بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء؟ الجواب لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله الدرس الخامس والاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد اي نعم بعظ بعظ العباد اذا تلذذ بالعبادة يقول ان كان اهل اهل الجنة في مثل هذا فهم في عيش طيب الى مثل هذه اللذة في مثل هذا مع انهم اعظم اعظم من هذا بكثير قال رحمه الله تعالى فصل وها هنا امر عظيم يجب على اللبيب الاعتناء به. نعم وها هنا امر عظيم يجب على اللبيب الاعتناء به وهو ان كمال اللذة والفرح والسرور ونعيم القلب وابتهاج الروح تابع لامرين. احدهما كمال المحبوب في نفسه وجماله وانه اولى بايثاء المحبة من كل ما سواه والامر الثاني كمال محبته واستفراغ الوسع في حبه وايثار قربه والوصول اليه بكل شيء وكل عاقل يعلم ان اللذة بحصول المحبوب بحسب قوة محبته فكلما كانت المحبة افوى كانت لذة المحبة اكمل فلذة من اشتد ظمأه بادراك الماء الزلال ومن اشتد جوعه باكل الطعام الشهي ونظائر ذلك على حسب شوقه وشدة ارادته ومحبته واذا عرف هذا فاللذة والسرور والفرح امر مطلوب في نفسه. بل هو مقصود كل حي عاقل بل هو مقصود كل حي وعاقل واذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي تذم اذا اعقبت الما اعظم منها. او منعت لذة خيرا منها واجل فكيف اذا اعقبت اعظم الحسرات وفوتت اعظم اللذات والمسوغات وتحمد اذا اعانت على لذة عظيمة دائمة مستقرة لا تنغيص فيها ولا نكد بوجه ما وهي لذة الاخرة ونعيمها وطيب العيش فيها قال الله تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى وقال السحرة لفرعون لما امنوا فاقض ما انت قاض. انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه لا شك ان محبة الشيء انها هي التي تدفع الانسان الى تحصيله وتحمله المشاق بالوصول اليه فلولا المحبة ما تحرك احد قضايا ولا اشتغل احد ما احد يشتغل في طلب شيء الا لانه يحبه فانت تحب المال ولذلك تشتغل في طلبه وتحب الملذات الملائمة للنفس ولذلك يشتغل الناس في تحصيل ملذاتهم ومصالحهم فلولا وجود المحبة التي تدفعهم لما افنوا حياتهم وتعرظوا للاخطار في تحصيلها ولكن المحبة ينظر ماذا تعقب وماذا يكون اخر امره فاذا كان محبة الشيء تفضي الى خير فانها محبة محمودة ولا يلام من من طلب محبوبه فيها واما اذا كان هذه المحبة مؤقتة ويعقبها بغض ويعقبها حسرة فهي محبة مذمومة فالذي يحب الدنيا ويؤثرها على الاخرة هذا سيتحسر فيما بعد. اذا فاتته الاخرة وفاتته الدنيا لان الدنيا لا تدوم والاخرة مقبلة وهي التي ينبغي ان الانسان يسعى لها من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا واما من اقتصر حبه على الدنيا فقط ونسي الاخرة فهذا وان حصلت له ملذته ومطلوبه فانها محبة مقطوعة ومنتهية بل تؤثرون الحياة الدنيا الاخرة خير وابقى فيها صفتان انها خير وانها ابقى واما الدنيا فانها لا تبقى بل هي منقطعة وكذلك محبة الاشخاص الذين يغرونك بالفواحش وبالملذات والشهوات المحرمة صحبة الاشرار ومحبة الاشرار هذه تنقلب الى عداوة يوم القيامة الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المستقيم فاذا كان الاشخاص الذين تحبهم يدلونك على الخير ويساعدونك عليه ويعينونك عليه فان هذه المحبة تستمر في الدنيا والاخرة بل تزيد في الاخرة الا المتقين فانها تبقى محبتهم فيما بينهم اخوانا على سرر متقابلين ونزعنا ما في صدورهم من غل. اخوانا على سرر متقابلين فهم اخوان في الدنيا على طاعة الله وهم اخوان في الجنة على كرامة الله عز وجل هذه محبة متصلة وهي التي تبقى اما محبة الاصنام محبة المعبودات من دون الله ومحبة الاشخاص فانها تفنى ويعقبها حسرة يوم القيامة اذا عرفوا نهايتهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم برب العالمين. وما اظلنا الا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميد هذه نهايتهم وكل من احب شيئا لغير الله لغير طاعة الله ولغير دار الاخرة فان هذا مصير محبته ونهاية حتى ولو حصل عليه الدنيا فانه مؤقت ربما انه لا يتلذذ به فالذي يحب المال ويؤثره على الاخرة ولا يشتغل للاخرة قد يحصل على المال ويحرم من الانتفاع به احصل على اموال كثيرة ويصاب بامراض ما ما يتلذذ به ولا ولا يأكل شيئا. واذا اكل شيئا تكدر وهو عنده الاموال الطائلة فهذا هذه محبة مبتورة وعاقبتها سيئة فلينظر الانسان في هذه الامور نعم والله سبحانه خلق الخلق لينيلهم هذه اللذة الدائمة في دار الخلد واما هذه الدعوة واما هذه الداء فمنقطعة ولذاتها لا تصفو ابدا ولا تدوم بخلاف الاخرة فان لذاتها دائمة ونعيمها خالص خالص من كل كدر والم. لكن لذة الاخرة ما هي بتجي عفوا لازم من عمل من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن هذه الشروط والا في الحديث العاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني. يريد انه يصل الى الجنة بدون عمل بدون شيء ويعطي نفسه هواها الله جل وعلا هي يقول ان اما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى اما انك تبي تعطي نفسك ما تشتهي وتريد الفوز بالاخرة هذا لا يكون ابدا نعم فان لذاتها دائمة ونعيمها خالص من كل كدر والم. وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين مع الخلود ابدا ولا تعلم نفس ما اخفى الله لعباده فيها من قرة اعين. بل فيها ما لا عين بل فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهذا المعنى الذي قصده الناصح لقومه بقوله يا قومي يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد. يا قومي انما هذه الحياة الدنيا تاع وان الاخرة هي دار القوام هذا مؤمن ال فرعون هذا مؤمن ال فرعون ينصحه ويذكرهم بالاخرة ويحذرهم من الاغترار بما هم عليه من زهرة الدنيا ويحثهم على على اتباع موسى عليه السلام وطاعته لانه يدعو الى الله عز وجل ويحذرهم من طاعة فرعون الذي يهلكهم فنصحه يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب. ويا قومي ما لي ادعوكم الى النجاة. وتدعونني الى النار مواعظ عظيمة نعم فاخبرهم ان الدنيا متاع يتمتع بها الى غيرها وان الاخرة هي المستقر واذا عرف ان لذات الدنيا ونعيمها متاع ووسيلة الى لذات الاخرة. ولذلك خلقت الدنيا ولذاتها. فكل لذة اعانت على لذة الاخرة واوصلت اليها لم يذم تناولها. بل يحمد بحسب ايصالها الى لذة الاخرة اذا عرف هذا فاعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الرب جل جلاله. وسماع كلامه منه والقرب منه. كما في الصحيح في حديث الرؤيا فوالله ما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وفي حديث اخر انه اذا تجلى لهم ما رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم نعم هم احبوا الله عز وجل واطاعوه في هذه الدنيا وهم لم يروه وانما امنوا به بناء على الايات الدالة على على الله سبحانه وتعالى وما وما هم فيه من النعم التي اعطاهم فيحبونه لانه هو المنعم عليهم واعظم شيء انه هداهم الى الايمان الذي تطمئن به قلوبهم وتنشرح به صدورهم فهو نعمة عظيمة بينما الكافر يتقلب في الهموم والاحزان والوساوس وان كانت عنده الثروات الطائلة فان قلبه في وحشة وهذا شيء ظاهر على اهل الكفر واهل الفسق انهم مكدر البال وان اهل الطاعة دائما في راحة وفي طمأنينة ولو ما عندهم شي فهم تلذذوا به بالدنيا بذكره في الدنيا وفي الاخرة يتجلى الله لهم فيرونه عيانا وتقر به اعينهم اذا رأوا محبوبهم فلا شيء الذ عليهم من ذلك هم تشوقوا اليه في الدنيا تشوقوا اليه في الدنيا وامنوا به وصبروا على طاعته فاذا مكنهم الله من رؤيته وهو غاية ما يحبون فهذا اعظم لذة اعظم من لذة الجنة النظر الى وجه الله اعظم الى اعظم من لذة الجنة. وان كانت الجنة عظيمة لكن رؤية الله الذ منها وهذا جزا لهم لما امنوا به في الدنيا ولم يروه تجلى لهم في الاخرة فرأوه وقرت اعينهم به اما الكافر الذي جحد ربه في الدنيا وانكر ربوبية الله تكبر عن عبادته فان الله يحجبه عن رؤيته يوم القيامة جزاء عقوبة له كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون في حين ان المؤمنين ينظرون الى الله عز وجل عيانا كما يرون القمر ليلة البدر وكما يرون الشمس قال ليس دونها سحاب بل ويكلمهم يتلذذون بكلامه سبحانه وتعالى كلمهم ويسلم عليهم فهم يتلذذون برؤيته وبكلامه لهم وهذا اعظم نعيم ينالونه في الاخرة جزاء لهم على ايمانهم به في الدنيا وهم لم يروه. نعم حشومة وفي النسائي ومسند الامام احمد من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه واسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك اي نعم الرسول صلى الله عليه وسلم دعا ربه ان يرزقه لذة النظر الى وجهه الكريم فهذا اعظم مطلوب نعم وفي كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد مرفوعا كأن الناس يوم القيامة لم يسمعوا القرآن. اذا سمعوه من الرحمن فكأنهم لم اسمعوه قبل ذلك اي نعم في الدنيا بلغهم كلام الله بالواسطة بواسطة جبريل ومحمد عليهم الصلاة والسلام بواسطة واما في الاخرة فيكلمهم الله يكلمهم الله مباشرة بدون واسطة فيتلذذون بذلك ويسمعون كلامه سبحانه وتعالى ويكون سماعهم لكلامه في الاخرة الذ من سماعهم لكلامه في الدنيا. وان كان كلامه في الدنيا انه ان سماعه فيه لذة القلوب وبهجة النفوس وقوة الايمان ولكن سماعه مباشرة من الله اشد لذة نعم واذا عرف هذا فاعظم الاسباب التي تحصل هذه اللذة هو اعظم لذات الدنيا على الاطلاق وهو لذة معرفة الله سبحانه وتعالى ولذة محبته فان ذلك هو جنة الدنيا ونعيمها العالي. فكيف تعرف الله عز وجل وانت لم تره تعرفه بالادلة تعرفه بالادلة والشواهد فاذا نظرت في اي شيء في هذه الدنيا دلك على الله على الخالق سبحانه وتعالى دلك على عظمة الله. اذا تفكرت في نعم الله التي عليك وعلى الناس دلتك على عظمة الله وعلى كرم الله ورحمته ولطفه فاذا تأملت في الاشياء عرفت الله سبحانه وتعالى. وتيقنته من مصنوعاته ومخلوقاته وكلامه فان هذا كله يدل على الله جل وعلا ويعرفك بالله. واعظم ما يعرف بالله اسماؤه وصفاته فان الله سمى نفسه باسمى ووصف نفسه بصفات فاذا تأملتها دلتك على الله ووصلتك بالله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ادعوه بها توسلوا اليه بها فهي تدل على الله جل وعلا نعم فان ذلك هو جنة الدنيا ونعيمها العالي. ونسبة لذاتها الفانية اليه كتفلة في بحر. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان لله جنة في الدنيا من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ما هي جنته في الدنيا؟ ذكره سبحانه وتعالى ذكر الله جل وعلا هذي جنة الدنيا. فالمؤمن يتلذذ بذكر الله عز وجل. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا ذكر الله تطمئن القلوب فهذه جنة غفل عنها كثير من الناس واما اهل الايمان فانهم وفقوا لها. فدخلوها وتلذذوا بها فذكر الله الز عليهم من كل شيء فيدخلون جنة الاخرة. اما من حرم الجنة التي في الدنيا وهي ذكر الله فانه يحرم من جنة الاخرة ولهذا يقول بعضهم اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا احلى ما فيها. قيل وما احلى ما فيها؟ قال ذكر الله ذكر الله عز وجل هو احلى ما ما في الدنيا نعم فان الروح والقلب والبدن انما خلق لذلك. نعم. فاطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته والذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته فمحبته ومعرفته قرة العيون ولذة الارواح وبهجة القلوب ونعيم الدنيا وسرورها اللذات الدنيا القاطعة عن ذلك تنقلب الاما وعذابا ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك فليست الحياة الطيبة الا بالله ولهذا قال جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا معيشة ضنكا قيل معناه انه يعيش في ظيق في الدنيا وقيل يعيش في ضيق في قبره يضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه ويفرش من النار ويأتيه من سمومها وحرها فهو في عيشة ضنك في الدنيا وفي البرزخ ونحشره يوم القيامة اعمى هذه حاله قبل الحشر في ضنك ويحشر اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من اشرف ولم يؤمن اه بايات ربه ولعذاب الاخرة اشد وابقى فليتأمل الانسان هذه الايات وانه اذا غفل عن ذكر الله فانه يعيش معيشة ضنكا واشد من ذلك انه يحشر يوم القيامة اعمى. كما عمي عن ايات الله في الدنيا فانه يحشر يوم القيامة بلا بصر والعياذ بالله. عقوبة له نعم وكان بعض المحبين تمر به اوقات فيقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب وقد تقدم ذلك نعم وكان غيره يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدون عليه بالسيوف. الملوك وابناء الملوك يريدون عز والشرف واللذة في الدنيا يظنون ان هذا في الدنيا وان من حصل الملك وحصل المال حصل السلطة انه ينال اللذة وليس الامر كذلك بل هذا شقاء واشقى من يكون هم الملوك لانهم فيهم وفي يخافون على ملكهم ويخافون من اعدائهم. ودائما يراقبون ودائما معهم حرس ودائما فهم ليسوا في لذة ليسوا في لذة اما العابد فهو في لذة ولا يحتاج ملك ولا يحتاج شيء ولا يحتاج حرس ولا شيء فيه لذة ولهذا يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدون عليه بالسيوف الملوك ما عرفوا ما عرفوا اين تدرك اللذة اللذة انما تدرك بذكر الله وبطاعة الله عز وجل نعم واذا كان صاحب المحبة الباطلة التي هي عذاب على قلب المحب يقول في حاله. نعم واذا احسن الله اليك. واذا كان واذا كان صاحب صاحب المحبة الباطلة التي هي عذاب على قلب المحب. يقول في حاله وما الناس الا العاشقون ذوو الهوى فلا خير فيمن لا يحب ويعشق ويقول اف للدنيا اذا ما لم يكن صاحب الدنيا محبا او حبيبا. وقال اخر ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها وانت توحيد مفرد غير عاشق وقال اخر اسكن الى سكن تلذ به تلذ بحبه ذهب الزمان وانت منفرد. وقال تشكل المحبون الصبابة تحملت ما يلقون من بينهم وحدي فكانت لقلبي لذة الحب كلها فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي. فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب كانت هذه اشعارهم في طلب الدنيا وطلب الملذات فكيف بالذي يطلب ما هو اعلى من ذلك وهو الاخرة نعم فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب وغذاء الارواح؟ وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة الا بها واذا فقدها القلب كان واذا فقدها القلب كان المه اعظم من الم العين اذا فقدت نورها. والاذن اذا فقدت سمعها والانف اذا الشمة واللسان اذا فقد نطقه. فالفساد القلب اذا خلى من محبة فاطره وبارئه واله الحق اعظم من فساد البدن اذا خلى من الروح وهذا الامر لا وهذا الامر لا يصدق به الا من فيه حياة وما لجرح بميت ايلام نعم والمقصود ان اعظم لذات الدنيا هو السبب الموصل الى اعظم لذة في الاخرة ولذات الدنيا ثلاثة انواع فاعظمها واكملها ما اوصل الى لذة الاخرة. ويثاب الانسان على هذه اللذة ويثاب الانسان على هذه اللذة اتم ثواب. ولهذا كان المؤمن يثاب على ما يقصد به وجه الله من اكله وشربه. ولباسه ونكاحه وشفاء غيظه بقهر عدو الله وعدوه فكيف بلذة ايمانه ومعرفته بالله ومحبته له وشوقه الى لقائه وطمعه في رؤية وجهه الكريم في جنات النعيم النوع الثاني لذة تمنع لذة الاخرة. وتعقب الاما اعظم منها كلذة الذين اتخذوا من دون الله اوثانا مودة بينهم في الحياة الدنيا يحبونهم كحب الله ويستمتع ويستمتعون بعضهم ببعض. كما يقولون في الاخرة اذا لقوا ربهم ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله. ان ربك حكيم عليم. وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ولذة اصحاب الفواحش والظلم والبغي في الارض والعلو بغير حق وهذه اللذات في الحقيقة انما هي استدراج من الله لهم ليذيقهم بها اعظم الالام ويحرمهم بها اكمل اللذات بمنزلة من قدم بمنزلة من قدم لغيره طعاما لذيذا مسموما يستدرجه به الى هلاكه. قال تعالى سنستدرجه من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين قال بعض السلف في تفسيرها كلما احدثوا ذنبا احدثنا لهم نعمة حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين نعم كثير من الجهال يقول لماذا الكفار ممتعون في الدنيا وعندهم بهجة الدنيا ونظرة نظرة المناظر البهيجة وعندهم ثروات وعندهم وهم يكفرون بالله ولماذا المؤمن في ضيق وفي فقر وفي فاقة فبعضهم ربما يحمله هذا على الكفر او الشك في الله عز وجل ولا يدري ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء الدنيا يعطيها الله من يحب ويعطيها الله من لا يحب واما الاخرة فان الله لا يعطيها الا من يحب فالله يستدرج الكفار بهذه النعم ليزدادوا كفرا ليعظم تعظم عقوبتهم في الاخرة فلو لم يعطوا هذا لكان اسهل عليهم نستدرجهم فذرني ومن يكذب بهذا الحديث يعني القرآن سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم يعطيهم الله المهلة ويعطيهم الاعمار ويعطيهم الاموال. ان كيدي متين ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين والايات في هذا كثيرة فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء الله المخترعات والملذات والثروات والبلاد الطيبة اعطاهم الله هذا ليستدرجهم تزيد غفلتهم وتكبرهم وكفرهم حتى يأخذهم الله على غرة وهم ليسوا على شيء فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون ايسون من رحمة الله عز وجل لا طمع لهم في النجاة نعم وقال تعالى في اصحاب هذه اللذة ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وقال ففي حقهم ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات لا هذا استدراج ما هو ما هو بخير لهم هذا شر لهم يسارعوا لهم في الخيرات بل لا يشعرون نعم وقال في حقهم فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ليعذبهم بها في الحياة الدنيا. الاموال والاولاد تكون عذابا عليهم. يحرصونها ويتابعونها لان لا تظيع ويسهرون في جمعها ويخافون عليها من السرقة ويخافون من الخسارة في التجارة فهذا عذاب بعضهم ما ياكل شيء ولا يتلذذ بشيء وانما همه السعي في زيادة المال ويحرم من يحرم من التلذذ اما بانشغاله وعدم تفرغه واما بان يصيبه مرض يمنعه من الاكل ومن الشرب ويلزم الحمية ما الفائدة اذا تعب فقط ليعذبهم بها في الحياة الدنيا نعم وهذه اللذة تنقلب اخرا الاما من اعظم الالام. كما قيل. روح وخلاص لا بل تروح ويعقبها حسرات والام في الاخرة نعم كما قيل مآرب كانت في الحياة لاهلها عذابا فصارت في المعادي عذابا. نعم. عذاب يعني حلوة عذاب يعني حلوة صارت في الاخرة عذاب بفتح العين يعني يعني شقاء والام نعم النوع الثالث لذة لا تعقب لذة في دار القرار ولا الما. ولا تمنع اصل لذة دار القرار. وان منعت كمالها. وهذه اللذة التي لا يستعان بها على لذة الاخرة فهذه زمانها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها وهذا القسم هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل الا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبتهم امرأته فانهن من الحق اي نعم لان هذه من وسائل الجهاد في سبيل الله وهذا تمتعه بامرأته ايضا يمنعه من من التمتع بالحرام يعفه هذا شيء طيب نعم فما اعان على اللذة المطلوبة لذاتها فهو حق. وما لم يعن عليها فهو باطل فصل فهذا الحب لا ينكر ولا يذم. بل هو احمد انواع الحب وكذلك حب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفي. الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد