من منكراته والحديث صحيح من طريق عثمان كما في صحيح الامام البخاري رحمه الله او تعالى ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث من طريق اخر قال حدثنا ابو خبيب العباس ابن احمد البرتي قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا الحارث ابن نبهان قال حدثنا عاصم ابن بهدلة عن مصعب ابن سعد عن ابيه يعني سعد ابن ابي وقاص رضي الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ حيث وقفنا على باب فضل من تعلم القرآن وعلمه ومراد المصنف رحمه الله بهذا الباب بيان فظل من تعلم القرآن وهم طلاب العلم ومن علم القرآن وهم قراء القرآن الكريم وهذه من خصائص القرآن الكريم ان من تعلمه يحصل اجرا ومن علمه يحصل اجرا وتعلم القرآن الكريم ايكون على نوعين الاول تعلم حروفه وحفظه والثاني تعلم معانيه وفقهه اذا الحديث الذي سيأتي او الاحاديث التي ستأتي في باب بيان فضل من تعلم القرآن وعلمه يدخل فيه طلاب وطالبات العلم الذين يتعلمون تجويده وترتيله وحفظه ويدخل فيه من فقهه وفهمه وكذلك المعلمون للقرآن الكريم ينقسمون الى قسمين منهم من يعلم حروف القرآن اه اداء تلاوة ومنهم من يعلم معاني القرآن فهما واستنباطا وعلى هذا ينبغي لنا جميعا ان نجتهد في ان نجعل مجالسنا وان نجعل جهدنا في تعلم القرآن تعلم حروفه وحفظه وتعلم معانيه وفقهه وفهمه او رجل مصنف رحمه الله تعالى تحت هذا الباب احاديث عدة منها قال حدثنا ابو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال حدثنا علي ابن الجعدي قال انبأنا شعبة عن علقمة ابن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن ابي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال شعبة قلت له عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني شعبة اكد لشيخه علقمة قال له انت سمعت الحديث عن سعد بن عبيدة يحدث عن ابي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه هذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري وغيره وهو من مفردات الامام البخاري ولم يرويه مسلم هذا الحديث العظيم آآ فيه دلالة على ابن اسحاق ابو شيبة وهو واسطي وعلى كل حال فان عبدالرحمن بن اسحاق ابو شيبة الواسطي قال عنه الامام احمد منكر الحديث وكونه جعل هذا الحديث من مسند علي رضي الله عنه هذا دليل على انه آآ الخيرية في هذه الامة الخيرية آآ تحصل بعدة امور اول الخيريات خيرية الايمان فحينئذ اهل الايمان يتفاضلون عن الناس بالايمان ثم اهل الايمان يتفاضلون فيما بينهم بتعلم القرآن وهذا الحديث نص على ذلك. خيركم والكاف والميم فيه لاهل الايمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه وبعد هذه الخيرية تأتي الخيرية الثالثة وهي خيرية من تعلم سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث خيركم بمعنى اخيركم وافضلكم ولذلك اورده المصنف تحت باب فظل من تعلم القرآن وعلمه. قال خيركم من تعلم ومن من الفاظ العموم اه يدل على ان اي انسان يتعلم القرآن فهو خير اهل الايمان وان اي انسان يعلم القرآن فهو خير اهل الايمان. خيركم من تعلم القرآن وعلمه وسبق بيان معنى التعلم على المعنيين الحرفي والمعنوي وكذلك معنى التعليم الحرفي والمعنوي قال ابو عبدالرحمن وهو السلمي الذي روى هذا الحديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ابو عبدالرحمن فذلك اقعدني مقعدي هذا فكان يعلم من خلافة عثمان الى امرة الحجاج نتأمل هذا الشيء العجيب من هذا التابعي الجليل الذي آآ اكثر روايات القرآن من طريقه. فنحن قراءتنا حفصا عاصم وشعبة عن عاصم من طريق عدة عن ابي عبدالرحمن السلمي عن عثمان وابي ابن كعب وعبدالله بن مسعود فهو مخصوص برواية القراءات آآ رحمه الله تبارك وتعالى يقول ابو عبدالرحمن يطبق هذا الحديث عمليا يقول فذلك اقعدني مقعدي هذا يعني الناس ربما يستثقلون الجلوس لتعلم القرآن ومسائله لكن ابا عبد الرحمن لما سمع من عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الخيرية متعلقة في اهل الايمان بتعلم القرآن وتعليمه وكان قد تعلم القرآن قال فكان يعلمه من خلافة عثمان الى عمرة الحجاج كان وفاة عثمان رضي الله تعالى عنه سنة خمسين ولنفترض ان عثمان رضي الله عنه في السنة ثلاثين جلس ابو عبدالرحمن السلمي في تعليم الناس القرآن في مسجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كما جاء في بعض روايات الحديث انه قالوا هذا الذي اجلسني الى هذه السارية واشار الى سارية كان يجلس عندها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم الناس القرآن والسنة من خلافة عثمان الى امرة الحجاج قرابة اربعين سنة سبحان الله العظيم اربعين سنة وزيادة وهذا الرجل يعلم الناس القرآن واذكره في هذا الصدد حدثني شيخي عبيد الله ابن ابن عطاء الافغاني رحمه الله انه اقرأ الناس القرآن في المسجد الاقصى في المسجد الاقصى ثم لما حصل الحرب بين المسلمين وبين اليهود قال خرجت من الاقصى فقدمت ام القرى مكة قال فجلست في ام القرى احدث الناس بالقرآن والسنة حتى صدر امر بارساله الى ابها ليعلم الناس القرآن فجلس بالمسجد الاقصى ما جلس تم في المسجد الحرام ما جلس ثم لما ذهب الى ابها جلس في تلك النواحي قرابة آآ او ما يقرب من ثلاثين سنة ثم بعد ذلك رغب الشيخ بسكنى المدينة فجاء رحمه الله وسكن المدينة حتى توفاه الله وحسبنا مجموعة مدة اقرائه للقرآن رحمه الله فوجدنا انه اقرأ الناس اكثر من خمسة واربعين سنة وهذا هو الواجب على المسلم ان يجلس يتعلم ويجلس يعلم ومن تعلم القرآن قراءة فعليه ان يعلم الناس ومن تعلم مسائل القرآن فعليه ان يعلم اهله وذويه وخاصته ولا يكون آآ بخيلا لان هذا الحديث يحث على تعلم القرآن وتعليمه. وجاء في بعض روايات الحديث ان افضلكم على وجه اليقينية وبذكر الافضلية ان افضلكم من تعلم القرآن وعلمه وورد المصنف رحمه الله هذا الحديث من طريق اخر قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا فيض ابن وثيق قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبدالرحمن بن اسحاق عن النعمان ابن سعد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه خيركم من تعلم القرآن وعلمه وهذا الحديث يقول عنه ابو عيسى رحمه الله الترمذي هذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبي صلى الله عليه سلمت الا من حديث عبدالرحمن ابن اسحاق وقال الحافظ البزار رحمه الله والنعمان ابن سعد لا نعلم احدا اسند عنه الا عبدالرحمن تعالى عنه عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال واخذ بيده فاقعدني في مجلسي اقرؤوا يعني اقرئ الناس القرآن والقائل هو عاصم ابن بهدلة وهو الذي من طريقه نروي آآ روايات القرآن يقول واخذ يعني مصعب ابن سعد اخذ بيد عاصم فاقعدني في مجلسي اقرئ يعني اقرئ الناس القرآن الكريم وعلى كل حال فهذا الاسناد ايضا ذكر العلماء رحمهم الله انه آآ اسناد فيه مقال حديث صحيح قال الامام الاجري رحمه الله حدثنا ابو الفضل جعفر ابن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد قال اخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا موسى بن علي بن رباح وهنا انبئكم على لطيفة اسنادية ان هذا الرجل هو الوحيد الذي اسم ابيه يخالف اسم الناس فالناس كلهم علي علي علي واما هذا فاسمه موسى ابن علي موسى ابن علي ابن رباح قال سمعت ابي يقول سمعت عقبة ابن عامر رضي الله عنه يقول خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ونحن في الصفة الصفة اسم مكان في مؤخرة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قريب من حجرات بيت النبي صلى الله عليه سلم وهو يعتبر في حوش المسجد قديما في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وادخل الان في بناء المسجد كانت هذه الصفة لاجل فقراء المهاجرين. وكان ينام فيه طلاب العلم وطلاب قرآن والسنة قال ونحن في الصفة القائل هو عقبة ابن عامر. فقال صلى الله عليه وسلم ايكم يحب ان يغدو الى بطحان او العقيق بطحان اسمه واد في المدينة النبوية وهو جنوب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم او العقيق او هنا للتنويع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس للشك واو العقيق والعقيق واد في الجهة الغربية من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المدينة ما دام جاء ذكر الوديان ففي المدينة اربعة وديان الوادي الاول هو هذا المذكور بطحان وهو الى الان يسمى ببطحان والعقيق الى الان يسمى بوادي العقيق والوادي الاخر وهو وادي رانونة وهي من الجهة الشمالية من جهة احد وهي من الجهة الشمالية من جهة احد الشمالية وشيء من الشرقية ووادي قنا وهي من الجهة الشرقية آآ تماما. هذه اربعة وديان تحيط بالمدينة النبوية. النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يضرب المثل بوادي بطحان والعقيق لان هذين الواديين اكثر الوديان ماء وبركة قال صلى الله عليه وسلم ايكم يحب ان يغدو الى بطحان او العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين نتأمل هذا الحديث العظيم فيأخذهما في غير اثم ولا قطع رحم يذهب الى العقيق او الى البطحان فيأتي كل يوم بناقتين مثنى ناقة كوماوين كوماوين اي اناهما سمينان وزهراوين الشيء الازهر هنا المقصود به ما يكون تاما مزهرا ليس فيه كبر سن وليس فيه حقارة خلقة اذا النبي صلى الله عليه وسلم يرغب الصحابة وبهذه الطريقة التي هي ذكر الامثال. فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما في غير اثم ولا قطع رحم يعني يحصل على الناقتين بدون ان يكون هناك اثم من كذب او زور او بهتان او ظلم ولا قطع رحم بمعنى ليس في هذا الفعل جناية على احد في قطيعة رحم قال فقلنا قلنا الخطاب هنا من اهل الصفة قلنا كلنا يا رسول الله يحب ذلك. كلنا يا رسول الله يحب ذلك يعني هذا شيء طبيعي. احنا اليوم لو قال لنا احد من منكم يا طلاب العلم ويا طالبات العلم يحب ان يذهب الى شارع كذا وشارع كذا ويحصل مرسيدس بالمجان بدون اثم ولا قطع رحم من لا يذهب كل واحد منا سيذهب والناقتين الكوماوين الزهراوين في زمانهم احب المركوبات كما ان احب المركوبات في زماننا كذا وكذا فقال الصحابة قال قلنا كلنا يحب ذلك بلا استثناء وهو واقع على ظاهر الاية كلا بل تحبون المال حبا جما قال صلى الله عليه وسلم فلن يغدو احدكم الى المسجد فيتعلم ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث واربع خير من اربع ومن اعدادهن من الابل هذا الحديث هو من مفردات الامام مسلم وهو دليل على فضل تعلم اه ايات كتاب الله عز وجل فهما وحفظا. لان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ربط الامر بالتعلم وهو يشمل الامرين معا كما ذكرنا تعلم قراءته وحفظه وتعلم فهمه وفقهه قال فلان يغدو احدكم الى المسجد الغدو هو الذهاب في اول النهار هو الذهاب في اول النهار قبل ان يأتي وقت الضحى وهذا فيه ترغيب الى اهمية استغلال اوقات البكور في حفظ الايات لانه وقت مبرور فالنبي صلى الله عليه وسلم قال فلن يغدوا احدكم للمسجد ما قال يعني اه يروح او لان يضحي او لان يظهر او لان يمسي فلن يغدوا فلما ضرب المثل بالغدو علمنا ان اول الوقت مبارك في الحفظ واول وقت النهار بعد صلاة الفجر واول وقت الامشاء بعد صلاة العصر وهذان الوقتان مباركان. هذا اول النهار وهذا اول الليل فلن يغدوا احدكم الى المسجد هل كلمة الى المسجد قيد اه مقصود او قيد كاشف يعني بمعنى اذا قلنا انه قيد مقصود معنى هذا الكلام ان من ذهب الى معلم هي في بيته لا الى المسجد لا يحصل هذا الاجر واذا قلنا ان هذا قيد كاشف فمعنى هذا ان الانسان لو غدا في الصباح الباكر الى مراكز حفظ الكتاب مثل هذا المركز او الى دار القرآن او الى ترجة فانه يحصل هذا الاجر لماذا؟ لان كلمة الى المسجد قيد كاشف. يعني ان هذا كان الحال في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فلم يكن عندهم مكان يتعلمون فيه القرآن الا المسجد فلذلك ذكره وليس هو آآ يعني مخصصا للاجر به. بدليل انه قال بعد ذلك وثلاث خير من ثلاث فذكر الثلاث في مقابل الثلاث مع التعلم بدون ذكر قيد المسجد وهذا يكون مثل قوله عز وجل وربايبكم اللاتي في حجوركم فالربيب محرمة وان لم تكن في الحجر فذكر الحجر لانه قيد كاشف لبيان الحال فلان يغدو احدكم الى المسجد والمقصود بالمسجد هنا مسجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولو قلنا ان كلمتي للمسجد مقصود لذاته فحينئذ اما ان نقول المسجد الالف واللام فيه للعهد فيكون المقصود ان هذا الاجر خاص بمن يذهب الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لم يقل به السلف بدليل انهم اوردوا هذا الحديث في فضل تعلم القرآن وتعليمه آآ في اي مكان ولم يقيدوه بمسجد ولا بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وان قلنا انه قيد مقصود عن القول الثاني الالف واللام فيه للاستغراق فلن يغدوا احدكم الى المسجد يعني الى اي مسجد والراجح ان كلمة الى المسجد قيد كاشف لبيان الحال وليس هو مقصودا في تحصيل هذا الاجر وهذا تنال في تعلم ايتين من كتاب الله. هنا سؤال لماذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر ايتين من كتاب الله قال العلماء رحمهم الله تعالى ينبغي البدء في حفظ كتاب الله عز وجل بايتين لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الايتين الانسان ينبغي عليه اولا اذا كان يريد ان يتمرس في جلب النوق وجلب الابل ان يتمرس اولا في مقدرته على التمسك او على مسك زمام الناقتين في اول يوم وثاني يوم وثالث يوم حتى يتعود فاذا تعود بعد ذلك ينقلب الى الثلاث ثم اذا تعود ينقلب الى اربع ثم بحسب ما يقدر. اذا هذا مقصود وفيه اشارة الى طريقة تعليمية نبوية البدء بايتين من كتاب الله. قال في تعلم ايتين من كتاب الله والمقصود بكتاب الله القرآن والقرآن من اسمائه الكتاب وكتاب الله قال خير له من ناقته سبحان الله لما يتعلم الانسان الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم لو يتعلم اقامة حروف هاتين الايتين مع التلاوة او الحفظ او الفهم والفقه خير له من ناقتين ناقتين يعني قيمة كل ناقة بخمس مئة دينار اليوم يعني ايتين من كتاب الله خير من الف دينار وما انسى فاليوم بعض من لا يعرف قيمة القرآن اذا اعطي الف دينار جاهزة لحفظه ايات من كتاب الله فرح بها اشد من فرحه بحفظ ايات كلام الله عز وجل وكتابه وهذا والله الغبن الواجب على طالبة العلم وطلاب العلم الا واجب على طلاب العلم وطالبات العلم والمعلمين ان يربوا اولادهم على ان كتاب الله لا يدانيه شيء ولا يقاربه شيء لان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال فيتألم ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين. مو اي ناقتين لا ناقتين كوماوين زهراوين. وفي بعض روايات الحديث خليفات عظام سمان شيء عجيب سبحان الله العظيم وثلاث خير من ثلاث اذا يبدأ الانسان في حفظ ايتين حتى تنشط ذاكرته وتقوى آآ ويقوى حفظه ويتمرس عقله ثم بعد ذلك ينتقل الى ثلاث ايات ثم الى اربع ايات ثم قال ومن اعدادهن من الابل يعني لو ان الانسان تعلم لو ان الانسان تعلم عشر ايات فان العشر ايات خير من عشر نوق ولو تعلم مئة اية فان مئة اية خير من مئة ناقة يعني مئة اية معناها خير من خمسين الف دينار. سبحان الله العظيم واذا قلنا الف اية نحفظ الف اية من كتاب الله فنكون من المقنطرين او نعلم اولادنا الف اية من الكتاب الله عز وجل ليكونوا من المقنطرين عند الله خير من ان نعطيهم خمسين الف دينار ها من اموال الدنيا قال ومن اعدادهن من الابل يعني ان القرآن اياته كلما ازدادت اياته ففي مقابلها النوق تزداد اعدادهن لكن القرآن خير وهذا فيه اشارة عظيمة الى امر مهم وهو خيرية خيرية آآ القرآن الكريم وانه لا يمكن ان يعدل بامور الدنيا وباموال الدنيا. وفيه تارة الى ان العلم الاخروي بتعليم حروف كتاب الله عز وجل او حفظه او فهمه او فقهه خير من الدنيا وما فيها ثم اورد المصنف رحمه الله في الباب الثالث قال باب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن اه مر معنا معنى الفضل يعني فظل الشيء فظيلته ودرجاته والاجتماع المقصود به الاجتماع لاجل اه التعلم مثل ما نحن الان اجتمعنا لاجل ان نتعلم هذه الايات والاحاديث الواردة في هذا الكتاب بهذا السفر المبارك اذا المقصود بالاجتماع الاجتماع للتعلم وليس المقصود بالاجتماع هو الاجتماع لاجل ان يرقص كما يفعل بعض الناس ويسمونه اجتماعا على الذكر وانما المقصود هنا الاجتماع الشرعي والاجتماع الشرعي هو الاجتماع على كتاب الله تعلما وتعليما والاجتماع على فقه كتاب الله تعلما وتعليما وما يخدم ذلك من العلوم. باب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن قال في المسجد اه قلنا فيما مضى في الحديث السابق اما انه قيد مقصود فهذه الفضائل لا تحصل الا في المسجد او انه قيد كاشف وهو الصواب ان شاء الله لان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يجتمعون في البيوتات لضيقها وانما يجتمعون في المساجد لسعة وتهيئتها ولا شك ان هذا امر افضل ان امكن باب فضل اجتماعي في المسجد لدرس القرآن والدرس بمعنى المدارسة ودرس شيء يدرسه درسا فهو مصدر مضاف والمصدر المضاف المقصود منه اه فعله اي لتدارس القرآن. اي لتدارس القرآن الكريم. حرفا ومعنى تلاوة وفهما وحفظا وفقها اورد فيه رحمه الله حديثا اه او عدة احاديث قال حدثنا الفريابي قال حدثنا اسحاق بن راهويه قال طبعا اللغويون يكتبون راهويه والمحدثون يقرأونه راهوية قال اخبرنا جرير يعني ابن عبد الحميد عن الاعمش وهو سليمان ابن مهران عن ابي صالح وهو ذكوان السمان من خاصة تلامذة ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه عبدالرحمن بن صخر الدوسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم ما ما تجالس قوم من في بيت هنا في نسخة خطأ مطبعي ما تجالس قوم وهذا غلط ما تجالس قوم ما تجالس قوم تجالسا تفاعل وهو فعل ماضي من آآ الجلوس ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله قوم نكرة شمل الرجال والنساء شمل الصبيان شمل الاحرار والعبيد ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله. قلنا ان كلمة من بيوت الله اه خرج مخرج القيد الكاشف للحال الذي كان عليه الصحابة وليس هو قيدا في تحصيل الاجر والمنام ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن ابقى به عمله لم يسرع به نسب هذا الحديث العظيم فيه دلالة على تلاوة الكتاب وفيه دلالة على فضل التفقه في الكتاب اذا لما قلنا هناك تعلم القرآن وعلمت فسرناه على المعنيين هذا الحديث يؤكد ذلك قال يتلون كتاب الله وهذا المقصود به من يتعلم حرفه وكيفية النطق به وحفظه ويتدارسونه بينهم وهذا يتناول التدارس تفاعل من الدرس ويتدارسونه بينهم هذا بمعنى التفقه والتفهم لكتاب الله عز وجل ويتدارسونه بينهم يعني شيخهم يفهمهم ويلقي عليهم السؤال وهم يشاركون شيخهم ثم يفهمون ثم يعملون ويتدارسوا بينهم ومن هنا سميت المدارس مدارس لانها مأخوذة من الدرس وهنا قال ويتدارسونه بينهم طيب اذا جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم بدون تجانس هل يحصلون الاجر؟ الجواب نعم لانه جاء في بعض روايات الحديث ما جلس قوم في بيت من بيوت الله اذا التجانس اه التفاعل من الجلوس وهو ان ينادي بعضهم بعضا تعالوا نجلس. تعالوا نجلس مثل ما اسوي لكم اعلانات انه والله في حلقة للحفظ في حلقة لكذا في حلقة لكذا ثم يأتي تأتون الى مجالس التلاوة او مجالس المدارسة نقول ان التجانس امر طيب وفيه تحصيل للاجر ان ينادي بعضنا بعضا وكذلك ما جلس قوم ولو من غير تداع او تجانس الا حفت بهم الملائكة وما مرحصة ان الملائكة ينظرون الى حلقة العلم هذه التي تجلسون فيه الان مثلا تم يعملون حلقة على اه الجالسات والجالسين من طلاب العلم وطالبات العلم ثم يحثونهم بمعنى يحوطونهم وهنا حفت من حافية الشيء وهو طرف بمعنى انهم يحيطون على شكل طرف على جميع الجالسين في هذه الدائرة العلمية او في هذه المدارسة الفقهية الا حفت بهم الملائكة الا حفت بهم الملائكة وهذا فيه دلالة على فضل اه الملائكة انهم يأتون ويحفون طلاب وطالبات العلم وفيه فظل تلاوة ومدارسة كتاب الله عز وجل والمقصود بالملائكة هنا الملائكة الالف واللام للاستغراق او للعهد؟ الجواب للعهد لانه ليس المقصود كل الملائكة وانما المقصود الملائكة المخصوصون الذين هم آآ سيارون في الارض يبحثون عن حلق العلم الا حفت هم الملائكة حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة حفتهم الملائكة هذا فعل الملائكة وغشيتهم الرحمة غشيتهم بمعنى ان الرحمة شملت ارواحهم وابدانا هم هذا معنى الغشير ومنهم فلان غشي عليه يعني اصابه الغش في بدنه وروحه ولذلك النائم لا يقال هو غشي لان روحه هي التي ذهبت وبدنه هو الذي اغمي عليه واما الغشية فهي تكون شاملة للبدن والروح. وهنا ليس المقصود بالغشية هي الاغماءة وانما المقصود غشيان الرحمة وغشيهم والتالي التأنيث وغشيتهم الرحمة الله اكبر نسأل الله من رحمته وغشيتهم الرحمة اذا هذا فيه دلالة ان مجالس تلاوة كتاب الله ومدارسة كتاب الله مجالس آآ تغشاها رحمة الله عز وجل ورحمة الله تعالى تنزل في مثل هذه المجالس هذه الفضيلة الثانية الفضيلة الثالثة قال وذكرهم الله في من عنده وذكرهم الله فيمن عنده يعني ان الله يذكر هؤلاء التالين وهؤلاء المتدارسين في من عنده وهم الملائكة المقربون الكروبيون آآ في الملأ الاعلى. الله جل في علاه يذكر من آآ آآ تلا كتابه او تدارس كتابه ثم قال صلى الله عليه وسلم ومن ابقى به عمله لم يسرع به نسبه. فيه اشارة الى ان السرعة بالطاعات الى رب البريات والسرعة في الوصول الى رضوان الله سببه تلاوة القرآن ومدارسته وان ابطاء العمل ومن ابقى به عمله وان الافطار سببه الاعراض عن كتاب الله تلاوة ومدارسة ومن اعرض عن كتاب الله عز وجل تلاوة ومدارسة حصل له ابقاء في العمل وحينئذ لا يصل. وهذا فيه دلالة على اهمية ان الانسان يبذل السبب وان لا يلتفت الى النسب فليس بين الله وبين عباده نسب وانما بينه وبينهم السبب ومن اتى بالسبب حصل له الصواب ونال الرضا عند الوهاب ثم ورد رحمه الله هذا الحديث من طريق اخر فقال وحدثنا الفريابي ايضا قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وهذا الحديث العظيم ايضا رواه الامام اه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه والحديث له تكملة ولكن الشاهد فيه هو قوله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله هنا فيه ذكر الفعل على وزن اجتمع افتعل وهو انهم يحدثون هذا الشيء يحدثون هذا الشيء بمعنى ان كل واحد منهم يقول للاخر تعالوا نجلس ونجتمع تعالوا كلهم يحثون الشيخ على المجيء او الشيخ يحثهم على المجي او الامر من الجهتين ويذكر بعظهم بعظا على المجي وهذا فيه تفضيل اه من يذكر اخوانه بمجالس العلم ومجالس التلاوة ومجالس مدارسة ومن يعينه على ذلك؟ ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله عز وجل. يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الا نزلت عليهم السكينة وهنا اه فيه زيادة نزلت عليهم السكينة. في الرواية السابقة ليس فيها ذكر هذه الفظيلة الرابعة والسكينة هنا تنزل ومعناها الطمأنينة الحاصلة للقلب. فان الانسان يكون في اضطراب او نفسه في حالة او في هلع او في ضيق او في هم او في غم فاذا ما جلس في مجلس علم يتلى فيه كتاب الله ويتدارس فيه كتاب الله عز وجل الا ويشعر بغشيان الرحمة وحفت اه وحف الملائكة وحينئذ يحس ايضا بان الله عز وجل قد انزل عليه السكينة الا نزلت عليهم السكينة وقد اختلف العلماء في المراد بالسكينة فمنهم من قال زيادة الايمان ومنهم من قال آآ السكينة هي طمأنينة النفس وهي نتيجة زيادة الايمان. ومنهم من قال الا نزلت عليهم السكينة غير ذلك من الاقوال. لكن لكن اقربها ان المراد بالسكينة زيادة الايمان التي بها طمأنينة النفس وهذا يصحح معتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد بالعمل وهنا العمل ابتلاء الاجتماع والتلاوة والمدارسة والمكث في بيت من بيوت الله فيحصل حينئذ نتيجة زيادة الايمان وهي سكينة والطمأنينة وانشراحة الصدر وراحة البال. قال وغشيتهم الرحمة ومر ذكره بهم الملائكة وهو في الرواية السابقة آآ ايضا ذكر الحث قال وآآ حفتهم لاحظت بهم الملائكة. وهنا قال وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده وهذا فيه دلالة على اهمية المناداة والمناجاة والمذاكرة لاجل الاجتماع في بيوتات الله تبارك وتعالى وفيها الحديث دلالة على فضل بيوت الله تبارك وتعالى لا سيما اذا كان الناس يجتمعون في هذه البيوت للذكر ثم اورد المصنف رحمه الله الحديث من طريق اخر قال حدثنا الفريابي اه قال حدثنا من جاب ابن الحارث قال حدثنا ابو الاحوص عن هارون بن عنترة عن ابيه قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما اي العمل افضل نتأمل ان هذا التابعي يسأل الصحابي هارون ابن عنترة يقول ان اباه عنترة سأل ابن عباس اي العمل افضل قال ذكر الله اكبر سبحان الله العظيم آآ النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي العمل افضل؟ قال ايمان بالله قال ابن مسعود قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله قال قلت ثم اي؟ قال الصلاة على وقتها وهنا ابن عباس رضي الله عنهما سئل اي العمل افضل فقال ذكر الله اكبر ولم يذكر ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم نقول لانه رحمه الله اعن ابن عباس فهم ان السائل يسأل اي العمل افضل من جهة الاعمال التي ليست هي من اركان الاسلام ولا من اركان اه الايمان وانما هو هي من باب الوسائل ولذلك اجابه ابن عباس مما هو من الوسائل المؤدية الى العلم اه اه اركان الاسلام ومباني الاسلام اه فظائل الاسلام قال ذكر الله اكبر هنا قال ذكر الله اكبر على نص الاية ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ذكر الله اكبر لا شك ولكن استدلال ابن عباس بذكر الله اكبر على الافضل هذا فقه دقيق وفهم عميق لا يهتدى اليه الا من مثل ابن عباس رضي الله تعالى عنه ثم قال وما جلس قوم في بيت من بيوت الله عز وجل يتدارسون فيه كتاب الله ويتعاطونه بينهم هنا في زيادة من ابن عباس كلمة ويتعاطونه بينهم يتعاطونه بينهم فيه دلالة على فضل ان يعطي العالم تلامذته العلم وان لا يبخل عليهم وان لا خلى التلامذة بفائدة علمية على شيخهم او يكون المقصود ويتعاطونه اي يتعاطون القرآن وذلك انه في قديم الزمان كانت المصاحف نادرة والانسان الذي يريد ان يتعلم القرآن يذهب الى احد الناس ويأخذ منه مصحفه ثم يتعلمه ويحفظه ثم يرد مصحفه الى الاول ويكون معنا ويتعاطونه بينهم اي كل واحد يدفع المصحف الى الاخر لكي يتعلمه. يتدارسون فيك كتاب الله ويتعاطونه بينهم. اما نحن في زماننا الله عز وجل علم عجزنا وظعفنا فرحم حالنا ويسر امرنا فجعل المصاحف موجودة في بيوتنا وفي سياراتنا ومكاتبنا بل وفي هواتفنا هذا من تيسير الله تبارك وتعالى علينا. ومن رحمته بنا. علم عجزنا وظعفنا وانا من جوانب اخرى لعلنا ان نثبت نسأل الله الثبات قال الا اظلتهم الملائكة باجنحتها وهذا تفسير لمعنى حفتهم الملائكة من الصحابي وتفسير الصحابة اشد ما يكون واحسن ما يكون لكلام الله عز وجل ولكلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال وكانوا اضياف الله تعالى ما داموا فيه. وكانوا اضياف الله تعالى ما داموا فيه وهذا يعني فائدة لطيفة جدا وهو موقوف عن ابن عباس لكن له حكم الرفع لماذا له حكم الرفع لان هذا لا يعلم الا من جهة لا يعلم الا من جهة النص قال وكانوا اضياف الله تعالى ما داموا في ولهذا جاء في حديث عند الترمذي ان القرآن مأدبة الله فاذا كان الناس اجتمعوا على القرآن فكأنهم اجتمعوا على مأدبة الله فصار المعنى على ما ذهب ابن عباس انهم اضياف الله تعالى ما داموا فيه وهذا تشبيه بليغ فان في تشبيه المجتمعين على كتاب الله التالين له المتدارسين فيه باضياف الله تعالى وجه بليغ وهو ان الضيف يتناول من الطعام الوانا واشكالا ويتلذذ بالاكل فان المجتمعين على كتاب الله تلاوة ومدارسة يتناولون الوانا من العلوم ويدركون انواع الوانا من المعلومات فيتلذذون بهذه العلوم كتذذذ الضيف بالمطعوم فحينئذ هم على مائدة من الله وهذه المائدة لا نفاد لها ولذلك هم اضياف الله تعالى ما داموا في هذه المذاكرة وفي هذه المجالسة وفي هذه التلاوة حتى يخوضوا في حديث غيره اذا هذه الكلمة فيها اشارة ان الانسان ينبغي عليه الا يخوض في مجالس العلم ولا في مجالس تلاوة القرآن او مدارسة القرآن في غير اه القرآن الكريم او في غير آآ العلم الشرعي فلا يخوض في امور الدنيا تم ذكر رحمه الله في الباب الرابع اخلاق اهل القرآن لعلنا نقف على هذه الاخلاق ان شاء الله تعالى. نسأل الله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح وانا متعب آآ قليلا واعتذر منكن صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين