بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال الشيخ رحمه الله باب احترام اسماء الله وتغيير الاسم من اجل ذلك احترام اسماء الله بالا يسمى بها غيره او تطلق على غيره لان اسماء الله جل وعلا من عظمته وجلاله وكل اسم لها له معنى عظيم فاسماء الله تحترم وتعظم هذا من حق الله على عباده سبحانه نعم وقال المصنف رحمه الله باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك تغيير الاسم لو سمي احد باسم من اسماء الله فانه لا يقر بل يغير الاسم بما يليق بالانسان نعم عن ابي شريح رضي الله عنه انه كان يكنى ابا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم وقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين وقال صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا فما لك من الولد قال شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم قلت شريح قال فانت ابو شريح رواه ابو داوود وغيره. هذا من تغيير الاسم اذا كان من اسماء الله او هذا الاسم فيه محذور فانه يغير فان هذا الرجل كان يسمى ابا الحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك قال ان الله هو الحكم هذا من اسماء الله الحكم واليه الحكم يعني ان الخصومات والاختلافات ترد الى الله جل وعلا ويحكم فيها قال فما لك من الولد فقال لي فلان وفلان قال من اكبرهم قال شريح قال انت اذا ابو شريح هذا تغيير الاسم غيره من ابي الحكم الى ابي شريح ابتعادا عن امتهان اسماء الله وتسمية غيره بها نعم قال جل وعلا يقول ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون نعم قال الشارح رحمه الله قوله عن ابي شريح قال في خلاصة التذهيب هو ابو شريح الخزاعي اسمه خويلد ابن عمر اسلم يوم الفتح له عشرون حديثا واتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديث وروى عنه ابو سعيد المقبوري ونافع بن جبير وطائفة قال ابن سعد مات بالمدينة سنة ثمان وستين وقال الشارح اسمه هانئ ابن يزيد الكندي قاله الحافظ وقيل الحارث الضبابي قاله المزي قوله يكنى الكنية ما صدر باب او ام ونحو ذلك واللقب ما ليس كذلك كزين العابدين ونحوه يعني فيه فرق بين اللقب والاسم. نعم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم فهو سبحانه الحكم في الدنيا والاخرة يحكم بين خلقه في الدنيا بوحيه الذي انزله على انبيائه ورسله وما من قضية الا ولله فيها حكم بما انزل على نبيه من الكتاب والحكمة اه الله جل وعلا ذكر اسماءه في كتابه وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها فلا يجوز ان تطلق على المخلوق اسماء الله لا يجوز ان يسمى بها المخلوق كما في هذا الباب نعم فهو سبحانه الحكم في الدنيا والاخرة يحكم بين خلقه في الدنيا بوحيه الذي انزله على انبيائه ورسله وما من قضية الا ولله فيها حكم بما انزل على نبيه من الكتاب والحكمة وقد يسر الله معرفة فاكثر ذلك لاكثر العلماء من هذه الامة فانها لا تجتمع على ضلالة فان العلماء وان اختلفوا في بعض الاحكام فلابد ان يكون المصيب فيهم واحدا نعم هذه الامة وان اختلفت في بعض الاحكام فانه ليسوا كلهم مخطئين لا بد ان يكون فيهم من هو مصيب؟ عصمة لاسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته نعم فان العلماء وان اختلفوا في بعض الاحكام فلا بد ان يكون المصيب فيهم واحدا فمن رزقه الله تعالى قوة الفهم واعطاه ملكة يقتدر بها على فهم الصواب من اقوال العلماء يسر الله له ذلك بفضله ومنه عليه واحسانه اليه فما اجلها من عطية فنسأل الله من فضله نعم فالعلما وان اختلفوا في بعض الاحكام لا بد ان يكون فيهم مصيب لان لا تضل الامة لابد ان يكون فيهم مصيب للحق لئلا تضل الامة نعم قوله واليه الحكم في الدنيا والاخرة كما قال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ما اختلفتم فيه من شيء اي شيء فحكمه الى الله الله جل وعلا يعلم الصواب مع من المختلفين فيوفقه له لقوله صلى الله عليه وسلم لا تجتمع امتي على ظلالة وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فان تنازعتم اي اختلفتم في شيء اي شيء من الاحكام الشرعية فان المرد لمعرفة الصواب بالمختلف فيه الى الله جل وعلا الى كتابه وهو القرآن العظيم او الى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لان السنة وحي من الله السنة هي الوحي الثاني والقرآن هو الوحي الاول نعم فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر نعم هذا شأن المؤمنين انهم اذا اختلفوا في شيء فانهم يردون الصواب معرفة الصواب فيه الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نعم ذلك خير واحسن تأويلا ذلك خير لكم في الدنيا والاخرة واحسن تأويل اي مآلا وعاقبة نعم فالحكم الى الله هو الحكم الى كتابه والحكم الى رسوله هو الحكم اليه في حياته والى سنته بعد وفاته فالحكم الى الله يعني في كتاب يعرف من كتاب الله عز وجل فان لم يوجد في كتاب الله فهو في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لانها وحي من الله والسنة تسمى بالوحي الثاني. نعم والحكم الى رسوله هو الحكم اليه في حياته والى سنته بعد وفاته الحكم الى الرسول هو الحكم اليه صلى الله عليه وسلم بالرجوع اليه في حياته وبعد وفاته يرجع الى سنته في الاحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم. نعم وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه الى اليمن قال له بما تحكم قال بكتاب الله قال فان لم تجد قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد قال اجتهد رأيي فقال صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي وفق رسول الله الى ما يرضي رسول الله نعم هذا منهج عظيم هذا منهج عظيم كان عليه معاذ بن جبل رضي الله عنه لما ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن قاضيا ومعلما ومزكيا يقبض منهم صدقاتهم ويرسلها الى الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول سأله سؤال اختبار وتثبت قال له بما تحكم قال احكم بكتاب الله عن القرآن قال فان لم تجد في كتاب الله قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد في السنة قال اجتهد رأيي ولا الوا يعني لا تساهل في هذا الامر بل اجتهد آآ رأيي حتى اصيب او حتى اقتنع بالحكم الذي حكمت به استنادا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نعم فقال صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي وفق رسول الله الى ما يرضي رسول الله نعم هذا ثناء على معاذ بن جبل رضي الله عنه وعلى سيرته في الاحكام بين الناس المتنازعين وهو انه يحكم بكتاب الله وهو القرآن فان لم يجد قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد قال اجتهد رأيي ولا ال يعني لا ال في الاجتهاد بل اجتهد بمعرفة الحق وطلبه من من الكتاب والسنة والغالب ان مثل هذا يوفق للحكم الصحيح لا فمعاذ رضي الله عنه من اجل علماء الصحابة بالاحكام ومعرفة الحلال من الحرام ومعرفة احكام الكتاب والسنة ولهذا صاغ له الاجتهاد اذا لم يجد للقضية حكما في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم تخصص بنوع من العلم بتوفيق الله سبحانه وتعالى فمنهم من هو متخصص في معرفة الحلال والحرام كمعاذ ابن جبل رضي الله عنه ومنهم من هو متخصص بعلم المواريث ومنهم من هو متخصص بغير ذلك من الاحكام الشرعية والامة لا تجتمعوا على ظلالة نعم فمعاذ رضي الله عنه من اجل علماء الصحابة بالاحكام ومعرفة الحلال من الحرام ومعرفة احكام الكتاب والسنة هذا صاغ له الاجتهاد اذا لم يجد للقضية حكما في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما يقع اليوم وقبله من اهل التفريط في الاحكام ممن يجهل حكم الله في كتابه وفي سنة رسوله فيظن ان الاجتهاد يسوغ له مع الجهل باحكام الكتاب والسنة وهيهات نعم الاجتهاد لا يحصل لكل احد وانما هو للمتخصصين والفقهاء المتميزين واما من لم آآ يعطى شيئا من ذلك فانه يقلد اهل العلم التقليد انما يكون بعد بعد تعذر معرفة الحق من الكتاب والسنة نعم واما يوم القيامة فلا يحكم بين الخلق الا الله عز وجل اذا نزل لفصل القضاء بين العباد فيحكم بين خلقه بعلمه وهو سبحانه الذي لا يخفى عليه خافية من اعمال خلقه قال سبحانه ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما الله جل وعلا ينزل يوم القيامة نزولا يليق بجلاله سبحانه ينزل الى الارض فيحكم بين عباده فيما اختلفوا فيه من الحق باذنه فهذا نزول نزول ان الله جل وعلا الى الارظ لاجل ان يحكم بين عباده فيما اختلفوا فيه نعم فيحكم بين خلقه بعلمه وهو الذي لا يخفى عليه خافية من اعمال خلقه نعم لا يخفى عليه خافية جل وعلا من اعمال خلقه خيرها وشرها ويعلم ما تعملون نعم ان الله لا يظلم مثقال ذرة ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال ذرة وهي الهباءة التي تطير في الهواء آآ لا يظلم الله احدا او منزه عن الظلم كما في الحديث القدسي ان الله جل وعلا يقول يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا نعم وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما الله لا يظلم العباد ان كان لهم حسنة ولو كانت يسيرة فان الله بمنه وكرمه يضاعفها بمعنى انه يبارك فيها ينزل فيها الحق والصواب نعم والحكم يوم القيامة انما هو بالحسنات والسيئات فيؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر ظلمته. ان كان له حسنات وان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات المظلوم فطرح على سيئات الظالم لا يزيد على هذا مثقال ذرة ولا ينقص هذا عن حقه بمثقال ذرة نعم هذا واظح وهذا في الحديث الصحيح حديث القدسي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فالله جل وعلا لا يظلم مثقال ذرة وهي العباءة التي تطير في الهواء وان تكوا حسنة يعني توجد حسنة فان الله يضاعفها للعبد اضعافا كثيرة الى ان تصل الى سبع مئة ضعف نعم فيؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر ظلامته ان كان له حسنات نعم يؤخذ من الظالم يوم القيامة للمظلوم يوم القيامة ما فيه اموال يؤخذ منها وانما يؤخذ من اعمال العبد للمظلوم ان كان له حسنات يؤخذ من حسناته وتعطى للمظلوم وان لم يكن له حسنات والعياذ بالله اخذ من سيئات المظلومين وطرحت عليه وطرح في النار نعم وان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات المظلوم فطرح على سيئات الظالم لا يزيد على هذا مثقال ذرة ولا ينقص هذا عن حقه بمثقال ذرة نعم لان الله لا يظلم احدا ولو مثقال ذرة لا يظلم احدا ولو كان قليلا نعم قوله فان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا بل معنى والله اعلم ان ابا شريح لما عرف منه قومه انه صاحب انصاف وتحر للعدل بينهم ومعرفة ما يرضيهم من الجانبين صار عندهم مرضيا وهذا هو الصلح ان اعمال هذا هو الصلح فالصلح مطلوب وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما بالعدل فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين المقسطين واما القاسطون فان لهم النار والعياذ بالله انما المقسطين اي العادلين في حكمهم واجتهادهم وتخليص آآ الخصومات بالاجتهاد العادل نعم المعنى والله اعلم ان ابا شريح لما عرف منه قومه انه صاحب وانصاف وتحر للعدل بينهم ومعرفة ما يرضيهم من الجانبين صار عندهم مرظيا وهذا هو الصلح. لان مداره على الرضا لا على الالزام ولا على احكام الكهان واهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا على الاستناد الى اوظاع اهل الجاهلية من احكام كبرائهم واسلافهم التي تخالف حكم الكتاب والسنة كما قد يقع اليوم كثيرا نعم الحكم بالاجتهاد انما هو لاهل العلم لا للمتخرصين ولا لاهل الجور والظلم وانما هو لاهل العلم الذين عندهم ملكة الاجتهاد بالكتاب والسنة نعم ولا على الاستناد الى اوظاع اهل الجاهلية من احكام كبرائهم واسلافهم التي تخالف حكم الكتاب والسنة كما قد يقع اليوم كثيرا كحال الطواغيت الذين لا يلتفتون الى حكم الله ولا الى حكم رسوله وانما المعتمد عندهم ما حكموا به باهوائهم واراءهم نعم الطواغيت جمع طاغوت من الطغيان وهو مجاوزة الحد الذين يحكمون بغير ما انزل الله هؤلاء طواغيت هؤلاء طواغيت ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال ابن القيم رحمه الله والطاغوت ما تجاوزوا ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع في غير طاعة الله عز وجل كلهم طواغيت والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن حكم بغير ما انزل الله نعم وقد يلتحق بهذا بعض المقلدة لمن لم يسغ تقليده ويعتمد على قول من قلده ويترك ما هو الصواب الموافق لاصول السنة والكتاب والله المستعان نعم المقلدة هذا قسمين مقلد لاهل العلم واهل الحق فهذا مأمور به واما تقليد الاعمى وهو قبول ما عليه عليه الناس او بعضهم من غير مراجعة للكتاب والسنة فهذا هو الطاغوت والعياذ بالله ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. نعم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فما لك من الولد قال شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم قلت شريح قال فانت ابو شريح فيه تقديم الاكبر في الكنية وغيرها غالبا وجاء هذا المعنى في غير ما حديث والله اعلم نعم فيه ان الرجل يكنى باكبر اولاده لاكبر اولاده فهذا ابو شريح فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما لك من الولد فاخبره بفلان وفلان وفلان قال النبي صلى الله عليه وسلم من اكبرهم قال شريح قال انت اه انت اذا ابو شريح ففيه ان الكنية تكون باكبر الاولاد نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى احترام اسماء الله وصفاته ولو لم يقصد معناه كرام اسماء الله وصفاته وصفاته وان لم يقصد معناه يعني اذا سمى احدا باسم الله فلا يجوز هذا وان لم يقصد معناه نعم الثانية تغيير الاسم لاجل ذلك تغيير الاسم من اجل ذلك لان الرسول غير اسم هذا الرجل فقال انت ابو شريح بدل ابا الحكم نعم. الثالثة اختيار اكبر الابناء للكنية نعم كما ذكرنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين