لا يتفلن احدكم بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت رجله اذا قال الامام البخاري فائقا هذا الحديث وقد تقدم حديث انس وهنا ساق الامام البخاري حديث انس من وجه اخر ساق حديث انس تقدم رقم اربع مئة وخمسة من رواية حميد عن انس وهنا ساقه من الواث قتاده فقال حدثنا حفص بن عمر وهو حفص بن عمر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين موعدنا هذا اليوم مع الحديث الثاني عشر بعد الاربع مئة من ترتيب محمد سؤال عبد الباغي يرحمه الله تعالى يعني على ترقيمه قال الامام البخاري حدثنا حفص ابن عمر قال حدثنا شعبة قال اخبرني قتادة قال سمعت انسا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ابن غياب وهو ثقة توفي عام ست وعشرين ومائتين قال حدثنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج ابن الورد العتب الواسطي ابو بسطام وهو امام من ائمة الحديث اول من فتش عن الحديث في العراق وقال الامام الشافعي لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق وكان من اهل الورع والاتقان والسيادة قال اخبرني قتادة وهو قتادة ابن ذعامة السدوسي المتوفى عام سبعة عشر ومئة ودفن في هيت نسأل الله ان يحفظ هيث واهلها قال سمعت انسا وهو انس ابن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يسيلن احدكم بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت رجله هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم علم الصحابة وعلم الامة كبار الامور وصغارها فما ترك للناس شيئا الا وترك لهم منه علما كما قال ابو ذر وعلمنا وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن للاسف الشديد كثير من الناس من يغفل عن هذا العلم ايها الاخوة معلوم ان الاخوة لله من لوازم العبودية قال تعالى وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون كل ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما جاءنا عن الله عن الله تعالى لابد ان يخضع الانسان له وان يؤمن به طبعا هذا على طريقة اهل الحديث حينما يشترطون الصحة وصح عن رسول الله وما جاء عن الله تعالى في كتابه ينبغي على الانسان ان يخمث لله تعالى ويخضع لله تعالى فقد بشر الله تعالى المخبتين وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يبشر المخبتين وهو امر بالبشارة. كل داعية الى الله وكل مؤمن ينبغي ان يكون داعيا الى الله تعالى وبشر المخبتين وربنا جل جلاله قد ذكر المبشر والمبشر والمبشر به والسبب البشارة والتبشير نحن بنا حاجة الى البشار لا سيما في زمن كثر فيه من يتسلط على امة الاسلام كما هو الحال الان في حلب الناس يقتلون فيها وتجد اعداد المسلمين غثاء كغثاء السيل نسأل الله العافية ايها الاخوة الكرام لقد مدح الله نبيه اسماعيل بانه كان صادق الوهب وذم المنافقين باخلافهم الوحدة وتركهم الصدق فعلى الانسان ان يسير على منهج اولئك الذين هدى الله ولا يثير الانسان على هذا الصراط وعلى هذا المنهج حتى يتبع ما جاء في القرآن وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين قرأوا القرآن والسنة فعملوا بهما وهذا الحديث الذي اخذناه في درس اليوم ومر عندنا في مجالس متعددة يخص مسألة مهمة من مسائل الصلاة ومعلوم ان الصلاة عمود الدين والمسلم مطالب من الله بقتال الناس حتى يشهدوا الشهادتين ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة واذا كان مطالبا بقتالهم فكيف يغفل عن من هم تحت يده من الاهل والابناء فلا بد من مراقبة الاهل والابناء على الصلاة من اجل ان يخضع الانسان لله بها خضوعا تاما حقيقة وكما ان المؤمن لا يكتسب المال الا من حلال فلا يجوز ان يضعه الا من حلال. والانسان لا يتعرف على هذا الا بالفقه الصحيح ولا يدل على الفقه الصحيح الا الخضوع الصحيح حينما يصلي الانسان الصلاة حقيقة ولذلك الصلاة تجدد بالمسلم مراقبته لربه. والانسان مطالب بان يجدد حياته كل ساعة بمراقبة الله وخشية الله والرجوع الى الله بالتوبة والاستغفار والتزام شرعه في كل شيء والاخذ بحكمه في كل امر والانسان حينما يجدد حياته هكذا ويستعين بالله على ذلك فمعلوم ان المستعين بالله محب يعني ان المستعين بالله محب لله فاذا استعان بالله بصدق واخلاص احبه الله فالمستعين اذا محب المستعين بالله محب لله وواثق بما عنده. متوكل عليه فعلى الانسان ان يكون دائما مستعين بربه ثائرا الى الله تعالى في كل اموره وانا اقول للانسان في الصلاة في غير الصلاة حينما يقرأ القرآن اقول له لا تقرأ القرآن لطلب الثواب فقط بل اقرأه لاجل ان تتلقى كلام كلام رب العالمين بالقبول والتطبيق والخضوع وزيادة الفهم فالقرآن ايها الاخوة منهج سير بجميع ما في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية وهو المرجع للانسان في جميع ما يعتريه ويمر عليه من امور تخصه هو ومن امور تخص اسرته ومن امور تخص الناس والانسان بحاجة الى حينما يقرأ القرآن به حاجة الى الخشوع لتلاوة القرآن والخشوع لتلاوة القرآن تصديق لحب الله تعالى وتحقيق لتعظيم الله في قلب المؤمن. وهكذا يكون عند التدبر بحب وشغف ويتضمن مدلول الحمد والشكر القيام بجميع انواع العبودية المرضية لله. فالانسان حينما يحمد ربه وحينما يشكر ربه حبا وخضوعا وذلا وامتنانا يتضمن هذا منذ الحمد والشكر القيام بجميع انواع العبودية المرظية لله تعالى ومن رحمة الله تعالى دقائق النعم كسواد العين وتنافق شعارات اهدابها المانعة من دخول كل ما يبنيها مع كون الضياء يلمح من خلالها وهذه النعم التي نراها والنعم التي لا نراها على الانسان ان يخضع لله سبحانه وتعالى لاداء حق الله فيها وعلى الانسان ان يكون منصفا حينما يؤدي حق الله في هذه النعم فاذا عمل ان يكون منصفا في تعامله مع ربه يكره ذلك ان يكون منصفا في تعامله مع الخلق ومعلوم ان من الاخلاق العظيمة التي جاء بها القرآن الالفاظ ولا يتحقق الانصاف الا بالخضوع لله تعالى والصلاة هي سبيل للخضوع الى الله تعالى وصاحب اليقين الصادق هو الذي ينتفع بقراءة القرآن. قال تعالى قد بينا الايات لقوم يوقنون فاليقين هو حياة القلوب وقوته واصحاب اليقين هم المنتفعون بايات الله المستورة كما قال تعالى هدى للمتقين وهم المنتفعون من ايات المنظورة قال تعالى وفي خلقكم وما يبث من دابة ايات لقوم يقومون فحينما نقرأ القرآن وحينما تقرأ القرآن وحينما نستمع الى القرآن احرص ان يكون برثاء كالحظ الاوفى من النطق الصحيح ولقلبك الحظ الاوفر من التدبر والتفكر والفهم والاتعاظ واجعل العمل رائد جوارحك. هذا اليوم كنت استمع لقراءة الشيخ عبد القادر العثمان حفظه الله تعالى ما شاء الله حينما تجد القراءة وتجد حسن القراءة الانسان يخشع لهذه التلاوة ويخشع لكلام رب العالمين لما تخرج بحروف من مخارجها وتكون الصفات من مواطنها وهكذا ينبغي على الانسان ان يحسن تلاوته ويجتهد في قراءته لانه يقرأ كلام رب العالمين وقراءة القرآن لابد ان تكون بفهم في قراءة القرآن بلا فهم تكون مبتورة الفائدة وقد ذم الله قوما فقال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانية وانهم الا يظنون وذم الاولين الذين في هذه الصفة ففي ذلك تحذير للاخرين ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذم قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم والانسان حينما يؤدي الصلاة بحقها ويقرأ القرآن بقراءة صحيحة وفهم صحيح هذا الامر يمنع الانسان ويحول بينه وبين الانحراف والانحراف الانساني خطير وانحراف العالم اخطر الانحراف العالم اشد من غيره. لماذا؟ لانه يكون عرفة ثم انكر فيزول الطمع في رشده بمثابرته عن الحق اذا ايها الاخ الكريم لا بد ان تسير الى الله تعالى بين الخوف والرجاء وتأمل طريقة القرآن في ذكر اهل الجنة والنار ففي لبس لاهل الجنة باعمالهم ترجيا وفي ذكر اعمال اهل النار تخويف من النار ومن عمل اهل النار والانسان اذا لم يملأ قلبه بالقرآن فانه سيدخل الباطل في قلبه. قال تعالى واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. فان فراغ القلب من كلام الرب مدخلة للشيطان وباب للسوء خطير على الانسان ومعلوم ان الهدف في الحياة تحقيق عبادة الله الحق واذا لم يفعل المرء اذا لم يفعل المرء لهذا قصرت في حياته واذا سعى المرء في هذا كانت حياته سجلا من الخيرات وان لم يسعد بهذا كانت حياته سجلا للسيئات نسأل الله العافية والسلامة ومعلوم ان طول العمر لا ينفع صاحبه اذا لم يكن معه ايمان ولا تقوى اذا من دعا لاحد بطول العمر فليقيده بطاعة الله. قل له اطال الله عمرك في طاعة الله والقرآن ايها الاخوة يربي المؤمنين على ان يكونوا على ثقة من معية الله ونصرته للمؤمنين وهذا مما يجعل التوكل في القلب ويجعل حسن الظن بالله تعالى وعلى الانسان ان يحذر ان تحيط به خطيئته فلا يؤمن في نجاة نفسه الانسان قد يعب المعاصي عبا ثم بعد ذلك تمنعه هذه السيئة وتحيط به هذه الخطيئة فتجعل في قلبه اليأس والقنوط فعلى الانسان ان يحذر غاية الحذر من ذلك نداء القرآن المؤمنين بالوصل المحبب اليهم وهو الايمان فيه تأديب وتعليم لحسن مخاطبة الاخرين بما يحبونه. القرآن يعلمك كل شيء فالقرآن هو خطاب الله للانسان. فلما تجد الخطاب يا ايها الذين امنوا تتعلم من ذلك كيف تخاطب الاخرين بالاحسان والانسان الذي يخشى الله بالغيب هو الذي يحسن يحسن المعاملة مع الاخرين ومن لم يحسن المعاملة لله في السر والعلن فتعامله مع المخلوق لا يتجاوز النفعية الخاصة فالانسان حينما يحسن مع ربه في تعامله فيسوقه هذا الى اخلاص العمل في تعامله مع الاخرين اذا من اخلص لله حقا احسن في معاملته مع خلقه صدقا وجميع ما اودعه الله في بني ادم من طاقات يصلحه الايمان وخلافه يجعل النعمة على بني ادم حجة وبلية. هذي مسألة خطيرة ايها الاخوة انا اكررها دائما مسألة النعم ان لم يؤدي الانسان شكرها اصبحت بلية وهذا من اسرار اننا نبدأ قراءتنا في الصلاة بالحمد لله رب العالمين ففي الانسان نعم عظيمة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هذا في صلاته حينما يقول وما استقلت به قدمي فجميع ما اودعه الله في بني ادم من طاقات يصلحه الايمان وخلافه يجعل النعمة على بني ادم حجة وبنية فانسان تضرع الى الله تعالى في ان يجعل هذه النعم في مرظاة مثديها. والضراعة الى الله هروب اليه من شياطين الانس والجن ومما يمنع الانسان من الخشوع والخضوع الاعلام المغرض الذي يبث لعبيد الشهوات وعبيد المادة السوء والسوء سمي سوءا لانه يسوء لصاحبه في الدنيا والاخرة فاقول ايها الاخوة احذروا الاعلام المغرض الذي يبث لعبيد الشهوات السوء السوء يسوء لصاحبه في الدنيا والاخرة والانسان بحاجة الى الحسنة والى الاعمال الصالحة التي تصلح حاله في الدنيا والاخرة الصدق مع الله ينير العبد كرامة الدنيا والاخرة. نحن بامس الحاجة الى الصدق مع الله سبحانه وتعالى واذا صادق العبد مع الله تعالى استقامت اموره كلها فالصدق مع الله للعبد كرامة في الدنيا والاخرة ومن لم يصدق مع الله فقد عرظ نفسه للهلاك فليحذر الانسان عدم صدقه مع الله وشباب الاسلام بهم حاجة الى قدرات اجعلوا غيرهم امامهم سيرا حقيقيا لاجل ان يقتدوا ويأتس بما يحبه الله تعالى البلاوي ايها الاخوة قادر كثر في امة الاسلام والقاعدة انه لا ينال احد منزلته عند الله الا بالابتلاء كثر البلاء في امة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يصح للانسان ان يجعل نفسه كالميت بل ينبغي على الانسان ان يعمل برفض الاخرين ونفع الاخرين ولن تنفع امة الاسلام منفعة بمثل ان تبصرهم في دين الله وتدلهم على حق الله ومعلوم ان من جحد حق الله عاقبه الله باعز ما يملك ومجرد الانتساب مجرد انتساب الانسان الى الحق لا يفيده شيئا حتى يقوم على الحق ويتبصر في الحق ويدل الناس على الحق ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عامله الله معاملة المختبر بان ابتلاه الله بكلمات فاداهن واتمهن فاستحق المكانة العظيمة عند الله ثم صار اماما يقتدي به الناس جميعا حتى ساعتنا هذه والى يوم الدين وهكذا تكون منزلة المرء عند ربه ووفاءه بهديه واتمامه لشرعه. فعلى الانسان ان يوفي كما قال ربنا قال وابراهيم الذي وفى فعلى الانسان ان يوفي حق الله وان يؤديه ولذلك حينما امر ربنا باتخاذ مقام ابراهيم المصلى فقال واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اتخاذ مقام ابراهيم المصلى من اتصال اللاحقين بالسابقين حتى يسيروا على هديه وينتهج بطريقته ومن من الله من من الله عليه بالكتاب وبفقه الكتاب فعليه ان يعمل ليبصر امة الاسلام ولذلك نحن نقول من من العقلاء يزهد ويربأ بنفسه عن العلم النافع. ومن من عقلاء يزهد ويروى بنفسه حملة ابراهيم انه لا يفعل ذلك الا من استخف نفسه فامتهن كونوا ظالمي انفسكم