بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اللهم احفظ البلاد والعباد يا ارحم الراحمين. اللهم سلم امة محمد صلى الله عليه وسلم في مشارق الارض ومغاربها اللهم سلم امة الاسلام اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا ارحم الراحمين اللهم ادفع الازمات اللهم ازهق الازمات اللهم ابدل عسر هذه الامة يسرا يا ارحم الراحمين انك على كل شيء قدير اما بعد ايها الاخوة اوعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث السابع عشر بعد الاربع مئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله باب اذا بذره البثاق فليأخذ بطرف ثوبه حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا حميد عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فحكها بيده ورؤي منه كراهية او رؤية كراهيته لذلك وشدته عليه وقال ان احدكم اذا قام في صلاته فانما يناجي ربه او ربه بينه وبين قبلته فلا يبزقن في قبلته ولكن عن يساره او تحت قدمه ثم اخذ طرف ردائه فبزق فيه ورد بعضه على بعض قال او يفعل هكذا رحم الله الامام البخاري وجزاه الله عنا خير الجزاء على حسنه واتقانه واحكامه صنعة الحديث والفقه الامام البخاري قال باب اذا بذره البثاق. تقدم لنا كره البذاق والبثاق والبثاق فهذه الكلمة تقال بهذه الالفاظ ونحن الذين نتكلم بالعربية يسهل علينا ذلك وربما شق ذلك على اخواننا العجم الذين يتكلمون العربية ومن كان ينطق العربية وعاش بين العجم لابد له ان يعلم العربية للاخرين. وعليه ان يحتسب الاجر في ذلك فهذا باب عظيم من ابواب الثواب فقال اذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه. اي ان الانسان يمد يده على المنديل او انه يستخدم شيئا من ثيابه فيبصق فيه او يبصق فيه او يبثق فيه كما ان الاثم بالزاي والسين والصاد كذلك الفعل بالزاي والسين والصاد قال الامام البخاري حدثنا مالك ابن اسماعيل وهو مالك ابن اسماعيل ابن درهم ويقال ابن زياد ابن درهم النهدي مولاهم ابو غسان الكوفي وهو من الطبقة التاسعة وهم من صغار اتباع التابعين توفي عام سبعة عشرة ومئتين. اذا هو من شيوخ البخاري المتقدمين وقد خرج حديثه اصحاب الكتب الستة اي الجماعة اي ان الرقم له بالرقم عين والجماعة للبخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة قال عنه الحافظ ابن حجر في تقرير التهذيب ثقة متقن صحيح الكتاب من العابدين وهذا القول هو قول يعقوب ابن شيب هكذا قال عنه ويعقوب ابن شيبة اثبت كلمة من العابدين ليدل على انه ثقة المتقن ومع ذلك كان عابدا وقال عنه الذهبي في الكاشف حجة وقد قال عنه ابو حاتم الرازي كان ابو غسان يملي علينا من اصله اي من كتابه وكان لا يملي حديثا حتى يقرأه وكان ينحو اي انه كان عالما بالنحو. لم ارى بالكوفة اتقن من ابي غسان وهذا النهى ايها الاخوة لابد ان تدرسوه ولابد ان تعلموه وقبل يومين كنت في اسطنبول وحضرت في بعض المساجد فمما سرني وجدت احد الاخوة العراقيين وهو الاخ صهيب السامرائي جزاه الله خيرا يعلم العجم هناك النحو فالنحو مهم جدا وكان لا يملي حديثا حتى يقرأه وكان ينحو يقول ابو حاتم لم ارى بالكوفة اتقن من ابي غسان لا ابو نعيم ولا غيره. وابو غسان اتقن من اسحاق ابن منصور وهو متقن ثقة كان له فضلا وصلاحا وعبادة وصحة حديث واستقامة وكان عليه سجادتان كنت اذا نظرت اليه كأنه خرج من قبل اي انه كان صاحب عبادة ولشدة عبادته بانه خرج من قبر يعني يظهر عليه اثر الخوف من الله تعالى ومما ذكر في ترجمته قالوا قال محمد ابن عبد الله ابن نمير طبعا محمد ابن عبد الله ابن نمير وصفه الامام احمد بانه اهل العراق قال محمد ابن عبد الله ابن نمير ابو غسان محدث من ائمة المحدثين وفي الميزان قول اذا مالك ابن اسماعيل ورغم على ترجمته بالرقم عين اي انهم اصحاب الكتب ستة ورغم عليه بالحاشية عبارة صح معنى انه بكل ما فيه والصحيح العمل على توثيقه فقال في الميزان ثقة مشهور تناكد ابن علي بايراده مع اعترافه بصدقه وساق قول السعد فيه كان حسني كان حسنيا يعني على مذهب شيخه الحسن ابن صالح وقد قال ابن معين فيما نقله عنها بحاكم ليس بالكوفة اتقن من ابي غسان اذا اورده الذهبي في الميزان ليدافع عن ثقة من الثقات وفي اكمال تهذيب الكمال وقال صاحب الزهرة روى عنه يعني البخاري سبعة وعشرين حديثا وقال العجلي ثقة وكان متعبدا وكان صحيح الكتاب. نعم اذا هنا قال البخاري حدثنا مالك بن اسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا حمير وقبل حميد وزهير ابن معاوية ابن حديد ابن الرحيل ابن زهير ابن خيثم ابو خيثم يعفي الكلوفي اخو حذيفي بن معاوية والرحيل بن معاوية ولد زهير عام مئة وهو من الطبقة السابعة وهم كبار اتباع التابعين توفي عبثتين وسبعين مائة وقيل ثلاثا وسبعين ومئة وقيل اربع وسبعين ومئة خرج له الجماعة قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب ثقة ثبت الا ان سماعه من ابي اسحاق باخذ ورتبته عند الذهب قال الحافظ ثقة حجة. اما في السير فقال عن الذهبي زهير ابن معاوية ابن حديجن ابن اي يعطي الحافظ الامام المجود ابو خيثمة الجعفي الكوفي محدث الجزيرة وهو اخو حديج والرحيم كان من اوعية العلم صاحب حفظ واتقان وسنة مولده في خمس وتسعين وقال ابن ابي خيثم وسمعت سعيد ابن خديث قال سمعت شعيب ابن حرب يقول كنت مع زهير ابن معاوية بالبصرة فقال يا شعيب انا لا اكتب حديثا الا بنية. طبعا هذا امر مهم جدا ان الانسان لا يعمل عملا الا بنية ويساعد الانسان ان يترقى في نيته وقال في ترجمته كان زهير اذا سمع الحديث من المحدث مرتين كتب عليه فرغت اذا هذا زهير من اهل الحديث ومن المثقلين وكلام اهل العلم في الثناء عليه كثير جدا قال زهير حدثنا حميد وهو حميد بن ابي حميد الطويل البصري ابو عبيدة الخزاعي ويقال السنن ويقال الدانم مولى طلحة الطلحات اي خال خالد ابن سلمة قال حماد بن سلمان وحميد من الطبقة الخامسة وهم صغار التابعين وتوسع باثنتين واربعين ومئة روى له الجماعة وقال عنه ابن حجر في التقرير ثقة وقال عنه الذهبي فقر ومما قالوا في ترجمة حميد قالوا وكان حميد مصلح اهل البصرة وكان حميد مصلح اهل البصرة وهذه المقولة مقولة عظيمة تدل على اهتمامهم بالدعوة وتمكنه من ذلك وهذا امر من اعظم الامور وواجب اعظم الواجبات ان الانسان يهتم بالدعوة الى الله تعالى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدلالة الى الخير ابو حميد للمجد شغل بهذا وعرف به وبث به حتى قيل فيه انه مصلحوا اهل البصرة فيرحمه الله تعالى ما احسنه وما اجوده وقال يحيى القطان مات حميد وهو وهو قائم يصلي وماذا فلان وهو على بطن امرأة يعني فرق بين انسان يمس وهو يصلي الانسان يموت وهو ليس على ذلك نعم عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فحكها بيده وهنا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الخلل سار على النبي صلى الله عليه وسلم وبادر بانكار هذا الخذل. وبفعل وبتغييره صلى الله بتغييره بيده يقول ورؤي منه كراهية او رؤية كراهيته لذلك وشدته عليه. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم غضب حينما انتهكت حرمات المساجد وقال ان احدكم اذا قام في صلاته فانما يناجي ربه. النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم ان كان منكر وبين لهم الحكمة بان هذا منكر من المنكرات وهذا من اعظم ما يكون ان الانسان يفقه الحكمة التي من اجلها شر الحكم وربنا يقول وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون اي يستذكرون صراط الله تعالى عند كل منافق فهذا باب عظيم وربنا قال ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون في الدنيا والاخرة فعلى الانسان ان يتفقه في الدين وان يتعلم هذا الامر. فاذا تفقه وتعلم ازداد حبه وازداد تعلقه وازداد عمله الصالح هذا باب من ابواب الحسنات فقال النبي معللا ذلك مبينا الحكمة ان احدكم اذا قام في صلاته فانما يناجي ربه او ربه بينه وبين قبلته فلا يرزقن في قبلته ولكن عن يساره ولكن ليبلغ عن يساره او تحت قدميه ثم اخذ ظرف ردائه فبزق فيه ورد بعضه على بعض قال او يفعل هكذا وهنا النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الفعل وعلم الناس هذا الامر وكما قد نص الصحابة على ان النبي صلى الله عليه وسلم قد علمهم كل شيء حتى ان الكفار علموا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم الصحابة كل شيء والحديث فيه فوائد قيمة تقدمت منها وجوب تطهير المساجد من القاذورات وذلك لانه لو لم يكن واجبا لما باشر النبي صلى الله عليه وسلم بازالته مع كونه في شدة الغضب واذا كان الامر كذلك فمن باب اولى وجوب تطهير المساجد من النجفات ونحو هذا مما ورد بصب الماء على بول الاعرابي كما تقدم الخبر ايضا ويستفاد من هذا الحديث تفقد الامام المساجد وتعظيم المساجد ويستفاد من الحديث ايضا جواز ان الانسان ينفخ او يتنحنح لانه قد النبي صلى الله عليه وسلم قد علم من احتاج الى هذا الشيء من يفعل وهذا ربما الانسان حينما يأتيه هذا ليدفعه فيحصل منه هذا الامر من التنحنح والنفخ والبصق او البسق ومن يعني مما يستفاد من الحديث نبحث عن عدم التثبيت في الاعمال الصالحة والحث على فعل الحسنات والاستكثار منها مهما كان صاحبها مليا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما تهيأ له هذا العمل سارع فيه اذ قد سارع الى حك النخاع بنفسه لماذا؟ لاجل الازدياد في الخير ولاجل ان يعلم الصحابة كيف يبادروا في فعل الطاعات ومما يستفاد من حديث ان من المروءة ان لا تظهر المستحضرات على الثياب. لان النبي صلى الله عليه وسلم لما بزق في ثوبه لف بعظه على بعض حتى لا يظهر هذا الامر المرزوق واما يستفاد من حديث تعظيم جهة القبلة على غيرها من الجهات لان النبي صلى الله عليه وسلم قصها بالنهي ان يبزق اليها في الصلاة ومر لدينا في دروس الفقه بحمد الله تعالى نحو هذا حينما تحدثنا عن عدم مشروعية استقبال القبلة لغاية العضو ومما يستفاد من هذا الحديث الخشوع في الصلاة والاستشعار بان الله عز وجل قريب من العبد محيط به يسمع اقواله ويرى افعاله وهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما يليق بجلاله اخذا من قوله صلى الله عليه وسلم الله قبل وجهه ومما تفادى من الحديث جواز الالتفات في الصلاة لحاجة وهذا افضل من قوله فليبصق عن يساره. لماذا؟ لان هذا يحتاج الى التفات لكن لابد للارجل ان تبقى مستقبل القبلة وفيه ان الحركة في الصلاة لحاجة لا تبطلها لكن على الانسان ان لا يبالغ في هذه الحركة انما يؤتى بالحركة على قدر الحاجب. واذا قطع الحركة كان اولى حتى يخرج من ثلاث تابعية القائلين بان ثلاث حركات متواليات تبطل الصلاة ومما استفاد من هذا الحديث ان الشريعة كاملة كاملة فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى القراءة كما قالت سلمان وحتى اداب البصاق والبذاق والبثاق ومما استفاد من الحديث تحريم اذية المسلم لنهيه ان يبصق في المسجد والعلة في ذلك الاذي لبعض المسلمين وكذلك احترام هذه الجهة وتعظيما لله سبحانه وتعالى ومما استفاد من هذا الحديث ان هذا دين يسر حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم ابان لهم الانتقال من حالة الى عدم الى عدة حالات مباحة. وهذا يدل على ان الشريعة مبنية على اليسر وان هذا اليسير هو ميسر لبعض الامور فجميع امور الدين مبنية على جسر ومبنية على الرحمة ومبنية على السعر ونحن ايضا لابد لنا ان نبين هذا لامتي الدعوة والاجابة فاذا بينا للامة يسر هذا الامر احب هذا الدين وتعلقوا به واذا شددنا على الناس نفرنا الناس من الدين وجاءت النصوص عن الشارع الحكيم بالامر بالتبشير وعدم التنفير والامر باليسر وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خير بين امرين اختار اذا رهما اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد