بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم يسر لنا الجسر يا ارحم الراحمين اللهم ارحم امة محمد اجمعين اللهم اذهب الازمات عن هذه الامة يا ارحم الراحمين. اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احفظ اموالهم واعراضهم اللهم يسر لنا في طلب العلم والتذاكر به مع اخواننا يا ارحم الراحمين. اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الخامس عشر بعد الاربع مئة قال الامام البخاري باب كفارة المزاق في المسجد حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا قتادة قال سمعت انس ابن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها هكذا قال الامام البخاري فبوب قال الباب كفارة البثاة في المسجد ثم بين هذا بين ان البثاق في المسجد خطيئة والسبب الخطيئة لانها مخالفة بما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من صيانة المساجد عن الاذى ولما كان قد نهى عن ذلك ومن وقع في ذلك قد خالف ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد من كفارة وهذه مسألة يحفظها الانسان المرء اذا وقع في معصية لابد له من رعاية حق الله تعالى ولابد من تكفير الذنب فما هو ماذا يصنع الانسان بينه الامام البخاري وساق الخبر الصحيح المتقن هذا سند صحيح كالشمس قال الامام البخاري حدثنا ادم وهو ادم ابن ابي اياس توفي عام عشرين ومئة وقيل احدى عشرين ومئتين وقيل احدى وعشرين ومئتين وهو من شيوخ البخاري الاثبات وقد اثنى عليه اهل العلم ثناء عطرا ومواقفه معروفة في آآ بمخالفته لاهل البدع ورحمته باهل السنة ومواقفه جليلة في مناصحة الاخرين وقصته في نصح الامام احمد قصة معروفة سبق الكلام عنها في مجالس قريبة بحمد الله تعالى اميتت فله اجرها فاصبروا يا اهل الحديث فانتم خير الناس كما قال الامام البخاري وطبعا تؤدى هذه التحية بالفرظ او النفل نواها او لا لماذا؟ لان المهم اشغال المحل بالعبادة وقصته حينما ختم القرآن وهو مسجل معروفا. وايضا دعاؤه عند الاحتضار وهذه من الوسائل التي ينبغي على طالب العلم ان يجد في قراءتها مسألة يعني ان الانسان يكثر من قراءة وحفظ اقوال الراسخين في العلم عند الاحتضار لان الانسان ينتفع بمثلها في حياته قال حدثنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج ابن الورد العتفي ابو بسقان المتوفى عام ستين ومئة وهو امير المؤمنين في الحديث ومكانته معروفة في الفضل والخير والعلم قال حدثنا قتادة وهو قتادة ابن دعامة السدوسي المتوفى عام سبعة عشرة ومئة وقد دفن فيه وهي اخر محلة كنت فيها قبل مجيئي الى ديار بني عثمان اسأل الله ان يبارك لي ولكم في انفاس اعمالنا وان تكون في الله ولله تعالى طبعا قتادة الماز بقوته في الحديث وينماذ بقوته مع الحديث ان مات بقوته في التسيير فهو امام من ائمة التفسير وله اقوال غاية في الجودة قال سمعت انس الزواج وهو قد صرح هنا بالسماع وهذا السند مسلسل بالتصريح من اوله الى اخره قال سمعت انس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم البزاق ويا البزاق ويقال البساق ويقال البساق فهذه كلها لغات صحيحة في المسجد اي الجامع الذي خصص للصلوات خطيئة اي اثم ومن فعله قد وقع في الاثم لانه قد خالف امر النبي صلى الله عليه وسلم وكفارتها دفنها الى الانسان في هذا ووثق في مسجد له تراب فينبغي عليه ان يواري هذه حتى يدرأ يزرع السيئة بالحسنة طبعا هذا الحديث فيه فوائد وقد ذكرها القرطبي في تفسيره. قال القرطبي علينا وعليه رحمة الله وقد جمع بعض العلماء في ذلك خمس عشرة خصلة فقال من حرمة المسجد ان يسلم وقت الدخول ان كان القوم جلوسا وان لم يكن في المسجد احد قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وان يركع ركعتين قبل ان يجلس وان لا يشتري فيه ولا يبيعه ولا يزل فيه سهما ولا سيفا ولا يضرب فيه ضالا ولا يرفع فيه صوتا لغير ذكر الله ولا يتكلم فيه باحاديث الدنيا ولا يتخطى رقاب الناس ولا ينازع في المكان ولا يضيق على احد في الصف ولا يمر بين يديه مصل ولا يبصق ولا يتنخم ولا يتنخض فيه ولا يفرقع اصابعه ولا يعبث بشيء من جسده وان ينزه عن النجاسات والصبيان والمجانين واقامة الحدود وان يكثر ذكر الله تعالى ولا يغفل عنهم. فاذا فعل هذه الفصال فقد ادى حق المسجد وكان المسجد حرزا له وحصنا من الشيطان هكذا ذكر القرطبي ونقل هذا عن غيره وذكر غيره فوائده في هذا المكان وانا قد حذفت منها شيئا والقيت اشياء فقال من فوائد من الفوائد الاولى في بيان فضل المساجد ومن ذاك اظافتها الى الله في الاية. هو طبعا قالها في تفسير اية بعد ذلك دليل على شرفها. وكذا في قوله وان المساجد لله بلام الاختصاص انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه وقال النبي صلى الله عليه وسلم احب البلاد الى الله مساجدها وابغض البلاد الى الله اسواقها. والحديث في صحيح مسلم وليس ذلك الا لان المسجد يذكر الحبيب والسوق يشغل عنه حتى تدرك لماذا ان افضل الاماكن المساجد وان ابغض السوق وايضا في الاية نكتة وهي ان مخرب المساجد لما كان في نهاية الظلم والكفر يلزم ان يكون عامر المساجد في غاية قبلي والايمان والاية في سورة البقرة معروفة الثانية في فضل المشي الى المساجد وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فيه فريضة من فرائض الله كانت خطواته احداهما تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة الثالثة في تحية المسجد وعن ابي قتادة انه صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل احدكم المسجد فليركع ركعتين قبل ان يجلس طبعا هذا الحديث ثابت عن رسول الله والناس في ديار بني عثمان من الاتراك لا يصلون تحية المسجد فينبغي علينا تعليم الناس وتنبيه الناس الى هذا برفق وبلين عسى ان نحيي سنة في هذه البلاد. ومعلوم ان من احيا سنة ففي المنهي عنها ان يأتي الانسان ويجلس من غير ان يأتي بالسنة الرابعة في الدعاء عند الدخول في المسجد والخروج منه فالانسان يدعو عند الدخول ويدعو عند الخروج الخامسة في فضيلة القعود فيه لانتظار الصلاة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة الملائكة الملائكة يصلي على احدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه فتقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يحيط والحسن البصري حينما روى الحديث قال ولا يزال احدكم بخير ما انتظر الخير الثالثة في كراهية البيع والشراء فيهم ولذا جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع رجلا ينشد ظالة في المسجد فليقل لا اداها الله اليك فان المساجد لم تبنى بهذا السابعة في كراهية البثاق في المسجد وفيه هذه الباب واحاديث الدروس السابقة الثانية تطهير المساجد من الروائح الكريهة ففي صحيح البخاري من حديث جابر من اكل ثوما او بصلا فليعتزل مسجدنا واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من اكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الانسان التاسع في بناء المساجد في الدور واغشاء عن عائشة رضي الله عنها قالت امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وان تنظف وتطيب وهذا الخبر ايها الاخوة في صحيح الامام البخاري بالتسريح بالسماع وجاء في سنن الدارمي برقم الف واربع مئة وخمس وثلاثين وفيه حدثنا هاشم ابن القاسم قال حدثنا شعبة قال قلت لقتادة اسمعت انسا يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة؟ قال نعم وكفارتها دنان وهذا يعني مما ذكر ان الامام شعبة بن حجاج حينما يروي عن قتادة وعن ابي اسحاق لا يحمل عنهم الا ما كان لهم مسموعا من شيوخهم وفي صحيح الامام مسلم يا خبر هكذا باب البزاق في المسجد خطيئة قال وحدثنا يحيى بن يحيى وكتيبة ابن سعيد ثم قالوا انظر الى دقة مسلم قال يحيى اخبرنا وقال قتيبة حدثنا ابو عوامة اي ان يحيى قال اخبرنا ابو عوامة اما قال حدثنا بعضنا عن قتادة عن انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها اذا ما صرت سند مسلم هذا حتى وبينك ان قد يعنعن في موطن ويصرح في السماع في موطن اخر فقصائده في سنده الامام البخاري قد صرح بالسماء اما هنا فهو قد عنعنعن في صحيح الامام مسلم قال هكذا وقال قتيبة حدثنا بعوانا عن قتادة عن انس ابن مالك واذا ان القاعدة كل علة وعلة في الصحيحين جاءت في رواية المستقبل ثالثة ابن هنا الرواية في صحيح مسلم رواية قتادة لكنها في صحيح البخاري بالتصريح بالسماع وعند الدانم صريحة في ان شعبة ابن الحجاج قد سأل قتادة ابن عامر في هذا الخبر طبعا الخبر في مسند البزاق والقاعدة ان مسند البزار فيه من التعاليل ما لا يوجد في مسند اخر كما نص على ذلك الحافظ ابن كثير في كتابه النافع اختصار علوم الحديث لما تحدث عن الحديث المعلول او او المعلل وكلها اصطلاحات صحيحة يستخدمها اهل العلم قال ويوجد في مسند البزاري من التعاليم فلا يوجد في مسند اخر اي ان مفسد البزار مع كونه كتاب رواية فيه اعلالات حديثية باحاديث وقعت فيها علل قال وحدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا ابو احمد جوال ابو احمد الزبيري قال حدثنا مشعل اللي هو مشعل ابن كدام عن قتادة عن انس قال البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ما الذي حصل هنا؟ انظر في السند حدثنا ابو احمد حدثنا مصعر عن قتادة عن انس قال البثاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ما الذي صنعه ابو احمد الزبيري؟ ابو احمد الزبيري جعل الحديث موقوفا والحديث يرويه ابو عوانة غير عن قتادة عن انس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ورواية ابي احمد عن مشعل عن قتادة عن انس موقوفة والحديث حينما يروى مرفوعا وموقوف قد يكون الموقوف علة مرفوع وقد يكون المرفوع عند الموقوف ونحن هنا حينما يأتينا الخبر بهذه الطريقة ننظر في المرجحات ما الذي يترجح عندنا من حيث القواعد الحديثية؟ ونرجع الى اقوال اهل العلم. هنا البخاري ومسلم حينما روي الرواية المرفوعة معناه انه قد رجح انه مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم اما الرواية الموقوفة فقد اعرض اعرض عنها صاحب الصحيحين. من الذي خرجها؟ خرجها البزار في مسنده لاجل ان يبين ان الرواية معلولة وذاك في مسند الازهر ومسند الجزار المختص بالاحاديث مرفوع على النبي لما اتى بالموقوف اتى بالموقوف لانه معلول واتى ليبين عليه قال هكذا وحدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا ابو احمد قال حدثنا مشعر عن قتادة عن انس قال البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها قال ولم يرفع وقد رفعه غير ابي احمد اي من رواه من الثقات عن مثأر والطبقة التي اعلى عن قتادة رفعوه الى النبي صلى الله عليه وسلم اما ابو احمد الزبيري فقد قصر بهذا الخبر وجعل الخبر جعل الخبر موقوفا والراجح انه مرفوع. فهنا الوقوف خطأ والراجح ان الخبر مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعني ننبه على ان الحافظ ابن عبد البر في هذا الخبر هو الذي قال المذاق يكتب بالزاي وبالسين وبالصاد كما نص على هذا في كتابه قال فيه انس قال قال نبي الله المزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها وابن بطال حينما اورد القبر قال انما كان المذاق ابن بطال من احد من شرح الصحيح شرحا عظيما قال انما كان الوثاق في المسجد فظيئة لنهيه عنها ومن فعل ما نهى عنه اي فقد وقع في الاثم وابن عبدالبار متوفى عن ثلاث وستين واربع مئة قال البثاق يكتب بالزاي وبالسين والصاد وحقيقة هذا الامر مما يصعب اللغة على العجب ولذا وجب على العرب الذين من الله عليهم بلغة القرآن ان يقوموا بتبليغ الدين للعجم وربنا يقول وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم. فلا بد المال نتعلم لغة الاخرين وان نبلغ رسالات الله سبحانه وتعالى. وان نجد في تعليمهم اذا هذا الحديث حديث الوزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها حديث صحيح اضجه في البخاري وقد وجهه الامام مسلم وفيه ان الانسان ينبغي عليه ان يعظم بيوت الله تعالى وان يعظم شعائر الله وان يعظم شريعة الله تعالى وعلى الانسان ان يجد في تعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم وان يجد في تعلم القرآن وان يجد في تعلم الفقه وان يأخذ الانسان بالادوات التي تعينه على فهم القرآن وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم الانسان لاجل ان يعمل ويتألم الانسان لاجل ان يعلم فاذا تمكن الانسان من العلم شيئا فعليه ان يجتهد في تبليغ رسالات الله تعالى وان يجتهد في تخريج الدعاة وتخريج كل حسنة هذا بالله التوفيق وصلى الله على نبينا