باب فضل العبادة في الهرد وهو الاختلاط والفتن ونحوها عن معقل ابن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي رواه مسلم. باب فضل السماحة في البيع والشراء واللفظ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي وارجاح المكيال الميزان والنهي عن التدخين وفضل انذار الموسم المعسر. والوضع عنه. قال الله تعالى وما تفعلوا من خير فان الله به عليم. وقال تعالى ويا قوم او في المكيال والميزان القسط ولا تبخسوا الناس شيئهم وقال تعالى ويل للمطففين الذين اذا ابتالوا وعلى الناس يستوفون. واذا كادوهم او وزنوهم يخسرون. الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فاغلظ له فهم به اصحابه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالا. ثم قال اعطوه سنا مثل سنه قالوا يا رسول الله لا نجد الا امثل من سنه. قال اعطوه فان خيركم احسنكم قضاء متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله رجلا سمحا اذا باع واذا اشتراه واذا اقتضى رواه البخاري. وعن ابي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفسا عن او يضع عن رواه مسلم. اللهم وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى به اما بعد الحديث الاول يدل على فضل العبادة لله والاجتهاد في الخير عند وجود الهرج عند وجود الفتن والاختلاف وشغل الناس باموالهم واهوائهم ينبغي للمؤمن ان يكون عند اختلاف الناس وعند تهاونهم بامر الله او وجود الفتن بالقتال ان يكون مشغولا بطاعة الله والا يشغله عن ذلك هذه الفتن التي تقع بين الناس والاختلاف والاهواء بل ينبغي له ان يهتم بامر دينه وان يتحرر من دخول الفتنة التي لا يعرف لدخوله وجها فاعتصامه بطاعة الله واستقامته على دين الله عند وجود فتن كثيرة اليه عليه الصلاة كثيرة الى النبي صلى الله عليه وسلم بل في حياته عليه الصلاة والسلام والمقصود من هذا انه ما ينبغي للمؤمن ان يتدخل في اشياء تشدها عن الحق من قيل وقال او اختلاف بين اهل بلد او او اهل ليلة او قتالا بينهم ينبغي لها ان استطاع ان يحل المشكل فليفعل. والا فليستقم على دين الله وليعتزل الفتنة يدخل فيها اذا لم يكن لدخوله وجه شرعي والاحاديث الاخيرة والايات تدل على وجوب وفائكها والميزان وانه واجب على اهل الايمان الوفاء والميزان وعدم ظن الناس اللهم ابلغها كثير وميزان ودم المتطففين الذين يبخسون الناس حقوقهم فالواجب على من يتعاطى البيع والشراء ان يتقي الله وان يوفي في بيعه الكريم الكيد من كان بالوزن بوزن ان كان بالعد بالعد ان كان بالزراعة بالذراع لابد يتقي الله نافذة لا يخون اخاه المسلم في بيعه وشرائه لا في البيع ولا في الثمن يتحرى العدل ويتحرر القسط في بيعه وشراءه بكيل او وزن او درع او عد او غير ذلك قال الله تعالى واخبر عن امة شعيب انهم عذبوا بسبب بخس من الكثير من الميزان الواجب الحذر من ذلك لانه ظلم وعدوان والظالم ما له من ولي ولا نصير ويقول عليه الصلاة والسلام رحم الله سمح اذا باع ولما جاءه رجل يطلبه دينا عليه الصلاة والسلام اغرض له. فهم به الصحابة. يعني ان يظلمون فقال دعوه فان لصاحب الحق ما قال صاحب الحق وصاحب الدين له مقال فينبغي الرفق به واعانة الذي عليه الحق على المفرد ثم قال اعطوا سنا مثل سنا هل يطلب النبي صلى الله عليه وسلم يعود الى الابل بكرا فقال ما وجدنا الا شيء اعلى وجدنا رباعي قال اعطوه اعلى من سنه فان خيار الناس احسنهم قضاء هذا فيه رفق بصاحب الحق قد يتكلم لصالح دين الله حقا على زيد قد يتكلم او هل تأخرت حقي او ظلمتني قد يتكلم باشياء لكن يفرق بين صاحب الدين الذي عليه ان يرفق ويقول ان شاء الله ابشر بالخير ان شاء الله اوفيك ان شاء الله يتيسر الامر واذا كان معسر وانا الان معسر سامحني يا اخي المقصود يرفق بالكلام سواء معسر او مؤسر لا يقابل بالكلام السيء. ولهذا اصلا دعوه فان صاحبه مقالة وكان قد اقبض للنبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا قابله الكلام الطيب عليه الصلاة والسلام وقال اعطوه سنا خيرا من سنه فلهذا الجود والكرم وان من عليه الدين اذا قضى اكثر قد احسن او اطيب يكون قد احسن رحم الله سمعا اذا باع سمح لمن اشترى سمحا لا اقتضى الشئون نرفقه ويقول صلى الله عليه وسلم ان خيار الناس احسنهم قضاء عشرة واعطيته احدى عشر او خمسة عشر فضلا منك بدون مشاردة بينك وبينه بل من تنم عنده قضاء قلت احسنت جزاك الله خير انت اقرضتني او امهلتني هذه زيادة في مقابل معروفك واحسانك لهذا الاوفياء والاخيار الاحسان والزيادة والفظل عند وجود الاحسان من اخيه ويقول صلى الله عليه وسلم من سره ان ينفس الله من كرب يوم القيامة او ان ينجيه الله من كرب يوم القيامة في نفس عن معشرته او يرضى عنه والحديث الصحيح يسر الله عليه في الدنيا والاخرة عن المعشرين بامهالهم وانظارهم غوض عنهم او مسامحتهم واغراءهم هذا من افضل الاعمال والله يقول سبحانه وان كان ذو عسرة وان تصدقوا خير لكم. انظاره واجب. وان عفا عنه تصدق عليه وسامحه هذا افضل المقصود ينبغي ان يكون المسلم من اخلاق كريمة في معاملته للناس في بيعه وشرائه وقضائه واستطاعته وفق الله الجميع. احسن الله اليك