مما ورد في اسباب النزول وان ابا جهل عليه من الله ما يستحق كان يقول هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم وهذا اه يشير الى السجود ثم توعد النبي صلى الله عليه وسلم فحمى الله نبيه وسيد خلقه صلى الله عليه وسلم فكأن السجود لحظة مهمة تغيظ ابا جهل فجاء التنصيص عليها وكأنه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم استمر في صلاتك الذي ينهاك عنها واسجد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو الدرس الواحد والاربعون من شرح نظم زبدة البلاغة ووصلنا الى البيت الواحد والاربعين وهو قوله والثاني مرسل كجزء كلي مستقبل ماض ونسب الفعل والبيت متصل بما سبق. اذ الحديث موصول عن تقسيم المجاز اللغوي بالنظر الى علاقته قال في البيت التاسع والثلاثين ذلوا بعلاقة قسم فالاول استعارة وتنقسم مثنية تخفى وتصريحية وهي على تشابه مبنية هنا انتهى الكلام عن القسم الاول من قسمي المجاز اللغوي بالنظر الى العلاقة لان الشيء الواحد ينقسم كما قلت واقول دائما ينقسم بحسب الاعتبار تقسيمات مختلفة. فالمجاز اللغوي اذا نظرت الى العلاقة ينقسم الى استعارة مضى الحديث عنها وهي مجاز لغوي علاقته المشابهة والى مجاز مرسل وهو المتحدث عنه في هذا البيت وهو مجاز لغوي علاقته غير مشابهة واذا كانت علاقته غير المشابهة فعلاقته غير محددة او لنقل علاقاته متعددة واشير في البيت الى بعض تلك العلاقات. قال كجزء كل مستقبل ماض فذكر اربعة على ات للمجاز المرسل واحاول تيسير بفهمها نحن قلنا ان المجاز اللغوي عموما هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة ونضيف هنا في المجاز المرسل لعلاقة غيره المشابهة مع قرينة مانعة فلفظ السجود مثلا يدل في الشرع ويستعمل في معنى معين معروف هو جزء من اجزاء الصلاة فاذا استعمل بمعناه الذي وضع له فهذا استعمال حقيقي وهذه حقيقة لغوية. فاذا قلت السجود ركن من اركان الصلاة او نقول وبعد ان تجلس بعد السجدة الاولى تعود وتسجد. هنا كل هذه الاستخدامات حقيقية ما علاقة لها بعلم البيان؟ اما قوله تعالى كلا لا تطعه واسجد واقترب اسجد هنا معناها صل بدليل ما قبلها في الايات ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ بدليل ما ورد في سبب نزولها. لكن عبر بالجزء وهو السجود واراد الكل وهو الصلاة فاستعمل اللفظ في غير ما وضع له والعلاقة بين الصلاة والسجود هي الجزئية فالصلاة كل والسجود جزء من ذلك الكل. وهذا من فوائده العامة الاشعار باهمية هذا الجزء ومن فوائده الخاصة في هذا السياق فيما يظهر من مطمئنا انك محمي بحماية الله سبحانه وتعالى وقد حماه الله وتستطيعون مراجعة اسباب النزول في ذلك ثم قال مشيرا الى العلاقة الثانية من علاقات المجاز المرسل قال كلن ومن امثلة المجازي المرسل الذي علاقته الكلية ان تقول ادركت الحجة فلما غربت الشمس سرت الى مزدلفة الحج في الشرع معروف لكم ولكن هنا عبر بالوقوف بعرفة. عبر بالحج عفوا عبر بالحج عن الوقوف بعرفة فالحج استعمل في غير ما وضع له لعلاقة وهي ان الحج كل والوقوف بعرفة جزء من ذلك الكلي. والقرينة هي فلما غربت الشمس سرت الى مزدلفة. والناس انما يسيرون الى مزدلفة بعد غروب الشمس في يوم عرفة. فعرفنا ان المراد عرفة. وهذا فيه تعظيم لقدر عرفة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وفيه تبشير ان الرجل ادرك الحج ربما كان قد تأخر لظرف ما ثم قال مستقبل وهذه تسمى العلاقة المستقبلية وتسمى ايضا اعتبار ما سيكون. ولها اسماء اخرى فاذا قلت لانسان يا جيفة لانه متكبر فتقول له يا جيفة متكبر متكالب على الدنيا. فاذا قلت له يا جيفة فالجيفة جثة الميت اذا انتنت فقد استخدمت اللفظة في غير معناها اطلقت الجيفة وهي ما ذكرت على الانسان الحي الذي سيصير جيفة. فنظرت الى مستقبله وذكرته بها ذكرته بمستقبله بهذا التعبير والعلاقة الرابعة والاخيرة عكس هذه العلاقة وهي وتسمى ايضا اعتبار ما كان ومن امثلتها وهو شبيه بهذا المثال ان تقول لشخص يا وهو شخص متكبر ايضا. والنطفة معروفة. اصل خلق الانسان. فاذا ذكرته باصله فقد استخدمت اللفظة في غير ما وضعت له. لعلاقة وهي الماضوية. والقرينة المانعة انه ليست انا لطفة كما ان الذي قبله لم يكن جيفة. والغرض مشابه لذاك. وان كان هنا له بضعفه في اصله وذاك يذكره بنتنه في مصيره. ولكل مقام مقام اختاروا المتكلم الانسب لذلك المقام. ومن ذلك ابيات مشهورة لشاعر رأى رجلا متكبرا فقال فيه نسي الطين اي الانسان الذي اصله طين باعتبار ابيه. انه نسي الطين ساعة انه طين حقير فصال تيها والطين معروف. ولكنه استخدم هنا في غير ما وضع له لعلاقة المعضوية وفي اخر البيت قال ونسب الفعل وهذه مسألة اخرى تتعلق بالبيت الاتي فتؤخر الى الدرس القادم ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله