بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الثالث بعد الاربع مئة قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا ما لك بن انس عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر قال بين الناس بقضاة في صلاة الصبح اذ جاءهم ات فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم الى الشأن فاستداروا الى الكعبة اذا هذا الحديث ايها الاخوة صدره البخاري بقوله حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي ابو محمد الكراعي المصري اصله دمشقي نزل تلميذ وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاشباع توفي عام ثمان عشرة ومئتين. خرج له البخاري وابو داوود والترمذي والنسائي قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب ثقة النطق من اثبت الناس في الموطأ اما رتبته عند الذهبي قال الحافظ قال ابن معين ما بقي في الموطأ اوثق من ابن يوسف وهاي طبعا من دقة الذهب حينما هذا النص لان الذهب علينا وعليه رحمة الله قد ذكر عبد الله بن يوسف التلميذ في كتابه ميزان الاعتدال لاجل ان يدافع عنه فرقم له بالرقم صح ومعناه ان الصحيح العمل على توثيقه فقال عبد الله بن يوسف التني في الثقة شيخ البخاري واراد ان يرفع من شأنه حينما ذكر انه شيخ البخاري ثم قال اساء ابن علي بذكره في الكامل. ابن علي له كتاب اسمه الكامل في ضعفاء الرجال والذهبي عليها وعليه رحمة الله كان يرجع الى هذا الكتاب كثيرا لكنه قد انتقده في هذا الموضع قال قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قد كان يحيى بن بكير يقول في عبدالله بن يوسف متى سمع من مالك ومن رآه عند مالك توهم فيه ما لا يجوز فخرجت فلقيت ابا مصفر فسألني عن عبد الله ابن يوسف فقلت عندنا لمصر في عافية فقال سمع معي الموطأ سنة ست وستين ومئة فرجعت الى مصر فحكيت لابن بكير ذلك فلم يقل وشيئا فيه بعد قلت اي الذهبي ابن يوسف اثبت في الموطأ من ابن بكير واوثق بكثير وناهيك ان يحيى ابن معين قال ما بقي على اديم الارض اوثق من ابن يوسف الموطأ وقال البخاري كان من اثبت الشاميين ثم قال ذهبي قلت مات سنة ثماني عشرة ومائتين وله نحو من ثمانين سنة رحمه الله تعالى اللهم ارحمه وارحمنا يا ارحم الراحمين. قال اخبرنا مالك بن انس والامام مالك هو ما لك ابن انس ابن ما لك ابن ابي عامر ابن عمر الاصبحي الحميري يفنى بابي عبد الله وهو المدني الفقيه امام دار الهجرة ولد عام ثلاث وتسعين وهو من الطبق السابعة وهم كبار اتباع التابعين توفي عام تسع وسبعين ومئة روى له الجماعة قال عنه الحافظ ابن حجر امام دار الهجرة رأس المتقنين رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري اصح الاسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر اما في الكاشف فقد قال عنه الامام ومناقبه افردتها اي افردها في مصلى وهنا الامام مالك يروي عن عبد الله ابن دينار وهو عبد الله ابن دينار القرشي العدوي مولاهم ابو عبدالرحمن المدني مولى عبد الله ابن عمر ابن الخطاب وهو من الطبقة الرابعة طبقتين الوسطى من التابعين توفي عام سبع وعشرين ومئة فرج له الجماعة وهو ثقة من الثقات وفي سير اعلام النبلاء اورده الذهبي فقال عبد الله ابن دينار العدوي العمري مولاهم عين وعين اشارة الى انه قد اخرج له الجماعة البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة فقال الامام المحدث الحجة ابو عبدالرحمن العدوي العمري مولاهم المدني سمع ابن عمر وانس ابن مالك وسليمان ابن يسار وابا صالح السمان وجماعة طبعا في كتب المناقب يذكرون اشهر الشيوخ واشهر تلاميذه حدث عنه شعبة ومالك وسفيان الثوري اختار من اختار علية من روى عنه وورقاء ابن عمر وسليمان ابن بلال وابنه عبد الرحمن ابن عبد الله ابن دينار واسماعيل ابن جعفر وسفيان ابن عيينة وخلق كثير هنيئا لهم الذي بث العلم في الارض وقد تفرد بحديث عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. متفق على اخراجه في الصحيحين وهذا من دقة الذهب انه حتى ما انفرد به قد اعتمده الائمة ثم قال وقد اساء ابو جعفر من عقيلي بايراده في كتاب الضعفاء لهم فقال في رواية المشايخ عن عبد الله ابن دينار اضطراب ثم انه اورد له هكذا يقول الذهبي ثم انه اورد له حديثين مطلبي اسناد ولا ذنب لعبد الله وانما الاضطراب من الرواة عنه وقد وثقه جماعة توفي سنة سبع وعشرين ومئة قال الحافظ احمد ابن علي الاصفهاني حديثه نحو حديثه نحو مائتي حديث ثم عبد الله بن دينار يروي عن عبد الله ابن عمر وعبد الله ابن عمر معروف ومناقبه جمة قال بين الناس بقباء في صلاة الصبح اذ جاءهم ات طبعا ات فاعل من اسى يأتي اي انسان اثم وهو عباد ابن بشر رظي الله عنه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم الى الشأن فاستداروا الى الكعبة وقباء موضع معروف في المدينة قوله وجوه من الشام اي مستقبلين جهة بيت المقدس وهذا كان في الاول كما مر في الحديث السابق هذا الحديث ايها الاخوة حديث عظيم وفيه فوائد مهمة جدا والانسان في هذه الدنيا حيثما وجد يجد احد الباطل يشككون في السنة النبوية ويشتتون بالاخبار المصطفوية ولا سيما اولئك العقالين البطالين ومثل هذه الاحاديث لابد ان نفقهها ايها الاخوة لتقرر ان كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كل ما صح انه اخبر بوقوعه فالايمان به واجب على كل مسلم وهذا الامر هو من تحقيق الشهادة بان النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله وقد قال تعالى وما ينطق عن الهوى اذ هو الا وحي يوحى ولذلك نصف اهل العلم على نحو هذا فقد قال الامام المبجل احمد بن حنبل كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اسناد جيد اقررنا به واذا لم نقر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ودفعناه ورددناه رددنا على الله امرا قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ولذا قال الموفق ابو محمد المقدسي في كتابه لمعة الاعتقاد قال ويجب الايمان بكل ما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصح به النقل عنه فيما جهدناه او غاب عنا نعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلنا ولم نطلع على حقيقة معناه مثل حديث الاسراء والمعراج. ومن ذلك اشراط الساعة مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام سيقتله وخروج يأجوج ومأجوج خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها واشباه ذلك مما صح النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك روى الطبراني عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قد رفع لي الدنيا فانا انظر اليها الى ما هو كائن فيها الى يوم القيامة كأنما انظر الى كفي هذه واشار النبي صلى الله عليه وسلم الى كفه اذا كل شيء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون بعده فوقع الامر فيه طبق ما اخبر به صلى الله عليه وسلم فهو من معجزاته واعلام نبوته ودلائل نبوته وظهور المعجزات بعد زمان النبوة ولا سيما في الازمان البعيدة من زمنه صلى الله عليه وسلم مما يزيد المؤمنين ايمانا وتصديقا بما اخبر به من الغيوب الماضية والغيوب الاتية مما لم يقع بعد وهذه الاخبار التي تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشترط ان تكون متواترة فليس السواتر في في الاخبار عن المغيبات شرطا لوجوب الايمان بها كما قد زعم ذلك كثير من اهل البدع ومن تبعهم من المقلدة وغيرهم من جهلة العصريين بل كل ما صح سنده الى النبي صلى الله عليه وسلم فالايمان به واجب سواء اكان متواترا ام احاد وهذا القول هو قول اهل السنة والجماعة وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فامر تبارك وتعالى بالتثبت في خبر الفاتح لانه محتمل للصدق والكذب فلا يسارع الى تصديقه خشية ان يكون كاذبا. ولا يسارع الى تكذيبه خشية ان يكون صادقا. وبالتثبت تنجز الحقيقة ومفهوم الاية دال على قبول خبر الواحد العدل من غير توقف فيه وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم الى رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فهذه الاية الكريمة دالة على قبول خبر الواحد العدل لان الطائفة تقع على الواحد فصاعدا ولذلك فقد نص اهل العلم على ذلك وقال ابن الاثير في كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر الطائفة الجماعة من الناس الطائفة الجماعة من الناس وتطلق على الواحد وهذا ليس فقط في كتاب النهاية بل هو في لسان العرب ويدل على ذلك قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ولذا فان الامام البخاري قد قال في صحيحه ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى وان طائفة من المؤمنين اقتتلوا فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الاية ويدل على ذلك ايضا قوله تعالى وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال ابن عباس رضي الله عنهما الطائفة الرجل فما فوقه وقال مجاهد وعكرمة الطائفة الرجل الواحد الى الالف وقال ابراهيم النافعي اقله رجل واحد فما فوقه لذا قال الامام احمد بن حنبل الطائفة تصدق على واحد. وهذا ذكره ابن كثير في تفسيره ويدل على ذلك قوله تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم قال القرطبي في تفسيره فيه دليل على وجوب العمل بقول واحد لانه لا يجب عليه البيان الا وقد وجب قبول قوله. وقال تعالى الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فحكم بوقوع البيان بخبرهم وفي القرآن الكريم من هذا القبيل نصوص كثيرة تدل على هذا من ذلك قوله تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة هاي القرطبي في تفسيره امر الله سبحانه وتعالى ان يخبرنا بما ينزل من القرآن في بيوتهن وما يرين من افعال النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعن من اقواله حتى يبلغن ذلك الى الناس لاجل ان يعملوا ويقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على جواز قبول صبر الواحد من الرجال والنساء في الدين والاحاديث الصحيحة كثيرة منها اول حديث حفظته في حياتي بلغوا عني ولو اية والامر بالتبليغ يعم الواحد فما فوقه. وهذا يدل على وجوب العمل باخبار الاحاد ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرئ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ اوعى من كان وايضا حديث الباب الذي بر عندنا من تلكم الاحاديث التي تدل على هذا ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يبعث رسله احادا ويرسل كتبه مع الاحاد ولم يكن المرسل اليهم يقولون لا نقبل اخبارهم لانها اخبار احاد وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم خبر تميم الداري عن الدجال وروى ذلك عنه على المنبر كما هو في صحيح الامام مسلم وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعملون باخبار الاحادي من الثقات ولما حولت القبلة الى الكعبة فخرجت خرج هذا الرجل كما مر عندنا في هذا الحديث وامرهم ان يستقبلوا الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم الى الشام استداروا الى الكعبة وايضا جاء في الصحيحين عن البراء رضي الله عنهما نحوه وكذا عن انس رضي الله عنه عند احمد فهؤلاء اهل قباء قد قبلوا خبر الواحد العدل وعملوا به واقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولذا قال الخطابي فيه دليل على وجوب قبول خبر الاحاد وقال شيخ الاسلام ابن تيمية هو حجة في قبول اخبار الاحاد؟ وكذا نص الشراح على ذلك وروى البخاري في الادب المفرد عن انس رضي الله عنه قال اني لاسقي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عند ابي طلحة مر رجل فقال ان الخمر قد حرمت فما قالوا متى؟ او حتى ننظر قالوا يا ابت اهرقها. هكذا كانوا يقبضون خبر واحد وهكذا كانوا يطبقون امر الدين فهؤلاء قبلوا خبر الواحد العدل وعملوا به واقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولذا قال النووي فيه العمل بخبر واحد وان هذا كان معروفا عندهم اذا سبيل المؤمنين هو العمل لخبر الواحد والنصوص في هذه الباب كثيرة جدا وانا قد اطلت بهذا لكثرة ما نسمع ممن لا يعلمون السنة ويريدون ان يردوها فيردوها بهذه الطريقة اذا قد دل كتاب الله على قبول خبر الواحد العدل ودلت السنة النبوية الصحيحة على قبوله وعلى تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القبول وقد قبل الصحابة رضي الله عنهم اخبار الاحاد من الثقات وعملوا بها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك كانوا يفعلون بعد مماته ولم ينقل عن احد منهم انكار ذلك فكان اجماعا منهم على قبول خبر واحد وكذلك كان التابعون ومن تبعهم باحسان الى زمائنا لا يتوقفون في قبول اخبار الاحاد اذا كان رواتها من اهل الضبط والعدالة وانما خالف في ذلك بعض اهل البدع ولا عبرة بخلافهم وقد ذكر ابن القيم في كتاب الصواعق المرسلة انه ذهب جماعة من اصحاب احمد وغيرهم الى التشديد في من يجحد خبر الواحد الاحد ومذهب اسحاق بن راهويه ايضا معروف بالتهديد في هذا اذا ايها الاخوة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي بين ايدينا امانة في عنقنا علينا ان نتعلمها وان نعلمها وان نبثها الى امة محمد صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين