بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاحسن اللهم عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم احفظ عبادك المؤمنين في العراق والشام وفي مصر واليمن وفي كل مكان. اللهم كن للمسلمين في يا ارحم الراحمين اللهم كن للمسلمين في بورما يا ارحم الراحمين. اللهم ادفع عنهم القتلى يا ارحم الراحمين. اللهم كن للمسلمين في فلسطين يا ارحم الراحمين. اللهم احفظ عبادك المؤمنين اللهم احفظ عبادك المؤمنين اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث السابع بعد الاربع مئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا ما لك عن هشام ابن عن ابيهم عن عائشة ام المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة مخاطا او بصاقا او نخامة مكة تأمل اخي الكريم هذا الحديث عظيم الذي خرجه الامام البخاري في صحيحه. فقال حدثنا عبد الله ابن يوسف وهو عبد الله ابن يوسف التنيثي المتوفى عام ثمان عشرة ومئتين وهو من الثقات الاثبات في موطأ الامام ما لك. والامام البخاري حينما يروي الموطأ يرويه بواسطة واحد فقط فيكون بين الامام البخاري وبين الامام مالك راو واحد اي ان الامام البخاري قد اخذ الموطأ عن عدد كبير من تلاميذ الامام المالك قال اخبرنا ما لك وهو الامام العظيم ما لك بن انس. مناقبه جمة ووفاته كانت وفاة عظيمة. والانسان لابد ان يكون له شأن فيما يتعلق بالمحتضرين حتى يتفكر الانسان في اخر لحظاته من هذه الدنيا. ليستعد لها هذه الحياة فينتفع فيها هذا الوفاة وما بعد الوفاة وامر الوفاة امر عظيم لكن ما بعده اعظم ما بعد الموت اعظم. وربنا جل جلاله الذي خلق الموت والحياة والامام ما لك لما اغمي عليه ثلاثة ايام فكان في اليوم الرابع عاد له وعيه قال ستجدون من رحمة الله ما لم تلقوا له بالا وحينما ادركته المنية كان اخر كلامه من الدنيا لله الامر من قبل ومن بعده. فنعم لله الامر من قبل ومن بعد وان الانسان يسعى في هذه الدنيا لفكاك رقبته من رق الاخرة. ويعمل الانسان مؤمنا بربه محسنا به ان بيده امر الدنيا والاخرة ولذلك كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دعاء القرآن الذي ذكره الله على لسان عباده ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فامر الدنيا وامر الاخرة كله بيد الله. وما عند الله لا ينال بمعصيته. انما ما عند الله ينادي بطاعته والامام مالك قد توفي عام تسع وسبعين ومئة. عن هشام وهو هشام ابن عروة. هشام ابن عروة علينا وعليه رحمة الله تعالى وهو امام عظيم من الائمة توفي عام خمس واربعين ومئة وصلى عليه ابو جعفر المنصور عن ابيه اللي هو عروة ابن الزبير ابن العوام المتوفى عام ثلاث وتسعين وقد ضرب لنا اعظم الامثلة في صبره ظرب لنا اعظم الامثلة على قبره في طلب العلم وعلى صبره في بث العلم فكان يتألف الناس بالدنانير وكان قد اخذ علم الدراية والرواية عن ام المؤمنين عائشة وطبق هذا فصار يعلم اولاده ويأخذ عنهم المذاكرة ويسألهم ويحفظهم وضرب لنا اعظم الامثلة في الصبر على الابتلاء. الصبر على الابتلاء فيما يصاب به الانسان من اذى فلما قطع الساق قال اللهم ان كنت اخذت فقد ابقيت وان كنت ابتليت فقد عافيت والصبر على البلاء عظيم وحينما ينتهي الدرس نتحدث باذن الله تعالى عن صبر هو اعظم من الصبر على لا عن ابيه اللي هو قلنا عروة عن عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين فهي ام للمؤمنين ومن تنكر منها فهو ليس من المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة مساقا او بساطا او نخامة فحكه اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب المسجد ويعتني بالمسجد وهو الذي امر بان تبنى المساجد في الدور وان تنظف طيب فكان من تطبيقه صلى الله عليه وسلم انه كان يتابع مسجده وكان يعتني النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بنفسه فلما رأى هذا الاذى حكه صلى الله عليه وسلم بيده. والحديث قد تقدم برقم اربع مئة وخمسة واربع مئة وستة وكان الباب باب فك المزاق باليد من المسجد فساق اولا حديث انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحكه بيده فقال ان احدكم اذا قام في صلاته فانه يناجي ربه او ان ربه بينه وبين القبلة فلا يرزقن احدكم قبل التي ولكن عن يساره او تحت قدميه ثم اخذ ظرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال او يفعل وهكذا فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الناس التعليم العملي وبعد ان ازال الاذى بيده ليعلمهم كيفية انكار المنكر بالجد وانكار المنكر باللسان وتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم غضبا لله حتى يبين للناس ان المنكر انكار المنكر كان في القلب ثم خرج من الى الجواب ثم ساق حديث عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه ثم اقبل على الناس فقال اذا كان احدكم يصلي فلا يبثق قبل وجهه فان الله قبل وجهه اذا صلى ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة نقاظا او بطاقا او نخامة فحكم اذا هذه ثلاثة احاديث من ثلاثة من الصحابة في نقل هذه السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من اهتمام الصحابة بنقل اثار النبي. وتأمل هذا الكتاب وان اسمه الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه ايام اي ان هذا الكتاب يعنى بالحقبة التاريخية التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء ثلاثة من الصحابة نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه الواقعة. الحديث هنا ماذا يسمى؟ يسمى بالحديث كلمة شو هذا حديث مشهور لانه قد رواه ثلاثة من الصحابة وكل حديث يقوي حديث صاحبه وتأمل كيف ان البخاري ساق حديث انس ثم ساق حديث عبد الله ابن عمر ثم ساق حديث عائشة كان الصق الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو خادمه وروايته هنا هي اوسع الروايات فجعلها اصل الباب. ثم ساق حديث عبد الله ابن عمر وهو المعتني بالاثار ثم ساق حديث عائشة وهي ناقلة اقوال النبي صلى الله عليه وسلم فانظر الى حسن ترصيف الامام البخاري لهذه الاحاديث الثلاثة وتحدثنا في الدرسين السابقين عن اهمية المساجد وعن اهمية تنظيف المساجد وتضييبها وعن ضرورة انكار المنكر وان الانسان عليه ان لا ان لا يدع انكار المنكر بل على الانسان ان ينكر المنكر ما وجد لذلك سبيلا. اما انكار المنكر في القلب فلا يسقط عن احد البتة فلابد من انكار المنكر اما من وجد في السيئات وشارك اهل المعصيات فهو لم ينكر المنكر لا بلسانه ولا بقلبه فيكون قد قصر في هذا غاية حينما تحدثنا في ترجمة عروة ابن الزبير وكيف انه قد صبر على البلاء واعدنا ان ثمة صبر اعظم من الصبر على البلاء الا وهو الصبر على الشهوات والصبر على المعاصي فهذا صبر اخر الانسان حينما يبتلى ببلاء ويصبر فانما يصبر مجبورا. لكن الذي يصبر على المعاصي ويستطيع ان فيها فلا يأتيها فلا يصبر على هذا الصبر الا الصديقون الذين صدقوا في ايمانهم ونحن في هذا الزمان قد كثرت والعياذ بالله تعالى المغريات والشهوات فصار كثير من الناس يزق فيها ويقع فيها فوجب عليه ان ينبه نفسي واهل بيتي واخواني واحبابي. وان احذرهم وان نتذاكر جميعا فيما يعصم الشهوات فاقول اعلم اخي الكريم ان عدوك الاول هو الشيطان. وربنا يقول ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. فنحن نعلم ان عدونا الاول هو الشيطان. ونحن استعيذ بالله تعالى عند قراءة القرآن لنحقق ان الشيطان عدونا واننا لا بد ان نخالفه وان نتبرأ من من الشيطان ومن عمله ومما يحبه الشيطان وان الانسان لا بد ان يأتي بمعاداة الشيطان وذلك بمخالفته. وبفعل الطاعات. فاعلم ان عدوك في الاول والشيطان لا يكون له مدخل على الانسان الا في حالة ظعف الوازع الديني والسفه والشهوة وقلة العلم اذا لابد لك اخي الكريم من المحصنات المتينة والحصون القوية التي تثبتك امام مظلات الشيطان فيحذر الانسان الجهل فيدفع الجهل بالعلم ويحذر الانسان الغفلة فيدفع الغفلة بالذكر ويحذر الانسان غلبة الشهوة يحذر الانسان غلبة الشهوة التي تنسيه جلال من يؤمن به. ولذلك فان الانسان يفكر بجلال الله تعالى كمال الله تعالى وعظمة الله تعالى وما اعده الله للصابرين واعلنت اخي الكريم ان العبادة التي تكون باخلاص من العبد لها دور كبير في كسر الشهوة فلا بد للانسان من ان يراقب الاخلاص ويصبر في عمله ليحقق تمام الاخلاص لرب العزة وايضا الاخلاص لله الاخلاص لله تعالى مما يعين العبد على ترك المحرمات وتأمل اخي الكريم قول سفيان ابن عيينة حينما قال من كانت معصيته في الشهوة فارجو له ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه. فان ادم عصى مشتهيا فغفر له وابليس عصى متكبرا فلعن هذه المقولة حينما تنظر اليها لاول وهلة لا تقل اذا المعاصي امرها سهل لانها في الشهوات. لا يا اخي الكريم احذر احذر احذر واقول لك اعلم ان ارتكاب الشهوات حال عدم النسيان من الكبر والعياذ بالله. وكل ذنب تفعله وانت تنافيا فهذا من الكبر لان الكبر بطر الحق وغمط الناس. الكبر بطر الحق وغمض الناس فالانسان حينما يبطل الحق ويتجاوز الحق ويترك الحق ويستهين بامر الله فهذا من الكبر والعياذ بالله فكلما همت نفسك بالاقدام على معصية فاعلمها بان هذا من الكبر وان امر الكبر خطير واقول لك يا اخي الكريم ان الانسان اذا حرم حلاوة العبودية ضيع الصلاة الانسان اذا حرم حلاوة العبودية ضيع الصلاة. واذا لم يحرم حلاوة العبودية حافظ على الصلاة واتى بها بروحها الذي هو الاخلاص هو المراقبة والتعظيم من الله تعالى ولكن الانسان كما قلت اذا وجد حلاوة الصلاة قوة هذه الحلاوة على ترك المعصية. واذا حرم الانسان حلاوة العبودية وضيع الخشوع في الصلاة او ضيع الصلاة وقع في سجن الشهوات واحاطت به خطيئته لان القاعدة معلومة ان اضاعة الصلوات مستلزم للانغماس بالشهوات وتأمل قول الله تعالى حينما قال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا كل من قصر في الصلوات وقصر في فهم معاني الصلاة وذهب الخشوع عنه من الصلاة والعياذ بالله وقع في الشهوات واصحاب الشهوات المحرمة لم ينالوا الا الخسارة والفضائح ولو لم يكن في الشهوات المحرمة الا تظييع الاوقات لتفاهم اذى وظرر. ونحن نعلم علم اليقين ان الذي يستبدل اوقاته وبدل الطاعات ويجعلها في المعطيات كمن اشترى بالذهب الخالص الروز والعياذ بالله ونحن نعلم ان اصحاب الشهوات المحرمة لا يبقى لهم الا الذكريات المؤلمة ثم تبقى تبعتها فاللذة فالطاعة تذهب مشقتها وتبقى منفعتها. اما المعصيات فتذهب لذتها وتبقى تبعتها في الدنيا والاخرة فالشارع امر بتطهير القلوب وامر بتزكيتها بالذكر الجانب للطمأنينة وعلى الانسان ان لا يغتر فكم من نعمة انقلبت بالغرور نقمة وبلية حينما يختار الانسان ولا يجعل النعمة في مرات مثلها تتحول الى نقمة وتتحول الى بليغ ومن اكبر الضياع ان تضيع نعم الله وان تضيع مال الله الذي اتاك بالشهوات وان تضيع هذا الوقت الثمين الذي لو بيع للشراه والعلماء فاخي الكريم مهما ملكت من مال فاعلم انهما انه مال الله وما انت الا مستخلف في هذا المال وربنا يقول واتوهم من مال الله الذي اتاكم. اذا الدراهم التي في جيبك انما هي مال الله تعالى وانت مستخلف في مال الله تعالى يجب ان تضعه في طاعة الله. والجهاد والحاسد واجهزة البيت كلها مما لا فاياك ان اعمال الله في غير محله والايمان اذا ترسخ في القلب واديت الصلاة بخشوعها وخضوعها اندفعت الشهوات المحرمة جانبا والعكس بالعكس والمؤمن اليوم يبتلى ويمتحن في كل مكان ويجب عليه الصبر وصبره باختياره. كصبره على الشهوات اعظم اجرا من الصبر الذي يكره عليه في المحن والشدادات ومن جاهد نفسه على الطاعات حصنه الله من الوقوع في براثن الشهوات وعلى الانسان ان يعلم ان اتباع الشهوات من الهوى الذي يهوي بصاحبه عن صراط الدنيا وعن صراط الاخرة. وعن صراط الاخرة ونحن في صلاتنا بحمد الله نسأل الله ان يجنبنا صراط المغضوب عليهم الذين لم يهتدوا الصراط المستقيم. وسبب عدم هدايتهم هو الهوى والعياذ بالله فكيف يستقيم لنا ان ندعو بهذا الدعاء ونحن نخالف فعلى الانسان ان لا يقدم اختيار الله على هواه. وان لا يقدم شهوته على مراد الله. واذا خالف الانسان وعطى لزمه فقر النفس ورجع والعياذ بالله تعالى بغضب الله تعالى واعلم اخي الكريم ان الصبر على الشهوات يورث العزة في الدنيا والاخرة. فيا صاحب الشهوات المردية لا تؤثر الخسيس على الباقي النفيس فالارواح اما نورانية الفت الطاعات واما ظلمانية رفعت في الشهوات وكل انسان ينال ما يليق بجوهره والعلم بان الله يعلم اصرارنا وعلننا يغرس في القلب الرقابة الذاتية التي هي اعظم حصن امام الشهوات المحرمة فيا من احياه الله تعالى حتى عاش لهذا اليوم كن امرئا حصورا وهو الذي يحفظ قلبه وجوارحه من الذنوب والشهوات الضارة واحذر المعصية باي شكل واحذر صديق السوء فصديق السوء وبال في الشهوات يتدسس من منافذ الغريب في اغراء لا يدفعه الا عون الله. وصدق اللجأ اليه سبحانه وتعالى. وتأمل في قوله تعالى ونهى النفس عن الهوى ففيه تنبيه خطير على ان لاهواء النفس الامارة بالسوء سلطانا طاهرا. وجلبا الى السوء ضارا. وانه اذا لم يقدم الانسان اذا لم يقدم الانسان نفسه للتعلم العلمي ولم يقم الانسان على نفسه واعظا من القرآن يعظها وناهيا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ينهاها وزاجرا من المواعظ يزجرها عن اتباع الهوى الذي يهوي بصاحبه الى النار ان قال لهذه التي تعب الشهوات وتورث المهلكات. نسأل الله السلامة من كل الافات. وان يعافينا تعافي امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته