآآ اسرافيل وملك الموت وميكائيل. وقد جاء ذكر هؤلاء في القرآن جاء ذكر الثلاثة بالاسم قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فجاء ذكر جبريل وميكال وجبريل موكل بحياة بالوحي الذي فيه هو حياة الارواح وميكائيل موكل بالقطر الذي هو سبب لحياة الانسان من النبت والماء وجاء ذكر ملك الموت في سورة السجدة في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وجاء ذكر اسرافيل بوصفه وانه كما قال جل وعلا فاذا نفخ في الصور والنافخ هو اسرافيل وعليه الاجماع وكان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل يقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض هؤلاء هم اعظم الملائكة ومن الملائكة حملة العرش ومن الملائكة الذين هم آآ في السماء السابعة فنقر ونؤمن بالملائكة والركن الثالث من اركان الايمان ان تؤمن بكتب الله عز وجل وكتبه اي كتب الله تبارك وتعالى ومعنى هذا ان الله انزل كتبا يقر استيقن بان الله انزل كتبا وان هذه الكتب فيها هداية البشرية كل كتاب ارسله الله وانزله الله فيه هدى ونور وهذه الكتب حال هذه الكتب كحال الرسل نعلم بعضها ولا نعلم كثيرا منها. ومن هذه الكتب التي نعلمها ان الله انزل على ابراهيم الصحف صحف ابراهيم وموسى وانزل الصحف على موسى عليه السلام وقيل هي التوراة والتوراة من اعظم الكتب المنزلة والزبور انزله الله على داود والانجيل انزله الله على عيسى واتيناه الانجيل وخاتمة الكتب والكتاب المهيمن على الكتب كلها هو القرآن الكريم الفرقان الذكر الهدى النور البيان ذكر الله له في القرآن اسماء كثيرة واوصافا اكثر القرآن الكريم نقر به بانه كلام الله عز وجل وكتب الله كلها كلام الله والله عز وجل انزل التوراة والانجيل دفعة واحدة وانزل القرآن منجما بحسب اسباب النزول حسب الوقائع. على مدى ثلاث وعشرين سنة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته اذا نؤمن ونقر بكتب الله عز وجل فيها الهدى هذه الكتب فيها النور فيها سعادة البشرية فيها الحياة السعيدة فيها الاحكام السديدة من تحاكم الى هذه الكتب اهتدى وقد اخبرنا الله ان اليهود حرفوا التوراة وان النصارى حرفوا الانجيل يحرفون الكلمة عن مواضعه في الاية الاخرى من بعد من بعض مواضعه ولهذا كان الله عز وجل قد وكل حفظ الكتب السابقة الى علماء الملة ولكن اليهود لم يقوموا بهذه المهمة ولا النصارى وضيعوا الكتاب المنزل وزادوا فيه ونقصوا وغيروا حرفوا وهذا التغيير منهم للتوراة قد يكون لبعض الكلمات او لبعض الاخبار او لبعض الاحرف حتى تغيرت معانيها واصبحت بزعمهم دالة على الشرك والكفر عياذا بالله واما القرآن الكريم فلم يوكل الله حفظه الى علماء الملة بل تكفل بحفظه فقال عز وجل في سورة الحجر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ثمان علينا بيان وقال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد. بل العجب انه لو سعى انسان في تغيير معنى اية لهيأ الله من اهل العلم من يرد عليه بانه اخطأ في تفسير الاية واما فيه تغيير حروف القرآن فلو ان اماما من ائمة المساجد اخطأ فان صغار طلاب العلم من اهل السنة يردون عليه ويصححون خطأه في القرآن سواء فيما يتعلق بالتجويد او ما يتعلق بالتنقيط او ما يتعلق بالتشكيل او ما يتعلق بنسيان الاية وهذا مصداق لحفظ الله عز وجل لهذا القرآن العظيم الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى ومن الايمان وهو الركن الرابع ان تؤمن برسله اي رسل الله عز وجل والرسل قوم من البشر رجال اصطفاهم الله تبارك وتعالى واختارهم وبعثهم الى قوم كافرين وقد يكون له كتاب وقد يكون مرسلا بالكتاب بكتاب نبي سابق وهناك انبياء والنبي من اختاره الله عز وجل وبعثه الى قوم مسلمين يعلمهم الدين فادم عليه السلام نبي ونوح عليه الصلاة والسلام اول الرسل وعلى نبينا الصلاة والسلام واخر الانبياء والمرسلين هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبه ختم الله الرسالات ويجب في ايماننا بالرسل ان نؤمن بانهم رجال وانهم من البشر فلم يبعث الله نبية ولم يبعث الله نبيا من الجن ولم يبعث الله عز وجل نبيا ولا رسولا الا كان يدعو قومه الى شيء واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له هذا هو الاصل والاساس في الدعوة وهذا لا يعني انهم لا يدعون الى الامور الاخرى التي هي من مكملات التوحيد ومن واجبات التوحيد مثل حسن الاخلاق وصلة الارحام والصدق ونحو ذلك ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ونوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم قالوا كلمة واحدة لقومه لاقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ومن هنا نعلم ان من يقول اشهد ان لا اله الا الله ثم يعبد غير الله انهما اتى بالركن الاول من اركان الايمان وهو التوحيد وبالركن الاول من اركان الاسلام وهو الشهادة اذا من الايمان بالرسل ان نؤمن بان الله عز وجل اختار اناسا للرسالة واناسا للنبوة وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فنوح عليه الصلاة والسلام رسول ونبي وادم عليه السلام نبي وليس برسول ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول. نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وهو عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين. كان النبي يبعث الى قومه خاصة كما جاء في الحديث والله يعلمه ما تسقط من ورقة الا يعلمه فيعيد الله هذا الانسان وهذا الجان بل والدواء يحشر الله الخلائق ليوم البعث. ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بما يكون يوم القيامة وبعثت الى الناس كافة قال الله عز وجل قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا النبي صلى الله عليه وسلم رسول الى الناس جميعا بل الى الثقلين ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما سمع بي ادين ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا اكبه الله على وجهه او قال على منخره في نار جهنم ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسل فلا رسول نبي بعده فضلا عن الرسول قال الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين هؤلاء الرسل يهدون الناس الى معرفة الله عز وجل الى اداء حق الله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له يدعون الناس لكي يسيروا على الصراط المستقيم حتى يصلوا الى الجنة التي اخرجوا منها ويتجنب مساخط الله عز وجل وغضبه ومن اركان الايمان وهو الركن الخامس الايمان باليوم الاخر ان تؤمن باليوم الاخر واليوم الاخر قيل عنه اليوم الاخر لانه اليوم الذي ليس بعده ليل فسمي باليوم الاخر لان اهل الجنة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ولا ينامون بعده واهل النار يكونون في الظلمات لا يرون فيها يوما اخر غير هذا اليوم الذي بعث فيه وايضا هذا اليوم له اسماء. يوم البعث يوم الحشر يوم النشور فمن الايمان ان نؤمن ونقر ونستيقن ونعلم بان هناك يوم اخر هذا اليوم الاخر هو الحياة الاخروية اليوم الاخر هو اخر الحياة التي بعدها اما الجنة الابدية التي لا ليس فيها شكوة ولا هم ولا غم جعلني الله واياكم من اهلها او النار عياذا بالله فنؤمن باليوم الاخر ومن الايمان باليوم الاخر ان يؤمن بما يكون في عالم البرزخ الذي هو حاجز بين الدنيا وبين الاخرة بعد موت الانسان ينتقل الانسان الى عالم البرزخ وهذا العالم البرزخي له علاقة بالدنيا من حيث انا نرى عظام الاموات وذراتهم وابدانهم في القبور ولها علاقة في الاخرة بحيث ان منهم من هو منعم ومنهم من هو معذب كيف لا نعلم هذا غيب و في عالم البرزخ اذا مات الانسان يسأل من ربك ما دينك؟ من نبيك ولهذا يجب على كل مسلم ان يجتهد في ان يجتاز هذا الامتحان الذي اكرمنا الله فاعلمنا اجوبته. ما سنسأل عنه وهذا من اعظم الادلة انه ارحم الراحمين وانه اكرم الاكرمين. وارسل المرسلين لكي يعلموننا عن اي شيء سنسأل في الاختبار هل رأيتم في حياتكم هل رأيت في حياتك امتحانا يعطك الممتحن السؤال والجواب هذا كرم رب العالمين جل في علاه. ومع ذلك من لم يعمل وفق ذلك لم يوفق لذلك من ربك؟ ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعم ما دينك؟ ديني الاسلام الذي مبناه على الاركان الخمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا من نبيك؟ نبيي محمد صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ومن الايمان باليوم الاخر ان نؤمن باشراط الساعة الصغرى والكبرى التي جاء ذكر بعضها في القرآن وبعضها في السنة فقد جاء في القرآن ذكر يأجوج ومأجوج ذكر طلوع الشمس من مغربها وجاء في السنة ذكر خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم صريحا وفي القرآن اشارة الى ذلك وجاء في السنة ذكر اشياء كثيرة من علامات الساعة الصغرى ومن اولها بعثة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وموته عليه الصلاة والسلام وما وقع من الاختلاف بين الصحابة من علامات الساعة الصغرى وتفرق الامة من علامات الساعة الصغرى وان تلد الامة ربتها من علامات الساعة الصغرى وان ترى الحفاة العراة العالة اصحاب الابل والبقر والغنم يتطاولون في البنيان فهذه من علامات الساعة ومن الايمان باليوم الاخر ان نؤمن بان الله يعيد الاجسام هذه التي عملت وشقت او سعدت وتعبت ونصبت صلحت او فسدت يبعثها الله بذراتها اينما كانت ولذلك سمي يوم الاخر باليوم البحث لهم النشور فيخرج الناس من قبورهم يرسل الله على هذه الارض مطرا طلا كمني الرجال يصيب عجب الذنب فينبت الانسان وتعود اليه ذرات جسمه اينما كان من تطاير الصحف من الموازين الشفاعات من المرور على الصراط من الاتيان بجهنم ثم الحساب اما دخول الجنة جعلنا واياكم منهم واما دخول النار وبخروج عصاة الموحدين بعد تنقيتهم من النار الى الجنة واما الركن السادس من اركان الايمان هو تؤمن بالقدر خيره تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى ومبنى هذا الايمان ان نقر ونستيقن ونعلم ان الله عز وجل علم من خلقه عمله فلماذا اذا لم يحاسب الخلائق بعمله بعلمه وانما تركهم واعمالهم لانه سبحانه لو حاسب الخلايا بعلمه لوجد من يعترض فيقول انا ما عملت وهذا علمك ولهذا الله سبحانه وتعالى ترك الناس وما يعملون ولو اراد ان يجبرهم على الايمان لجبرهم ان نشأ ننزل عليه من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين اذا هو علم من خلق عملوا هذا من الايمان بالقدر وكتب ما الخلق عملوه ولم يعاملهم وفق هذا الذي كتبه حتى يكتب الكتبة ما يعمله العامل ثم يطابق ما عمله العامل مع ما كتب فلا يتغير قيد انملة لعظيم علمه سبحانه وبعض الجهلة يظن هذا اجبار هل اطلعت على كتابك السابق حتى تقول هذا اجبار الله عليم لكنه سبحانه يوفق من شاء ويعينه ويسدده ويخذل من شاء ويترك من شاء جل في علاه عدلا منه سبحانه بالايمان بالقدر مبناه على ان الله علم الاشياء قبل وجوده وكتب ما الخلق عاملون هذي المرتبة الثانية المرتبة الثالثة ان الله شاء ان يكون هذا لو لم يشأ ما كانت الزلازل لو لم يشأ ما كانت الفياضانات لو لم يشأ فكانت الحروب فهو سبحانه لحكمة يراها هو لا نراها نحن لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو الحكيم الخبير جل في علاه ما يترتب على اغواء ابليس هو الشر فابليس هو الذي فعل الشر والنار فيه تدفئة للناس فان استخدمها استخدم الناس النار في احراق الناس صار هذا النار شرا من جهة فعل العباد فنؤمن بالقدر بان الله شاء كل شيء وذلك لان ارادة الله منقسمة الى قسمه ارادة متعلقة بالشرع وارادة متعلقة بي القدر والكون الارادة القدرية الكونية هي المشيئة وليست بلازمة للمحبة بل ان الله قد يشاء شيء لا يحبه لماذا شاء؟ لعلمه ان عبده فلان يريد هذا الشر فلا يمنعه فيشاءه سبحانه ولو اراد ان يمنعه قدر لكنه لم يمنعه لان الدار دار ابتلاء فشاء ان يوجد فلان الشر اوجده و الله سبحانه وتعالى شاء ان يوجد فلان الخير فاعانه ووفقه فاوجده الركن الرابع من اركان الايمان بالقدر بعد العلم والكتابة والمشيئة الخلق والايجاد. ان نعلم ان كل شيء في الكون مخلوق لله عز وجل الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء وخلق كل شيء فقدره تقديرا والله خلقكم وما تعملون العبد عامل وفاعل ومريد وفعال والخلق خلق الله عز وجل وقد جعل الله عز وجل للعبد مشيئة وارادة فدل على ان له اختيار وله فعل وانه يوجد او لا يوجد لكن هذا لا يعني انه خرج عن مشيئة الله سبحانه وتعالى اذا من الايمان بالقدر الايمان بالقدر من اركان الايمان الستة والايمان بالقدر مبناه على هذه الاركان الاربعة الايمان علم الله عز وجل الشامل لكل شيء ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وان الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ عنده الى يوم القيامة ان اول ما خلق الله القلم قال اكتب قال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة ثالثا ان الله شاء ذلك وما تشاؤون الا ان شاء الله رابعا ان الله خلق ذلك فوجد هذا الاشياء اذا الارادة الله القدرية ليست بلازمة للمحبة ولكنها لازمة للوجود اما الارادة الشرعية فهي لازمة للمحبة. فالله لا يأمرنا ان نفعل شيئا من الناحية الشرعية الا وفيه محبة الله عز وجل فامرنا بالصدق وامرنا بالصلاة بالتوحيد مرنا بالزكاة فالله يحب ذلك نهانا عن الفحشاء والمنكر لان الله يبغض ذلك اذا الله سبحانه وتعالى اذا احب شيئا امر به شرعا واذا لم يحبه ووجد فذلك وقع بمشيئة الله القدرية هذا خلاصة ما يتعلق باركان الايمان وهذا الدرس وهذا انما يتأتى بالعلم والعمل والبذل ان الانسان يزداد آآ قراءة في الايمان بالله فيعرف ربه عن الكمال والجمال يتعلم ما يتعلق بالملائكة حتى يعرف كيف يحترمهم ويوقرهم ويجلهم يقرأ ما يتعلق بالكتب وبالرسل ويستعد لليوم الاخر ليوم القيامة ليوم البعث والنشور للحياة الابدية التي هي حياتنا امامنا واذا ما وقع منه زلل او خطأ في علم ان ذلك بقدر الله فيستغفر من الزلل ومن الذنوب ويشكر الله عز وجل على النعماء ويصبر ويرضى على الظراء والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين