بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في كتاب الطهارة باب التيمم عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احدا احد قبلي بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فايما رجل ادركته الصلاة فليصلي وذكر الحديث وفي حديث حذيفة عند مسلم وجعلت تربتها لنا طهورا. اذا لم نجد الماء وعن رضي الله عنه عند احمد وجعل التراب ليطهورا بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي. نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي وتقدم الكلام على ذلك وقد ذكر تمام الحديث وفيه واعطيت الشفاعة واعطيت الشفاعة واحلت لي الغنائم. وكان النبي يبعث الى قومه خاصة. وبعثت الى الناس عامة قوله عليه الصلاة والسلام واعطيت الشفاعة. الشفاعة هي التوسط للغير بجلب منفعة او دفع مضرة والمراد بالشفاعة هنا الشفاعة العظمى. وهي المقام المحمود الذي قال الله فيه عسى ان يبعثك ربك مقاما والشفاعة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثلاثة انواع الاول الشفاعة العظمى وهي شفاعته عليه الصلاة والسلام في اهل الموقف ان يقضى بينهم فان اهل الموقف يلحقهم من الكرب والهم ما لا يعلمه الا الله فيسألون من يشفع لهم فيأتون الانبياء من نوح وابراهيم وموسى وعيسى الى ان تصل الى النبي صلى الله عليه وسلم لان كل واحد من الانبياء يعتذر عنها فيأتون الى الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها انا لها ثم يستأذن ربه بالسجود فيسجد لله عز وجل ويفتح الله تعالى عليه من المحامد. ثم يقال له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع والنوع الثاني من الشفاعة شفاعته في اهل الجنة ان يدخلوها. فان اهل الجنة اذا عبروا الصراط وجدوا ابواب مغلقة فيشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام في فتحها. والى هذا يشير قومه عز وجل حتى اذا وفتحت ابوابها. فان قوله وفتحت ابوابها عطف على مقدر والتقدير وحصل ما حصل من الشفاعة النوع الثالث من الشفاعة شفاعته في عمه ابي طالب. ان يخفف عنه من العذاب فكان في ضحظاح من نار عليه نعلان يغلي منهما دماغه والعياذ بالله ثم قال عليه الصلاة والسلام واحلت لي الغنائم والغنائم جمع غنيمة وهي كل ما اخذ من مال الكفار بقتال وما الحق به واحلال الغنائم او حل الغنائم من خصائص هذه الامة. وكانت الغنائم في الامم السابقة تجمع ثم تنزل نار من السماء سماء فتحرقها لكن هذه الامة اختصها الله عز وجل بحل الغنائم لها الخامس من الخصام التي خص بها النبي عليه الصلاة والسلام. قال وكان النبي يبعث الى قومه خاصة الى الناس عامة. قال الله تعالى يا ايها الرسول قال الله عز وجل قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وقال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من اصحاب النار ففي هذا الحديث من الاحكام والفوائد منها اولا مشروعية التحدث بنعم الله عز وجل. لان الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر هذه الخصال وهذه الخلال تحدثا بنعمة الله. وقد قال الله عز وجل واما بنعمة ربك فحدث ومنها ايضا ما من الله عز وجل به على رسوله عليه الصلاة والسلام من النصر والتأييد. وقذف الرعب في قلوب الاعداء ومنها وهو الشاهد من هذا الحديث ان ان الانسان اذا دخل عليه الوقت ولم يكن عنده ما يتطهر به من الماء فانه يعدل الى التيمم. ولهذا قال وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. ويستفاد منه ايضا التيمم على كل ما تصاعد على وجه الارض من من ارض ترابية او رملية او صخرية او عجلية واما الرواية الثانية التي ذكرها المؤلف وهي قوله وجعلت تربتها لنا طهورا وفي الرواية الاخرى وجعل التراب لنا طهورا فهذا فرد من من افراد عموم قوله وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا ومن القواعد المقررة ان ذكر افراد ان ذكر بعض افراد عام بحكم لا يخالف العام لا يقتضي التخصيص وفيه ايضا دليل على مشروعية مراعاة الوقت. وان الوقت مهيمن على جميع شروط الصلاة. فمتى خشي الانسان يخرج وقت الصلاة فانه يصلي على حسب حاله. ويفعل ما قدر عليه من الشروط والاركان والواجبات. ويسقط عنه ما عجز عنه وفيه ايضا ما تقدم من ما من الله عز وجل به على رسوله من الشفاعة العظمى ومن حل الغنائم لهذه الامة ومن عموم رسالته عليه الصلاة والسلام وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد