بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه نياض الصالحين في باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقه. وعن انس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط. فقال قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. قال فغطى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم. ولهم خنين متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط يعني فيه فصاحتها وبلاغتها وما اشتملت عليه من الترغيب والترهيب فقال من جملة ما قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا لو تعلمون ما اعلم من احوال الاخرة واهوالها وما اعده الله تعالى في الجنة من النعيم. وما اعده في النار من العذاب الاليم. لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. يعني لو وقع منكم الضحك قليلا ولبكيتم كثيرا خوفا وخشية مما يكون في يوم يوم القيامة قال فغطى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين. الخنين صوت البكاء وانما غطوا وجوههم نظرا لما قد يعرض للوجه اثناء البكاء خشية ان يخرج منه شيء او نحو ذلك. ففي هذا الحديث دليل على مشروعية الخطب. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين. خطب راتبة اي انه يواظب ويداوم عليها كخطبة الجمعة والعيد والاستسقاء وكذلك الكسوف على القول الراجح والنوع الثاني خطب عارظة وذلك فيما اذا استوجب الامر ان يخطب وان يبين ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث بيان ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من خشية الله تعالى ومن الخوف منه. لانهم لما وعظهم النبي عليه الصلاة والسلام غطوا رؤوسهم ولهم خنين. ومنها استحباب تغطية الوجه عند البكاء. كما يستحب ذلك عند العطاس ان الانسان ربما اذا بكى خرج منه شيء وهو لا يشعر فكان من المستحسن ان يغطي وجهه اثناء البكاء اما الحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يلج النار رجل بكى من خشية الله لن يلج النار اي لن يدخل النار. رجل وذكر الرجل هنا من باب التغريب. والا فالمرأة كالرجل رجل بكى من خشية الله اي لخشية الله تعالى. فالحامل له على البكاء هو خشية الله تعالى. ومن ان خشية الله تحمل المرء على امتثال اوامر الله واجتنا بنواهيه فهي تحمل على التقوى. وحينئذ لا النار لانه متق لله تعالى. قال حتى يعود اللبن في الضرع ومعلوم استحالة عود اللبن في الظرع اذا يستحيل ان يدخل النار هذا الذي بكى من خشية الله. قال ولا غبار ولا يجتمع غبار في سبيل الله. المراد بالغبار الجهاد في سبيل الله. فلا يجتمع جهاد في سبيل الله ودخان جهنم وذلك لان الذي يجاهد في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ولتكون كلمة الله هي العليا قد جاد بنفسه وبذل نفسه لله تعالى ومثل هذا العمل لا يمكن ان يفعله الا من كان متق لله يخشى الله تعالى ارجو ثوابه ويخشى عقابه. ففي هذا الحديث دليل على فضيلة البكاء من خشية الله وانه سبب للنجاة من النار ودخول الجنة وفيه ايضا دليل على فضيلة الجهاد في سبيل الله. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشهادة تكفر كل شيء الا الدين. فالشهادة في سبيل الله اي الذي يموت في سبيل الله في ساحة القتال. وتكون نيته هي اعلاء كلمة الله. هذا اعني هذه الشهادة تكفر كل شيء الا الدين. كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد