وعن سليمان بن سرد رضي الله عنه قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان واحدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة قالها لذهب عنهما يجده. لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب منهما يجده. فقالوا له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. متفق عليه. هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها الغضب واسبابه والحث على التعوذ بالله من الشيطان عند وجوده فالانسان عرضة لاسباب الغضب فينبغي لها ان يتوقها ويحذرها فاذا وجدت وحصل معه الغضب فليتعوذ بالله من الشيطان وليخذل وليصبر ولا ينفذ مقتضى غضبه لان الغضب جمرة تغلي في القلب شديد خطير قد يضرب وقد يقتل وقد يطلق فالواجب على الانسان ان يحذر ما يترتب على الغضب وذلك بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتغيير الحالة كان قائما يجلس كان ماشيا يقف المقصود يغير حاله لعل الله يذهب عنه ما يجد بهذا ان شخصين تشابا واحضرت اوداج احدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لا اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فبلغ ذلك فلم يفعل المقصود ان المؤمن يجب عليه ان يتحرى الخير في ما يأتي ويذر امسك عما حرم الله ويؤدي ما اوجب الله واذا عرظ له عرظ يوجب الغظب فليحرص على اسباب التوقي. بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم والحذر من بقية الاسباب لا تزيد بالغضب