بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء. الجواب لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله الدرس الواحد والاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال رحمه الله تعالى في فصل والمحبة والمحبة لها اثار وتوابع ولوازم واحكام سواء كانت محمودة او مذمومة نافعة او ضارة من الوجد والذوق والحلاوة والشوق والانس والاتصال بالمحبوب والقرب منه والانفصال عنه والبعد منه والصد والهجران والفرح والسرور والبكاء والحزن وغير ذلك من احكامها ولوازمها. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محبة لها اثار تظهر اما محمودة واما مذمومة. لكن الذي يعنينا هو الاثار المحمودة وهي محبة الله جل وعلا محبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة عباده المؤمنين قال الله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فعلامة محبة الله اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا احببت الله محبة حقيقية فانك تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم. اما من يدعي انه يحب الله ولكنه لا يتبع رسوله فهذا كذاب كاليهود فاليهود الذين نزلت الاية بسبب مقالتهم انا نحن نحب الله قال الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله قال الله لرسوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فلما لم يتبعوا هذا الرسول صاروا كاذبين في دعوى المحبة لله عز وجل. وكذلك من يتبع الرسول من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم فانه يتبعه ان المحب لمن يحب مطيع اعصي الاله وانت تزعم حبه فهذا امر لا يجوز ولا يمكن وثمرة المحبة المغفرة ثمرة المحبة شيئان اولا ان الله يحب من يحبه وثانيا ان الله يغفر له ذنوبه ذنوبه. يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فذكر لازم المحبة وهو اتباع الرسول وذكر ثمرتها وهي ان الله يحب من احبه ويغفر له ذنوبه محبة المؤمنين تقتضي مناصحتهم وعدم غشهم وتقتضي نصرتهم وموالاتهم المسألة ليست مجرد دعوة انما لها علامات ولها اثار تدل عليها. اما محبة الاشياء الاخرى هذه لا لا فائدة من ذكرها. نعم والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه واخرته وهذه المحبة هي عنوان السعادة والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه واخرته. اي نعم المحبة الضارة هي التي تجلب الظرر كالذي يحب المعاصي والشهوات هذه محبة قبيحة تجلب لصاحبها الاثام وارتكاب المنعيات نعم والضاغة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه واخرته. وهي عنوان شقاوته ومعلوم ان الحي العاقل لا يختار محبة ما يضره ويشقيه فانما يصدر ذلك عن جهل وظلم فان النفس قد تهوى ما يظرها ولا ينفعها. وذلك ظلم من الانسان لنفسه اما بان تكون جاهلة بحال محبوبها بان تهوى الشيء وتحبه غير عالمة بما في محبته من المضرة وهذا حال من اتبع هواه بغير علم اي نعم هذي اتباع الهوى المحبة الضارة هي اتباع الهوى فيتبع ما تهواه نفسه وهذا قد اتخذ الهه هواه كما في القرآن رأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا افرأيت من اتبع من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم اخطر ما على الانسان اتباع الهوى هذا هو اخطر ما على الانسان فاذا سلم من شر نفسه وهواه فانه قد فانه قد سلم من من الظرر. نعم وقل من يسلم من ذلك واما عالمة بما في محبته من المظلة. لكن تؤثر هواها على علمها وقد تترتب محبتها من امرين اعتقاد فاسد وهوى مذموم وهذا حال من اتبع الظن وما تهوى الانفس فلا تقع المحبة الفاسدة الا من جهل او اعتقاد فاسد او هو غالب او ما تركب من ذلك واعان بعضه بعضا فتنفق شبهة وشهة. هم. فتنفق شبهة وشهوة يتفقوا او ما تركب من ذلك واعان بعضه بعضا. فتتفق شبهة وشهوة. نعم. شبهة يشتبه بها الحق وبالباطل. وتزين له امر المحبوب دعوة تدعوه الى حصوله فيتساءل الجيش الشبهة والشهوة على جيش العقل والايمان والغلبة والغلبة لاقواهما نيته وحكمته فاما ان يقروا بان لهم ربا قاهرا لهم متصرفا فيهم فما سيمتهم كما كما سيميتهم اذا شاء ويحييهم اذا شاء ويأمرهم وينهاهم ويثيب محسنهم ويعاقب مسيئهم واما ان يقروا برب هذا شأنه. فان اقروا به امنوا بالبعث والنشور واذا عرف هذا فتوابع كل نوع من انواع المحبة له حكم له حكم متبوعه. المحبة النافعة المحمودة التي هي عنوان السعادة العبد اوابعها كلها نافعة له حكمها حكم متبوعها فان بكى نفعه وان حزن نفعه وان فرح نفعه وان انقبض نفعه وان انبسط نفعه فهو يتقلب في منازل المحبة واحكامها في مزيد وربح وقربة والمحبة الضاغة المذمومة توابعها واثاؤها كلها ضاغطة لصاحبها مبعدة له من ربه كيفما تقلب في اثارها ونزل في منازلها فهو في خسارة وبعد وهذا شأن كل فعل تولد عن طاعة ومعصية فكل ما تولد من الطاعة فهو زيادة لصاحبها وقربه. وكل ما تولد عن المعصية فهو خسران لصاحبه وبعد قال تعالى ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح. ان الله لا يضيع اجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم يجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون فاخبر هذه اثار محبة الله عز وجل انها تقلب الاتعاب تقلبها الى ملذات والى عواقب حميدة نعم واما المحبة الضارة فانها تقلب الملذات الى شقاء والى حرمان نعم فاخبر سبحانه في الاية الاولى ان المتولد عن طاعتهم وافعالهم يكتب لهم به عمل صالح واصدر في الثانية ان اعمالهم الصالحة التي باشروها تكتب لهم انفسهم تكتب لهم انفسها والفرق بينهما ان الاول ان الاول ليس من فعلهم وانما تولد عنه فكتب لهم به عمل صالح. والثاني نفس اعمالهم فكتب لهم فليتألم فليتأمل قتيل المحبة هذا الفصل حق التأمل ليعلم ماله وما عليه سيعلم يوم العرض اي بضاعة اي بضاعة اضاع وعند الوزن ما كان حصلا فصل وكما ان المحبة والارادة اصل كل فعل كما تقدم فهي اصل كل دين سواء اكان حقا او باطلا فان الدين هو من الاعمال الباطنة الظاهرة والمحبة والارادة اصل ذلك كله والدين هو الطاعة والعبادة والخلق. فهو الطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلقا وعادة ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال الامام احمد عن ابن عيينة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهم لعلى دين عظيم. وسئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن والدين فيه معنى الاذلال والقهر وفيه معنى الذل والخضوع والطاعة. فلذلك يكون من الاعلى الى الاسفل كما يقال بنته فدان اي قهرته فذل قال الشاعر هو دان الغباب اذ كره الدين فاضحوا بعزة وصيان ويكون من الادنى الى الاعلى كما يقال بنت الله قدمت لله وفلان لا يدين الله دينا ولا يدين الله بدينه فدانا الله اي اطاع الله واحبه وخافه ودان لله اي تخشع له وخضع وذل وانقاذ والدين الباطن لابد فيه من الحب والخضوع كالعبادة سواء بخلاف الدين الظاهر فانه لا يستلزم الحب وان كان فيه انقياد وذل في الظاهر وسمى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم الدين. فانه اليوم الذي يدين فيه الناس باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فالشر. وذلك يتضمن جزاءه حسابهم يسمى يسمى وسمى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم الدين فانه اليوم الذي يدين فيه الناس باعماله فانه اليوم الذي يدين فيه الناس باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فالشر كذلك الناس يدين الناس يعني يحاسبهم فدينهم يعني يحاسبهم باعمالهم ويجزيهم عليها ان خيرا جزاهم عليها خيرا وان شرا جزاهم عليها شرا ولا يظلم ربك احدا كل يجازى بعمله وما قدمت يداه نعم ان خيرا فخير وان شرا فالشر وذلك يتضمن جزاءه وحسابهم فلذلك فلذلك فسر بيوم الجزاء ويوم الحساب يوم الدين يعني يوم الجزاء يوم الدين يوم الحساب بمعنى واحد نعم وقال تعالى فلولا ان فلولا ان كنتم غير مدينين فارجعونها ان كنتم صادقين غير مدينين اي محاسبين. نعم اي هلا تردون الروح الى مكانها ان كنتم غير مرغوبين ولا مقهورين ولا مجزيين وهذه الاية تحتاج الى تفسير فانها صيقت للاحتجاج عليهم في انكارهم البعث والحساب ولابد ان يكون الدليل مستلزما لمدلوله. بحيث ينتقل الذهن منه الى المدلول. لما بينهما من التلازم فكل ملزوم دليل على لازمه ولا يجب العكس. ووجه الاستدلال انهم اذا انكروا البعث والجزاء فقد كفروا بربهم. وانكروا قدرته والدين الامري والجزائي. وان انكروه وكفروا به فقد زعموا انهم غير مرغوبين ولا محكوم عليهم ولا لهم رب يتصرف فيهم كما اراد فهلا يقدرون على دفع الموت عنهم اذا جاءهم؟ وعلى رد الروح الى مستقريها اذا بلغت الحلقوم وهذا خطاب للحاضرين عند وهذا خطاب للحاضرين عند المحتضر وهم يعاينون موته اي فهلا تغدون روحها الى مكانها ان كان لكم قدرة وتصوف ولستم الكفار الكفار لما تمردوا على اوامر الله سبحانه وتعالى وعصوا الله خالفوا دينه واشركوا به وزعموا انهم احرار وانهم يفعلون ما يشاؤون مثل ما يقوله الان الملاحدة الذين ينكرون الرب سبحانه وتعالى الله قال لهم ان كنتم احرارا كما تقولون انكم تنقذون انفسكم ان كنتم احرارا فانكم تنقذون انفسكم مما يجري عليكم من اقدار الله سبحانه وتعالى فانقذوا انفسكم من شيء ما احد ينكره وهو الموت الاحد يستطيع انه ينجو من الموت او يدفع الموت فاذا كان لا يستطيع فهذا دليل على ان له ربا يقضي عليه وان له ربا يميته فاين حريته؟ واين اه مقدرته واين وقوته التي يدعي فاذا كان لا يستطيع ان يتخلص من اقدار الله فانه يلزمه ان يطيع اوامر الله عز وجل وينقاد له وهذا مثال واضح الميت حينما يحتضر عنده اهله واقارب الذين يحزنهم موته ويفقدونه لماذا لا يردون عليه روحه وينقذونه من الموت وهم عنده كثيرون لماذا لا ينقذونه من الموت مع انه اغلى شيء عندهم بل يموت وهم ينظرون اليه ولا يستطيعون ان يمنعوا الموت عنه الموت منين جاء جاء من الله سبحانه وتعالى هو الذي يحيي ويميت الله جل وعلا يحيي ويميت. فهذه فهذه حجة اه قاهرة لهم ودل على انهم عباد وانهم مدبرون وليسوا احرارا كما يقولون وانما هم مدبرون مقضي عليهم تنفذ فيهم احكام الله جل وعلا واوامره الكونية فكذلك يجب عليهم ان يمتثلوا اوامرهم الشرعية لاجل مصلحتهم اوامره الشرعية لاجل مصلحتهم فاذا تركوها ظروا انفسهم فاين عقولهم التي يريدون منها انهم ينفعون انفسهم وهم يضرونها ويهلكونها. اين عقولهم نعم وهذا خطاب للحاضرين وهذا خطاب للحاضرين عند المحتضر وهم يعاينون موته اي فهلا تودون روحها الى مكانها ان كان لكم قدرة وتصرف ولستم مرغوبين ولا مكفورين لقاهر قادر. امضي عليكم احكامه. وتنفذ فيكم تنفذ فيكم اوامره. وهذا غاية التعزيز لهم اذ تبين عجزهم عن الغد نفس واحدة من مكان الى مكان. ولو اجتمع على ذلك الثقلان فيا لها من اية دالة على ربوبيته سبحانه ووحدانيته وتصرفه في عباده ونفوذ احكامه فيهم وجريانه عليهم هذا مثال واحد من ما يجري على العباد انهم لا يستطيعون رده وهو الموت وكذلك غير الموت من اوامر الله الكونية من الغنى والفقر والمرض والصحة وغير ذلك والهم والحزن والفرح والسرور وما يجري عليهم ما يستطيعون ان يردوا شيئا من ذلك نعم والدين دينان دين شرعي امري ودين حسابي جزائي وكلاهما لله وحده فالدين كله لله امرا او جزاء والمحبة اصل كل واحد من الدينين فانما شرعه سبحانه وامر به فانه يحبه ويرضاه وما نهى عنه فانه يكفه ويبغضه بمنافاته لما يحبه ويرضاه فهو يحب ظده فعاد دينه الامري كله الى محبته ورضاه ودين العبد لله به انما يقبل اذا كان عن محبة ورضا. كما قال صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان وغضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فهذا الدين قائم بالمحبة وبسببها شرع ولاجلها شرع وعليها اسس وكذلك دينه الجزائي فانه يتضمن مجازاة المحسن باحسان والمسيء باساءته. وكل من الامرين محبوب للرب. فانهما وفضله وكلاهما من صفات كماله وهو سبحانه يحب صفاته واسمائه ويحب من يحبها وكل واحد من الدينين فهو صراته المستقيم. الذي هو عليه سبحانه وهو على صراط مستقيم. في امره ونهيه وثوابه وعقابه. كما قال تعالى اخبارا عن نبي هود عليه الصلاة والسلام انه قال لقومه اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني يعني ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم قوم هود عليه السلام قالوا له ما جئتنا ببينة ما جئتنا ببينة تدل على رسالتك الرسول لابد يكون له معجزة وله بينة. فهم قالوا اليهود انت ما جئتنا ببينة فهو تحداهم فقال انا بشر واحد وانتم امة قاهرة فانا اتحداكم ان تظروني بشيء انتم والهتكم قال اني اشهد الله واشهده اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنذرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها فعجزوا ان يمسوه بسوء وهم امة قاهرة وهو بشر واحد تحداهم ان يظروه هم والهتهم لانهم قالوا ان نقول الا تراك بعض الهتنا بسوء يهددونه بالهتهم فهو تحداهم وتحدى الهتهم ان يمسوه بسوء ولم يستطيعوا فهذا دليل على رسالته عليه الصلاة والسلام. وهذه معجزته نعم ولما علم نبي الله هود عليه السلام ان ربه على صراط مستقيم على طريق على صراط مستقيم يعني على طريق واضح قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وصراط الله هو دينه هو الطريق اليه طريق الى الله هو دينه. نعم ولما علم نبي الله هود عليه السلام ان ربه على صراط مستقيم في خلقه وامره ونهيه وثوابه وعقابه وقضائه وقدره ومنعه وعطائه وعافيته وبلائه وتوفيقه وخذلانه لا يخرج في ذلك عن موجب كماله المقدس الذي تقتضيه اسماؤه وصفاته من العدل والحكمة والرحمة والاحسان والفضل ووضع الثواب في موضعه والعقوبة في موضعها اللائق اللائق بها ووضع التوفيق والخذلان والعطاء والهداية والاظلال كل ذلك في اماكنه ومحاله اللائقة به بحيث يستحق على ذلك كمال الحمد والثناء. اوجب له ذلك العلم والعرفان. اذ نادى على رؤوس الملأ من قومه بجنان ثابت وقلب غير خائف بل متجرد لله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون. من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ثم اخبر عن عموم قدرته وقهره لكل ما سواه وذل كل شيء لعظمته فقال ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فكيف اخاف من ناصيته بيد غيره وهو في قبضته وتحت قهره وسلطانه وسلطانه دونه ومثل هذا الامر اجهل الجهل واقبح الظلم. كذلك ابراهيم عليه السلام لما هددوه بالاصنام قال لهم وكيف اخاف ما تشركون وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به سلطانك ما لم ينزل به عليكم سلطانا يعني كيف انتم تهددونني بالهتكم ولا تخافون من ربي الذي هو الرب الحق واما الهتكم فهي باطلة فكيف تهددونني بباطل ولا تخافون الحق سبحانه وتعالى وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله تخوفونني بالاصنام ولا انتم لا تخافون الله سبحانه وتعالى ثم قال فاي الفريقين احق بالامن انا ولا انتم هل المشرك يولي له الامن ولا الموحد قال الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن. وهم مهتدون فالامن انما هو لاهل التوحيد الامن من عذاب الله انما هو لاهل التوحيد واما اهل الشرك فليس لهم امن لا في الدنيا ولا في الاخرة يلا ثم اخبر سبحانه ثم اخبر انه سبحانه على صراط مستقيم في كل ما يقضيه ويقدره فلا يخاف العبد فلا يخاف العبد رواه ولا ظلمه فلا اخاف ما دونه ولا اخاف ما دونه فان ناصيته بيده ولا اخاف جوره ولا ظلمه فانه على صراط مستقيم فهو سبحانه ماض في عبده وحب فهو سبحانه ماض في عبده حكمه عدل فيه قضاؤه له الملك وله الحمد لا يخرج تصرفه في عباده عن العدل والفضل. ان اعطى واكرم وهدى ووفق فبفضله ورحمته وان منع واهان واضل وخذل واشقى فبعدله وحكمته. وهو على صراط مستقيم في هذا وهذا وفي الحديث الصحيح ما اصاب عبدا قط هم ولا حزن ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في تصمت عدل في قضاؤك. اسألك اللهم بكل اسم هو لك. سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه فرجا قالوا يا رسول الله الا نتعلمهن؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن اعد الحديث وفي الحديث الصحيح ما اصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. اسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي. ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي. الا الله همه وغمه وابدله مكانه فرجا قالوا يا رسول الله الا نتعلمهن؟ قال قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن اي نعم ينبغي لمن سمع هذا الحديث ان يحفظه وان يدعو به لان الله يجعل له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا. وبشيء عظيم. اتخذه معه. اتخذ هذا الحديث وهذا الدعاء معه دائما نعم وهذا يتناول حكم الرب الكوني والامري. وقضائه الذي يكون باختيار العبد وغير اختياره. وكلا الحكمين ماض في عبده وكلا القظائين عدل فيه فهذا الحديث مشتق من هذه الاية بينهما اقرب نسب فصل ونختم الجواب بفصل متعلق بالاية التي ذكرها الله عنه في الحديث مثل الاية التي ذكرها الله عن هود اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. نعم فهذا الحديث مشتق من هذه الاية بينهما اقرب نسب. نعم. فصل ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق الصور. وما فيه من المفاسد العاجلة والاجل عشق الصور يعني الذي ينظر الى ما حرم الله عز وجل من صور النساء والصور الفاتنة فان النظر في الصور سواء كانت صورة خلقية او صورة شكلية الصور التي على الورق او على المجلات او على في صور النساء الفاتنة والصور العارية التي تنشر للفساد والدعاية الى الى الباطل فان النظر اليها وعشقها من ابر ما يكون على الانسان. ولهذا قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم وقال تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن فلا يجوز للانسان انه يطلق بصره على ما امامه من الاشياء الفاتنة والاشياء الضارة بل يغض بصره عنه لاجل يسلم قلبه لان النظر المحرم يؤثر في القلب ويفسد القلب ولهذا قال ذلك ازكى لهم والنظرة تؤثر في القلب فاذا اذا كفها الانسان سلم قلبه واذا ارسلها اصابت قلبه مثل السهم. نعم ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق السور. والان ابتلي الناس بالصور والفتن الصور التي على الاوراق والصور التي في الفظائيات على الشاشات والانترنت هذه اهلكت كثيرا من الناس خصوصا الشباب الذين هم في دور القوة والشهوة افسدت كثيرا منهم هذه الصور نعم فلا يتساهل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم شدد في في النهي عن الصور واخبر ان اصحابها هم اشد الناس عذابا يوم القيامة لانها شر ناس يتساءلون فيها نعم. ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق السور. وما فيه من المفاسد العاجلة والآجلة وهي صور النساء الخلقية كأن ينظر الى جسمها او الصور المنقولة المنقولة والمنفوشة والمرسومة نعم واليوم جاء البلاء جاء الفتوغراف وهذا هذا بلاء من اول يرسمون بالاقلام ويتعبون والان بسهولة ارسل عليها الالة وتأخذها بلحظة. هذا من تمام الفتنة ومن تيسير الشر لاهل الشر نعم ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق السور وما فيه من المفاسد العاجلة والآجلة وان كانت اضعاف ما يذكره ذاك فانه يفسد القلب بالذات. واذا فسد القلب فسدت الارادات والاقوال والاعمال. وفسد ثغر التوحيد كما تقدم. كما في الحديث مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله وهو القلب فعليك ان تحافظ على قلبك لا يصل اليه شيء يفسده نعم لا من اكل الحرام ولا من النظر الى ما حرم الله ولا من السماع الحرام ان تحفظ تحفظ قلبك من ان يصل اليه شيء يفسده عليك نعم واذا فسد القلب واذا فسد القلب فسدت الاغادات والاقوال والاعمال وفسد ثغر التوحيد كما تقدم. فسد فهو التوحيد. ها؟ وفسد فهو التوحيد كما تقدم. ثغر؟ اي نعم اي نعم وفسد فهو التوحيد كما تقدم وكما سنقرره ايضا ان شاء الله. والله سبحانه وتعالى انما حكى هذا المرض عن طائفتين من الناس وهم اللوطية نساء فاخبر ان فاخبر عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما غودته وكادته به واخبر عن الحال التي صاغ اليها يوسف بصدره وعفته وتقواه مع ان الذي ابتلي به امر لا يصبر عليه الا من صبره الله. فان مواقعة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع وكان الداعي ها هنا في غاية القوة. وذلك من وجوه. احدها غصة يوسف عليه السلام وما جرى عليه من المحن ومنها فتنة لامرأة العزيز انه كان في بيتها وكان وكان عليه السلام اجمل الناس صورة فهي افتتنت به وفي يوم من الايام اغلقت الابواب وهي ودعته الى الفاحشة لكنه عليه الصلاة والسلام خاف من ربه قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون فالله جل وعلا ثبته وصبره ومن معه من ما ارادت منه المرأة لكن السبب هو انها نظرت اليه السبب هو النظر والنظر هذا هذا الذي جر عليها هذا هذه الفتنة نعم وكان الداعية هنا في غاية القوة وذلك من الوجوه احدها ما رتبه الله سبحانه في طبع الرجل من ميله الى المرأة كما يميل العطشان الى الماء والجائع الى الطعام حتى ان كثيرا من الناس عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء وهذا لا يذم اذا صادف حلا فليحمدوا كما في كتاب الزهد للامام احمد من حديث يوسف بن عطية الصفاء عن ثابت البناني عن انس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حبب الي من دنياكم النساء والطيب. اصبر عن الطعام والشراب ولا اصبر عنهن. كون الانسان يحب زوجته ويحب انه يتزوج من النساء الجميلات الصالحات هذا لا يلام عليه بل هذا مأمور به مأمور به لكن اذا عدل عن ذلك الى الحرام فهذا هو المذموم وعلى كل حال الانسان مبتلى في هذه الدنيا ممتحن ممتحن والا الله جل وعلا جعل مصرفا للشهوة جعل مصرفا آآ نافعا ومفيدا هو الزواج يعف البصر يحصل به الاولاد والذرية ويحصل به آآ بناء الاسرة الزواج عقد عظيم وفائدته عظيمة في في المجتمع واما السفاح والعياذ بالله فهو شر ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. يفسد الاعراض ويضيع الاولاد ويخلط الانساب ويسبب الامراض الفتاكة وينشر الوباء في المجتمعات كما هو معلوم الان العالم الان يعاني من مرض استعصى على العالم كله وهو مرض اللي يسمونه الايدز. اذا اصاب الانسان فانه يعزل عن المجتمع الى ان يموت. لان ما له علاج فقد المناعة ما ما له علاج ابد يعزلونه عن الناس الى ان يموت هذه عقوبة عاجلة والعياذ بالله وهذا من معنى قوله تعالى وساء سبيلا. نعم الثاني ان يوسف عليه السلام كان شابا وشهوة الشاب وحدته اقوى الثالث انه كان عزبا ليس له زوجة ولا عجبا الثالث انه كان اعزبا ليس له زوجة ولا سرية تكسو تكسو ثمرة الشهوة نعم الرابع انه كان في بلاد غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطن ماذا يتأتى له في وطنه وبين اهله ومعارفه الخامس ان المرأة كانت ذات منصب وجمال. بحيث ان ان كل واحد من هذين الامرين يدعو الى مواقعتها السادس انها غير ممتنعة ولا ابية. فان كثيرا من الناس يزيل رغبته في المرأة اباؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها. غلقت الابواب وقالت هيت لك يعني مكنته من نفسها وهي امرأة ملك في غاية الجمال وهو في غاية الشباب والقوة والشهوة وغريب ما يعرفه احد يعني توفرت اسباب الوقوع في الفتنة لكن الله عصمه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين. لكن هذا بعد الابتلاء والامتحان نعم السادس انها غير ممتنعة ولا ابية. فان كثيرا من الناس تزيل رغبته في المرأة ايباؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ضمن الخضوع والسؤال لها. وكثير من الناس يزيده الاباء والامتناع ارادة وحبا. كما قال الشاعر وزادني كلفا في وفي ان منعت ان منعت وزادني كلفا في الحب ان منعت احب شيء الى الانسان ما منع وطباع النفس مختلفة فمنهم من يتضاعف حبه عند بذل المرأة ورغبتها فيظمحل عند ابائها وامتنائها فاخبرني بعض القضاة ان ارادته وشهوته تضمحل عند امتناع امرأته او سويته وابالها بحيث لا يعاودها ومنهم من يتضاعف حبه وارادته بالمنع فيشتد شوقه كلما منع ويحصل له من اللذة بالظفر نظيرها نظيرها ما يحصل من اللذة بالظفر بالظل بعد امتناعه ونثاؤه واللذة واللذة بادراك المسألة بعد استصعابها وشدة الحرص على ادراكها السابع انها طلبت وارادت وراودت وبذلت الجهد فكفته مؤنة الطلب وذل رغبتي اليها. بل كانت هي الغائبة الذرية وهو العزيز المرغوب اليه. الثامن انه في دارها وتحت سلطانها وقهرها. بحيث يخشى ان لم يطاوعها من اذاه من اذاها. فاجتمع داعي غابة وغهبة التاسع انه لا يخشى انه لا يخشى ان تنم عليه. هي ولا احد من جهتها. فانها هي الطالبة غاضبة. فقد غلقت الابواب وغيبت العقباء العاشر انه كان في الظاهر مملوكا لها في الدار بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها ولا ينكر عليه وكان الانس سابقا على الطلب وهو من اقوى الدواعي. كما قيل لامرأة شريفة من اشراف العرب ما حملك على الزنا؟ قالت قوب الوساد وطول الوساد تعني حب وساد الرجل ان وسادتي وطول السواد بيننا الحادي عشر انها استعانت عليه بائمة المكر والاحتيال. فاردت اياهن وشفت حالها اليهن لتستعين بهن عليه. فاستعان هو بالله عليهن فقال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين. الثاني عشر انها توعدت بالسجن والصغار. وهذا نوع اكراه. اذ هو تهديد تهديد من يغلب على الظن وقوع ما هدد به فيجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضيق السجن والصغار الثالث عشر ان الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفوق به بينهما ويبعد كل ويبعد كلا منهما عن صاحبه. بل كان غاية ما قابلها به ان قال ليوسف اعرض عن هذا وللمرأة استغفري ذنبك انك كنت من الخاطئين. وشدة الغيرة للرجل من اقوى الموانع. وهذا لم لم يرغوا منه غيره. وهذا مما ينبه على قال منع الاختلاط بين الرجال والنساء وعدم الدخول ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اياكم والدخول على النساء فلما كان يوسف عليه السلام في في قبضة هذه المرأة ومخالطا لها سبب ذلك افتتانها به فلولا ان الله ثبته ومنعه لحصل المحظور. وهذا دليل على ان ضعف غيرة الرجل تسبب ضياعه المرأة فاذا كان الزوج ليس فيه غيرة ضاعت المرأة فكون العزيز ترك يوسف في بيته مع امرأته اتاريظ للخطر مريض للخطر لولا ان الله سبحانه عصم نبيه ومنعه من ذلك لحصل الشر الكثير فهذا مما يعطي انه انه الناس ما يتساهلون في وجود الرجال مع النساء الرجال الاجانب مع النساء والخلوة بهن والاختلاط بهن نعم ومع هذه الدواعي كلها ما لا احد يعني اوثق ولا امن من من يوسف عليه السلام ما لها احد اوثق ولا امن من يوسف عليه السلام ومع هذا لم يسلم من شر هذه المرأة فكيف لو كان الرجل ضعيف الايمان او ضعيف ظعيف الشخصية تؤثر عليه المرأة فمن هو مثل يوسف عليه السلام في ايمانه وقوته؟ وشجاعته اكثر الرجال ضعاف مع النساء تتغلب عليهم فهذا مما يؤكد عزل النساء عن الرجال الا اذا كانوا من محارمهن نعم ومع هذه الدواعي كلها فاثر مرضاة الله وخوفه من حمله حبه لله على ان اختار السجن على الزنا. قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه وعلم انه لا يطيق صف ذلك عن نفسه. وان ربه تعالى ان لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا اليهن بطبعه. وكان من الجاهلين وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على الف فائدة لعلنا ان وفق الله ان نفردها في مصنف مستقل اصل الطائفة الثانية الشيخ ابن سعدي رحمه الله له رسالة سماها فوائد مستنبطة من قصة يوسف. عليه السلام ولعل طالب العلم يطلع عليها ولا ندري هل الشيخ رحمه الله كتب هذه الالف التي ذكرها الف فائدة يقول في قصة يوسف نعم فصل والطاء علل ما يقول وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على الف فائدة لعلنا ان وفق الله ان نفردها في مصنف مستقل يكفي والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه