بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين فاني استغفر الله واعتذر اليكم بسبب هذا التأخر الذي طال اكثر من شهر وذلك بسبب ان نسختي التي كنت اقرأ منها الصحيح قد اهديتها لاحد طلاب العلم من هذه البلاد وكانت نيتي قلت عسى الله ان يجعله على طريقة اهل السنة والجماعة وفي هذا المقام اذكر بان على الانسان ان يكون جادا بعبادة ربه غير غافل عنه قال ابو سليمان الدراني ما يسرني ان لي من اول الدنيا الى اخرها انفقه في وجوه البر. واني اغفل عن الله طرفة ولذا قال مجاهد عند قوله تعالى على لسان موسى كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا قال لا يكون العبد من الذاكرين الله تعالى كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا وهذا الذكر ايها الاخوة من التعلق بالله تعالى وينبغي للانسان ان لا يحب احدا حبا ينسيه حب ربه قال الشافعي علينا وعليه رحمة الله تعالى كلما تعلقت بشخص تألقا كلما تعلقت بشيء بشخص تعلقا اذاقك الله مر التعلق لتعلم ان الله يغار على قلب تعلق بغيره فيصدك عن ذلك ليردك اليه ولذا كان مبدأ العلماء الربانيين الرجوع بالمسلم الرجوع بالمسلمين الى جوهر دينهم الاصلي البريء من جميع الضلالات والخرافات والتعصبات وذلك المنهج هو المنهج المحرر للعقول والمهذب للنفوس والساعي بالانسانية الى الصراط المستقيم الى سعادة الدارين ونحن ايها الاخوة في زمن قد كثر فيه الطعن بالمسلمين وربنا يقول وكونوا مع الصادقين قال الحسن البصري اذا اردت ان تكون مع الصادقين فعليك بالزهد في الدنيا والكف عن اهل الملة وفي زمن الغربة على الانسان ان يشاور اهل العلم الراسخين بالعلم المعروفين بالنصح وتأمل كيف ان ابا جعفر المنصور اوصى ولده المهدي حينما قال له مما قال في وصية طويلة مشهورة لا تبرم امرا حتى تفكر فيه فان فكر العاقل مرآته تريه حسنه وسيئة ولذا ايها الاخوة فان على الانسان ان يفكر في اموره كلها كما قال القائل اذا عملت فاذكر نظر الله اليك طويلة تكلمت فاذكر سمع الله منك واذا نظرت فاذكر علم الله فيك ونحن ايها الاخوة ما زلنا في الشهر الحرام وها هو قد انتصف فعظموا ما عظمه الله فانها تعظم الامور بما عظمها الله به وعلينا ايها الاخوة ان لا نداوي الجروح بالحزن فما اكثر الامور التي نسمعها في الليل والنهار في المسلمين في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي بورما وفي غيرها علينا ان لا نداوى الجرح بالحزن فلا يجب على العاقل ان يغتم لان الغم لا ينفع وكثرته تزري بالعقل ولا ان يحزن الحزن الشديد لان الحزن لا يرد المرزأ ودوامه اي الحزن ينغص العقل هكذا قال ابن حبان علينا وعليه رحمة الله تعالى اذا على الانسان ان يتصبر وان يكثر من معين الوحيين. ففي ذلك النجاة من كل مكروه حديثنا هذا اليوم الذي تأخر علينا وان شاء الله لن نتأخر باذن الله تعالى في قابل ايام هو الحديث الثامن والعشرون بعد اربعمائة قال البخاري باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية؟ ثم ساق حديثا قال حدثنا مسدد وهو ابنه مسرهد قال حدثنا عبد الوارث عن ابي التياه عن انس بن مالك وهذا سند مشهور وهو من رباعيات الامام البخاري قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل اعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اربع عشرة ليلة ثم ارسل الى بني النجار فجاؤوا متقلدي السيوف كأني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وابو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله وانظر الى الصديق فان الصديق كان يحظر في كل مجلس وفي كل امر مهم يقول ابو بكر نادفه وملأ بني النجار حوله حتى القى بفناء ابي ايوب وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة. وهذا حديث عظيم وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة وتأمل هذا الحديث مع ما سيأتينا ان شاء الله تعالى في الكتاب الادب من صحيح البخاري وكان اول حديث وكانه الادب مع الله حينما ساق الصلاة على وقتها الصلاة على وقتها حينما سئل النبي عن اي الاعمال افضل؟ فقال الصلاة على وقتها واوتي هناك التي تفيد الاستعلاء لان هذا الاستعلاء ينبغي ان يعلو الانسان بصلاته على وقته فيقدمها على كل عمل. لانها سلوى المؤمن وصلته بربه ومحل استجابة الدعاء وغيرها من الفوائد العظيمة التي جعلت من الصلاة قرة عيون الموحدين فقال هنا وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم. ابانا انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابغ الغنم اي الاماكن الطاهرة من تلكم البقع التي فيها مرابض الغنم وانه امر ببناء المسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل المدينة وكانت الدولة الاسلامية النبوية المصطفوية قد اقيمت فكان اول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بناء المسجد والمسجد ايها الاخوة هو مدرسة وهو رأس كل خير وهو باب من اعظم ابواب بث العلم والحمد لله الذي يسر لنا في هذه البلاد ان نلقي دروسنا في المساجد فالحمد لله الذي اعاد لنا هذه السنة ومن علماء اليمن من فتح الدروس في المساجد الشيخ مقبل الوادعي علينا وعليه رحمة الله كانت دروسه في المساجد فخرج جيلا من طلبة العلم والحمد لله رب العالمين. فالمسجد في الاسلام له دور كبير واثر عظيم. ومن لم يتربى في المساجد فلن يخدم الاسلام الخدمة الكافية الواضحة قالوا انه امر ببناء المسجد فارسل الى ملأ بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم اي ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب منهم شراء الارض من اجل ان يبنيها مسجدا ويدفع لهم الثمن فامنوني بهائضكم هذا. قالوا لا والله لا نطلب ثمنه. وهذا من كرم الصحابة وكرم الانصار وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قد طبقوا ما جاء في كتاب الله تعالى. حينما قال الله تعالى في وصف الذين هم متقون حينما قال ومما رزقناهم ينفقون. فالنفقة تكون ببذل العطاء وببذل الرزق وببطل وببذل الشيء النافع فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم انفقوا اموالهم. وافضل ساعاتهم وانفسهم ودماءهم في سبيل الله تعالى. وفي نصرة هذا الدين حتى بلغنا الدين بحمد الله تعالى موفرا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله. اي نحن لا نطلب الثمن ونريد وجه الله تعالى وهذه قف عندها اخي الكريم لا نطلب ثمنه الا الى الله. اي نطلب من الله الاجر ونحتسب عند الله العمل ونعمل لله وهكذا ينبغي ان يعيش المؤمن لله وبالله والى الله. فاذا نطق نطق لله. واذا تكلم تكلم لله. واذا انفق انفق لله وفي الله. وهكذا يفر الانسان من عذاب الله الى الله سبحانه وتعالى قالوا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله. فقال انس فكان فيه ما اقول لكم قبور المشركين. وهذا هو وجه الذي استشهد به البخاري في هذا الكتاب في هذا الباب وهذا ملمح المهم لقارئ الصحيح ان ينظر الى مناسبة الحديث في الباب قال فيه خرب وفيه نخل هاي هذي الارض كان فيها خرب لم تكن معمورة بالزراعة. وفيه نخل وشجر النخل معروف معلوم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخراب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخلة قبلة المسجد وجعلوا عظتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر هكذا فعل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدلا اموال وبذلا للمهج ووضع الطاقات في طاعة الله وان ستجد انسانا يعيش عمره ينفق وقته لابليس حتى اذا بلغ الستين او السبعين صار يسأل ويقول هل لديكم نسخة من ذا المصحف؟ حرفها كبير؟ نعم نحن نفرح بالتالي ونشجع التائب لكن بودنا ان يعطي الانسان اقوى طاقته في الله وفي طاعة الله. ويدخر ايامه وانفاسه وقوته وماله وولده وبيته واجهزته. في سبيل الله وفي طاعة الله فقال هنا فصفوا النخلة قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر يرتجزون ان يقولون الشعر مرجوزا وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم. وهذا من تواضعه وعظيم حلمه وعدله فانه صلى الله عليه وسلم كان قدوة بالخير وقدوة بالعمل. وما كان يأمر الناس بشيء ولا يفعله. ولم يكن ينهى الناس عن شيء ويفعله بل كان امرا بالمعروف عاملا به. ناهيا عن المنكر منتهيا عنه وكان متواضعا صلى الله عليه وسلم معه قال وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يعاونهم؟ وكيف كان يجاملهم ويلاطفهم ويستجم معهم بالكلام الطيب وهو يقول وانظر الى قوله فان قول النبي صلى الله عليه وسلم حكمة وان كلامه لعبرة وان مواعظه لهي اعظم المواعظ وان سيرته لهي نبراس لكل من يأتي المعدة يريد يريد الله والدار الاخرة وهو يقول اللهم لا خير الا خير الاخرة. فاغفر للانصار والمهاجرة. انظر الى هذا الكلام العظيم فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر الصحابة عاملا معهم مبتهجا ببذله العمل فرحا مسرورا بصنيع اصحابه يرتجز هذا الكلام وهو ليس بالشعر. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شاعرا ولم يرد الشعر انما قال هذا الكلام توسطا مع اصحابه فقال اللهم لا خير الا خير الاخرة. نعم ايها الاخ الكريم هذه الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة. وهذه الدنيا اما ان ترحل عنك واما ان ترحل عنها وقد رأينا من رأينا في زماننا من دانت له ارض كبيرة ثم رحل عنها او رحلت عنه في حياته اما الذي يبقى له الملك والجلال والكمال هو الله العلي القهار. فهذه الدنيا ما دامت ذاهب فهي لا تساوي شيئا انما يجعلها الانسان مطية الى الله والدار الاخرة. وانما يجعل الانسان الليل والنهار خزائنه يخزن بهما الاعمال الصالحة والنبي صلى الله عليه وسلم قال لموضع سوط احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها. لماذا لان الجنة باقية. وان هذه الدنيا راحلة. وايامنا هذه خوالم وتلك ايام بواقي. فعلى الانسان ان لا يؤثر ما يذهب على ما يبقى. وان عمر الانسان في هذه الحياة قصير. وبعده بعد الممات عمر في البرزخ طويل. وبعد هذا البعث فحين ما يبعث الانسان من قبره يتحسر على الحسنة ويريد الذرة من العمل في يوم تكثر فيه الحسرات وتكثر فيه الزفرات وتكون الحسنات حسرات فعلى الانسان ان يؤثر ما يبقى على ما يفنى. وان يستذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة. فيعلم الانسان وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع فقد دعا للانصار وقد دعا للمهاجرين ونحن ندعو للانصار وندعو ونترضى عليهم ونترحم عليهم فهم الذين نقلوا لنا القرآن ونقلوا لنا سنة النبي المختار. فعلينا ان نقوم بالقرآن. وان نقوم بسنة سيد الانام وان نتدبر ما فيهما ونعمل بما فيهما ونبث علمهما وايضا اوصي ايها الاخوة بشرح السنة وتفسير القرآن وتدبره وتبليغه الى اهل اللغات كافة فيا عباد الله جدوا بالدعوة الى الله. ولا تقصروا في هذا الباب. اسأل الله العظيم رب العرش ان يحفظ المسلمين في كل مكان وان يحقن دماءهم