بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو الدرس الثالث والاربعون بشرح نظم زبدة البلاغة ووصلنا الى قول الناظم مفعولنا وفاعلنا ومكاني قرينة المجاز شرط ثاني. والبيت متصل بما قبله من ذكر ما يسند اليه الفعل على سبيل المجاز قال ونسب الفعل لغير ما يبنى له قل عقلي كزمن ملابس للفعل فالفعل قد يسند الى الزمن كما انه قد يسند الى المفعول او الفاعل او المكان كما في هذا البيت الذي معنا مفعول او فاعلين او مكان ويلاحظ وهذا امر آآ فاتني التنبيه عليه ان الفعل عندما ينسب ويسند لغير ما حقه ان يسند اليه فانه لا يسند الى اي شيء بل يسند الى شيء يلابس الفعل فالزمن والمكان والمفعول والفاعل كلها ملابسات للفعل كما اننا كنا في المجاز المرسل نقول هناك علاقة غير المشابهة وفي المجاز اه الذي علاقته المشابهة نسميه استعارة يعني في الاستعارة وفي المجازر المرسلة كانت عندنا علاقة وعندنا هنا ملابسة والعلاقة والملابسة شرط في المجاز شرط المجاز اللغوي وجوز العلاقة وشرط المجاز العقلي وجود الملابسة. والملابسة والعلاقة متقاربتان جدا في المعنى نرجع الى هذا البيت والى امثلته قد ينسب الفعل الى المفعول فمثلا تقول رضي زيد عيشته رضي زيد عيشته هنا اسند الفعل رضي الى زيد وهو الفاعل فالاسناد حقيقي وليس من المجاز بل هو حقيقة عقلية لكن اذا قلت رضيت لاحظ بالتأنيث رضيت عيشتي. العيشة كانها هي التي رضيت هكذا جاء التركيب وهو اسلوب معروف عند العرب رضيت عيشتي فالعيشة في الحقيقة هي المفعول وقلنا ان الفعل المبني للمعلوم يسند الى الفاعل والفعل المبين المجهول هو الذي يسند الى المفعول. وهنا جاء تراضية الفعل جاء مبني للمعلوم ولكنه اسند الى المفعول من باب المجاز العقلي اسند الفعل الى المفعول وقد يسند الى الفاعل قال او فاعل قد يسند الى الفاعل متى يسند الى الفاعل ونعتبره مجازا؟ عندما يكون الفعل مبنيا للمجهول فحقه ان يسند الى المفعول فاذا به يسند الى الفاعل. وبالمثال يتضح المقال اذا قلت ملأ السيل الوادي فهذا اسلوب حقيقي ملأ السيل الوادي. ما الذي ملأ الوادي السيل فالسيل فاعل واسند الفعل اليه وهناك فعل يستخدمه البلاغيون هنا مثالا يقولون لو قلت افعى ماسيل الوادي. افعى بمعنى ملأ افعم السيل الوادي هذا اسلوب حقيقي واذا قلت افعم بنيته للمجهول فماذا ينبغي ان اقول اذا اردت ان يكون الاسلوب حقيقيا؟ اقول افعم الوادي اي ملئ. ولكنهم قالوا افعم السيل لاحظ افعم السيل. هذا فعل مبني للمجهول ولكنه اسند الى الفاعل الذي هو السيل اذا اسند الفعل الى الفاعل لاحظ اسناد الفعل الى الفاعل حقيقة لكن هذا اذا كان مبينا للمعلوم وهو هنا مبني للمجهول. افعم لو قال افعى ما السيل لكان اسلوبا حقيقيا. لكنه قال افعم السيل فكان اسلوبا مجازيا الملابسة الرابعة التي ذكرها هو قوله او مكاني فقد يسند الفعل الى مكان الحدث ووقوع الفعل بدلا من ان يسند الى الفاعل كما قلنا. ومنه قوله تعالى فسالت اودية بقدرها ما الذي يسيل قال انزل من السماء ماء فسالت اودية. الحقيقة ان الذي يسيل هو الماء. ولو قال فسالت مياه او سال الماء لكان الاسلوب حقيقيا لكنه قال فسألت اودية فاسند ونسب الفعل سال الى مكان الفعل اذ السيلان يكون في مكان ولابد والمكان هنا هو الاودية. وهذا كما قلت من المجازي العقلي. ما الشطر الثاني؟ فنبه على شرط للمجاز. قال قرينة المجاز شرط ثاني. وهذا يفهم منه ان هناك شرطا اولا. والشرط الاول لم يصرح به وانما اشير اليه. فالشرط هناك شرط للمجاز اللغوي وهو وجود علاقة هناك شرط للمجاز العقلي وهو وجود ملابسة ثم هناك شرط ثاني للمجاز اللغوي للمجازر العقلية وهو وجود قرينة تدل على ان المتكلم لا يريد الحقيقة اذا المجاز اللغوي الذي يدخل فيه المجاز المرسل والاستعارة له شرطان وجود علاقة ووجود قرينة والمجاز العقلي له شرطان. الملابسة كزمن ملابس للفعل مفعول وفاعل ومكان والقرينة كذلك. فالقرينة شرط لكل مجاز. سواء كان لغويا او عقليا. ولو لاحظتم الامثلة السابقة فانك فانكم تجدون فيها سواء في هذا الدرس او في الدروس السابقة تجدون ان هناك شيئا يصرف حمل الكلام عن ظاهره فمثلا رأيت اسدا يحمل سيفا حملو الأسد للسيف قرينة دلتك على اننا لا نريد الحقيقة رضيت عيشتي انت تعرف ان العيشة لا ترضى وانما يرضى صاحبها. وهكذا في كل مثال تجد شيئا يقارن اللفظ وقد يكون هو في نفسه لفظا وقد يكون آآ قرينة حال او غير ذلك مما لا يعرف في هذا المختصر. وانما فيما هو اطول منه بل قد افردت فيه كتب مطولة في القرائن في المعاني مثلا هذا عنوان كتاب وهناك عن القرائن آآ في المجاز او كذا والدراسات في مثل هذا آآ يتوسع فيها بعد دراسة اكثر اكثر من كتاب في البلاغة. اكتفي بهذا القدر وصلي على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين