بسم الله والحمد لله وصلي وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وحياكم الله في هذا اللقاء المبارك. وفي هذا اليوم وهو اليوم العاشر من شاهي رجب من عام اربعة واربعين واربع مئة والف من الهجرة درسنا المعتاد في فجر مثل هذا اليوم يوم الاربعاء من كل اسبوع مع تفسير الامام ابن ابي زمنين رحمه الله تعالى لا زلنا في تفسير سورة المائدة وقف بنا الكلام عند الاية العاشرة واليوم نبدأ بالاية التي بعدها وهي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم تفضل اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين والمسلمين اجمعين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف رحمه الله تعالى عند قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم. قال الحسن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببطن نخل محاصرا غطفان وهم متقلب سيفه فجاءه رجل كانت قريش قد بعثته ليفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا محمد ارني شيخك هذا انظر اليك فقال هكذا اخذه فجعل ينظر الى السيف مرة. والى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فقال اما تخافني يا محمد محمد قال لا. اغمد سيفه وامر رسوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بالرحيل. قوله تعالى ولقد قد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا. قالوا الحسن اما ضمنوا عنهم من شيء قبلوه فقبلوه وفعلوا قال محمد النقيب في اللغة هو كالامين والكفيل كالكفيل. يقال نقب الرجل على قوم ينقب. قال مجاهد فارسلهم موسى وقال الله اني معكم. يعني على الشر لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم اي نصرتموهم واقرظتم الله قرضا حسنا. يعني الصدقة والنفقة في الحق. لاكفرن عنكم سيئاتكم. قال محمد العذر في اللغة معناه الرد. فتأويل وعزرتموهم اي نصرتموهم. بان رددتم عنهم اعدائهم وتقول ايضا عزرت فلانا اذا ادبته ومعناه فعلت بهما يردعه عن القبيح قال مجاهد فلما ارسل موسى من كل سبط نقيب الى الجبارين وجدوهم يدخل في كم احدهم اثنان في كم اثنان منهم ثم يلقيهم القاء. قد رجع النقباء كلهم ينهاس بصدقه عن قتالهم الا يوشع ابن نون وكالون فانهما امر الاسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما. وقوله تعالى فمن كفر بعد ذلك منكم فقد قد طن سواء السبيل. يعني قصد الطريق فبما نقضهم ميثاقهم اي ابنقضهم ميثاقهم يعني باللعن المسخ فجعل منهم قردة وخنازير مسخوا في زمان داوود قردة. وفي زمان عيسى خنازير. وجعل ناقش قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه وهو ما حرفوا من كتاب الله ونسوا حظا مما ذكروا به اي نسوا كتاب الله وضيعوا فرائضه وعطلوه حدوده ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم يعني من امن منهم قال محمد الخائنة والخيانة واحدة. وقد يجوز ان تكون الخائنة صفة للرجل. كما يقال رجل طاغية وراوية للحديث فاعف عنهم واصفح وهذا منسوخ بارك الله فيك. قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم. اذ هم قوم ان يبسطوا اليك ذكر المؤلف هنا عن الحسن سبب نزول هذه الاية وان النبي صلى الله وسلم في احدى الغزوات نزل ببطن واد وفيه نخل في رواية انه علق سيفه فجاء رجل اخذ سيفه وقال من من يمنعك مني يا رسول الله؟ يا محمد قال الله فسقط السيف من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من من يمنعك مني؟ قال لا احد. وفي رواية عدة روايات في سبب النزول. ومنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى اليهود يطلب منهم المساعدة على دية قتيل قتل خطأ. فلما جاء الى يهود بني النظير وطلبوا من المساعدة قالوا ابشر يا ابا القاسم فدخلوا الدار فتشاوروا فيما بينهم قالوا هذه فرصة جاءنا محمد عندنا لو يلقي احدنا حجرا عليه من اعلى السطح يموت ونرتاح لما خططوا ذلك جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره الخبر وقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا هو واصحابه. ثم اجلى اليهود هذه قصة وهذه قصة والله اعلم بذلك ولكن الذي يعني اقرب الى السياق هو قصة اليهود لان هذا رجل واحد والله عز وجل يقول اذ هم قوم ان يبسطوا والذي يظهر انه اليهود. وعلى كل قد تكون قد يكون سبب النزول. لاكثر من حادثة. قد تكون اكثر من حادثة تنزل تنزل الاية لاكثر من سبب. يقول وقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منه اثني عشر نقيبا يقول النقيب هو الامين والكفيل والعريف والقائد والرائد كلها معاني متقاربة بحيث ان ان بني اسرائيل كانوا كانوا اثني كانوا اثنتي عشرة قبيلة فبعث موسى من كل قبيلة نقيبا يكون يعني يقودهم ويرتب امورهم يعني يقوم بشؤونهم وينقادوا تحته طيب هو تكلم عن مسألة واقرضوا الله قرضا حسنا قال القرض الحسن هو الصدقة والنفقة في الحق. وهذا شامل شامل للجميع يقول هنا وعزرتموهم. ما معنى التعذير؟ قال التعزير الاصل فيه الرد والتأديب والمنع وتعزير التعزير الرسل عزرنا الرسل معناه نصرناهم بمعنى انه كما قال هنا ان ان نرد اعداءهم عنهم. فهذا النصر تعذير لي لاعدائهم ذكر هنا يعني في قصة الجبارين الجهاد في مجاهدة الجبارين. قال ارسل موسى من كل سبط نقيبا الى الجبارين ووجدوهم يدخل في كم احدهم اثنان منهم هذا الكلام من الروايات الاسرائيلية التي لا تصح ولا يقبلها العقل والجبارين هم الجبارون هم اناس من بني ادم. وآآ ليس هناك فرق كبير بينهم وبين غيرهم. ولكن اعطوا القوة والجبروت ويعني في وبنو اسرائيل لما سمعوا عنه هذه القوة وانهم يعني عندهم سلطة وقوة خافوا منها. فقط والا وسمهم جبالين لانهم عندهم قوة شديدة وجبروت. والا هم من بني ادم وليس من هذه الروايات روايات والا فيها روايات لا تصح ولا تقبل يقول انس حظا مما ذكروا به اي الذين اخذ عليهم الميثاق نسوا يعني شيئا من كتاب الله او ضيعوا الكتاب وظيع الفرائظ وعطلوا الحدود بسبب ماذا بسبب نقض المواثيق وعدم التزام يعني ما امرهم الله به بسبب هذه الذنوب جعل الله قلوبهم قاسية طيب. يعني اكثر الايات واضحة هي تتحدث عن بني اسرائيل ومواقفهم معه مع نبيهم موسى عليه السلام وان الله اخذ عليهم الميثاق لكنهم لم يفوا بالميثاق بل خانوا وكما قال ولا تزال خائنة منهم ونقض الميثاق وكفروا وردوا فهذا هذا معنى الاية. بيان موقف اليهود كما ان الله سبحانه وتعالى سيبين موقف النصارى ثم تأتي خطابات موجهة للجميع لليهود والنصارى. نعم نواصل تفضلوا احسن الله اليك وقوله تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم. اي كما اخذنا ميثاق اليهود قال هي مثل الاولى. واغرينا بينهم العداوة اي القينا بينهم العداوة. والبغي قال حسن يعني به عامتهم او عامتهم قال محمد اغرينا حقيقته في اللغة الصقنا وتأويل العداوة والبغضاء اي صاروا في رخاء يكفر بعضهم بعضا وقوله تعالى اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا. قال قتادة ومحمد يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب. يعني ما حرفوه منه واخفوا الحق فيه. ويعفو عن كثير. اما فكان حرم عليهم ان يحلوه لهم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يعني القرآن يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام قال اسود السلام هو الله كقولهم لنهدينهم سبلنا وقوله تعالى وقالت اليهود والنصارى نحن قالت اليهود لانفسها وقالت النصارى قال الحسن يقولون قربنا من الله وحبه ايانا كقرب الولد من والده وكحب الوالد ولده. ليس على حد ما قالت النصارى لعيسى. قال الله للنبي قل فلما يعذبكم بذنوبكم وبكم فجعل منكم القردة والخنازير. ولو كان لكم هذا القرب وهذه المحبة ما عذبكم. وقوله تعالى بل ان انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء. يعني للمؤمنين ويعذب من يشاء يعني الكافرين وقوله تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا وهو محمد صلى الله عليه وسلم. يبين لكم على فترة من الرسل ان اي بان لا تقولوا يوم القيامة ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير. اي يبشر الجنة ونذير اي ينذر من النار. قال قتادة ذكر لنا ان الفترة التي كانت بينما التي كانت ما بين عيسى محمد ستمائة سنة او ما شاء الله من ذلك. بارك الله فيك. قال تعالى لما ذكر طائفة اليهود ذكر طائفة النصارى. قال ومن الذين قالوا انا نصارى. ولم يقل من النصارى. لان هذا زعم منهم انهم نصروا عيسى وايدوا عيسى والصحيح ان لم يلتزموا نصرة عيسى حقيقة بل بدلوا وغيروا لم يلتزموا ذلك قال وما الذين قالوا انا صاروا اخذنا ميثاقهم. اي كما اخذ الله على اليهود الميثاق. اخذ على النصارى الميثاق ولم يفوا بذلك نسوا حظا مما ذكروا به وسبب النسيان هو تمردهم ومخالفتهم لامر الله وهذا من اثر المعاصي. قال الله عز وجل فاغرينا بينهم العداوة اي الصقنا من الغراء وهو وهو اللاصق قال اغرينا يعني القينا والصقنا العداوة والبغضاء فيهم بينهم بينهم فهذا اثر اثر الاعراض والذنوب والمعاصي تكون هذه تكون هذه ثمرتها وهذا شؤمها طيب يا اهل الكتاب خطاب الجميع. قد جاءكم رسولنا الخطاب لليهود والنصارى المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم الاحظ ان سورة المائدة اغلب الخطابات فيها لليهود والنصارى المعاصرين بخلاف سورة البقرة فان الحديث عن اسلافهم واجدادهم. قال هنا قد جاءكم رسولنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب واعفو عن كثير اي يبين الذي اخفيته حرفتوه وغيرتوه وبدلتوه في التوراة والانجيل. ويعفو عن كثير يتجاوز عنكم. ويحل لكم بعض الذي حرم عليكم قال قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. قال الكتاب المبين هو القرآن والنور بعضهم قال انه قرآن ومن قال انه محمد صلى الله عليه وسلم. سبل السلام قال السلام المراد به الله اسم من اسماء السلام المؤمن المهيمن السلام اسماء الله واضافة السبل الى الله اضافة تشريف مثل ان يقال بيت الله ودين الله ونحو ذلك يجوز ان ان يكون معنى سبل السلام من السلامة يعني الطرق السالمة من الغواية السالمة من الانحراف ونحو ذلك. قوله وقالت اليهود اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباءه يعني قالت اليهود والنصارى اننا نحن ابناء الله واحبه. لم يقولوا جميعا نحن ابناء الله. وانما قالوا ان قالت اليهود عزير ابن الله. وقالت المسيح ابن الله وقالوا نحن نعظم عزير ونعظم المسيح كونهم ابناء الله نحن في معهم. لاننا نحبهم ونعظمهم وكاننا ابناؤهم وقال الحسن قربنا من الله وحبه ايانا كقرب الولد من والده نحن اقرب الناس الى الله والله قد يعني احبنا وقربنا ومحبة الله لنا كاننا ابناؤه هذا توجيه ايضا جيد رد الله عليهم واقول لهم يا محمد ان كنتم ابناء الله في دعواكم واحباء الله فلماذا يعذبكم الله بذنوبكم الحبيب لا يعذب حبيبه كيف يعذبه هذا تناقض ولا يمكن. وهذا رد عقلي عليهم في دعواهم هذه الدعوة الباطلة يا اهل الكتاب قد جاءكم رسول يبين لكم قد جاءكم رسولنا يبينكم على فترة من على فترة يعني على انقطاع كثرة انقطاع بين بين عيسى وهو اخر انبياء بني اسرائيل وبين محمد. كما ذكر المؤلف قال يعني ست مئة سنة او قريب من ذلك نشوف الايات التي بعدها تفضل احسن الله اليك. وقوله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم وجعلكم ملوكا في تفسير مجاهد جعل لكم ازواجا وخدما وبيوتا. قال الكلبي وكان منهم في حياة موسى عليه السلام اثنان وسبعون نبيا. وقوله اتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين. يعني ما كل عليم من الغمام وانزل عليهم من المن والسلوى ذلك مما اوتوا. وقوله تعالى يا قوم ادخلوا الارض المقدسة يعني التي بورك بها وهي الشام التي كتب لكم التي كتب الله لكم اي ان تدخلوها. ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا. يعني الى الاخرة خاسرين. قالوا يا موسى يا قوما جبارين لقوله تعالى فلا تأسى على القوم الفاسقين. قال الكلبي كانوا بجبال اريحا من الاردن فجبن القوم ان يدخلوها فارسلوا جواسيس من كل سبط رجلا يأتوهم بخبر الارض المقدسة فدخل الاثنى عشر فمكثوا باربعين ليلة ثم خرجوا وصدق اثنان فصدق اثنان وكذب عشرة فقالت وقالت العشرة رأينا ارضا تأكل اهلها ورأينا بها حصونا متينة منيعة. ورأينا رجالا جبابرة ينبغي للرأي ينبغي للرجل منهم مئة مئة منا فجبنت بنو اسرائيل فقالوا والله لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانها داخلون. قال رجلان احدهما يوشع ابن نون والاخر كالوب وهما اللذان قال الله قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهم بمخافتهم الله نحن اعلم بالقوم من هؤلاء ان القوم قد ملئوا منا رعب ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قالوا يا موسى ايكذب منا عشرة ويصدق اثنان وقوله انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها وكان موسى صلى الله عليه وسلم حديدا فقال ربياني لا املك الا نفسي واخي اي واخي لا يملك الا نفسه افرق بيننا وبين القوم الفاسقين. يعني قومه. قال الله لموسى اذ سميتهم فاسقين فانها محرمة عليهم اربعين اي فلا تحزن. قال الكلبي ما قالوا انا لن ندخلها ابدا. قال الله فانها محرمة عليهم ابدا. وهم مع ذلك يتيهون في الارض اربعين سنة قال فلم يدخلها احد مما ممن كان مع موسى هلكوا اجمعون في التيه الا رجلين. يوشع ابن نون وكالوب وانزل عليهم في تلك الاربعين سنة من المن والسلوى وثيابا لا تخرق ولا تدنس تشب مع الصغير ولا وخفافا لا تخرق. فكان لهم ذلك في تيهم حتى دخلوا اريحا. قال يحيى دخلوا دخلها ابناؤهم قال مجاهد ومعنايتهون في الارض كانوا يصبحون حيث يمشون ويمشون حيث يصبحون وفي تيهيهم ذلك فضرب لهم موسى الحجر. ايه. هذه قصة قصة موسى عليه السلام لما امر قومه ان يجاهدوا ويدخلوا القرية المقدسة. قيل هي بيت المقدس ولكنهم ابوا. وقيل هي اريحا على اقوال الله اعلم بذلك وتحديدها لم يرد في ذلك نص واضح. ولذلك تجد الخلاف فيها. ولا ينبغي الوقوف يعني الوقوف عند مثل هذه المسائل الخلافية في امور لا يترتب عليها كبير فائدة. فتحديد هذه المبهمات التي الذي يحددها الشرع. اما الاجتهاد فيها فلا مجال فينبغي عدم التوسع في هذا وما ابهمه الله يبهم ويترك لان الذي ابهمه الله الغرض منه اخذ العبرة اخذ العبرة والدرس من القصة. فالذي مر على قرية وهي خاوية الطيور ابراهيم ما هي؟ وعصا موسى من اي الشجر كلب اصحاب الكهف ما لونه؟ كل هذه الاشياء مبهمة وقوف عندها والتوسع اتعاب النفس ورائها لا فائدة كبيرة منها. ولذلك ترك هذه الاشياء ونبهم ما ابهمه الله. ونأخذ ناخذ الدروس والعبر والمواعظ من هذه القصص قصة موسى التي ذكرها الله عز وجل هنا. وذكرهم بنعمة الله عليهم. حيث ان الله انعم عليهم بنعم عظيمة. اولا انه نجاهم من هنا عون يصومه سوء العذاب ويذبح ابنائهم ويستحيي نسائهم وانه خلصهم منهم وانعم بان ارسل اليهم رسوله موسى عليه السلام. وانعم عليهم بان انزل عليهم الكتاب والفرقان ونعم عليهم بنعم عظيمة حتى في الطعام والشراب ينزل عليهم المن والسلوى والشراب ظرب موسى حجر منفجرة من اثنتا عشرة عينا والغمام يظللهم فنعم الله عليهم كثيرة ومن نعم الله عليهم التي ذكرها هنا ان جعل فيهم انبياء كثيرون الكثيرين وجعلهم ملوك قال الملوك معناه كل رجل له زوجة وخادم وبيت وهو ملك قال يا قومي قال لهم موسى يا قومي ادخلوا الارض المقدسة. الذي كتب الله لكم نصرة لكم وتأييدا لكم. ولا ترتدوا على ادباركم وتنقلبوا خاسرين اذا لم تدخلوها واذا لم تسمعوا وتطيعوا ولم تقولوا سمعنا واطعنا فما كان جواب قومهم جواب قومه فما كان جواب قومه قالوا لن ندخلها. قالوا ان فيها قوما جبارين. وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. فان يخرجوا منها فان داخل هو ذكر هنا قصة ان انه ارسل اليهم يعني الجواسيس من كل سبط فذهبوا وتجسسوا وتحسسوا فاذا القوم لا يستطيعون مواجهة لقوتهم وجبروتهم وانهم اقوياء وخافوا ودخلهم الرعب والخوف ولذلك امتنعوا قالوا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها ما دام انه فيها لن ندخل حتى يخرجوا منها قال رجلان من الذين انعم الله عليهم من الذين يخافون يخافون الله ليس يخافون القوم انما يخافون الله يخافون انعم الله عليهم الثبات والحكمة وقبول الحق وعدم التردد قال هنا هنا انه يوشع ابن نون ويوشع بالنون هو وفاة موسى. وهو الذي نبهه الله بعد ذلك. ففتح بيت المقدس ولكن قوم موسى لم يستطيعوا. لذلك عاقبهم الله سبحانه وتعالى. عاقبهم بالتين وقال هنا لما قالوا اذهب انت وربك وهذي يعني تدل على على عدم مبالاتهم وعدم تعظيمه لله وتقديرهم كيف يقولون اذهب يا موسى انت وانت وربك هذا سخرية واستهزاء فعاقبهم الله. قال محرمة عليهم هذه البلدة اربعين سنة وعقابا ايضا يتيهون في الارض. لا يدرون يتحيرون لا يدرون اين يذهبون وبقوا في التيه سميتي لانهم يتيهون فيه. يتحيرون لا يدرون اين يذهبون اه عاقبهم الله بذلك. ثم بعد ذلك لما ذهب هذا الجيل ومات الكثير منهم نبأ الله يوشع من نون فدخل مع ابنائهم بيت المقدس ونصره الله على الجبارين استقروا في ذلك يقول هنا اني لا املك الا نفسي واخي قال انا لا املك الا نفسي واخي لا يملك الا نفسه هذا تفسير. او ان المعنى اني لا املك الا نفسي ولا املك الا اخي انا نفسي املكها واخي املكها لانني يعني استطيع ان آمره او انهاه هذا وجهه هذا وجهه كله صحيح قضية انه قال انهم يعني يلبسون ثيابا لا تخرق وخفافا لا تخرق هذا كله مثل ما ذكرنا روايات الله اعلم بصحتها الله اعلم قد تكون منقولة من روايات بني اسرائيل التي الله اعلم بصحتها طيب نواصل تفضل احسن الله اليك وقوله تعالى واتل عليهم اي اقرأ عليهم. نبأ ابني ادم اي خبرهما. اذ قربا قربانا فيقال الكلب حوا وتلد في كل بطن اثنين. غلاما وجارية فولدت في اول بطن قابيل واخته. وفي البطن الثاني هابيل واخته فلما ادركوا امر ادم ان امر او امر ادم ان ينكح قابيل اخت هابيل. وهابيل اخت قابيل قال ادم لامرأة الذي الذي امر به فذكرته لابنيها فرضي هابيل بالذي امر به وسخط قابيل لان اخته كانت احسنهما. فقال ما امر الله بهذا قط. ولكن هذا عن امرك يا ادم. قال ادم فقربا قربانكما. فايكم وما كان احق بها انزل الله نارا من السماء فاكلت القربان رضي بذلك فعمد هابيل وكان صاحب ماشية الى خير غذاء غنمه وزبد ولبن ولبن وكان مقابل زراع فاخذ من ثمر زرعه ثم صعد الجبل وادم معهما فوضع القربان على الجبل فدعا ادم ربه وقال قابيل في نفسه ما ادري مني ام لا ينكحها بالاخت ابدا. فنزلت النار فاكلت قربان هابي وتجنب نبت قربان قابيل لانه لم يكن زاكي القلب. فنزلوا من الجبل فانطلق قابيل لهابيل. وهو في غنمه فقالوا لاقتلنك قال لم؟ قال لان الله تقبل منك ورد علي قرباني. وتنكح اختي الحسنى وانكح اختك القبيحة. ويتحدث الناس بعد اليوم انك خير مني. هابيل فان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك. او قول اني اريد ان تبوء. يعني ترجع بإثمي واثمك. قال قتادة. يعني باسم قتلي واثمك الذي مضى. يعني من قبل قتلي فطوعت له نفسه قتل اخيه. قال مجاهد يعني فشجعته نفسه فقتله واصبح من الخاسرين اي الذين خسروا الجنة. وعن يحي عن خالد عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله بار لكم ابني ادم مثلا وخذوا بخيرهما وادعوا شرهما. وقوله تعالى فبعث الله غرابا يبحث في الارض الاية قال قال الكلبي وكان قتله عشية وغدا اليه غدوة لينظر ما فعل. فاذا هو بغراب حي يحثي التراب طاب على غراب ميت فقال يا ويلتى اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فواري سوءة اخي كما يوالي هذا الغراب سوءة اخيه فدعا بالويل واصبح من النادمين. وقوله تعالى لذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض. يعني ما تستوجب به القتل. فكأنما ما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. قال الحسن من احيائها ان ينجيها من القود فيعفو عنها او يفاديها من العدو او ينجيها من الغرق ومن الحرق ومن السبع وافضل احيائها ان ينجيها من كفرها وضلالتها محمد ذكر بعض المفسرين في قوله اي يعذب كما يعذب قاتل الناس جميعا ومن احياها اجر في احيائها كما يؤجر من احيا الناس جميعا. وان يحيى عن المعلى عن سماك ابن حرب عن عن ابيه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله ارأيت ان يعرضني رجل يريد نفسي ومالي فكيف اصنع به؟ قال تناشده بالله؟ قال ناشدته بالله فلم ينته. قال استعدي عليه السلطان. قال ليس بحضرتنا قال استعن عليه بالمسلمين. قال نحن بثلاث من الارض ليس قربنا احد. قال فجاهدوا دون ما لك حتى تمنعوه. او تكتب شهداء الاخرة. وقوله تعالى ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات. يعني اهل الكتاب ثمان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون اي لمشركون. يعني من لم يؤمن منهم. طيب بارك الله فيك. هذي قصة اه هابيل وقابيل ذكر الله سبحانه وتعالى وساقها في الايات المتعلقة باليهود لانهم قتلة الانبياء وانهم ولانهم يسفكون الدماء ولان الله سبحانه وتعالى سيبين احكام تتعلق بهم. ولانهم كما في الاية السابقة التي مرت معنا ويقول الله تعالى اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم انها نزلت كما ذكرنا على بعض الروايات او في بعض الروايات انها نزلت في اليهود لما ارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم. واراد سبحانه وتعالى ان يبين عظم النفوس وخطورة القتل ذكر قصة ابني ادم احد قتل احدهما ولذلك شوف خاتمة الاية قال من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل. فكان الاية في سياق اليهود يقول عليهم اي اقرأوا واتلوا عليهم واخبرهم بخبر بخبر ابني ابنا ادم هم ابناؤه من الصلب كما في هذه الرواية وذهب الحسن البصري انهم ابناء من بني اسرائيل لقوله من اجلها كتبنا على بني اسرائيل ولكن هذا يرده قصة الغرابين ولا يمكن ان يكون في بني اسرائيل من يجهل الحفر والدفن والقبر هذه القصة التي اشتهرت عند المفسرين ان ان ان ابن ادم او ان ادم كان يزوج يزوج توأمة من يولد مع من تهمة الاخر او من من الابن الاخر. يعني اذا ولد له كان كان يولد له ذكر وانثى لا يزوج الذكر من الانثى وانما يزوج الطبقة التي تليها. وهكذا هذه القصة معروفة ان قابيل اعترض عليه لانه يريد ان يتزوج توأمته يعني حكم بينهما ادم بان يقربا قربانا فمن تقبل منه القربان فهو فهي له. فقبل من هابيل وبعض المفسرين يقول ليس هناك شيء من هذا هذا وانما لم يكن يعني يذكر قصة الزواج والزواج وانما ادم طلب من ابنيه ان يقرب قربانا يتصدق به الى الله فهذا خرب وهذا خرب فقبل من احدهما ولم يقبل من الاخر وحسده حسده ولذلك قال انما يتقبل الله من المتقين فحسده اخوه قابيل واراد قتله فقال ان بسطت الي يدك لتقتلني ان اردت قتلي انا لا اريد قتلك لاني لا اريد ان اتحمل اثمك واثمي ولكنك ان تريد هذا فتتحمل الوزر وزر قتلي ووزر انك ايضا اعتديت وقتلت فسوت له نفسه وطوعت له نفسه فقتله. وشجعته نفسه حتى قتله. فندم بعد ذلك خسر اولا خسر نفسه ايضا ندم بعد ذلك لانه لما قتله تورط ولا يدري ماذا يصنع به. فبدأ ينقلهم المكان الى مكان ولا يدري ماذا يصنع به. فبعث الله قرابين او قال بعض المفسرين ان الله بعث غرابا وهذا غراب وقف عند اخيه وبدأ يأخذ التراب ويحثوه على اخيه فلما رآه تعجب وقال يا ويلتاه عجزت ان اكون مثل هذا الغراب وهو غراب وقيل انه الله ان الله ارسل غرابين تقال تلاف قتل احدهما الاخر فحفر له حفرة ودفنه. والله اعلم بذلك. الشاهد من القصة ان نأخذ العبرة منها في بيان خطورة القتل. وجريمة القتل وان من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا لانه اذا قتلها فقد يعني قتل هذه النفس التي فيها ذرية. فيها ذرية تنتشر في الارض فاذا قتلها ومنع هذه الذرية قتل الناس جميعا. ولانه اذا قتل فتح الشر باب الشر للناس. فكأنه قتل الناس جميعا. وكذلك من احياها احيا هذه الذرية واحيا الناس بحيث انه منع من القتل فاصبح الناس احياء. هناك يعني عدة توجيهات لمعنى هذه الاية يقول ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات. يعني اليهود ولكن كثيرا منهم بعد ذلك اي بعد هذه الرسل البينات مسرفون في الارض طيب بعد ذلك يذكر الله سبحانه وتعالى ايات الحرابة لان الله عز وجل قال انا ومن في قوله تعالى انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض الفساد هو الفساد الحراب وهو نحو ذلك. طيب نشوف الاية تفضل اقرأ احسن الله اليك. وقوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله. الاية قال يحيى عن شيئا قتادة عن مالك رضي الله عنه ان الناس اننا سنمنعك من عقل وعرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واسلموا. واستوخموا المدينة امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخرجوا في ابل من ابل الصدقة ليشربوا من البانها وابوالها ففعلوا حتى صحوا فقتلوها يا رسول الله واستاقوا الابل وكفروا بعد اسلامهم فبعث رسول الله في طلبهم فاوتي بهم فقطع ايديهم وارجلهم شمل اعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا. قال قتادة وكان هذا من قبل ان تنزل الحدود. قال يحيى عن ابراهيم بن محمد عن صالح المولى التوأم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه لما جيء بهم فقطع ايديهم وارجلهم وسمل اعينهم نزلت هذه الاية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الاية قال يحيى عن قوله من خلاف فقال يده اليمنى ورجله اليسرى قال ابن عباس ومعنا او ينفوا من الارض اي ان ان يعجزوا فلا يقدروا عليهم. الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم الاية. قال قتادة نزلت في اهل الشرك خاصة. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ابتغوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة قال قتادة يعني تقربوا اليه بطاعته والعمل بما يرضيه. قوله وقوله تعالى يريدون من يخرج من النار وما هم بخارجين منها. قال الحسن كلما رفعتهم بمسها حتى يصيروا الى اعلاها اعيدوا فيها وقوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. هي في قراءة ابن مسعود فاقطعوا ايمانهما التزام بما كسبا بما عمل افعالا من الله يعني عقوبة. وان يحيا عن المعلى عن عبد الرحمن ابن ادم عن محمد ابن مكدر قال قطع رسول الله يدسا سرقا من الكوع وحسنها وان يحيى عن نظر بن معبد عن ابي قلابة قال مر على ابي الدرداء برجل قد اخذ في حد فسبوه وقالوا لا تسبوه ولكن احمدوا الله الذي نجاكم. بارك الله فيك. طيب. هذي اية المحارة اية المحاربة واية السرقة ومثل ما ذكرنا المحاربة فيها افساد وفيها قتل ذكر المؤلف مناسبة بالنزول وهي قصة آآ الاناس الذين من عكل قبيلة عكل وعرينة انهم قدموا للنبي صلى الله عليه وسلم واسلموا ثم استوخموا المدينة يعني اصابوا وهم وخم المدينة. وحمى المدينة فتعبوا فتعبوا النبي صلى الله عليه وسلم اخرجهم الى ابل الصدقة ليشربوا منها فصحوا فلما صحوا قتلوا الرعي واساقوا الابل فلما علم النبي ذلك ارسل اليهم فجيء بهم قتلهم بهذه بهذا القتل الشنيع وهو انه قطع ايديهم وارجلهم وسمل اعينهم اي خرق اعينهم المسامير الحارة وتركهم في الحر حتى ماتوا. حتى ماتوا. هذه عقوبتهم. وانزل الله العقوبة فيهم محاربون الذين يحاربون الله ورسوله هم قوم لهم شوكة ولهم قوة ولهم سلاح يخرجون في الصحراء. ويهددون ويخيفون الناس فاحيانا يخيفونه واحيانا يخيفونه ويأخذون ما معهم من الأموال واحيانا يخيفون ويأخذون ويقتلون. وحكم الله فيهم مثل ما ذكر الله في هذه الاية ان قتلوا قتلوا وان اخذوا المال قطعت ايديهم وارجو الامور وان اخافوا ونفيهم من الارض هو حبسهم حبسهم في او اقصاءهم وابعادهم حتى لا يقدروا على العودة والدخول الا من تاب كما قال الذي ان تابوا قبل ان ترفع قضية الى الحاكم طيب يقول قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ابتغوا اليه الوسيلة. ما المراد بوسيلة؟ قال الطاعة تقربوا الى الله بالطاعات. ثم بين سبحانه وتعالى يعني امر هؤلاء بالمجاهدة في سبيل الله. وان ما دام عندهم القوة ان يستغلوها في الجهاد في سبيل الله. قوموا وجاهدوا في سبيل الله لعلكم تفلحون ثم هدد وخوف اولئك الكفرة او من يسلك مسلكهم انهم يجدون ان يخرجوا من النار وليسوا بخارجين منها طيب يقول هنا قراءة ابن مسعود فاقطعوا ايديهم وقرأوا ابن مسعود واقطعوا ايمانهما وفيه دلالة على ان القطع بيدي اليمنى وهذي قراءة شاذة ولكنها تفسيرية تفيدنا في التفسير وان قطع يد السارق من الكوع من الكوع من المفصل. يعني قطع كفي فقط هذا معناه طيب لعلنا نقف عند هذه الاية وهي الاية رقم اربعين وان شاء الله بعدها نواصل باذن الله ايه ده والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بارك الله فيك مساكم الله خير شيخنا واحسن الله اليك ونفعنا الله بعلومه