بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين. وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس الثاني اربعون من شرح نظم زبدة البلاغة وكنا مع البيت الثاني والاربعين وهو متصل بشيء من البيت السابق له ففي البيت السابق نسب الفعل ثم قال لغير ما يبنى له قل عقلي كزمن ملابس للفعل نسب الفعل اي اسناده. والفعل في الاصل ان كان مبنيا للمعلومة ان يسند لمن قام بالفعل وان كان مبنيا للمجهول فالاصل ان يسند الى المفعول. فمثلا سالم هذا الفعل اصله ان يسند الى الشيء الذي سال فتقول سال الدمع او سال الماء في الوادي. او تقول سال السيل او جرى السيل في الوادي اما اما الفعل المبني للمجهول فحقه واصله ان يسند الى ما كان في الاصل مفعولا فاذا كنت تقول في ضرب زيد الطاولة ضرب فعل مبني للمعلوم فاسندته الى من قام بالضرب. فاذا قلت ضرب وبنيت الفعل للمفعول او بتعبير اخر بنية الفعل للمجهول فانك في هذه الحالة تسنده الى المفعول فتقول ضربت الطاولة ضربت الطاولة فضرب يستحق فاعلا وضرب يستحق آآ نائب فاعل وكل منهما له اصل هو هذا الذي ذكرته. فاذا حصل تغيير بان نسب الفعل لغير ما حقه ان يسند اليه فهذا مجاز. ويسمى مجازا عقليا. وبامثلته التي تأتي يتضح اكثر. مثلا الفعل سعد. اصله ان يسند الى من حصلت له السعادة. فتقول مثلا سعد زيد هذه الايام بكثرة الولائم والطعام. مثلا ولكننا نجد الشاعر اسند السعادة والفعل سعيدة الى الايام نفسها. فقال سعدت بغرة وجهك الايام لاحظ الايام فاعل. لسعد سعدت بغرة وجهك الايام. فاسند السعادة في الفعل سعيدة؟ الى الايام وحق السعادة ان تسند الى من تحصل منهم السعادة كما بينت وهذا ما عبر عنه في النظم كزمن ملابس للفعل. ونسب الفعل لغير ما يبنى له يعني اسناد الفعل الى غير الشيء الذي يستحق ان يسند اليه. قل عقلي اي سمه مجازا عقليا ومن امثلته تمانين ملابس للفعل يعني كأن تنسب الفعل الى الزمن كما في المثال الذي ذكرته سعدت بغرة وجهك الايام بهذا القدر نكتفي وللحديث بقية في البيت التالي. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين