هذه الاية لماذا رفعت ولم ينصب فقال فقالت يا ابن اختي هذا عمل الكتاب اخطأ في الكتاب فهي تعتبر ان هناك خطأ وهذا الخطأ هو سبب الرفع لا قاعدة اخرى من قواعد اللغة العربية وهذا الخبر لا يصح الاحتجاج به لانه ضعيف من جهة اسناده ومنكر من جهة متنه اما ضعف اسناده فهو من رواية محمد بن حازم ابي معاوية الضرير وهذا رجل تحدث العلماء كثيرا في ضعفه اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى. وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى. الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله وبعد ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلنا نتحدث في ذب الشبهات التي تثار عن القرآن العظيم وكنا قد تحدثنا بعض الشيء عما يثيره الافاكون عن القرآن العظيم وان فيه اخطاء تخالف لغة العرب وذكرنا قواعد مهمة في هذا الموضوع وهي ان لغة العرب اوسع من ان يحيط بها اعاجم العرب في هذا الزمان هي لغة كبيرة وكما قال الامام الشافعي لا يحيط باللغة الا نبي قالوا القرآن اخطأ حين نصب او حين رفع المعطوف على المنصوب في قول الله تبارك وتعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون قالوا الواو هنا واو عطف فالمفروض ان يقولوا والصابئين وقال بعضهم يشهد لهذا ما جاء في القرآن نفسه وهو يقول ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين. فقالوا حقها ما دامت هذه الواو كي كتلك الواو فالمفروض ان يكون الاعراب كالاعراب. فلماذا قال والصابئون ولم يقل والصابئين؟ قالوا هذا خطأ في اللغة العربية. واذا وجد خطأ في القرآن فمعنى ذلك ان هذا القرآن ليس من كلام الله عز وجل والعجيب ان العرب مع سعة علمها وسعة معرفتها بلغتها لم تستدرك هذا الاستدراك الذي استدركه هؤلاء على القرآن ذلك ان العرب كانت اعظم من ان تقع في مثل هذا الزلل الذي وقعوا فيه المشكلة باختصار هناك مثل عند العرب يقولون كل مدردم بيتنجان. اي حاجة مدورة يقولون عنها باذنجان فبالتالي عنفس السياق عندهم كل واو هي حرف عطف. اي واو لا يعرفون ان الواو الا انها حرف عطف. بينما العرب في لغتها تعرف ان من الواو ما هو للعطف ومنها ما هو للاستئناف فقول الله عز وجل ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون الواو هنا للاستئناف وليست للعطف. بينما في قول الله عز وجل ان الذين امنوا والذين هادوا والذين هادوا والنصارى والصابئين الواو للعطف فحق المعطوف ان ينصب لانه معطوف على منصوب هذا المعنى الذي استنكره هؤلاء معروف ومشهور في لغة العرب فلماذا صنع القرآن هذا الصنيع؟ انه يريد ان يبين معنى جديدا ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون كذلك والصابئون كذلك. فهذا لمزيد بيان لمزيد بيان وتوضيح. سيبويه وهو اكبر علماء اللغة العربية يقول الرفع محمول على التقديم والتأخير والتقدير ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا والصابئون كذلك والصابئون كذلك. فاعتبر الواو واوا استئنافية وما بعدها مرفوع على الابتلاء وهذا له شواهد كثيرة في لغة العرب عند شعرائهم ارباب البيان والفصاحة منها قول الشاعر فمن يك امسى بالمدينة رحله فاني وقيار بها لغريب. فاني وقيار ولم يقل فاني وقيارا لان الواو هنا ليست للعطف. الواو هنا للاستئناف فاني غريب وقيار ايضا بها غضبوا فهذا طريقة العرب في الاضمار وطريقتها في استخدام الواو فاذا تبين هذا تبين ان من قال بان حقها النصب في قول الله عز وجل ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون من اخطأ من قال بان حقها الرفع قد قال بان حقها النصب فقد اخطأ لانه اعتبر الواو واوا والعاطفة والواو هنا واو استئنافية لكن البعض يقول كلامك غير صحيح لان هناك في كتاب فضائل القرآن لابي عبيد اثرا مرويا عن عائشة رضي الله عنها من حديث ابي معاوية الضرير باسناده عنها يقول انها قالت لعروة بن الزبير وقد سألها عن المزيع رحمة الله عليه تحدث في ضعفه فقال روى معاوية عن عبيد الله ابن عمر احاديث مناكير احاديث مناكير انه ممن يروي المنكر من الاحاديث ابن خراش يقول عنه صدوق وهو في الاعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب وهذا ليس مما يرويه عن الاعمش فاذا هو رجل فيه اضطراب في روايته. هل يصلح من كان هذا حاله ان يعتقد بكلامه انه حج على القرآن العظيم ابن حبان رحمة الله عليه وهو من المتساهلين في مسألة الجرح والتعديل في كتابه الثقات وثقه. ثم قال عنه كان مرجئا خبيثا كان مرجئا خبيثا. الامام احمد رحمة الله عليه يقول هو في غير الاعمش مضطرب لا يحفظها اي الاحاديث لا يحفظها حفظا جيدا. لا يحفظها حفظا جيدا. يعقوب ابن كيف يقول عنه ثقة ربما دلس وكان يرى الارجاع. اذا العلماء متفقون على انه ضعيف في روايته انه مناكير انه مضطرب وجمع عليه يعقوب ابن شيبة ثالثة الاسافي فقال ربما دلس اي دلس في اسناد عن الثقات ما لم يسمعه منهم وهؤلاء المدلسون حسب قواعد علماء الحديث لا تقبل روايتهم الا اذا صرخوا الا اذا صرحوا بالتحديث فقالوا دثنا فلان. اما اذا قالوا عن فلان فرواية المدلسين ساقطة. وروايته هنا هذا المدلس روايته بصيغة العنعنة وليست صيغة التحديث اذا تبين هذا تبين ضعف هذا الاسناد وانه لا يقوم في الاحتجاج على مثل هذه المسألة لكن الحديث او الاثر المنسوب الى عائشة رضي الله عنها فيه ضعف ونكارة من جهة المتن ذلك انه يفترض ان عائشة رضي الله عنها ما كانت تعرف لغة العرب كما نعرفها اليوم وكما يعرفها علماء العربية اليوم وهي من هي كانت تحفظ الافا من اشعار العرب فكيف يخفى عليها هذه الصور في الجمع التي هي بينة واضحة لصغار طلاب اهل العلم اليوم الامام ابو عمرو الداني رحمة الله عليه اعل هذه الرواية فقال بان هذه الرواية جعلت ام المؤمنين رضي الله عنها مع عظيم محلها وجليل قدرها واتساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم من الفصاحة والعلم باللغة وموضعهم الذي لا يجهل ولا ينكر وهذا لا يسوغ ولا يجوز اذا تبين هذا تبين نكارة هذا في اسناده وضعفه في اسناده ونكارته في متنه فبطل الاحتجاج به وعاد القول بان القرآن احيانا يستخدم واو الاستئناف التي يرفع ما بعدها على الابتداء واحيانا يستخدم واو التي تنصب اذا كان معطوفا ينصب على معطوف وقد ترفع اذا كان مرفوعا يعطف على مرفوع بعد الفاصل لنا عودة باذن الله تبارك وتعالى المنبر زاد المسلم وروضة الخطيب. ودليله على هدي القرآن الحبيب ملتقى العلماء وملاذ الخطباء ومتنزه الادباء. تفعيل راشد المنبر واثره في حياة الامة. المنبر اكبر موسوعة خطب على شبكة الانترنت. دبليو دبليو دبليو دوت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عدنا معكم من جديد ايضا من الشبهات التي اثارها البعض على القرآن الكريم في قول الله عز وجل لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة يؤمنون بالله واليوم الاخر قالوا المفروض ان يقال والمقيمون الصلاة لان هذه الواو واو عاطفة وهي معطوفة على قوله الراسخون المؤمنون والمعطوف كما هو معروف في لغة العرب على المرفوع يكون مرفوعا. فظنوا ان القرآن اخطأ حين نصب الكلمة فقال والمقيمين الصلاة. كما قلت سابقا بان الواو ليست في لغة العرب فقط واو العطف الواو هنا واو الاعتراضية واو المعترضة وليست واو العطف هذه الواو تأتي بها العرب لتخالف النسق الاعرابي الموجود في النص. لماذا؟ لتلفت نظر القارئ الى ما او نظر السامع الى ما بعدها. هذا معروف في لغة العرب يسمونه النصب على الاختصاص. الاختصاص بالمدح او الاختصاص بالذنب. والمقصود في الاية قول الله قول الله عز وجل وامدح او واخص بالمدح المقيمين الصلاة. اذا يكون المعنى الراسخون في العلم منهم. والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك اخص المقيمين الصلاة ثم يعود النص يقول والمؤتون الزكاة الى اخر الاية. فاذا هذه الواو واو الاعتراضية وما بعدها منصوب على الاختصاص وليس واو العطف فينبغي ان يعطف المرفوع وان يكون المعطوف عليه ايضا مرفوعا. سيباويه رحمة الله عليه وهو من اساطيل وعلمائها يقول والنصب على المدح او العناية لا يأتي في الكلام البليغ الا لفائدة وهي هنا مزية الصلاة ومجيئه بالياء خلافا لنسق ما قبله وما بعده لفت لنظر القارئ. اذا حين تغير الاعراب من الرفع الى النصب انما هو للفت نظر او سمع القارئ او السامع. فالاختصاص هو مخالفة اعراب كلمة اعراب ما قبلها بقصد المدح كما في الاية او بقصد الذم كما في قول الله عز وجل وامرأته حمالة لم يقل حمالة اي اعني حمالة الحطب او اخص حمالة الحطب او اذم حمالة الحطب وهذا مثله في القرآن في اية اخرى في قول الله عز وجل والموثون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين. لم يقل والصابرون لان الواو هنا ليست واو العطف انما يريد واخص بالمدح الصابرين في البأساء والضراء ذلك ليست كل واو هي واو عطف بل هناك من الواو ما هو للاعتراض ومنها ما هو للاستئناف الى غير ذلك هذا الذي استنكره اعاجم اللغة اليوم معروف في لغة العرب وشائع لا يستنكره العرب في اشعارهم تقول الخرنق بنت هفان وهي ترسي زوجها بشر الضبع لا يبعدن قومي الذين هم سموا العداة وافة الجزر النازلين. لم تقل النازلون مع انها قالت سم العداة وافة. لكن تقول النازلين بكل ترك والطيبون رجعت مرة اخرى الى الرفع. والطيبون معاقد الازر هل سيأتي بعض اعاجم العرب اليوم؟ فيقول بان هذه الشاعرة اخطأت لانها نصبت النازلين على الاختصاص. ان هذا لا يقوله من يفقه شيئا في لغة العرب فالمنصوب على الاختصاص حقه النصب وان جاء قبله واو فهذه الواو ليست واوا عاطفة انما هي واو معترضة ايضا مثل قول امية ابن ابي عائد ويأوي الى نسوة عطل وشعثا مراضيع مثل السعال. فقال شعثا ولم يقل تعثم مع انه يقول الى نسوة فالمفروض حسب هؤلاء ان يقولوا وشعث لكن هذه الواو ليست واو الاعتراض انما هي ليست واو العطف انما هي واو المعترضة وما بعدها ينصب على الاختصاص اذا تبين هذا تبين فساد هذه الشبهة وان القوم انما اوتوا من جهلهم بلغة العرب شبهة اخرى يطرحونها على قول الله عز وجل واسروا النجوى الذين ظلموا قالوا في الجملة لدينا فاعل وهو الذين ظلموا فلماذا يقول اسروا؟ لماذا اتى بضمير الفاعل واو الجماعة ولم يعرف هؤلاء ان لغة في لغة العرب وهي لغة تطيء وهم اهل فصاحة وبلاغة وبيان كانوا يستخدمون فاعلين في مثل هذه الجملة فيستخدمون الضمير الذي يدل على الفاعل ويستخدمون ايضا الفاعل اسما ظاهرا وهذا امر مسجل في اشعارهم عندهم وهم اهل الادب والبيان. فمثلا يقول شاعرهم نصروك قومي اززت بنصرهم ولو انهم خذلوك كنت ذليلا. فيقول نصروك قومي. نصروك الواو هنا في محل رفع فاعل وقومي ايضا في محل رفع فاعل فهذه لغة طيء وهي اللغة المشهورة عند علماء النحو بقولهم اكلوني براغيث اكلوني البراغيث فلا يجوز لاعاجم العربية اليوم ان يخطئوا قبيلة طي وان يعتبروا ما جاء في كلام او وشعرائها انه من باب اللحن. ايضا عبدالله بن قيس يرثي مصعب بن الزبير رضي الله عنه فيقول تولى قتال المارقين بنفسه وقد اسلماه مبعد وحميم. وقد اسلماه هذه الالف هي تدل على الفاعل قد اسلماه ثم بعد ذلك جاء بالفاعل ظاهرا في قوله مبعد وحميم. وحسب القاعدة التي يعرفها هؤلاء ولا يعرفون غيرها المفروض ان يقول وقد اسلمه مبعد وحميم لكنه شاعر النحرير من شعراء العرب يعرف استخدامات العرب للغة لذلك قال ما قال ومثله قول شاعر اخر فادركنه خالاته فخذلنه. الا ان عرق السوء لابد مدركي. يقول فادركنه خالاته فاستخدم فاعلا وهو الضمير نون النسوة واستخدم ايضا فاعلا ظاهرا وهي خالاته وهذا لا يعد ابدا ابدا من اللحن انما هي لغة تعرفها العرب. وهذا النسق الاعرابي العربي العربي الاصيل الصحيح موجود في اني في اكثر من موضع لكن لجهل القوم لم يروا هذه المواضع يقول الله عز وجل ثم عموا وصموا كثير منهم ثم عموا وصموا كثير فكثير فاعل ظاهر وايضا الواو واو الجماعة ضمير فاعل فهناك فاعلين في الجملة وهذا مثله ايضا في قول النبي صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فالفاعل واو الجماعة يتعاقبون وجاء بالفعل ظاهرا في قوله ملائكة فهذا نبي الفصاحة وهو من ارباب النصاحة والبيان والقرآن في هذا النسق جاء موافقا لما تعرفه العرب لذلك لم يستنكره اهل الفصاحة والبيان والبلاغة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع شدة عداوتهم له وحرصهم على ان يكتشفوا اي خطأ في كتابه لكنهم عجزوا عن ذلك وكلوا لانهم رأوا فيه من البيان ما اذهل او ما اذهل ذوي الالباب. لكن هذا البيان غفل عنه اعاجم العرب اليوم فظنوا في القرآن ما ظنوا ووقعوا في هذه الشبهات لا ادري ان كان وقعوا فيها متعمدين؟ ام انهم اوتوا من سوء جهلهم ومن سوء معرفتهم بلغة العرب. الى لقاء يتجدد باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته