قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب فضل السماحة في البيع والشراء والاخذ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي وارجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف وفضل انذار الموسر المعسر والوضع عنه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس وكان يقول لفتاه اذا اتيت معسرا فتجاوز عنه. لعل الله ان يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه عليه وعن ابي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء الا انه كان يخالط الناس. وكان موسرا وكان يأمر الغلمانه وان يتجاوزوا عن المعسر. قال الله عز وجل نحن احق بذلك منه عنه. رواه مسلم. وعن حذيفة رضي الله عنه قال اتي الله تعالى بعبد من عباده اتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا؟ قال ولا يكرمون الله حديثا. قال يا ربي اتيتني ما لك فكنت ابايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت اتيسر على الموسر. وانذر المعسر فقال الله تعالى انا احق بذا منك تجاوز عن عبدي. فقال عقبة ابن عامر وابو مسعود الانصاري رضي الله عنهما هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد. هذه الاحاديث الثلاثة كلها تعلق بشرعية تنشيد على مؤسرين وانظار المعسرين او في السماح عنهم والعفو عنهم تقدم قوله عليه الصلاة والسلام لمن يسر على المعسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة والله يقول وان كانوا عسرة ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون. فان ظلموها ليست امر واجب. والصدقة عليه بالمال كله وبعضه امر مستحب مشروع يقدم قوله صلى الله عليه وسلم من سر الله ان ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن مؤسس او يضعها في هذا ان هؤلاء كلهم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان في من قبلنا من كان يتجاوز عن المعسر ويعفو عنه. فلما سئل بين يدي الله يوم القيامة ذكر انه لا يكون شيئا من الاعمال الا انه كان يتجاوز عن المعشرين. وفي لفظ الاخر كنت اتيسر مع الموسر وتجاوز عن المؤشر. فقال الرب جل وعلا وعلى نحن حقون بهذا من شخص تجاوزه عن عبده ففيها الحث على التيسير على المفسدين وعدم العسر في المداينة والمعاملة والحث على نظام المعسرين او اعفائهم ومسامحتهم وان ذلك من اسباب العفو عنه يوم القيامة وتيسير الله عليه يوم القيامة والمقصود انه ما كان عنده يعني عمل غير التوحيد واداء الواجبات فان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر ان بل الله اخبر ان من مات على الشرك احبط الله عمله ولا يغفر له هؤلاء الذين تجاوزوا المؤشرين كانوا اهل الايمان واهل التوحيد ولكن كان لهم هذا العمل العظيم الذي جعله الله راجحا واوجها لاسنادهم مسببا عتقهم من النار والتنشيد عليهم يعني مع ايمانهم وتوحيدهم هذا التيسير وهذا الانذار وهذا الخلق الكريم الى اعمالهم الطيبة فصاروا الى الجنة بدل النار وهذا لابد يكون معه اصل التوحيد واصل الايمان وعدم الشرك. لان الاحاديث الصحيحة والايات يفسر بعضها بعضا. النصوص صدق بعظها بعظا وبشروا بعظها بعظا. ولهذا يقول جل وعلا ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا سبحانه ان الله لا يغفر لك دل على ان هؤلاء مسلمون لكن عندهم سيئات لقوا الله بها فتجاوز عنهم بسبب تيسيرهم على المرسلين والمعسرين والمشروع لكل مؤمن ان يتخلق بهذا الخلق ويحرص على ان يكون من اهل التيسير والتسهيل والعفو والانظار وعدم المضايقة. وفق الله الجميع