الحديث الثالث عشر عن ابي عبدالله ويقال ابو عبد الرحمن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة لله رفعك الله بها درجة. وحط عنك بها خطيئة. رواه مسلم. الرابع عشر النبي صفوان عبد الله بن البشرى الاسلامي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس من طال عمره وحسن عمله رواه الترمذي وقال حديث حسن الخامس عشر عن انس رضي الله عنه قال غاب عمي انس ابن النظر رضي الله عنه لقتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن ولقتال قاتلت المشركين. لئن الله وجدني قتال المشركين ليرين الله ما اصنع. الا يرى ان الله ما اصنعه. فلما كان يوم احد انكشف المسلمون فقال اللهم اعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعني اصحابه وابرأ اليك مما صنع هؤلاء. يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة اني اجد ريحها من دون احد. قال سعد فما استطعت يا رسول الله اي ما صنع؟ قال انس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف او طعنة برمح او رمية بسهم فوجدناه قد قتل ومثل به المشركون. فما عرفه احد الا اخته ببنانه. قال انس كنا نرى او اظن ان هذه الاية تنازلت فيه وفي اشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. الى اخرها متفق عليه بالله التوفيق. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة تتعلق بالمجاهدة تقدم ان المشروع المؤمن المجاهدة للنفس والعناية بما امر الله والحذر مما حرم الله والصبر وعدم التساهل هذه دار العمل ودار المجاهدة ولهذا قال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. قال سبحانه ولنبلونكم لنختبرنكم في السراء والضراء حتى نعلم الجاهلين منهم الصابرين ونبلو اخبارهم قال تعالى من جاهد فانما يجاهد نفسه هذه الدار دار المجاهدة والعمل والجد والنشاط حتى تلقى ربك الحديث الاول حديث ثوبان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة قال عليك بكثرة السجود ومن حديث ربيعة بن كعب الاسلمي كذلك قال يا رسول الله لما قال سل قال السمكة مرافقة في الجنة اسألك ان تشفع لي ولا اعني على نفسك بكثرة السجود وبالحديث هو انك لن تجد الا سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة المعنى اعني بكثرة الصلاة لان السجود من اجزع الصلاة ومن اهم اجزاء الصلاة. فالمعنى اعني على نفسك بكثرة الصلاة كثرة التعبد غير الفريضة صلاة الضحى والتهجد بالليل وما بعد النوافل ما بعد الفرائض من الرواتب وقبلها المؤمن يكثر من التنفل فذلك من اسباب دخول الجنة ومن اسماء مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ومن اسباب شفاعته عليه الصلاة والسلام ويقول صلى الله عليه وسلم خيركم من طال عمره وحسن عمله يعني وشر الناس من طال عمره وساء عمله نسأل الله وخيار الناس من حسنت اعمالهم وطالت اعمارهم وشرهم بضد ذلك عيسى ربه ان الله يطيل عمره في خير وطاعة واستقامة كل ما طال عمره على الخير والسعادة والاعمال الصالحة زاد الاجر الاعمال الصالحات تقدم حديث لرجل قتلة في سبيل الله اخوان هل هو قوت في سبيل الله والثاني تأخر بعده؟ مدة ثم مات فرؤيا سابقا له بالدرجة هذا متأخر فسألوا النبي عن ذلك فقال ليس صلى بعده كذا صلاة الاصام بعده رمظان وهو الذي ما بينهما ابعد ما بين المشرق وما له من الاعمال الصالحة بسبب ما حصل له من الاعمال الصالحات والاجتهاد في الطاعات في الحديث انس بن النظر اما انس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم خارج من نبي مالك ابن النظر وهذا عمه انس بن الله الانصاري تغيب عن بدر ولم يحضرها التي فيها اعز الله الاسلام واهله ونصر جنده وهزم الاحزاب قال انا استغيبت عن اول الجهاد جاهدت فيها المشركين يعني قتالا بعشرة لئن شأنني الله قتالا لا يرين الله ما اصنع الا ان تهدن في جهاد المشركين فلما وقعت احد وانكشف الناس وانهزم منهزم من المسلمين استقبلهم انس متقدما الى المشركين وقال اللهم اني ابرأ اليك مما صنع هؤلاء يعني اخوانه المنهزمين اللهم اني احتذر اليك مما صنع هؤلاء يعني المنهزمين وابرأ اليه مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم يقاتل يوم احد حتى قلت وصادفه سعد بن معاذ في الطريق وهو متقدم مشركين وساعة المنهج فقال يا سعد اجد ريح الجنة وراء احد قال سعد فما استطعت ان اعمل عمله وتقدم على نفسه المقاتل حتى قتل رضي الله عنه فوجدوا فيه بضعا وثمانين ضربة من المشركين بجسمه بعضها بالسيف بعضها بحد الرمحة بعضها بالنبل قال رأوا نرى ان الله انزل في ذلك وفي اشباهه من المؤية رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه يعني في انس ابن وفي اشباه من صدقوا من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه مثل انس به من النظر ومنهم من ينتظر فالصحابة منهم من قتل ومنهم من اصابته الجراح ومنهم من سلم وعافاه الله ابتلاء وامتحانه وهذه دار الامتحان ودار الابتلاء والجهاد فيه منهم من يستشهد ومنهم من يجرح لابد من الصبر مثل ما قال جل وعلا ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذهم شهداء هو سبحانه يبتلي هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء حتى يضاعف الاجر للمؤمنين بصبرهم وصدقهم وحتى يضاعف العذاب على الكافرين عدوانهم ظلمهم وكفرهم ان شاء الله والمؤمن هذه الامة له اسوة لمن سبقه من الاخيار من الصحابة للجهاد وفي الصبر وفي الاعمال الصالحات له اسوة كما قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم فالمسلمون متأخرون لهم اسوة وقدوة بالماضيين وفي نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فقد صبر وقد جوع يوم احد واصابه ما اصابه كما اصاب غيره وسمر كما قال واصبر وما صبرك الا بالله فاصبر كما صبروا العلم من الرسل وقال جل وعلا واصبروا ان الله مع الصابرين فهذه دار الفتن والملاحم دار الابتلاء والامتحان والابتلاء بالشدة والرخاء بالغنى والفقر بالجراح بالامراض بغير هذا فلابد من الصبر على ما يقضيه الله ويقدره والعاقبة لاهل التمرة فاصبر ان العاقبة للمتقين. وفق الله الجميع