بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الحادي والاربعين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الايمان بالقدر خيره وشره. وهكذا القدر وهو الاصل السادس نؤمن به كما جاءت به النصوص والايمان به يشمل اربعة اشياء عند اهل السنة. الامر الاول هو العلم بان الله سبحانه وتعالى قد علم الاشياء كلها واحصاها وانه لا تخفى عليه خافية جل وعلا فهو سبحانه يعلم كل شيء كما قال عز وجل ان الله بكل شيء عليم وبهذا يرد على غلاة القدرية والمعتزلة الذين انكروا هذا العلم قال الشافعي رحمه الله في حقهم ناظروهم بالعلم فان اقروا به خصموا. وان جحدوه كفروا لان قولنا ان الله عالم بالاشياء هذا هو القدر لان الاشياء لا تخفى على الله فمتى علم الله بالاشياء فمستحيل ان تقع على خلاف علمه لان وقوعها على خلاف علمه يكون جهلا اما ان جحدوا ذلك وقالوا انه سبحانه لا يعلم الاشياء الا بعد وجودها فهذا كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه وتعالى. ووصف له بالجهل. وهذا تنقص عظيم يوجب من قال الامر الثاني الكتابة وهو ان الله سبحانه قد كتب الاشياء كما قال عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وقال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير والمقصود انه كتب الاشياء كلها جل وعلا. كما دلت على ذلك الايتان السابقتان وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء اخرجه مسلم في صحيحه فكتابة الاشياء التي اوجدها سبحانه او سيوجدها امر معلوم جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فعلينا ان نؤمن بذلك ونعتقد ان الله كتب الاشياء كلها وعلمها واحصاها. لا تخفى عليه خافية وهو سبحانه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير سبحانه وتعالى كما قال عز وجل لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. الامر الثالث مشيئته النافذة وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولانه لا يكون شيء في ملكه دون مشيئته جل وعلا بل ما شاء الله يكون وان لم يشأ الناس وما لم يشأ لم يكن وان شاء الناس فلابد اذا من الايمان بهذه المشيئة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال سبحانه فمن شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل المغفرة فالمقصود انه سبحانه له المشيئة الكاملة النافذة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. سبحانه وتعالى. الامر الرابع قدرته على الاشياء وخلقه وايجاده لها وان نؤمن بانه سبحانه على كل شيء قدير وانه الخلاق العليم وان جميع الاشياء الموجودة هو الذي خلقها واوجدها وهكذا في المستقبل لا احد يشاركه في ذلك بل هو الخلاق والرزاق. وهو على كل شيء قدير. وبكل شيء عليم. كما قال سبحانه الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. المكتبة الصوتية لسماحة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. رحمه الله