باب فضل الاحسان الى المملوك. قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا اه وعن المعرور بن سويد قال رأيت ابا ذر رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه مثلها فسألته عن ذلك فذكر انه ساب رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بامه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية هم اخوانك وخونكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسوا مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فاعينوهم. متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اتى احدكم خادمه بطعامه فان لم يجلسوا معه. فليناب الله لقمة او لقمة او اكلة او اكلتين. فانه ولي علاجه. رواه البخاري لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد هذه الاية الكريمة مع الحديثين بها الحث على الاحسان الى المملوك وعدم تكليفهما يشق عليه ومثل ذلك الخدم الذين يكونون تحت يد الانسان في حاجته وقضاء لوازمه يشرع له بل يجب عليه ان يعدل فيهم وان لا يظلمهم ويشرع لهم الاحسان اليهم والتواضع والرفق وعدم تكليفهم ما يشق عليهم يقول الله عز وجل واعبدوا الله وبالوالدين احسانا ومن ذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى وجار السبيل ومملكة ايمانكم هذه لا يسمى اية الحقوق العشرة يسعدك الله بها حقوق العشرة امر بها عبادة اعظمها واهمها توحيده جل وعلا وعبادته وترك الاشراك به. هذا اولها واعظمها توحيد الله والاخلاص له سبحانه وتعالى وطاعة اوامره وترك نوايه قال تعالى واعبدوا الله ليوحدوا الله وخصوه بالعبادة ولا تشرك به شيئا ثم قال بعدهم بالوالدين احسان هذا الثاني احسان الوالدين وبرهما واكرامهما والرفق بهما حقهما عظيم حق وليد خلق الله كما قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قال سبحانه وان ان اشكر لي ولوالديك الي المصير حقهما عظيم والثالث وذي القربى من رابع اليتامى خامس مساكين القربى واليتامى والمساكين يعني امرهم بالاحسان الى اقاربهم صلة الرحم. والاحسان اليتامى وهم الايتام وكله اب ابوه غير موجود وهو دون الحلم شمع يتيم اذا كان مفقود الاب وهو صغير بلغ الحلم يقال اليتيم من ذي القربى والاسلام والمساكين وجار ذي القربى وجار الجنب مساكين الفقراء والجار ذي القربى الجار القريب كعمك وابن عمك واخيك ونحو ذلك والجاري جنب الجار البعيد اللي ليس بقريب لك كلهم الله امر بالاحسان اليهم وعدم ايذائهم وظلمهم والثامن الصاحب بالجنب فسره بعض العلماء بانه مسافر الذي وسفر بانها زوجة صاحب السفر كلهم الربيع في السفر والزوجة كلاهما يشرع الاحسان اليهما والرفق بهما وعدم ظلمهما وعدم ايذائهما التاسع ابن السبيل والعاشر المملوك عبدك وعبد ائمتك ابن السبيل المسافر الذي يأمر بالبلد وهو مار بها وهم من ابنائها يمر البرد يسمى ابن السبيل ابن الطريق ويحتاج تعطينا تساعده قد يفقد نفقته قد تقصر النفقة قد تسرق فابن السبيل يساعد اذا كان محتاج اذا طلب المساعدة لان قد تكون نفقته قصرت او ضاعت لم يصل الى اهله والعاشر ما ملكت ايمانكم في الجواري والغلمان الذين يكونوا تحت يد الانسان يحسن اليهم ويرفق بهم فيتواضع في حديث ابي ذر يقول صلى الله عليه وسلم في خدام اخوانهم اخوانكم واخوانكم اليوم خدامكم هم اخوان وهم خدم جميع فمن كان اخوه تحت يده فليطعم المطعم ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتهم فاعينوهم فيشرع لك ان يكون طعام الخدام من طعامك من اكلك واللباس من جنس لباسك هذا هو الافظل وان خرصت لهم بطعام طيب ولباس طيب لا بأس ولكن اذا اكلوا معك ان يأكلوا من طعامك حديث اخر يقول صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل الا ما يطيق الخادم والمملوك لا يكلف ما لا يطيق واذا كان الطعام واحدا كان افضل واذا طعامه السيدة فلاباس لكن الافضل في اللفظ الاخر اذا اتى احدكم خادمه بطعامه فان لم يجد سمعة فيناول لقمة او لقمتين. فانه يتولى حره ودخانه تعب عليه فاذا كان لا يكون معك تعطيه بعض الشيء منه. هذا من تواضعه ومن الاحسان ومن الرفق ومن من يسب الجمع القلوب وعدم النفرة. وفق الله الجميع