ولا لوذ له بغير سيده وهو الله سبحانه وتعالى كما ان الابن ان حينما يكون صغيرا اذا ما فزع اين يلجأ ها امي هي وابي او هما معي لماذا لا يلجأ الى غيرهم لان القلب عنده مفطور انه لا نجاة له الا بهذه فالذي يقول اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك قلبه ممتلئ بانه لا لوذ له ولا عوذ الا بالله نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف درسنا في كتاب الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله حيث كنا قد وقفنا على الفائدة السادسة من هذه الفوائد العظيمة النافعة ونحن في اه عشاء يوم الخميس العشرون من شهر الله المحرم عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونبدأ على بركة الله من عند قوله فائدة في المسند وصحيح ابي حاتم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر اغفر لنا ولشيخنا المسلمين يا رب العالمين. قال قال ابن القيم رحمه الله تعالى فائدة في المسند وصحيح ابي حاتم من حديث عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله وسلم. ما اصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك او انزلته في كتابك. او علمته احدا من خلقك. او استأثرت به في في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه مكانه فرحا. قالوا يا رسول الله افلا نتعلمهن؟ قال بلى. ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن فتضمن هذا الحديث العظيم امورا من المعرفة والتوحيد والعبودية. منها ان الداعي به صدر سؤاله بقوله اني عبدك ابن عبدك ابن وهذا يتناول من فوقه من ابائه وامهاته وهذا يتناول من فوقه من ابائه وامهاته الى ادم وحواء وفي ذلك تملق له واستغذاء بين يديه حذاء استخذاء مأخوذ من كلمة اخذه الاستخذاء استفعال من اخذة واستخذاء بين يديه. اي واخذ يتملق بين يديه. هذا معنى الاستخذاء. نعم. احسن الله اليك استخذاء بين يديه واعتراف بانه ملوكه واباؤه ومماليكه. وان العبد ليس له غير باب سيده وفضله واحسانه ان اهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤه احد ولم يعطف عليه بل يضيع اعظم ضيعة فتحت هذا الاعتراف يعني هذا الكلام لما يقول الداعي اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك كلمة اللهم يعني يا الله الموصوف الموصوف بالكمالات والجلالات ولما يقول اني عبدك ابن عبدك ابن امتك فهذا تقديم الاعتراف بربوبية الله عليه وعلى ابائه الاعتراف بايش؟ بربوبية الله عليه وعلى ابائه. كما قال موسى عليه السلام لفرعون ربكم ورب ابائكم الاولين فتحت هذا الاعتراف ايوة فتحت هذا الاعتراف اني لا غنى بي عنك طرفة عين وليس لي من اعوذ به من اعوذ ليس لي من اعوذ به والوذ به غير سيد الذي انا عبده. يعني الانسان الذي يدرك انه عبد لله وان اباه وامه واجداده كلهم عبيد لله من تصور هذا المعنى على وجه الكمال ادرك انه لا عودة له احسن اليك. قال رحمه الله تعالى وفي ضمنها ذلك الاعتراف بانه مربوب مدبر مأمور منهي انما يتصرف بحكم العبودية لها بحكم الاختيار لنفسه فليس هذا شأن العبد بل شأن ملوك الملوك والاحرار. واما العبيد فتصرفهم على محض العبودية هؤلاء عبيد الطاعة المضافون اليه سبحانه في قوله ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. اقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومن عاداهم عبيد القهر والربوبية فاضافتهم اليه كاظافة سائر البيوت الى ملكه واضافة اولئك كاظافة البيت الحرام اليه واضافة اليه وداره التي هي الجنة اليه. واضافة عبودية رسوله اليه لقوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا سبحان الذي اسرى بعبده وانه لما قام عبد الله يدعوه يعني ليس في العبودية العامة اي تشريف للعبد. وانما هو بيان قهر الله على العبد وانما التشريف في العبودية الخاصة التشريف في العبودية الخاصة وهو ان يكون الانسان عاملا وفق ما امر الله عز وجل به وما نهى عنه وهذه العبودية تسمى عبودية الطاعة والاول تسمى عبودية القهر والغلبة نعم احسن اليك وبالتحقق بمعنى قوله اني عبدك التزام عبوديته من الذل والخضوع والانابة. وامتثال امر سيده اجتناب نهيه ودوام الافتقار اليه. واللجأ اليه والاستعانة به والتوكل عليه وعياذ العبد به. ولياذه به والا قلبه بغير محبة وخوفا ورجاء. فرق بين العياذ واللواز او اعوذ والوذ الفرق بينهما ان العوذ هو طلب الصون من مخوف طلب الصون من مخوف لتكون في حصن منيع عنه واما اللوذ فهو الدخول في الحفظ اللوذ هو الدخول في الحفظ فالعون طلب ما به الحفظ واللوظ مكان المكان المحفوظ فل العبد لا غنى له ان يطلب الامرين يطلب من الله العون ما به يحفظه الله ويطلب من الله اللوذ وهو المكان المحفوظ الذي يكون بعيدا عن الشهوات والشبهات وعن المضرات والمساوئ نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وفيه ايضا اني عبد من جميع الوجوه صغيرا وكبيرا حيا وميتا مطيعا وعاصيا معافا ومبتلى بالروح والقلب واللسان والجوارح. وفي ايضا ان مالي ونفسي ملك لك فان العبد وما يملك سيده وفيه ايضا انك انت الذي مننت علي بكل ما انا فيه من نعمة فذلك كله من نعمك على عبدك. وفيه ايضا اني لا اتصرف فيما خولتني من مالي ونفسي الا بامرك كما لا يتصرف العبد الا بإذن سيده. واني لا املك نفسي ضرا ولا يفعا ولا موتا ولا حياة ولا في صح له شهود ذلك فقد قال اني عبدك حقيقة ثم قال ناصيتي بيده يعني بعض الناس قد يقول هذا الدعاء اللهم اني عبدك وابن عبدك لكن ينقص في خبره هذا من جهة ما يتعلق بالمعاني ينقص بقدر نقصان هذه المعاني ربما يكون له نوع تصرف في مال الله بغير امر الله فنقصت عبوديته من هذه الجهة العبودية لا تنقص كما يظن بعظ الناس فقط من جهة العبادة ربما العبودية العبد تكون ناقصة من جهة التصرف في نفسه اولا التصرف في ماله ثانيا التصرف مع ما حوله ثالثا العبد الحقيقي من يجعل هذه التصرفات الثلاث وفق ما امر الله به ورسوله. نعم احسن الله اليك ثم قال رحمه الله تعالى ثم قال ناصيتي بيدك اي انت المتصرف في تصرفني تصرفني كيف تشاء لست انا المتصرف بنفسي وكيف يكون له بنفسه تصرف وهو من نفس من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه من اصابعه وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاءه كله اليه سبحانه. ليس الى العبد منه شيء بل هو في قبضة بسيدي اضعف من مملوك ضعيف حقير ناصيته بيد سلطان قاهر مالك له تحت تصرفه وقهره بل الامر فوق ذلك ومتى ومتى شهد العبد ان ناصيته ونواصل نواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم اذا شاء لم لم يخفهم لم يخفهم. بعد ذلك كيف يخاف العبيد وهو يعلم ان العبيد بين يدي الرب سبحانه وتعالى العبد الذي ادرك ووصل الى هذه المرحلة وهذه الدرجة من العبودية ان ناصيتي بيدك ونواصي العباد بيدك لا يخاف ومن عبد ابدا. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ومتى شهد العبد ان ناصيته وناصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم لم يخف لم يخفهم بعد ذلك لم يرجهم ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين. المتصرف فيهم سواء سواهم سواهم سواهم والمدبر لهم غير غيرهم. هم. فمن شهد نفسه بعض الناس نجده يكون في دائرة حكومية او في شركة فانت تقول له افعل كذا يقول والله انا العبد المأمور ما معنى العبد المأمور؟ يعني انا انفذ الاوامر فالذي يقول ناصيتي بيدك ووصل الى هذه المرحلة من الشهود انه يشهد ان نواصي العبيد كلها ان نواصي العبيد كلها في يد الله عز وجل حينئذ لا يبالي ولا يلتفت الى هؤلاء الملاك لانهم عبيد مقهورون عبيد مربوبون فلا يذمهم على شيء منعوه ولا يمدحهم على شيء اعطوه. لانه ينظر اليهم نظرة العبيد والاسباب ليس الا نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فمن شهد نفسه بهذا المشهد صار فقره وضرورته الى ربه وصفا لازما له ومتى لشهد الناس كذلك لم يفتقر اليهم ولم يعلق امله ورجاءه بهم فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته. هذا الامر ليس بالكلام هذا الامر يحتاج منا الى مجاهدة ايام وايام وشهور وسنين بعض الناس يظن ان التوحيد تقول لا اله الا الله. لا هذي بداية التوحيد اما الاستقامة على التوحيد هو ان يصل العبد الى هذه المرحلة من العبودية التامة فيما يتعلق بتوحيد العبادة والعبودية التامة فيما يتعلق بشهود الربوبية وان الملك ملك الله سبحانه وتعالى والتصرف تصرفه جل في علاه يبتلي عباده كيف شاء يفعل فيهم ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولهذا قال هود لقومه اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ ناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. وقوله ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، تضمن هذا الكلام امرين احدهما مظاء حكمه في عبده. والثاني تضمن حمده وعدله وهو سبحانه له الملك وله الحمد. وهذا معنى قول قول النبي يهود ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ثم قال ان ربي على صراط مستقيم اي مع كونه مالك قاهر متصرفا في عباده بيده فهو على صراط مستقيم وهو العدل الذي يتصرف به به به فيهم. فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وامره ونهيه وثوابه وعقابه. فخبره كله صدق وقضاؤه كله عدل وامره كله مصلحة. والذي نهى عن عنه كله ومفسدة وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته. وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته. يعني قوله ان الانسان حينما يقول ماض في حكمك هذا جانب. عدل في قضاؤك هذا جان فماض في حكمك فيه خبر عن ربوبية الله في جانب القدر وعدل في قضاؤك فيه خبر عن ربوبية الله فيما يتعلق بعظيم افعاله سبحانه وتعالى وتقديره فالله سبحانه وتعالى في تقديره لا يوجد جور. ولذلك قال ان ربي على صراط مستقيم كيف ربي على صراطك على صراط مستقيم على جادة مستقيمة لا اعوجاج فيها ما هي هذه الجادة التي هي مستقيمة لا عجاج فيها. لا يتعامل مع عبد باسلوب وعبد باسلوب اخر هذه الجادة هي جادة العدل. هي جادة الحكمة هي جادة ايش ما هو هذا الصراط المستقيم؟ العدل والحكمة لا يختلف الله يتعامل مع العبيد كلهم يتعامل معهم بعدل وحكمة ولكن هذا لا يعني انه قد لا يعامل مع بعضهم بالفضل اذا رأى منهم نوع اقبال على الله عز وجل فهذا من تمام عدله من تمام عدله انه يوفق من اقبل اليه ويعين من توجه اليه ويخذل من اعرض عنه هذا كله من تمام عدله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فرق بين الحكم والقضاء وجعل الحكم والعدل للقضاء فان حكمه سبحانه نتناول حكمه الديني الشرعي وحكمه الكوني القدري. والنوعان نافذان في العبد ماضيان فيه. وهو مقهور تحت حكمين قد مضيا فيه ونفذ فيه شاء ام ابى لكن الحكم الكوني لا الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته واما الديني الشرعي فقد يخالفه. ولهذا لم يجعل في الحكم الكوني تكليفا وجعل في الحكم الشرعي تكليفا ومؤاخذة وانما الحكم الكوني فيه تكليف من جهة الصبر والضجر والمؤاخذة من جهة ما يترتب على الحكم التكليفي. من الحكم الكوني واما الحكم الشرعي فيترتب على الامتثال نفسه ولاجتناب نفسه امرا وعبودية. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولما كان القضاء هو الاتمام والاكمال وذلك انما يكون بعد مضيه ونفوذه قال عدل في قضاؤك. اي الحكم الذي اكملته واتممته ونفذته في عبدك عدل منك فيه. واما الحكم فهو ما يحكم به سبحانه وقد يشاء تنفيذه وقد لا لا ينفذه. فان كان حكما دينيا فهو ماض في العبد. وان كان كونيا وان كان كونيا فان فان نفذه سبحانه مضى فيه وان لم ينفذه اندفع عنه. فهو سبحانه يمضي ما يقضي به وغيره قد يقضي بقضاء ان يقدروا امرا ولا يستطيع تنفيذه. وهو سبحانه يقضي ويمضي فله القضاء والإمضاء وقوله عدل في قضاؤك يتضمن جميع في عبده من كل الوجوه. من صحة وسقم وغنى وفقر ولذة والم وحياتنا وموت وعقوبة وتجاوز وغير ذلك. قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. وقال وان وان سيئة بما قدمت ايديهم فان الانسان كفور. فكل ما يقضي على فكل ما يقضي على العبد فهو عدل فيه. لا يجري على العبد شيء الا بقضاء الله عز وجل وبقدره سبحانه. المبني على العدل والحكمة وانه هو اظحك وابكى وانه هو مات واحد وانه خلق الزوجين الذكر والانثى فاظحك وابكى لحكمة وعدل ومات واحيا بعدل وحكمة خلق الزوجين الذكر والانثى بعد وحكمة فكل افعال الرب عز وجل مبناه على العدل والحكمة وهذا كما ذكرت لا يعني انه ليس هناك فرض فضل موجود وهو لحكمة ايضا. ومن تمام العدل. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فان قيل فالمعصية عندكم بقضاءه وقدره. فما وجه العدل العدل في قضائها؟ فان العدل في مضاف مضاف اليه. صحيح. فما وجه العدل في قضائها؟ فان العدل في العقوبة عليها ظاهر. قيل هذا سؤال له شأن ومن اجله زعم الطائفة ان العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته قالوا لان الظلم هو التصرف في ملك الغير. والله له كل شيء فلا يكون تصرفه في خلقه الا عدلا اكتب امامه وهذا قول الاشاعرة فشاعر يقولون العدل هو المقدور. كل شيء الله قدره هذا هو العدل والظلم ممتنع لذاته. زعموه ان الظلم ممتنع لذاته كأنه ايش معنى انت ممتنع لذاته؟ كأن معناها الله ما يقدر ان يظلم وهذا غير صحيح الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه الظلم لا لانه ممتنع عليه وانما لكمال عدل وقال سبحانه ولا يظلم ربك احدا نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وقال وقالت طائفة بل العدل انه لا يعاقب بل العدل انه لا يعاقب على ما قضاه وقدره فلما حسن منه العقوبة فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم انه ليس بقضاءه وقدره وقدره فيكون العدل هو جزاؤه على الذنب بالعقوبة والذم اما في الدنيا واما في الاخرة. يكتب امامه وهذا قول عامة المعتزلة وهو قول القدرية الاوائل وقول بعض الخوارج نعم معتزلة هو قول عامة المعتزلة وقول القدري الاوائل وقول بعض الخوارج نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبني القدر. فزعموا ان من اثبت القدر لم يمكنه ان يقول بالعدل ومن قال بالعدل لم يمكنه ان يقول بالقدر كما صعب الجمع بين التوحيد واثبات الصفات فزعموا انه لا يمكنهم اثبات التوحيد الا فصار توحيدهم تعطيلا وعدلهم تكذيبا بالقدر. من الذين قالوا لا يمكنهم اثبات التوحيد الا بانكار الصفات المعتزل المعتزلة زعموا ان اثبات الصفات ينافي التوحيد ولذلك نفوا الصفات عياذا بالله. لماذا نفوا الصفات لزعمهم ان تعدد الصفات يلزم منه تعدد الذوات وهذا من خزعبلاتهم واما اهل السنة نعم واما اهل السنة فهم مثبتون الامرين والظلم عندهم هو وظع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له هذا قد نزه الله نفسه عنه في غير موضع من كتابه. وهو سبحانه وان وان اضل من شاء وقضى بالمعصية والغي على من شاء فذلك محض العدل فيه لانه وضع الاظلال والخذلان في موضعه اللائق به. كيف وان كيف ومن اسمائه الحسنى العد الذي كل الذي كل افعاله افعاله واحكامه سداد وصواب وحق. فهل العدل من اسماء الله فيه خلاف بين العادين لاسماء الله عز وجل ولكن لا لم يختلفوا ان العدل صفة من صفاته سبحانه وتعالى واتفقوا على ان الحكيم من اسماء الله عز وجل هذه المسألة مهمة يجب على المسلم ان يدرك ما هو الظلم عند اهل السنة وضع الشيء في غير موضعه يعني لو كان هناك رجل مطيع وفي قلبه اخلاص ثم يخذله الله قلنا هذا ينافي الحكمة ينافي العدل لكن رجل مطيع وفي قلبه اخلاص فيعينه الله هذا هو تمام العدل رجل ظاهر الطاعة وفي قلبه كبر وانفه لا يعلم به الا الله فمن الجور ان يبقى هكذا ولا يعلم الناس بحالي ومن تمام العدل اظهاره للناس فيختم له بالسيئات عياذا بالله هذا من عدل الله عز وجل فاذا مهما نقول لو ان انسانا اراد الزنا عياذا بالله اراد السرقة عياذا بالله اراد الغيبة والنميمة فمنعه الله عز وجل لكان هذا مع ارادته وعدم سبق الصالحات منه لكان منافيا للعدل كيف العبد المبتلى في دار الابتلاء؟ يريد الذنب والرب يمنعه معناه ان لا يوجد عدل لا يوجد اختيار لكن اذا كان العبد صالحا قد سبق له الصلاح من قبل عموم اقضية الله في عبده ويخرجون افعال العباد عن كونها بقضاء وقدره ويردون ويردون القضاء الى الامر والنهي وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله عدل فيه قضاؤك فائدة فان العدل ثم اراد ان يسرق اراد ان يغتاب اراد ان ينم فمنعه الله عز وجل هذا من تمام عدله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وهو سبحانه وهو سبحانه وقد اوضح السبل وارسل الرسل وانزل الكتب وازاح العلل ومكن من اسباب الهداية والطاعة بالاسماع والابصار والعقول وهذا عدله هذا شيء واضح لو ان ملك من ملوك الدنيا وضع وضعت طريقا قال يا جماعة هذا الطريق يوديكم مكة. وكل الطريق فيه لوايح وارشادات واحد ركب راسه الملك اول رئيس الدولة ما وضع حواجز في الطريق خطر ومشى بالصحراء فهلك هل نقول هذا من جور الحاكم؟ ايش علاقة الحاكم فيه من تمام عدل الحاكم انه وضع العلامات الارشادية الموصل الى مكة. فلما هو ركب رأسه وتركه الملك وما فعل لا يلام لا الرب العظيم جل جلاله اوضح السبل ارسل الرسل انزل الكتب ازاح العلل مكن اسباب الهداية وضع له عقلا يميز بين الخير والشر ثم بعد ذلك اذا هلك فهذا من تمام عدل الله عز وجل اي ووفق احسن الله اليك. ووفق من شاء بمزيد عناية واراد من نفسه ان يعينه ويوفقه. فهذا فظله وخذل من ليس باهل لتوفيقه وخلى بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفس وفقه فقط عنه فظله ولم يحرمه عدله. يعني الان العبد الذي حرمه الله فظله تأمل اذا نظرت اليه لو وجدت ان الله لو عامله بالفضل لكان مخالفا للعدل لانه لم يسبق له الحسنى فان عامل الله عبدا بالفضل وهو مستحق له فهذا هو تمام العدل فمعاملته بالعدل للعبيد عدل ومعاملته العبيدة بالفضل من تمام العدل. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وهذا نوعان احدهما ما يكون جزاء منه العبد على اعراضه عنه. وايثار عدوه بالطاعة والموافقة عليه. وتناسي ذكره وشكره فهو اهل ان يخذله ويتخلى عنه وقع منه ما يستدعي تركه وقع منه ما يستدعي تركه من العجب والغرور والكبر وو والى اخره فخذله الله عز وجل وتركه حتى ينتبه ويتذكر نعم والثاني والثاني الا يشاء له ذلك ابتداء بما يعلم منه انه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه ولا يثني عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله. قال تعالى وكذلك فتنا ببعض ليقول اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم بالشاكرين؟ وقال الجواب بلى. الله اعلم بالشاكل فاذا كان الجواب هذا الاستفهام ايش تقليد ها؟ اليس الله اعلم بالشاكرين؟ الجواب؟ بلى الله اعلم بالشاكرين فاذا كان هو اعلم بالشاكرين فيعين ويعطي ويرزق ويوفق ويسدد نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. فاذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل كما اذا قضى على الحية بان تقتل وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلا فيه. وان كان مخلوقا على هذه الصفة وقد استوفينا الكلام في هذا الكلام ايضا يجري على كل المخلوقات لما حكم للبشر وجوز لهم ان يذبحوا البهائم الانعام ليأكلوا فهذا من عدله سبحانه لانه خلق هذه البهيمة لهذا المقصد ولنعام لتركبوها وزينة وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغين يخرج لكم من بطونها شراب مختلف الوان اذا حكمة عظيمة وحكم فان قال قال فانها تتألم نقول انت ترى انها تتألم والحكيم سبحانه وتعالى حملها هذا الالم لما له عليها من العبودية فهو المالك لها وهو القاهر لها وهو الخالق لها سبحانه وتعالى وذلك لما خلق هذه السبعيات والزواحف وهذه الاشياء لحكم انتقد لا تراها فلا يجوز ان تسارع في انكار حكمة الله وانكار عدل الله كما يقوله بعض الملاحد يقول اي حكمة في خلق هذا الاسد الذي يأكل هذه اللحوميات طيب انت ما ترى لو لم يكن الا ما ما تعارف عليه الناس ان الاسد ملك الغابة فهو بوجوده يصلح الحكم في الغابة ولولا وجوده لكان الامر اشنع مما انت تتصور وافظع مما انت تتخيل نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقد استوفينا الكلام في هذا في كتابنا الكبير في القضاء والقدر. هذا كتاب عظيم شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليم كتاب عظيم لو قرأته عشر مرات ما كان كثيرا نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والمقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم ماض في حكمك عدل فيه قضاؤك رد على الطائفتين. القدري الذين عندهم كل ما يمكنه فعله والظلم هو المحال لذاته فكأنه قال ماظي ونافذ في قضاؤك وهذا هو الاول بعينه. يعني القدرية المعتزلة قدرية المعتزلة قدرية ولشعرة جبرية في هذا ماض في حكمك عدل في قضاك رد على الطائفتين نعم احسن الله اليك وقوله قال رحمه الله تعالى وقوله اسألك بكل اسم الى اخره توسل الي باسمائه كلها ما علم العبد منها وما لم يعلم فهذه احب الوسائل اليه فانها وسيلة بصفاته وافعاله التي هي مدلول اسمائه. وقوله من اعظم انواع التوسل التوسل الى الله باسمائه وصفاته. التوسل الى الله باسمائه اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك وانزلته في كتابك ثم يأتي بعد هذا التوسل الى الله جل وعلا بافعاله يا منزلا الكتاب يا مجري السحاب ونحو ذلك. وهو ضمن الاسماء والصفات يأتي بعد هذا توسل الى الله بالطاعة امتثال الامر بالصلاة بالذكر بالصدقة تتقرب الى الله يعني معنى التوسل والوسيلة تقرب تقرب الى الله عز وجل بالطاعات وامتثالها وترك المنهيات واجتنابها الثالث التوسل الى الله بدعاء الرجل الصالح نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري. الربيع المطر الذي يحيي الارض. شبه القرآن لحياة القلوب به وكذلك شبه شبهه الله بالمطر وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الاضاءة والاشراق. كما جمع بينهما سبحانه في قوله انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتفل السيل زبدا رابيا. ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية. وفي قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم. ثم قال او كصيد من السماء. وفي قوله الله نور السماوات والارض مثل نوره ثم قال الم ترى ان الله يسجيه سحابا ثم يؤلف بينه فتضمن الدعاء ان يحيي قلبه بربيع القرآن وان ينور به صدره فتجتمع له الحياة النور قال تعالى اومن كان ميتا فاحيينه فجعلنا له نورا يمشي به من الناس كمن مثل في الظلمات ليس بخارج منها. المنزل من السماء منزل حسي مشاهد بالعين وهو المطر به حياة الابدان به حياة الابدان وبقاء جنس البشرية والثاني الوحي المنزل سواء كان منه جليا او خفيا بواسطة الملك الذي لا ينزل الا على الرسل فانزل التوراة والزبور والانجيل وصحف ابراهيم وموسى وانزل القرآن وبه حياة الارواح ففي المطر نور البصر ولذلك الرجل الظمآن لا يرى يرى الشراب السراب ماء لماذا؟ لان في الماء نور البصر وفي القرآن والوحي المنزل نور البصيرة فاذا ابتعد الانسان عن ماء الحياة صار يرى السراب ماء واذا ما ابتعد عن النور المنزل من السماء القرآن يرى الظلالة هدى هذا تشبيه بليغ في كتاب الله حيثما ذكر المنزل المطري نزل ذكر المنزل الوحي نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولما كان الصدر اوسع من القلب كان النور الحاصل لا يسري منه الى القلب. لانه قد حصل لما هو اوسع منه ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه الى الصدر ثم الى الجوارح. سألوا الحياة لو بالربيع الذي هو مادتها ولما كان الحزن والهم الدعاء فيه التفريق بين ربيع القلب ونور الصدر ربيع القلب سعادته فرحوا وانسه نور الصدر بصيرته وهذا اعم ولولا وجود الاعم لما امكن وجود الاخص لولا وجود الاعم ما امكن وجود الاخص. فمن لم يرزق البصيرة لا يرزق ربيع القلب ولهذا ينبغي للانسان ان يزداد بصيرة بدين الله حتى يصل الى الانس بالله عز وجل نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل ان يكون ذهاب ابو ذهابها بالقرآن فانها احرى الا تعود. واما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة او دنيا او جاه او زوجة او ولد فانها تعود بذهاب وبذلك والمكروه والوارد على القلب ان كان من امر ماض احدث الحزن وان كان من مستقبل احدث الهم وان كان من امر حاظر احدث الغم والله الله اعلم الواردات التي ترد على الناس المكروهات الواردة على القلب هذه منقسمة الى اقسام اما ان تكون واردات ما نسميه نحن بالذكريات فهذه الذكريات الماضية تورث الحزن ولهذا ينبغي الانسان ينسى ما قد مضى ويشتغل بما هو ات. وان كان المكروهات المتخيلة المستقبلية والله شلون مستقبلي؟ مستقبل عيالي شلون اعيش فهذا يسمى الهم هذا يسمى الهم. الاول يسمى الحزم والثاني يسمى الهم وان كان امرا واقعيا فيسمى الغم. مثل الدين كون الانسان مديون هذا غب يلازمه ولا يفارقه هذه الواردات الثلاث الهم الماضي الحزن الماظي والهم المستقبلي والغم الحاظر هي من الامور التي تظعف القلوب وتشغل القلوب عن الانس بالله عز وجل فماذا يفعل العبد العبد عليه ان لا يشتغل بما قد فات وان لا يشتغل بما هو ات وان يدفع ما هو موجود حتى يفرغ قلبه لرب البريات سبحانه وتعالى نكتفي بهذا القدر والله نسأل ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين