ومن استطاع ان لا يحال بينه وبين الجنة وكفن من دم اخلاقه فليفعل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاحسن اللهم عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اعصم دماء المسلمين. اللهم احصن دماء المسلمين. اللهم احصن دماء المسلمين اللهم كن للمسلمين في كل مكان يا ارحم الراحمين اللهم اجعل الرحمة في قلوبهم. اللهم اجمع كلمتهم يا رب العالمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا ارحم الراحمين اللهم اجعلنا ممن احياها فكأنما احيا الناس جميعا اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الثامن بعد الاربع مئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله باب حك المخاطب الحصى من المسجد وقال ابن عباس ان وطأت على قدر رطب فاغسله وان كان يابسا فلا انتبه ترتيب الامام البخاري وقبل ان ابدأ بالشرح فقد احتدنا ان نقرأ الحديث اولا ثم نشرح الحديث ثانيا فاقول قال الامام البخاري باب حك المخاطب الحصى من المسجد وقال ابن عباس ان وطأت على قدر رطب فاغسله وان كان يابسا فلا ويبدأ الحديث اربع مئة وثمانية قال البخاري حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا ابراهيم بن سعد قال اخبرنا ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن ان ابا هريرة وابا سعيد حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مقامة في جدار المسجد فتناول حصاة فحكها فقال اذا تنخم احدكم فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبثق عن يساره او تحت قدمه اليسرى رحم الله الامام البخاري ورحم الله يده التي خطت هذا الصحيح اذا قال البخاري باب حك المخاطب الحصى من المسجد يعني اذا كان يابسا فهذا يحك اما اذا كان مائعا فينبغي ان يمسح او يغسل او يزال بطريقة تنقي هذا واستدل ابن عباس واستدل الامام البخاري باثر حلقه على ابن عباس ومعلوم ان المعلقات يسوقها الامام البخاري ليدل عليها فقال ان وطأت على قدر رطب فاغسله وان كان يابسا فلم اذا كان يابس خلاص هو حينما تمشي سيذهب او انك تدفع يبوسته باي شيء اما اذا كان رغب فلا بد من غسله وهذا يتناسب مع تبويب البخاري باب حك المخاطب الحصى من المسجد يعني اذا كان يابسا اما اذا كان مانعا ما نعم فيجب مسحه ثم قال الامام البخاري حدثنا موسى ابن اسماعيل وهو موسى ابن اسماعيل المنقري التبوذكي توفي عام ثلاث وعشرين ومائتين وهو ثقة من الثقات وهو ليس من تبوك انما نسب اليها لان قوما باتوا عنده. قال اخبرنا ابراهيم بن سعد هو ابراهيم ابن سعد ابن عبد الرحمن ابراهيم ابن سعد ابن ابراهيم ابن عبد الرحمن ابن عوف فهو من نفس ذلك الصحابي الجليل الذي مكنه الله تعالى من المال الحلال وكان يضعه في الحلال وهذا امر مهم ايها الاخوة اذا اردت ان تحصل على المال فيجب ان عليه بالطريق الحلال واذا وضعته فيجب ان تضعه في الحلال وابراهيم تاتو في عام خمس وثمانين ومئة وكان قاضيا ووالده ايضا كان قاضيا. قال اخبرني انا ابن شهاب وهو محمد ابن شهاب الزهري. المتوفى عام اربع وعشرين ومئة وهو ثقة من الثقات وعالم كبير وكان مقوالا للحق عن حميد بن عبدالرحمن وهو حميد بن عبد الرحمن ثقة من الثقات اشتهر بالرواية عن ابي هريرة ان ابا هريرة وابا سعيد حدثاه تقدم لنا ايها الاخوة ان الحديث ورد عن ثلاثة من الصحابة وهنا قد جاء عن اثنين من من الصحابة فهذا الحديث قد اشتهر شهرة وافية ولماذا اشتهر هذا الحديث هذه الشهرة الواجبة؟ فقد جاء من حديث انس ومن حديث ابن عمر ومن حديث ام ام المؤمنين عائشة ومن حديث ابي هريرة وابي سعيد الخدري. فهؤلاء خمسة من الصحابة رووا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لان هذه القصة امر في المسجد حصل امام الصحابة وهنا يتداعى على نشر مثل هذه قصة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في جدار المسجد فتناول حصاة فحكها اذا النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الخلل قام بنفسه وسارع بجهده وطاقته ليبادر الى هذا الفعل والى هذا الخير فقال اذا تنخم احدكم فلا يتنخمن قبل وجهه نهاه النبي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنخل قال فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن يمينه لا عن امامه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره او تحت قدمه طبعا في المسجد لا يبثق عن يساره ولا تحت قدمه انما اذا كان خارج المسجد واضطر واحتاج الى هذا حاجة لازمة بصق عن يساره او تحت قدمه لكنه في المسجد الا اذا بصق في ثوبه الحديث مر عندنا وهو حديث عظيم دل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب اذا انتهكت حرمات الله تعالى وهذا من الاحسان والفضل وهو ان الله سبحانه وتعالى يبتلينا ويختبرنا ويمتحننا ومما ان امتحن به ان المقابل يخالف في عمل من الاعمال. وفي فعل من الافعال فوجب فعلى الانسان ان يؤدي الامر الذي اوجبه الله عليه ويؤدي الحق الذي الزمه الله اياه وهو القيام بتغيير هذا الخلل وحينما يغير الانسان الخلل انما يغيره بالشيء الذي يبيحه الله تعالى ويهله الله تعالى ومما كثر في زماننا وفي ايامنا كثرة القتل بغير حق واقول احذر اخي المسلم الكريم دماء المسلمين واعلم ان مما علم من الدين بالضرورة وتواترت به الادلة من الكتاب والسنة حرمة دم المسلم فالمسلم محسوم الدم معصوم المال معصوم العرظ لا ترفع عنه هذه العصمة الا باحدى ثلاث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث كفر بعد اسلامه او زنا بعد احصانه او قتل نفسا بغير حق او قتل نفسا بغير نفس وما عدا ذلك ايها الاخوة فحرمة المسلم اعظم عند الله من حرمة الكعبة بل من الدنيا اجمع وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقتل مؤمن اعظم عند الله من زوال الدنيا وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم حرمة دم المسلم ثم تبصر ايها الاخ الكريم ماذا سيكون موقفك عند الله يوم القيامة ان انت وقعت في الدم الحرام نسأل الله ان يسلمنا واياك وجميع المسلمين من الدم الحرام. فكما قال ابو جعفر المنصور ان الدم الحرام عند الله عظيم وشر في الدنيا لازم قال ابن كثير علينا وعليه رحمة الله عند تفسير قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما يقول الله تعالى قال ابن كثير مفسرا لهذه الاية مشارحا ما فيها قال يقول الله تعالى ليس لمؤمن ان ليقتل اخاه بوجه من الوجوه وكما ثبت في الصحيحين الحمد لله عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث النس بالنفس والثيب الزاني والثالث لدينه المفارق للجماعة ثم اذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لاحد من احاد الرعية ان يقتله. وانما ذلك الى الامام او نائبه. هكذا قال ابن كثير وقال ابن كثير في تفسير الاية عينها وهذا تهديد شديد ووعيد اكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما اية في كتاب الله حيث يقول الله سبحانه والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق. الاية وقال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الى ان قال ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ثم قال والاحاديث في تحريم القتل كثيرة جدا وعن ابن عباس رضي الله عنهم وعن ابن عباس رضي الله عنهما يا شيخ مهند لماذا؟ صححت عنهما لان صحابي من الصحابة نقول رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جحد اية من القرآن فقد حل ضرب عنقه. ومن قال لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فلا سبيل لاحد الا ان يصيب حدا فيقام عليه وفي رواية عن انس رضي الله عنه فاذا شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا واكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم واموالهم الا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وعلى المسلم ان يقف كثيرا عند قوله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض قطعوا ارحامكم فانظر اخي المسلم الى عظمة كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله وتأمل هذا الحصن والامان الذي تصفيه على صاحبها الا باستثناءات ذكرت انفة واعلم اخي الكريم انه مما لا بد من علمه ان الله عز وجل لم يجعل عقوبة بعد عقوبة الشرك بالله اشد من عقوبة قتل المؤمن حيث قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب اي والله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما وقد اختلف السلف في هذه الاية فذهب بعض الصحابة الى ان هذه الاية محكمة وانها اخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن ذهب الى ذلك الامام الحبر الصحابي الجليل ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعن ابيه فعن سالم بن ابي الجعد عن ابن عباس ان رجلا اتاه فقال ارأيت رجلا قتل رجلا متعمدا قال جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. قال انزلت في اخر ما نزل ما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارأيت ان تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى قال وانا له التوبة وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثكلته امه رجل قتل رجلا متعمدا يجيء يوم القيامة اخذا قاتله بيمينه في اوبيا ثالث واخذا رأسه بيمينه او شماله تشهب اوداجه تشخب اوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيما قتلني وفي الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي في المجتمع من حديث معاوية رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذنب عسى الله ان يغفره. الا الرجل يقتل المؤمن متعمدا او الرجل يموت كافرة فتأمل اخي الكريم في هذه النصوص الواردة عن الشرع فاي خطر هذا واي مهلكة تقدم عليها واي خطر يقدم عليه المرء ويجازح به حياة لا ممات حياة لا ممات فيها ولا خلود في مستقر لا تقر به عين. ولا ترفع به عقيرا وغضب من عند الله تعالى. ونحن نعلم علم اليقين انه اذا كان يوم القيامة امر الله تعالى بكل شيطان وبكل من كان يخاف الناس شره فؤخذوا اخذوا واوثقوا بالحديد والقوا في النار. فلا والله لا تستقر اقدامهم على ارض ولا والله لا تجتمع جفون اعينهم على غمض نوم ابدا. ولا والله لا يرون كنسا ابدا فعلى الانسان ان يخشى الله سبحانه وتعالى وان يسعى ليكون ممن احياها فان الله سبحانه وتعالى كما انه جعل الذنوب عظيمة فجعل ما يقابلها من ترك الذنوب اجرا كبيرا. ومن اعظم الحسنات التي يستطيع المرء ان يكتبها اي يعصم المسلم دماء المسلمين فعلى الانسان ان يحذر العذاب العظيم. وان يحذر خزي الدنيا والاخرة وان يعمل لاصلاح ذات البين والدفاع عن الناس. واعلم اخي المسلم ان اول ما يقضى يوم القيامة بين العباد في الدماء ففي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد الصلاة واول ما يقضى بين الناس الدماء ومع ذلك الا لعظم خطرها يوم القيامة فاستعد اخي الكريم للموقف العظيم والسؤال الصعب الذي ما بعده الا جنة او نار. وكل الذنوب يرجى معها الا الشرك بالله ومظالم العباد. ولا ريب ان سفك الدماء وهتك حرمات المسلمين لمن اعظم المظالم في حق العباد. ولذلك فقد جاء من حديث عقبة بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا ولم يتندى بذبح حرام الا دخل من اي ابواب الجنة الا دخل من اي ابواب الجنة شاء وقوله ولم يتنزأ اي لم يصب منه شيئا ولم ينل منه شيئا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ابغض الناس الى الله ثلاث ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ومضطرب دم امرئ بغير حق ليفري قدمه. فاسأل الله ان يعصمنا ويعصمكم. وان يحفظنا ويحفظكم وان يحفظ المسلمين ابدا وان يدفع عنهم السوء وان يعافينا واياكم من طوارق الليل والنهار. وعن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع سمع الله به قال ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة؟ فقالوا اوصنا فقال ان اول ما يمكن من الانسان بطنه فمن استطاع الا يأكل الا طيبا فليفعل