المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. يقول تعالى ذاما لمن ترك حقوقه وحقوق عباده. ارأيت الذي يكذب بالدين. اي بالبعث والجزاء. فلا يؤمن بما جاءت به الرسل. اي يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه لقساوة قلبه. ولانه لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا. ولا يحض على طعام المسكين ولا يحض غيره على طعام المسكين. ومن باب اولى انه بنفسه لا يطعم المسكين انهم عن صلاتهم ساهون. فويل للمصلين اي الملتزمون لاقامة الصلاة. ولكنهم اي مضيعون لها. تاركون لوقتها مفوتون لاركانها. وهذا لعدم اهتمامهم بامر الله. حيث ضيعوا الصلاة التي هي اهم الطاعات وافضل القربات. والسهو عن الصلاة هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم. واما السهو في الصلاة فهذا يقع من كل احد حتى من النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة. فقال الذين هم يراؤون ويمنعون الذين هم يراؤون اي يعملون الاعمال لاجل الناس ويمنعون الماعون. اي يمنعون اعطاء الشيء الذي لا يضر اعطاؤه على وجه العارية او الهبة كالاناء والدلو والفأس ونحو ذلك. مما جرت العادة ببذله والسماحة به. فهؤلاء لشدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو اكثر منه؟ وفي هذه السورة الحث على اكرام اليتيم والمساكين والتحضيض على ذلك ومراعاة الصلاة والمحافظة عليها وعلى الاخلاص فيها وفي جميع الاعمال. والحث على فعل المعروف وبذل الامور الخفيفة كعارية الاناء والدلو والكتاب ونحو ذلك لان الله ذم من لم يفعل ذلك. والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب. والحمد لله رب العالمين