بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه وصحبته من خلقه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فان الله سبحانه وتعالى بعث نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام بالهدى وبالحق ليظهره على الدين كله والهدى والعلم النافع والخبر الصادق ودين الحق وما بعثه الله به من الشرائع المستقيمة والاحكام العادلة التي يتعبد بها المكلفون والاستقامة عليها سعادة الدنيا والاخرة وكل اخباره عليه الصلاة والسلام صدق وكل تعليماته وتوجيهاته وامنه ونهيه حق وعلم نافع وكل شرائعه التي بعث الله بعثه الله بها مستقيمة وعلى قول الحكمة والمصلحة العامة وكل احكامه عادلة هذا من اصابع حكيم عليم يعلم مصالح الايمان ويعلم ما يضرهم وما ينفعهم ويعلم ما يوصله الى الخير وما يدفع الشر عنه. ولهذا قال قال عز وجل في مواضع كثيرة ان ربك حكيم عليم. ان الله وكان عليما حكيم ان الله عليم حكيم. يبين لعباده ان كل ما يأمر به وينهى عنه ويدفعه بعباده او يقدره هو عن حكمة وعلم ليس في ذلك شيء من العبث والجهل فكل ما شرعه لعباده فهو حكمة وعن علم وعن غايات محمودة وكل ما يقدره لعباده فيما مضى وفيما يأتي منه عن عن حكمة وعلم ما عن عبث وجهل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهذه عيوب نافعة والاخبار الصادقة والشرائع المستقيمة والاحكام العادلة كلها تسمى دين الاسلام وادخلنا ايمانه وصلنا برا وتقوى والسماء هدى وصلاحا قال تعالى ان الدين عند الله الاسلام فالدين الذي ويتعبد به هو الاسلام وهو الايمان وهو البر والهدى وهو التقوى وهو الصلاح والاصلاح وهو ما بعثه الله به من العلوم النافعة والاخبار الصادقة والشرائع المستقيمة والاحكام العادلة ولهذا قال عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والله عز وجل اكمل لعباده دينه اليوم اكملت لكم بالله وما توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام الا وقد اكمل الله به الدين واتم به النعمة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي واعظم النعم نعمة الاسلام ولهذا قال واتممت عليكم نعمتي الى نعمة من حظي من حظي بها واستقام عليها ووفق لها تمت له السعادة في العاجل والاجل وفاز بالنعيم المبين وصار كل ما يناله في هذه الدار راحة في الحقيقة ونعمة في الحقيقة غفر له بالحقيقة لما يترتب على ذلك من الخير العظيم فان كان مما يرضاه ويسر به ويرتاح به فله فيه الاجر العظيم والخير كثير على عمله لله واخلاصه لله. وان كان ذلك مما يتأذى به ويشق عليه فله فيه الاجر العظيم على صبره وثباته وغيابه بالحق على ما تراه فيه من المشقة واذى الخوف وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام. هم خير الناس وافضل الناس واكبر الناس جهادا واعظمهم صبرا وصدقا فكل ما يناله في ذات الله لما هذه الاعداء مما يوليهم به الاعداء واما ينالهم من التعب في سبيل البلاغ والبيان كله لهم خير عظيم وفضل كبير من الله يأجرهم عليه ويثيبهم عليه ويرفع به الدرجات. وما يقدم له من اعمال صالحة ومن ابغا للرسالة واداء للامانة كل ذلك ايضا مما يعظم الله به اجورهم ويرفع به درجاتهم ويكونون اسوة لغيرهم في هذا وهذا ونبينا عليه الصلاة والسلام هو اكبر الانبياء والرسل وهو افضله وهو امامه وهو حي اللواء يوم القيامة لواء الحمد وهو خاتمهم عليه الصلاة والسلام وقد نالهم المشقة والتعب والاذى من اعداء الله ما بال وصبر على ذلك غاية الصبر حتى بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة واعن الله به دينه واتم به ورد به لامامه هذا الاسلام الذي تركهم عليه فجدير المؤمنين بجميع المكلفين ان يلتزموا هذا الدين وان يأخذوا به وان يلتزموه في جميع الاحوال في الشدة والرخاء اصطحابه المرض استعباده والاقامة في جميع الاحوال لكونه دين الحق ولكونه الدين الذي رضيه الله لعباده ولانه لا دين لله سواه. ولان به صلاح العباد في العاجل والاجل ولانه وسيلة الى السعادة الابدية والنجاة من باب الهوان والفوز من دار الكراهة وقد اخبر عليه الصلاة والسلام انه ما من خير الا دلت عليه الرسل واكلت اليه وما من شر الا حذرت منه وهو اكملهم في ذلك عليه الصلاة والسلام فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ما بعث الله من نبي انا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمون ولا ريب انه صلى الله عليه وسلم هو اكرم الانبياء بلاغا وبيانا ونصحا. فلا شك انه قد دلنا على كل خير لنا وانذرنا كل شر يعلمه لنا عليه الصلاة والسلام فالواجب على جميع المكلفين التمسك بما جاء به. والدعوة اليه والصر عليه والموالاة عليه والمعاداة عليه حتى الموت هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق السعادة فكل خير فيما جاء به ودعا اليه في الدنيا والاخرة وكل شر بما نهى عنه وحذر منه في الدنيا والاخرة وغد حصل بذلك تمام النعمة وكمال الدين فما بقي للبدع فحد وقدروها عظيم وعواقبها وكيف فاي مكان للبدعة وقد اكمل الله لنا الدين واتمد علينا النعمة وبلغنا نبينا عليه الصلاة والسلام كلما ينفعنا ويرضي الله عنه وبلغنا كل ما يضر الله يشهد الله علينا وكل ما يضرنا فزيادة لا محل لها واستدراك على الله وعلى رسوله عليه الصلاة والسلام واشارة الى ان هناك نقصا يحتاج الى تمام وهذا خطره عظيم والله عز وجل لا يعاقب عليه فله كمال مطلق في كل شيء والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فقد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وما ترك من سبيل يواصلون الى السعادة والخير والنجاة الا بينه وما ترك من سبيل يهدي الله في الشر والعذاب والعاقبة الوكيمة الا غياه وبهذا يعلم وان البدع لا محل لها وان خطرها عظيم وان شرها كبير وان عاقبتها ركيب ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد ونحن هنيئا بنا هذا ما ليس منه رد متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها. والمعنى ومعنى فهو ردد واذكر على من احدث واخرجه مسلم في صحيح ومن عمل عملا ليس عليه امرا فهو رد وعلقه البخاري رحمه الله في الصحيح من عمل عملا ليس عليه امر ورب وكان في خطبته يوم الجمعة عليه الصلاة والسلام يقول اما بعد فان ترى الحديث كتاب الله وقال هدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ظالمة هكذا يحذر الناس في يوم الجمعة يوم اجتماعهم اما بعد فان خير الحديث كتاب الله هو خير الكلام وخير الحديث ويرى الهدي يعني الدين والصيغة هدي محمدا عليه الصلاة والسلام وجر الامور يعني التي بين الناس ويتعاطاها الناس محدثاتها اذ ما احدثه الناس وكل بدعة ضلالة رواه مسلم في صحيحه زاد النسائي باسناد صحيح وكل ضلالات في النار والبدعة واهتمام الدين مما لا يشرعه الله عز وجل لا في كتابه ولا ولا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ولم كسنة وخلفاء الراشدون وهذا يقال له بدعة كل ما احدثه الناس انه يتعبد به يقال له بدعة الا اذا كنت ثالثا في كتاب الله او بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام او مما ارسلنا اليه الخلفاء الراشدون الاربعة مما لا يكلف مما لا سنة في كتاب الله ولا سنة رسوله عليه الصلاة والسلام لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المحبوب بل تمسكوا بها وعضوا عليها بالمواهب واياكم واهل هذه الامور. فان كل محدث بدعة وكل بدعة ضلال. هذا يبين لنا ان كل ما احدثه الناس في الدين في التعبد به والعمل به ورجاء الثواب فيه مما يخالف الكتاب والسنة ومما لم يسنه الخلفاء الراشدون فانه من البدع المحدثة ومن الضلالات التي يجب اجتنابها فان الدين ما السر في يعني عنوان هذه الكلمة خطر البدعة خطر البدع والكلام في افتتاح مكتبة علمية وهذا العمال ليس ولكنه من اصحاب المكتب من الذين دعوني لهذه الكلمة ان صاحب الفضيلة معالي الشيخ سليمان اول من انابه بذلك فاذا سئل عن هذا فالجواب فيما يظهر لي ان الذي وضع هذا العنوان لعله لاحظ ان بعض اهل البدع يحتجون على بدعهم في ايجاد مكتبات وايجاد المساجد وايجاد المدارس وايجاد الروبوت واشبه ذلك. فيقول لما تنكرون علينا ما نحدث من البدع كبدعة وبئة حينئذ اول ليلة من رجب وبدعة بناء بناء المساجد على القبور واشبه ذلك. يقول لما تنكرون علينا وانتم اوجدتم مكتوبات للعلم ووجدت مدارس التعليم للعجزة الى غير ذلك والجواب ان يقال ان ايجاد المكتبات للعلم وايجاد المدارس وايجاد الركن كل هذا ما جاءت به الشريعة ما امر به النبي عليه الصلاة والسلام. فبدل ما امر به كتاب الله عز وجل. فالله امر عباده بان يتعاونوا على البر والتقوى والرسول صلى الله عليه وسلم قال من من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجة متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومعلوم ما في ايجاد المكتبات من العون لاهل العلم حتى يتيسر لهم قراءة العلم والاستفادة من كتب العلم وكتب التفسير وكذلك ما في مدارس من تعليم الناس وانشادهم وتوجيههم فليست في المساجد تسع كل احد. وقد يقع من المتعلم فيها ما لا يرتضى. فدعت الحاجة الى ايجاد المدارس للتعليم وتنشئة آآ الاولاد وغير الاولاد باعتبار ايضا على ما يرضي الله ويقرب لديهم فهي محل تعليم للصغار والكبار والاميين والعلماء فمسألة واضحة والحاجة شديدة بل الضرورة وهكذا العجزة للفقراء والمساكين سكن لهم اعادة لهم على الخير ايذاء لهم وقد جاءت الشريعة ما يدل على رحمة الفقراء وايوائهم والاحسان اليهم وما في ذلك من الفظل العظيم والخير الكثير ففي نص كتاب الله يدل على هذا المعنى في ايات كثيرات. اذا قوله سبحانه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الاية وهكذا كل ما ينفع المسلمين كلكم داخل بهذا الباب من اصلاح الطرق وتوزيع الطرق وتسهيلها ومن اسباب حفظ الامن ولتنظيم الطرق الى غير هذا كله من باب المصلحة العامة للمسلمين وتهيئة اسباب السلامة اسباب تحصيل العلم ونفع الناس اما البدع التي احدثها الناس فكلها شر ادراك عن الله. فلماذا تبنى مساجد على القبور وقد لعن الرسول من فعل ذلك؟ قد لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورهم من المساجد هذه بدعة مصادمة لما جاءت به السنة. بل فيها لعن من احدثها وهكذا البناء عليها واتخاذ مصادر ايضا للسنة وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه نهى عن تجسيس القبور والبناء عليه والقعود عليها ولان ذلك من وسائل الشرك فاذا بناء على القبور واتخاذ قصر الباب عليها والمساجد من اعظم الاسباب للغلو فيها. ودعوة اهلها من دون الله والاستغاثة بهم والنفي لهم وزعم انهم ينفعون من استجار بهم او لجاء اليهم او نظر لهم الى غير ذلك. وهكذا ايجاد البدع الاخرى كالاحتفال بالموارد فانه شيء يحدثه اهله يزعمون انهم بذلك يتقربون الى الله بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر سيرته ونحو ذلك هذا الاولون قصروا في هذا وهم الاولون جهلوا هذا الاول متهمون بقصد نقص حبهم لرسول الله عليه والسلام وهدى الرسول قصر في البيان والدعوة حتى لم يبين ذلك لماذا لم يبين ويدعو ويقول احتفلوا بمولده وافعلوا كذا عنه كذا ولماذا لم يفعله الخلفاء الراشدون وهم خير الناس بعد الانبياء؟ ولهذا لم يفعله الصحابة غير الخلفاء هم خير الناس بعد الانبياء وبعد الخلفاء. ولهذا لم ولماذا لم يفعلهم القلوب المفضلة؟ لماذا؟ فعجب بذلك انه بدعة لا اساس لها ولا وجه لها وان ظنها كثيرا من الناس خلاف ذلك. فالميزان الله ورسوله كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. كما قال عز وجل فان تنازعتم في شيء والرجوع الى الله والرسول لا قال سبحانه ما اختلفتم في شيء فحكمه الى الله فهذا هو الميزان وهكذا جميع البدع التي احدثها الناس كبدعة لانحياء الليلة لاول مرة او اول اول ليلة من رجب ليلة الجمعة من رجب احياء ليلة النصف من شعبان الى غير هذا مما احلف الناس كلها كلها استدراك للواجب على رسوله وكلها توحي بشيء النقص في الدين يحتاج الى تكبير من هؤلاء والى رعاية من هؤلاء حتى يكملوا ما يرى انه ناقصا وما يرونه قليلا. نسي او جهل او غفل عنه او نحو ذلك مما قد يتعود على هذا المعنى. فالحاصل من البدع خطرها عظيم وشرها كثير كما المحاضرة ولهذا حرمها الله عز وجل ونهى عنها رسوله عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل امنهم شركاء شرعونهم من الدين ما لم يعلم به الله. قال ثم جعلناك على شريعة الارض فاتبعها. ولا تتبع اهواء انه ليوم اعظم من الله شئ. وسمعتم بالعام ما يأتي ويجري واسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا جميعا وسائر المسلمين الثبات على السنة والاستقامة عليها والموالاة عليها ومعاذاة ما يخالفها وان يوفق المسلمين جميعا للفقه في الدين والثبات عليه وان يرزق الجميع الاستقامة على الحق والهدى وان يوفق قادة المسلمين للحكم من شريعة الله والتحاكم اليها والرضا بها على ما سواه. وان يكثر بين المسلمين دعاة الهدى في كل مكان انه سميع قريب. وصلى اللهم صلي على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه