جزاكم الله خيرا واحسن اليكم. ننتقل الى قضية اخرى عبر رسالة بعث بها شاب من مكة المكرمة. يقول ابلغوا العمر ثلاثة وعشرين عاما يصف نفسه شيخ صالح باوصاف فيقول منذ عام وانا اعيش حياة كلها تشاؤم وقلق وبكاء وافكر في الموت وافكر في عذاب القبر وعذاب الجحيم. ماذا علي ان افعل جزاكم الله خيرا؟ علما باني كثيرا ما تذهب الى الحرم واعود الى البيت وجهوني يحفظكم الله. الخوف من الموت والخوف من القبر والخوف من النار ومن اهوال القيام مطلوب مطلوب للخوف من ذلك وتذكر هذا من اجل ان يحمل الانسان على التوبة الى الله عز وجل ويحمله على العمل الصالح والاستعداد ولكن اذا وصل الامر الى التشاؤم والى سوء الظن بالله عز وجل والقنوط من رحمة الله فان هذا وسواس الشيطان يجب على الانسان ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فالخوف من هذه الاهوال انما يكون مع رجا رحمة الله عز وجل والطمع في مغفرته وعدم القنوط من رحمة الله. قال تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. قال سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. ويجب على المسلم ان يكون متعادلا بين الخوف والرجاء لا يرجح جانب الخوف ولا يرجح جانب الرجاء وانما يكون متوازنا بين الخوف والرجاء وذلك يحمله على العمل الصالح وعلى حسن الظن بالله عز وجل فهو يرجو ثواب الله ويخاف من عقاب الله. ولهذا يقول سبحانه وتعالى عن زكريا ويحيى عليهم الصلاة والسلام وبيت زكريا يقول سبحانه وتعالى انهم كانوا يسارعون بالخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين. ويقول سبحانه وتعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. وآآ في الاية الاخرى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجار من القول. ويقول سبحانه وتعالى عن انبيائه يقول سبحانه وتعالى آآ اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان الجمع بين الخوف والرجاء هو طريق اهل السنة والجماعة. اما الذين اخذوا جانبا فقط الذين اخذوا جانب الرجاء فقط فهؤلاء يقال لهم وهم فرقة آآ مخالفة لاهل السنة والجماعة. والذين اخذوا جانب الخوف فقط هؤلاء هم الخوارج. ويقال لهم الوعيدية وهم في مخالفة لاهل السنة والجماعة كذلك. اما اهل السنة والجماعة فهم جمعوا بين الخوف والرجاء وهذه طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام